هل يرعوي المتأشورون بعد إعترافات قادة الزوعا ؟

 

                  ” خاهه عَمّا كَلْذايا “

أغلبنا قرأ الحلقات الثلاث للمهندس خوشابا سولاقا أحد قياديي زوعا، والتي كشف فيها حقيقة الزوعا وحقيقة السيد يونادم، ولهذه الحقائق وقفات كبيرة وكثيرة،

السيد خوشابا كشف أسرار وخفايا مختلفة ومتنوعة كما كشف عن تصرفات وتلاعب في مبالغ وأموال، وإنفرادية في إتخاذ القرارات، والمحسوبية والمنسوبية التي مارسها القائد الأعلى في زوعا، ومهما كان من أمر فإن المستور لا بد وأن يعلن وينكشف، وما من مخفي إلا سيظهر ويُعلن، ما يهمنا من أمر هذه التصريحات، هو أن الكلدان المتأشورين والذين تربطهم بالزوعا مصالح فردية وشخصية، فرضت عليهم نكران هويتهم الكلدانية، والإرتماء في أحضان الزوعا، أنه سيأتيهم اليوم الذي ستلفظهم فيه الزوعا، عندما يقوى عودها ويتهيأ البديل المناسب، هؤلاء الذين بحثوا عن هوية مفقودة، ومنصب زائل، أو ركضوا لاهثين وراء حفنة مال أو جاه صغير وقتي مرحلي، ماذا سيقولون عندما يحن الوقت وتأتي ساعة الحسم، وها هي قريبة بإذن الله، ماذا سيقولون ؟ هل مازالوا عند رأيهم ؟ أم أن هذه الإعترافات ستثير فيهم بقايا من ضميرٍ نائمٍ  أو في حالة سبات طويلة الأمد، هل فكروا ملياً بما ذكره السيد خوشابا، وهل وخزهم ضميرهم ؟ هل صَحَوا ؟ أم مازالوا نياماً ؟ لربما أحدهم يجد العذر لنفسه قبل هذه الإعترافات، ولكن بعد اليوم لن نعذر أحداً، فقد أنكشفت الحقيقة أمام أعين الجميع، ولم يكشفها كلداني لكي لا يقولوا لنا كذا وكذ، بل الذي كشفها قيادي كبير ومقرّب من قائد الزوعا، فما في اليد حيلة، أما من جانبنا نحن، فباب العفو والمغفرة مفتوح على مصراعيه، يستقبل الأبن الضال، فمن يحث الخُطى ويستغفر ربه والكلدان فأهلاً وسهلاً به،

قبل عدة ايام قرأنا لأحد المتقلبين على الجنبين( مرة يقول أنا كلداني ومرات يقول شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ) مقالاً محشواً حشواً يُفهم منه بأنه يحاول المساس بلغتنا الكلدانية الأصيلة ويستبدلها بالتسمية السريانية، فبمناسبة وبدون مناسبة يردد تسمية ( اللغة السريانية ) وقد كررها عدة مرات وهو شماس في كنيسة كلدانية كما يدعي، فهل أنساق هذا الشماس وراء الجمع منطلقاً من مقولة ( حشرٌ مع الناس عيد ) أم هو الآخر أصبح طرفاً للقضاء على اللغة الكلدانية العريقة ؟

فطحل آخر من فطاحلة آخر زمان، أبو الحلقات المليونية كتب حلقة من حلقات مسلسله الذي لا ينتهي ( منطلقاً من دراسته في الإبتدائية قصةٌ لا تنتهي ) نشره موقع ألقوش نت يطلب من الكلدان أن يأتوه بحجر واحد يثبت إنهم كلدان !!!! يا للمهزلة !!! ويا لقلة الفهم !!! حجر يا حجر ؟ يا للعجب !!! وكل هذا الكَم الهائل من الخزين التاريخي لعلماء ومؤرخين واساتذة في علم التاريخ ، عرب واجانب، يحكون قصة الحضارة الكلدانية والأخ النائم ما زال يطالبنا بحجر لنثبت له تاريخنا العريق وحضارتنا الكلدانية الزاهرة الشامخة، ومجدنا التليد ولغتنا الكلدانية الأصيلة. يبدو لي أن الكلدان الذين حادوا عن مسار الخط القومي الكلداني وتأشورو، يبررون تصرفهم هذا من منطلق، وعلى أساس لا فرق بين الإثنين من حيث أن جدّة الملك آشور بانيبال (  نقية زوجة جده الملك سنحاريب ) كانت كلدانية من بابل الشمّاء، وهي التي ساعدت الملك آشور بانيبال لإستلام دفة الحكم آنذاك، يعني لو لم يكن العقل الكلداني المدبر لم يكن بإستطاعة آشور بانيبال أن يصبح ملكاً، ها هي البصمات الكلدانية تظهر واضحة جلية، وها هو التاريخ يحكي القصة الحقيقية لآشور بانيبال وكيف أصبح ملكاً، إن البصمات الكلدانية تراها في كل مكان، وحيث ما وجدت الحضارة الإنسانية، والأخ حجر يطالبنا بحجر مكتوب عليه كلدة.

نفس هذا الأخ يقوم بتنسيب أعرق عوائل ألقوش الكلدانية إلى غير نسبها الكلداني، فماذا يقول للتاريخ ؟ وهل يسمعه أحد ؟ أعتقد لن يسمع الإجابة على أفكار مريضة عفا عليها الزمن، اقول له هل يستطيع أن يأتينا بحجر أو شاهد قبر أسلافه وأجداده ليثبت أنهم لم يكونوا كلداناً ؟ أتمنى إن أستطاع أن يصور ذلك ويعلنها على الملآ وإلا  إذا كان الكلام من فضة فالسكوت له من الماس وخير من كل شئ.

عسى أن تكون إعترافات الأخ المهندس خوشابا سولاقا حافزاً للذين مالوا عن الخط القومي الكلداني، ورادعاً للذين يحاولون الميلان ، وعسى أن يستفيقوا من غفوتهم ويَعَوا حقيقة حجم أنفسهم ويعودوا إلى أصولهم ، وإلا فإن التاريخ لن يرحم أمثالهم، وأعذر من انذر.

 نزار ملاخا

9/12/2012

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *