يابنات حواء – منكن نتعلم الرومانسية

فكرة الموضوع ولدت قبل عدة أشهر جراء تحقيق أجراه موقع العربية لم أوفق في العثور على رابطه

كما وأنصح من تتقزز نفسه من بعض الكلمات المقرفة، عدم قراءته

وردة صغيرة مع إنحناءة وقبلة في اليد ترافقها كلمات ناعمة ومعسولة بين مشتاق وحبيبتي وقلبي، هذا ماتريده الزوجات العزيزات من أزواجهن!

مطعم هاديء مع موسيقى ساحرة وشمعة تتوسط الطاولة تنعش وترطّب ما جفّ ويبس في تجويفات القلب، ومن بعدها أيام راحة كي لايفسد الخيال لتُرسم البسمة على  شفاههن أطول وقت ممكن.

وقوف فوق تلة مطلة على البحر، وأشجار تحيط بالمكان، مع نسمة هواء عليل يحرك خصلات الشعر الطويل، والزوج يمسك بيدها تارة، ويلامس خصرها ويحضنها تارة أخرى، فهذا سيأجج مشاعر الحب ويلهبها.

كل ذلك سمعه الرجال وأكثر، إنما النساء لايدركن صحة المثل القائل (من شبّ على شيء شاب فيه)! فمن أين نحصل على تلك النعومة وبأي مدرسة نتعلمها؟

لقد ترعرعنا منذ صغرنا كيف نأكل التشريب (الثريد) باليد! وسيعرض نفسه للسخرية من يستعمل الملعقة! أو يتلقف الطعام بأطراف أصابعه كونه يتوجّس من استعمال كل كفه (مثل الچمچة)!

وتعلمنا كيف نسعل بصوت خشن تهرب منه البلابل من على الأغصان!

والبعض يتفنن بالبصاق على الأرض بعد سحبه وهو لزجاً أخضراً، وكأنه (خشمة) ماكنة لشفط المياه في عمق!

وتعلمنا لعب كرة القدم حفاة! والمصارعة في الهواء الطلق على رصيف ترابي مليء بحصاة تنخر ألأجسام! ولم نكن ننهض على صوت فيروز أثناء الخدمة العسكرية بل على  جعير أحد أصحاب الخيوط (عريف او نائب ضابط يكرم السامع) وهو ينادي بصوتً منكَر، وما زال يخدش مسمعي بعد عشرين سنة!

مارسنا هوايتنا المفضلة بملاحقة القطط ورميها بالحجر، وضرب الكلاب السائبة بالقناني، وما أن يشاهد شخصاّ ما كلبا أو قطاً اعرجاً او اعوراً حتى قالوا: زيد او عبد الرحمن فعلاً ذلك!

إحترفنا ضرب الصراصير بـ (نعال أبو الأصبع) وجعلها مساوية لسطح الأرض، يظهر بسببه كل أحشائها ونحن نستمتع بالمنظر الخلاب! والسحالي ( أبو بريص ) فلها ذكريات مأساوية معنا وغريبة عن الإستيعاب، إذ طالما هربت بعد ملاحقتها بأحذية مثقوبة في أسفلها وكأنه ثقب الأوزون، وإن لم تمت بـ (لطشة) فحتما ستموت بالريحة!

عدا الضفادع في البرك وفي المياه الآسنة وتعرضها لشتى أنواع العقوبات، منها الحرق لو قطعها لأجزاء، وأنعمها سجن انفرادي في (شيشة معجون) نصفه ماء ومثقوب من الأعلى حتى يأخذ الله أمانته!

حتى في الموسيقى فنحن نقول بأن فلان يدق ( يدُك ) على الكيتار مثلاً! وهذا مايغضب الموسيقيين لأنه عزف وليس (دك)، والدَك من المدكوك وهو مادك به الشيء (الطخماخ نموذجاً)

كل ذلك وغيره الكثير مما تعلمناه وتطبعنا به في ممارساتنا اليومية المعتادة أيام الخزعبلات، والجنس اللطيف يطالبنا بالرومانسية! وكأنهن قد تزوجن بكازانوفا، او جورج كلوني، وقد زادت مطالبهن بالرومانسية بعد المسلسلات التركية، حيث مهند يبكي لفراق نور، ويحي يقبل يد محبوبته دون غسل،  وفاقهم المدعو اسمر بأشواط  مع سعيدة الحظ غزل. وكأن أبطال تلك المسلسلات يمارسون ذلك في حياتهم اليومية!

ومع ذلك فنحن نقبل بالرومانسية لكن ذلك ليس بالسهولة، فعليكم إذن مساعدتنا على ذلك وستجنون الثمر حتماً وإن كان بعد حين، أو قد يكون في أجلاّ غير مسمى، إنما لايأس مع الحياة ولاحياة مع اليأس، (مو هيج كالوا الأسلاف؟)

حاولوا فقط بجدية ومثابرة والباقي إتركوه للزمن، لكن كيف ذلك ؟

أعتقد بأن خطوات تلك المغامرة الجميلة ليست بالصعوبة البالغة، لكنها تحتاج إلى عمل يومي دؤوب، فنجاح تلك الخطوات يعمتد على أنوثتكم فقط (لو هاي همّين نسيتوها؟).

مثلاً الطعام المشترك على طاولة تتوسطها شمعة أو باقة ورود في أناء، مع ترتيب المائدة وبحسب الأتكيت، مع كأس نبيد بدل المشروبات الغازية التي تجعلنا نصدر أصوات من الفم لاتستلطفونها، ومن لايقبل بالنبيذ لسبب ديني أو صحي فما الضير بوضع كأس ماء مع قطعة ليمون، يمكن سنستهزأ مرة ومرتين او عشرة، وسنضحك عليكم قليلاً (ونخرب ضحك مرات)، إلا إننا  سنحب ذلك بالتأكيد.

الإستماع الى الموسيقى والأغاني الهادئة مع تخصيص وقت للمطالعة، سيروض الفكر ويشرح الروح، مع تعطير البيت بأنواع الطيوب.

الحديث بصوت هاديء في أمور مختلفة من الحياة وعدم رفع حدة الصوت مطلقاً (يعني بلة سفاهة وقرجيات لدى بعض النسوة) مع رفع الحضر على أهالي الطرفين وأقربائهم دون المساس لأي منهم (يمكن هاي لعبت نفسكم)، وكذلك عدم جلب سيرة فلان وعلان، بل بمواضع تساهم في بناء العائلة والمجتمع.

حتى في تجمعات النسوة، فليكن الحديث بأمور نافعة وليس (نبش وشرشحة) من ليس في الجلسة  (يعني بدون قشبة) وإن كان ذلك ضرب من الخيال، وهذا سيساعد على تجاوز الأمور التافهة، والتفاهة ضد الرومانسية .

يعني وبإختصار شديد، نحن معشر الرجال العظام،  لا يمكننا أن نكون رومانسيين من تلقاء ذاتنا (لا لو يحظر الحُرّ)، وما أكتسبناه من عادات، فهي بعيدة كل البعد عن حلمكم هذا، لكننا ممكن أن نكون أن أصبحتن أنتن  رومانسيات (بس لت واحد يكل واصل جايك)، فإن أردتم أن نكون كأسمر  التركي، فعليكن أن تكونوا مثل غّزل معشوقته.

زيد غازي ميشو

22-04-2016

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *