¨كلمة البطريرك ساكو في قداس اختتام المؤتمر الثاني للتعليم المسيحي: “أفضّل أن نستخدم كلمة تربية على كلمة تعليم، فالإيمان ليس مجرّد معلومات”

 

الأب ألبير هشام – مسؤول إعلام البطريركية الكلدانية: ندرج أدناه كلمة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو في قداس اختتام المؤتمر الثاني للتعليم المسيحي الذي احتفل به اليوم، السبت 21 أيلول، مع سيادة المطران شليمون وردوني، المعاون البطريركي، وسعادة السفير البابوي في العراق جورجو لنغوا، وعدد من الآباء الكهنة وبحضور الأخوات الراهبات والمشاركين في المؤتمر من معلمي ومعلمات التعليم المسيحي. وقام غبطته مع سيادة المطران وردوني وسعادة السفيرفي نهاية القداس بتقديم الهدايا التقديرية للمحاضرين والمداخلين وللجنة التنظيمة للمؤتمر.

إليكم نصّ كلمة غبطته:

“آمنتُ ولهذا تكلمتُ” (مزمور 116/ 10)

الإيمان هو مثل الحبّ، ينشأ في القلب المنفتح، وينمو بعلاقة حيوية وجدانية في كلّ لحظة. يقول إرميا: “استغويتني يا رب فتركت نفسي استغوى” (20/ 7). وجاء في موشحات سليمان: “أحبُّ حبيبي وتحبُّه نفسي، وحيثما راحتُه أكون أنا. مُزجِتْ به لأن المُحبّ وجدَ المحبوب. مَن انضمّ الى من لا يموت، صار هو أيضًا غير مائت، ومن يُسرّ بالحياة يُصبح حيًا”.

نخطأ عندما نفكر أن الإيمان هو مجرّد معلومات أو عقائد نتعلمها ونقبلها آليًا. الإيمان لقاء وعلاقة وإذا لا يكون هناك جانب شخصي في إيماني، فأكون قد فقدت الجانب الأهمّ. هذا الإيمان الصوفي – الوجداني يجدد حياتنا الفردية والجماعية والكنسية ويجدد نظرتنا إلى الوجود والمستقبل. يجب أن نغيّر المفاهيم (أفضّل استخدام كلمة “تربية” على “تعليم” لأن الإيمان لا يُعلّم بل يُعاش وينمو فينا).

والإيمان مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالرسالة، بنقل ما بُشرنا به وما اختبرناه وعشناه. انظروا التلاميذ الأوائل وتلميذي عماوس والسامرية والاعمى من مولده ومريم المجدلية راحوا يحكون للاخرين ما اختبروه.

هذا يعني أن كل مؤمن هو رسول، لا فقط في الكنيسة والتعليم الديني، لكن أيضًا وأكثر في عملنا، في مجتمعنا، فنجعل الإيمان ثقافة وحضارة، ولغة جديدة، وممارسة خصبة، ولقاءً مفرحًا، وحياة متدفقة.

على المسيحيين العراقيين أن يواصلوا شهادتهم في وضعهم الواقعي وعلى الرغم من الصعوبات والمعاناة ينبغي أن يكونوا علامة حقيقية للأمل والسلام لمواطنيهم، وأن يجتهدوا لتحسين الحوار والتفاهم على أساس حقوق الإنسان والقيم الدينية، وأن ينخرطوا أكثر في نشاطات الثقافة والمجتمع والسياسة. هذا أيضًا جزء من إيمانهم ورسالتهم كما يؤكد الإرشاد الرسولي “الكنيسة في الشرق الأوسط”: “فلتتمكن إخوّة المسيحيين من أن تصبح، بشهادتها، خميرة في العجين الإنساني! وليتمكن مسيحيو الشرق الأوسط، الكاثوليك والآخرون، من أن يقدموا في الوحدة وبشجاعة هذه الشهادة، غير السهلة، إنما المعظّمة، من أجل المسيح، لنيل إكليل الحياة إنّ الجماعة المسيحية بأسرها تشجعهم وتدعمهم. لتكن المحنة التي يعيشها بعض إخوتنا وأخواتنا سببًا في تقوية الأمانة وإيمان الجميع ! (الرقم 99).

وهنا من كل قلبي أودّ أن أذكر في هذا القداس وأشكر كل المنشطين والمعلمين المرسلين والمرسلات، الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين وأدعوهم إلى أن يعيشوا بفرح خدمتهم وتبشيرهم. وأذكر بنفس كلمات قداسة البابا في رسالته بمناسبة يوم الرسالة: “أحث المرسلين والمرسلات، لاسيما الكهنة والمؤمنين العلمانيين ليعيشوا بفرح خدمتهم الثمينة هذه في الكنائس التي يُرسلون إليها ويحملوا فرحهم وخبرتهم إلى الكنائس التي ينتمون إليها”. بالرغم من الصعوبات والتحديات التي قد تقابلكم في كثير من الأوقات، لكن المسيح القائم يؤكد لكم: “تشجعوا، أنا غلبت العالم” (يوحنا 16/ 33).

كونوا علامة رجاء للكل. ولترافقكم أمنا العذراء مريم، وليبارك الرب كلّ مبادرة وكل عطاء لخدمة الرسالة والبشارة.












You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *