هل ينتهي عصر البراءة في النرويج؟

يورن مادسلين

بي بي سي

موقع انفجار أوسلو

لحظة “الحادي عشر من سبتمبر” في النرويج

لو ثبت أن تفجير القنبلة في أوسلو كان “عملا إرهابيا” فسيسجل لحظة الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة للنرويج، إذ لم تتعرض البلاد من قبل لأي “عمل إرهابي كبير”.

وهذا ليس لأن النرويج كانت ماهرة بشكل خاص في حماية نفسها، وإنما لأنها ظلت بعيدة عن النزاعات الدولية.

فرغم أنها عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ زمن، إلا أنها مؤخرا فقط عززت مشاركتها في مهام عسكرية في دول كأفغانستان وليبيا.

وبالتالي فإن سياستها الخارجية لم تخلق لها أعداء كثيرين، حيث كثيرا ما يقول دبلوماسيوها إن صناعة صيد الحيتان لأغراض تجارية هي أشد القضايا المثيرة للجدل التي يتوجب عليهم التعامل معها.

والنرويج مجتمع مفتوح بشكل يصعب على التصديق.

حرية في التنقل

فالعائلة المالكة حرة في التنقل بإجراءات أمن محدودة، في المدن الهادئة الصغيرة نسبيا، وعلى الجبال وعلى الشواطئ حيث يقضي أفرادها إجازاتهم.

وقياديو البلاد من السياسيين ورجال الأعمال يتحركون بحرية وسط الناس العاديين بطريقة نادرا ما يمكن مشاهدتها في أي مكان آخر في العالم.

قليلون من النرويجيين من يبقون على عناوينهم وأرقام هواتفهم سرية، افتح دليل الهاتف الإلكتروني وستجد روابط، لا لمشاهد جوية لمنازل المواطنين وأماكن إقامتهم فحسب، ولكن تفاصيل أيضا عن عناوينهم الالكترونية وأماكن عملهم.

هذا مجتمع يضع السياسيون والمديرون التنفيذيون وغيرهم من المشاهير أرقام هواتفهم وعناوين سكنهم على بطاقات العمل الخاصة بهم.

حتى مرتباتهم وحجم ثروتهم تعلنها مصلحة الضرائب كل عام، لتجدها مشرعة على صفحات الجرائد.

كما تقوم الصحف المحلية بذلك مع السياسيين المحليين وأصحاب المحلات والرياضيين الهواة.

وللجمهور مطلق الحرية في البحث إلكترونيا في بيانات الضرائب للتلصص على الشؤون المالية لأصدقائهم وجيرانهم.

ثم إن البريد الذي عادة ما يدفع به في دول عديدة عبر فتحة في الباب يوضع في النرويج في صناديق غير مغلقة خارج المنازل، مما يجعل من السهل على أي شخص بنية إجرامية اعتراض بيانات أي شخص من حسابه في البنك إلى سجله الطبي.

تحقق الهدف؟

وبالنسبة للعالم الخارجي فإن نمط حياة النرويجيين من النخبة أو الناس العاديين قد يكون ساذجا، رغم أنهم لم يجدوا حتى الآن أي سبب يدعوهم إلى حماية أنفسهم.

وكالسويديين قبل مقتل ريس وزرائهم أولف بالم عام 1986، فإن الشعب النرويجي بمجموعه قد قاوم أي دعوة لتعزيز الإجراءات الأمنية في الداخل.

فالحياة في مجتمع مفتوح لم تكن بالنسبة له امتيازا، وإنما تدليل لبقية العام على أنه يمكن المعيشة معا بسلام.

وقد تم التعبير عن هذه المشاعر بعد إصابة ويليام بيغارد ناشر ـ كتاب آيات شيطانية لسلمان رشدي ـ بإطلاق النار عليه خارج منزله بأوسلو عام 1993، في أعقاب إصدار آية الله الخميني فتوى ضده.

حينها أكدت النخبة السياسية والثقافية أهمية مقاومة الميل للاستجابة للخوف الذي انتشر بشدة في أوساط الناس وتمثل بإقامة الحواجز وقبول الآخر إزاء القادمين من خارج البلاد.

وقد تفعل ذلك ثانية هذه المرة، وإن كانت هذه المرة مختلفة.

فمواقف النرويج إزاء الأخطار قد تتغير الآن بسرعة وحدّة، بتحفظ الأفراد وتشديد السلطات المركزية للإجراءات الأمنية.

وإذا ما تم ذلك فقد يكون أحد أهداف المهاجمين قد تحقق، إذا يكون حينها قد سلب النرويج براءتها.

You may also like...

1 Response

  1. انور صليوة سبي _ جوزيف says:

    وهل الأسلام المتشدد . هذا السرطان القاتل يترك البشرية نعيش بسلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *