واشنطن: إيران يجب أن تعرف أننا سنكون في العراق لبعض الوقت ولن نسكت على دعمها الميليشيات


وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا

السومرية نيوز/ بغداد

حذرت الولايات المتحدة إيران من استمرار استهداف قواتها في العراق من خلال تقديم الدعم لميليشيات مسلحة، مؤكدة أنها لن تقف “مكتوفة اليدين”، كما أشادت بالجهود التي بذلتها حكومة بغداد لدى إيران لوقف تلك الهجمات، فيما شددت على ضرورة أن تعرف الأخيرة أن الجيش الأميركي سيبقى في البلاد لـ”بعض الوقت”.

وقال وزير الدفاع ليون بانيتا أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أمس الخميس، “يجب أن تفهم إيران أننا سنكون هنا(في العراق) لبعض الوقت، ونحن نؤكد لهم (للإيرانيين) أننا لن نتجاهل ما تفعله إيران في العراق”.

من جهته، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الأدميرال مايك مولن، “لقد حذرنا الإيرانيين أن الولايات المتحدة لن تقف متفرجة أو مكتوفة الأيدي وقواتها تتعرض للأذى من مليشيات تدعمها إيران في العراق”، مبيناً أن “طهران شحنت أسلحة من بينها قذائف صاروخية إلى مليشيات شيعية تعمل في العراق”.

وأوضح مولن “على الرغم من أن مثل هذه الهجمات التي تشنها جماعات مرتبطة بإيران انحسرت منذ فصل الصيف، فإن الولايات المتحدة لن تتجاهل الأمر في حال تكررت”.

وقال بانيتا ومولن إن “الهجمات توقفت بعد مجموعة من المساعي العسكرية والدبلوماسية التي بذلتها بغداد لدى طهران”، مؤكدين في الوقت نفسه أن “احتمال وقوع مثل هذه الهجمات لا يزال قائماً”.

وكان الجيش الأميركي في العراق أعلن، في 19 أيلول 2011، عن مقتل أحد جنوده في حادث غير قتالي شمال البلاد ليرتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الغزو إلى 4475، مؤكداً أنه الحادث الأول من نوعه منذ آب 2011، الذي اعتبر الشهر الوحيد منذ العام 2003 الذي لم يسجل مقتل أي جندي.

وكان مولن كغيره من المسؤولين الأميركيين اتهم إيران بدعم ميليشيات في العراق ومدها بالسلاح، والتدخل في شؤون البلاد الداخلية، فضلاً عن السعي إلى جعل العراق ضعيفاً وأكثر اعتماداً وولاء للرؤيا الفارسية.

كما حذر الرئيس الجديد للأركان المشتركة للجيوش الأميركية مارتن ديمبسي خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ، في 27 تموز 2011، إيران من التدخل في شؤون العراق، فيما اتهمها بدعم قوات معادية للوجود العسكري الأميركي في البلاد، كما أعلن قائد القوات الأميركية في محافظة بابل، في 21 تموز 2011، أن قوات بلاده صعدت طلعاتها الاستطلاعية الجوية والبرية في المناطق المحيطة بقواعدها في محافظات بابل والديوانية وواسط لحمايتها والمواطنين العراقيين من الميليشيات المدعومة من إيران، معتبراً أنها تعرض البنى التحتية العراقية للخطر، فيما حملت قيادة القوات الأميركية في الجنوب، في 27 حزيران 2011، جماعات متطرفة تدعمها إيران مسؤولية الهجمات الصاروخية التي تعرض لها مطار البصرة الدولي قبل أيام، مؤكدة أن طهران تقدم الدعم المباشر والتدريب والأسلحة إلى الميليشيات في جنوب العراق، كما حذر المتحدث الرسمي باسم القوات الأميركية في العراق جيفري بيوكانن قبل ذلك بأسبوع من استغلال إيران ميليشيات تعمل لصالحها في العراق لتنفيذ هجمات بعد انسحاب الجيش الأميركي من البلاد، معتبراً أن تلك الميليشيات تدعي مهاجمة الأميركيين، إلا أن الضحايا هم من المدنيين العراقيين.

ويشتد الجدل بين الكتل السياسية بشأن مدى جاهزية القوات الأمنية العراقية، وما إذا كانت أوضاع العراق تتطلب بقاء القوات الأميركية، أو جزءاً منها على الأقل لأغراض التدريب والدعم، خصوصاً أن العدد المتبقي يبلغ 50 ألفاً.

وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أعلن، في 19 آب 2011، عم موافقة العراق على التمديد لبقاء قوات أميركية غير قتالية في العراق إلى ما بعد نهاية العام 2011، فيما ردت الحكومة العراقية بنفي التصريح بعد ساعات قليلة.

ووافقت الكتل السياسية العراقية خلال اجتماعها الذي استضافه رئيس الجمهورية جلال الطالباني، في 2 آب 2011، على تفويض الحكومة إجراء مباحثات لبقاء مدربين أميركيين إلى ما بعد نهاية العام الحالي.

يذكر أن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني من العام 2008 تنص على وجوب أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول من العام 2011 الحالي، وكانت انسحبت قوات الولايات المتحدة المقاتلة بموجب الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران 2009.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *