واقع كردستان ومستقبلها المجهول.. والحلول الموضوعية

من خلال المتابعة الموضوعية لأقليم كوردستان والوضع الأنساني الذي يمر به الشعب الكوردستاني ، بمختلف مكوناته القومية والأثنية لا يبشر خيراً على المدى القريب والبعيد ، نتيجة الفساد المستشري في الجهاز الأداري من جهة والمعاناة الأقتصادية والمالية وسوء تصرف الحكومة وعدم الأسترشاد في أدارة أمور الأقليم ، مما ولد تعطل الحياة وشللها الملحوظ في مجمل الحياة العامة ، بالأضافة الى الصراع القائم والمتواصل وعدم التفاهم وفي أحيان أخرى التقاطع بين الحكومة الأتحادية وحكومة الأقليم.
مما زاد في الطين بلّة هو الصراع الحاد والواضح بين القوى السياسية الكردية حباً وطمعاً بالسلطة ، فالقوى السياسية الكردية المتنفذه الحاكمة في صراع متواصل ودائم على حساب القوى السياسية وعموم شعب كردستان الحريصة والنزيهة المغيبة والمبعدة عن الحدث وتأثيراته ، رغم نضالها وبصماتها الواضحة عبر الثورات والأنتفاضات الكردستانية منذ بداية القرن الماضي ولحد اللحظة بطرق وأساليب متنوعة غير مجدية ومخفقة في مجمل الحياة العامة ، وهي حالة مدانة ومؤسفة حقاً ولا يحمد عقباه في المنظارين البعيد والقريب ، وبحق وحقيقة أستمراره يعتبر أنتحار سياسي وشعبي لا يحمد عقباه ونتائجه ومخلفاته على عموم الشعب المتواجد في أقليم كوردستان.
التاريخ الكوردستاني مليء بالكوارث المتوارثة بفعل الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة في العهدين الملكي والجمهوري في القرن العشرين ، بالأضافة الى دور تآمري وخيانة لقسم من الفصائل الكردية نفسها المتعاونة مع تلك الحكومات الآنفة الذكر طيلة ما يقارب أكثر من مائة عام خلت ، وما يؤسف له حقاً أن تلك القوى الخائنة هي المقربة حالياً للحكومات المتعاقبة في أقليم كردستان ما بعد أنتفاضة الشعب الخالدة عام 1991 ، وتلك القوى الكردية التي عملت بأزدواجية واضحة المعالم وعلى المكشوف في خدمة أعداء الثوار الكوردستانيين ، من العرب والكرد والكلدان والتركمان والآثوريين والسريان والأرمن وغيرهم ، الذين قدموا الدماء السخية من أجل الحق والعدالة الأجتماعية وحرية وسعادة شعب كوردستان خصوصاً والعراق عموماً ، في الخلاص من النظم الأستبدادية الفاشية الدكتاتورية التي جلبت الويلات والدمار وسريان الدماء في العراق عموماً وكوردستانه خصوصاً.
وهكذا أشتد ويشتد الصراع بين القوى الكردية من أجل مصالحها الخاصة بعيداً عن الشعب الكوردستاني ومستقبله الواعد في تقرير مصيره ، فالصراع قائم ومفتعل منذ تشكيل الأتحاد الوطني الكوردستاني عام 1975 وما قبله ولحد الآن ، ماراً بمنعطفات مأساوية ودماء غزيرة عبر المسيرة الشاقة للشعب الكوردستاني خصوصاً والعراقي عموماً ، بنضال صعب دامي للخلاص من الدكتاتورية الفاشية لعقود من الزمن العاصف لغاية القرن العشرين وحتى بداية الواحد والعشرين.
الرابط أدناه يتكلم عن الصراع من أجل المنافع الحزبية بين اوك وحدك ، كما والأزمة الراهنة بين أوك والتغيير والقوى الأسلامية من طرف وحدك من الطرف الآخر ، فقيادة كوردستان تفتقر لألتزامها بالمواثيق والأعراف الديمقراطية في تداول السلطة سلمياً ، وتحويل الأقليم الى حكومة مدنية ديمقراطية تعمل من أجل مصالح الشعب الكوردستاني بما في ذلك تقرير مصيره على الأرض الكوردستانية الممزقة في دول الأركان الأربعة.
http://www.kaldaya.net/2016/News/01/11_A3_IqNews.html
وبموجب التقرير الذي أصدره أكرم حمو ، تبين أن حكومة كوردستان تصدر أكثر من نصف مليون برميل يومياً والخزينة خاوية ، دون صرف رواتب لعموم موظفي الأقليم ، والشعب الكودستاني يهاجر بشكل مستمر وخصوصاً الشباب الكردي العاطل عن العمل مع معاناة كثيرة اليكم الرابط أدناه:
. http://www.kaldaya.net/2016/News/01/13_A2_IqNews.html
بالتأكيد الوضع القائم لا يبشر خيراً في المنطقة الملتهبة عموماً ، بسبب الصراعات الداخلية في الأقليم الجنوبي لكوردستان الكبرى داخلياً ، وخارجياً الصراع الدائر بين عموم القوى الكردية في الأقسام الأخرى شمالاً وغرباً وشرقاً ، وهذا ما لا يحمد عقباه على المديين القريب والبعيد والتي تعتبر كارثة يتحملها الشعب الكوردستاني بجميع مكوناته القومية والأثنية دون أن تشعر مأساة الشعب من قبل القيادة العراقية والكوردستانية ، وعليه هو الآن يختار طريق الهجرة المتواصلة من أرض كوردستان عموماً والأقليم العراقي خصوصاً.
العلاج والحل:
على القياداة الكوردستانية الأجتماع الفوري للألتقاء على قاسم مشترك أصغر بأقرب وقت ممكن ، للوصول الى مؤتمر شعبي عام يشمل الجميع في أركان كوردستان الأربعة ، وطرح مشروع منهاج وبرنامج عمل وطني أستراتيجي جديد يرعي جميع المكونات القومية والأثنية والدينية في التعائش السلمي ضمن قانون ودستور ومواثيق وأسس عادلة ، يخضع الجميع لها ويعملون من أجل نجاحها بشفافية ومصداقية بنكران الذات والمصالح الخاصة الحزبية والقومية والأثنية والدينية ، وصولاً الى دولة مدنية ديمقراطية يتعائش الجميع بسخاء ورخاء ، يقوم على السلام والتسامح والمحبة وحرية الفكر والتعبير وقبول الآخر ، مع زرع الثقة المتبادلة من جميع النواحي الفاعلة ، السياسية والأقتصادية والمالية والأجتماعية والثقافية والتعليمية ، وقانون ودستور عادل منصف شعبي متفق عليه ومقر برلمانياً وشعبياً ، أحتراماً للحياة العامة لخلق نظام متطور تقدمي بعيداً عن الفوضى العارمة ، لسلام دائم خارج العنف والعنف المضاد ، والقبول بالعيش المشترك بحقوق عادلة ومنصفة بعيداً عن التحزب والعشائرية والعائلية والمحسوبية والمنسوبية وصولاً الى مجتمع حضاري يعي حقوق الناس العادلة ومساواتها ، لتكون المواطنة أولاً ، لبناء دولة المواطنة المدنية الديمقراطية ، يعي المواطن حقوقه وينفذ واجباته على أكمل وجه ممكن في الأخلاص والتضحية من أجل عموم الشعب على تربته الغالية ، فلا حقوق قومية وأثنية من دون التغيير الجذري للحكومات المتعاقبة داخل كوردستان والحكومات المجاورة لها في أركانها الأربعة المتواجد شعبنا الكوردستاني ضمن المكونات الأخرى.
وهنا لابد من أيجاد ركائز أنسانية في الأركان التالية:
1.الضمان التعليمي العام لعموم الشعب وفرض المرحلة الأبتدائية في التعلم ومحو الأمية على عموم الشعب ومجاناً في كافة مراحل التعليم ، ليكون الأقليم الكوردستاني نموذجاّ صالحا وفريداً يقتدى به.
2.الضمان الصحي العام لعموم الناس المتواجدين على الأرض دون أستثناء لأحد أو التفريق بينهم ومجاناً ليكون نموذجاً صارخاً لحياة صحية جديدة.
3.الضمان الأجتماعي للعاطلين عن العمل تهتم السلطة بأمورهم المعاشية والخدمية والسكن اللائق بهم.
4.فرض الضرائب التصاعدية على المنتفعين وأصحاب الأعمال المنتجة وفق الدخل المرتفع ، لخلق موازنة في المعيشة العادلة لعموم الشعب الكوردستاني.
5. خلق مناخ وجو آمن وأمين وسلام دائم قائم في كوردستان ، والحرية الأنسانية ومحبة الناس جميعاً بغض النظر عن الدين والتدين من عدمه أو أختلافه وتنوعه ، لتبقى العلاقة بين الفرد وآخرته دون فرض أو أكراه وحرية الأختيار الديني للأنسان وعلاقته الخاصة بين الأنسان والخالق.
6.عدم المزج بين السياسة والدين (الدين بين الله والأنسان والأرض في الوطن للناس أجمعين)
7. التداول السلمي للسلطة وفق القانون والشرائع المتفق عليها دون أكراه أو تفريط أو تعكير أو أقصاء أو الغاء والخ أحترماً للمباديء الديمقراطية العادلة والمنصفة للأنسان.
8. البناء الديمقراطي العادل بين جميع مكونات الشعب الكوردستاني ، وأيجاد مؤسسات قائمة وفاعلة بعيداً عن التأثيرات السياسية والسلطوية والعشائرية والعائلية والخ.
9.فصل السلطات وعدم التدخل في أمورها ، والجميع يخضعون للقضاء العادل والنزيه والشفاف ، والقضاء يكون فاعلاً وعادلاً وأعلى سلطة على الأرض ولابد من فرض عدالته الكاملة.
10.محاولة بناء الأقتصاد الوطني على أساس الأكتفاء الذاتي ، وزيادة الصادرات وتقليل الأستيراد ، وخلق أسس جديدة للأقتصاد السياحي الذي يؤفر أموالاً طائلة للشعب.
11.الأهتمام التام بالقطاعات الصناعية والزراعية تكاملياً أنتاجياً مع الأهتمام المتزائد بالثروة الحيوانية ، كون كوردستان لها خصائق طوبوغرافية تدعم هذا المنتج الحيوي.
12. أيلاء الأهتمام المتزائد بالموارد الطبيعية في قطاع النفط وتطوره نحو الأفضل ، كما ومواد أخرى من الخامات المنتجة كالفوسفات والكبريت والحديد ومجمل المعادن المتوفرة في كوردستان.
13.الأهتمام التام بالمثقفين والمتعلمين والأدباء والفنيين والتكنوقراط ، كونهم عملة صعبة بالأقليم لابد مراعاتها وتطور أدائها ، ورفع شعار فاعل (الأنسان أثمن رأسمال).
منصور عجمايا
16\01\2016

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *