يسوع عند بيلاطس / الشماس سمير كاكوز

 

يسوع ان انتهت مهزلة المحاكمة في مجلس حنان وقيافا ارسل الى المحاكمة الرئيسية الى المدعو بيلاطس البنطي والى دار الحاكم او احتمال ساقوا يسوع الى قلعة انطونيا . 

نتامل في فكرنا قليلا كيف ساقوا يسوع من قيافا الى بيلاطس ساقوه بالضرب والاهانات والشتم والبصق والكلمات الغير اللائقة . بيلاطس هذا كان يكره الشعب اليهودي كما ورد في لوقا 13 / 1 لما خلط دماء الجليليين بدماء الذبائح . في قديم الزمان كان الناس يعتقدون ان المصيبة تنزل على جماعة الاكثر خطاة . يسوع يرفض هذه الفكرة وهذه المقولة في نظر يسوع الناس كلهم خطاة وكلهم يحتاجون الى توبة والا هلكوا مثل ما هلك هؤلاء .  كان حاكم ما بين عام 26 والى عام 36 . وكان غير محبوب من قبل اليهود وحسب المفسرين انه سرق خزائن الهيكل وسرق اموال كانت لبناء قناة مائية . 

بيلاطس لما وقف يسوع امامه ليحاكمه وبالرغم انه يكره اليهود وجد يسوع انه بريئا من كل التهم . كان الفصح قريبا والحراس الذين جلبوا يسوع كان وقت الفجر . ظلوا واقفين امام الباب ولم يدخلوا مع يسوع بسبب ان لا يتنجسوا ولا يتمكنا من اكل الفصح . 

بيلاطس تم ابلغه بانه يوجد جماعة امام الباب في الحال خرج اليهم وسالهم بماذا تتهمون هذا الرجل هنا المحاكمة تختلف عن المحاكمة السابقة والسبب هو مصلحة بيلاطس فوق مصلحة العدالة . كيف لما قالوا اليهود لبيلاطس ان اطلقت هذه الرجل فلست محباً لقيصر . هنا كان من حق اليهود رجم أو قتل يسوع ولكن كون القرار الاخير هو للسلطات الرومانية فعليه يسوع كان قرار الحكم هو الصلب. 

بيلاطس قال لليهود خذوه انتم وحاكموه حسب شريعتكم . اجاب الجموع الواقف بجانب وخلف يسوع ومن كان مويدا ومن كان معارضا لا يجوز قتلا أحدا لان لو كان قتل يسوع رجما لما احتاجوا الى قرار بيلاطس كما ورد في سفر اللاويين 20 / 10 و سفر تثنية الاشتراع 22 / 22 – 24  ما معناه ان يسوع عرف وتنبأ واشار الى الميتة التي سيموتها . 

بيلاطس لم يقتنع بكلام الجموع بسبب صياحها القوي ويصيحون اصلبه اصلبه . اخذ يسوع ودخل معه الى الداخل مع عدد من جنوده واليهود لكي يستوجب عن الجريمة التي اقترفها . السؤال الاول بيلاطس سال يسوع أأنت ملك اليهود . هنا سؤال بيلاطس ملك فهما بان يسوع يثير اضطراب وبلبلة في اليهودية وان يسوع جمعا واجتمعا بانصاره  يكرهون الرومان ولكي يطيحون بالحكم الروماني هذا ما فسره في عقله بيلاطس لما قال ليسوع أأنت ملك اليهود . 

جواب يسوع كان بكل بساطة هل قالوه لك اناس اخرين أم انت من نفسك تقول . بيلاطس لم يفهم القضية كلها من اليهود بل اكتفى ان يسوع يثير بلبلة بمعنى ان بيلاطس وقعة في ورطة وموقف محرج من اليهود لم يتمكن الخروج منه . اذا ماذا كان جواب بيلاطس ليسوع ان عظماء الكهنة وشعبهم اسلموك الي . 

بيلاطس ظل في حيرة من اتهامات اليهود ليسوع لانه لم يقتنع بها أبداً مع العلم كان جواب يسوع ان مملكة يسوع ليست من هذا العالم لان مملكته لا تحتاج الى القوة والعنف كما يستعملوه البشر . مملكة يسوع نالها من الله وتتميز عن مملكة البشر . 

بيلاطس بعد جواب يسوع لا يعرف ما يجاوبه والسبب هو لم يجد اي علة او ذنب قد أقترفها يسوع . 

بيلاطس رجع وسال يسوع عن الحق لان يسوع قال له كل من كان من الحق يسوع صوتي . هنا الجواب متى كان يعرف بيلاطس لانه هو اصلا لم يسوع صوت ولم يشاهد اعماله ومعجزاته فمن اين يعرف الحق وحتى أن سمع وشاهد أعمال يسوع لا يهمه هذا الشيء المهم عند كرسيه الجالس عليه . ما معناه ان سؤال بيلاطس كان به نوع من الاستهزاء والسبب هو انه مباشرة خرج الى اليهود . 

بيلاطس في الاخر يعترف ببراءة يسوع كما ورد في يوحنا 19 / 4 . بيلاطس كان هدفه اطلاق يسوع ولا يريد محاكمته . كيف يصدر قرار حكم على انسان ليست عليه تهم . لكن اليهود الذين جلبوا يسوع له اصبحا الامر والسيطرة خارج نطاق يديه بسبب صياح وغضب الجموع من يسوع . بيلاطس في بداية الحكم أمر بجلد يسوع فقط وأطلاق سراحه وفي أعتقاده سوف يرضون بهذا الحكم ولكي يطلق سراح يسوع . لكن اليهود لم يقبلوا بهذا القرار بسبب من أن اليهود اعتبروا يسوع انه خطر عليهم وعليه يستوجب الموت والصلب . اليهود هددوا بيلاطس بانك سوف تصبح ليس من محبي القصير . 

بيلاطس في الحال ارتعش وخاف من هذا الكلام والتهديد لانه في الاصل يريد أن يبقى من محبي قصير وأعوانه فاضطر الى أصدار قرار الحكم بموت يسوع .  

بيلاطس اصدر القرار بصلب يسوع واطلاق سراح احد السجناء بدلا عن يسوع والصلب كانت وبحسب العلماء عادة شرقية فاخذها الرومان ومارسوه في اصدار الحكم ضد المتهمين . بمعنى اخر ان اليهود الذين شاهدوا اعمال يسوع ومعجزاته فضلا لصا على يسوع . يا لقساوة هؤلاء الناس انذاك . يسوع الذي كان بينهم يشفي امراضهم ويقيم موتاهم وكثير من المعجزات الاخرى يسلم ليصلب . بيلاطس انتهى الامر والمحاكمة المزيفة اسلم يسوع ليجلد ويشتم طبعا هذا حدث قبل المحاكمة . متى ومرقس كان جلد وشتم يسوع قبل المحاكمة . بيلاطس كانت له الصلاحية بان يطلق صراح يسوع لكنه أحب مجد العالم وشهواته أكثر من محبته لله ويسوع . هذا الشيء يحدث عندنا أيضا تجدنا نفضل مصالحنا ونقتدي بها أكثر ما نقتدي بامور الله . 

في انجيل لوقا يذكر ان المدعو بيلاطس اراد يسوع يعاقبه قبل الحكم . في يوحنا كانت فكرته غير ذلك وحسب صلاحيته اراد انهاء هذه مهزلة المحاكمة بان يجلد يسوع ويطلق سراحه . فكرة بيلاطس هذه فشلت لان يسوع في عذابته وجراحه وصلبه وموته وقيامته سوف يفتح الملكية المسيحية . نذكر شيء اخر برابا ليس معناه سارق او لصا بل كان مع جماعة اخرى تعمل ضد السلطة الرومانية اسلوبه العنف والقتل مثل الغيورين الذين كانوا اسلوبهم العنف . العالم اختار الانسان الذي يشبهه وهذا ما يتنافى مع يسوع اختار القتل والعنف . يسوع لم ياتي ليقتل بل ليموت فداء عن الامة وليجمع ابناء الله المشتتين . في الاصحاح 19 / 12 بيلاطس حاول مرة ثانية اطلاق يسوع لكن مع الاسف الجموع هددت بيلاطس بكل قوة وعزيمة ان اخليت سبيله فلم تكون محبا لقيصر . هنا بيلاطس خاف جدا لان يقلع من منصبه واراد ان يبقى صديق ومحب قيصر . بمعنى فضل مصالحه على مصالح الله . كم منا يفعل نفس الامر يفضل رغباته ومصلحته على يسوع . بسبب انه يفكر بدون الماديات والحياة المزيفة لا يمكنه ان يعيش . يسوع يريد منا ترك كل شيء من اجله ولكسب الملكوت . وكما قال له المجد بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا .         

الشماس سمير كاكوز 

المانيا ميونخ 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *