آرام الأول: نطالب الدولة التركية بالإعتراف بالواقع وقبول الحقيقة

الثلاثاء 24 نيسان 2012، آخر تحديث 13:59

حذر كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول في عظة القاها في قداس الهي بمناسبة الذكرى لـ97 للابادة الأرمنية من إن “تركيا بدأت بالتسلل ليس فقط إلى بلدان الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي، بل أيضا إلى قارات اوروبا وافريقيا وأميركا، مستخدمة إمكاناتها الدولية وعلاقاتها الدبلوماسية ونفوذها الإقتصادية بهدف إسكات صوت الشعب الأرمني المطالب بالعدالة”، لافتا الى إن “احفاد الدولة العثمانية، مرتكبة الإبادة الأرمنية، يتقدمون للعالم اليوم بأوجه مختلفة، تارة كمدافعين عن مبادىء الديموقراطية وحقوق الإنسان وطورا عبر لغة التهديد، أو مدافعين عن التعايش السلمي بين الأديان لينتهوا بوسيط شريف لحلول سلمية للأزمات والخلافات بين الدول”.
ودعا العالم العربي الى “الحذر من أن ينسى ماضيه، وأن اجداده أجداد هذه الدولة التركية التي أبادت وقتلت أباءك وأجدادك من مسيحيين ومسلمين، أجداد هذه الدولة التركية التي اضطهدت وأبادت الشعوب العربية لقرون متواصلة واليوم وبكل وقاحة ليس فقط تتسلل تركيا إلى العالم العربي وحسب بل وتعطي لنفسها دور القيادي والوسيط المصلح في المنطقة”، مشيرا الى إن “لتركيا في العالم العربي مصالح، نعرفها، ولكن ما هي مصالح الدول العربية في تركيا؟”.
واكد ان “الصداقة الشكلية لتركيا فهي كاذبة، عدائية ومضرة للعالم العربي ولقضيته”.
وتوجه الى اوروبا بالقول “حذار إن أهداف دولة تركيا في اوروبا والقارة الأوروبية واضح ومعروف من الجميع: تريد تركيا التسلل إلى الدول الأوروبية لإثبات وجودها الفعال هناك أيضا، لذا، وبالقدر التي نعرف تركيا نقول إن اوروبا ليست عالما مبنيا على مصالح إقتصادية وسياسية بل على قيم إنسانية، فكيف تعطى تركيا دور في عالم مدافع عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان عندما تسجن وتضطهد في تركيا المفكرين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وهي تتنكر حتى الآن لحقوق الأقليات ولجريمتها الموصوفة أعني الإبادة الأرمنية؟”، معتبرا أن “تركيا تصرف أموالا طائلة وتخطط وتجاهد لتضليل الرأي العام الدولي”.
وأبدى ملاحظات عدة قائلا: “بالأمس كان رئيس وزراء تركيا يسأل ساخرا: “يتكلم الشعب الأرمني عن مليون ونصف مليون شهيد. أين هم مدفونون هؤلاء الشهداء؟”، لافتا الى إن “الجواب على هذا السؤال معروف من الجميع لا سيما المسؤولين السياسيين والشعب التركي: فبدءا من ليلة 24 نيسان 1915 أبيد الشعب الأرمني في اسطنبول وقرى وبلدات كيليكيا وأرمينيا الغربية اي الأناضول، ومعظم هذه القرى والبلدات يحمل أسماء تركية حاليا، وحتى دير الزور في سوريا، المحطة الآخيرة لحلقة المجازر الشنيعة، أبيد الكبير والصغير، النساء والأطفال، المفكرون ورجال الدين، ذبحوا على يد الجيش العثماني بأمر صارم من الحكومة التركية المركزية. إن رفات شهدائنا تبقى غير مدفونة على أرض تركيا كما على رمال وصحراء دير الزور، وقلة من هذه الرفات أحضرت العام 1935 إلى الكاثوليكوسية وهي معروضة هنا في مزار الشهداء: هذا ليس خيالا، كما تدعي تركيا، بل حقيقة لا تنكر”.
أضاف: “المسؤولون الأتراك يرددون نفس النغمة أينما كانوا وللجميع أنه “يجب على المؤرخين أن يدرسوا هذا الموضوع”، فهم يخطئون كثيرا في هذا، يعرفون جيدا أنه ليست هناك ضرورة للمؤرخين”، لافتا الى ان ” هناك إثباتات صارخة ودامغة من مصادر ووثائق أرمنية ودولية وحتى تركية، تثبت أن إبادة منظمة قد حصلت لذا، إن إبادة الشعب الأرمني عام 1915 ليست موضوع دراسة وبحث أكاديمي بل واقع تاريخي لا يمكن إنكاره، وبقدر ما تنكر دولة تركيا هذا الأمر، تبقى الحقيقة حقيقة وواقعا”، مشيرا الى ان “ارتكاب الإبادة ضد الشعب الأرمني ليست دينية وقد تعايش الأرمن والمسلمون بسلام على مر العصور والقرون، كان للابادة الأرمنية أهداف سياسية وإتنية في سياق حلقة ومخطط السياسة البانتورانية التوسعية لذا، إن تطلعاتنا العادلة نحو أصدقائنا العرب ودول غربية، من مسيحيين ودول عربية وإسلامية، أن يكونوا مدافعين عن الحق والحقيقة وأن يبقوا إلى جانب العدالة غير آبهين أو متعاطفين مع المواقف الديبلوماسية التركية وغير آبهين بلهجة الأتراك التهديدية”.
واكد ان “الرئيس التركي عبد الله غول يتوجه إلى رئيس دولة كبيرة بعصبية قائلا: لقد سئمنا من رفع موضوع المسمى الموضوع الأرمني”، ونحن نقول: إذا تركيا سئمت وتعبت، فنحن لم نيأس ولن نيأس من المطالبة بحقوقنا المشروعة طالما لم تتحقق العدالة للشعب الأرمني. ليس لنا أعداء، ولا مصالح، لنا حقوق نطالب بها. ندافع عن حقوقنا ليس فقط في 24 نيسان بل على امتداد أيام حياتنا كلها”، مطالبا “الدولة التركية الحالية المكملة لتركيا العثمانية، بالإعتراف بالواقع والتاريخ وقبول حقيقة الإبادة الأرمنية. كما اننا نطالب بالتعويض، بكل ما لهذه الكلمة من معنى، لإسترجاع أراضينا المسلوبة كما وطالب باسترجاع كل اراضي وأملاك الكنيسة والاوقاف الأرمنية، كما عودة الأرمن إلى وطنهم الأم”.
وسأل: “لماذا تقرر الدولة التركية إعادة أملاك واراضي أوقاف الأقليات ما بعد 1936 فقط وتغض الطرف عن كامل حقوق والآف الاراضي للشعب الأرمني لفترة 1915 – 1920”.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *