هل هناك أمل للإصلاح ، نتيجة ما حصل في العراق!!؟  

تعرض الشعب العراقي كغيره منالشعوب سببهاالحكومات ذوات الفكر الشمولي ، حتى وصلت الامور الى مأساة لتاريخ الأنظمة السياسية . بالرغم من نضال الشعوب ومقارعتها للنظم الدكتاتورية والشمولية ،والشعب العراقي نموذجاً مختاراً رازحا تحت رحمة العنف والاستبداد منذ ثورة الرابععشر من تموز عام 1958 ، حتى كاد تكرارها كظاهرة يفسد نظريات علماء الاجتماع القائلة بتطور الإنسان نحو الأفضل ، فأحوال أنظمة الحكم في العراق ومعه بعض شعوب الدول النامية ، التي غيرت موازين النظرية العلمية الاجتماعية . أنه موضوع كبير وشائك في تاريخنا المعاصرالحالي ، وما آلت اليه تراكمات بائدة ومدانة بسبب السياسات الفاشلةللحكومات المتعاقبة.

ومع هذا التكرار المقيت بملابسات سياسية هجينية بحسابات إنسانية مدانة ، يظل العقل الجمعي العراقي غير كاشف للأسباب والدوافع الحقيقية وراء نجاح تكرار الظاهرة المستباحة للفكر الاجتماعي الإنساني ،وما تم تسجيله وحسابه ومرادفته ، لا يتجاوز الاطار الظاهري المتمثل في اخفاقات نظم التعددية العرقية والمذهبية وعجزها حتى لتسوية النزاعات الداخلية لقادة النظم السياسية مدمرة موارد كبيرة ووفيرةلاقتصاد البلد وتأخر الإنسان العراقي فيكافةمجالات الحياة ، ناهيك عن الأرواح التي أزهقت ودماء أريقت بلا ذنب اقترفت وخصوصاً دمار للشبيبة اليافعة لزجها بحروب متواصلة ومتعددة ، فضلاعن الخلل المصاحب لبنية الدولة المركزية وهدم مؤسساتها بالكامل ما بعد التغيير في 2003 ، فأنفرد القادة الجدد خارج موازين توزيع السلطة والثروة وتقدمها وتطورها اللاحق ، وفق ماتضمنها دستور العراق الحالي لبناء دولة فدرالية على أسس ديموقراطية، تعي حقوق الإنسان وفق التعايش السلمي بين المكونات العراقية مراعياً الظروف والأوضاع القومية والدينية للبلد .

أن ما تم انجازه حتى وان كان نظريا يعدّ خطوة الى الأمام ، غيران هذه الخطوة المتقدمة نظرياً .. أفرزت قوى على الساحة السياسية في العراق لا يبشر ظهورهم بمستقبل آمنللبلاد ، خاصة عندما يحاطون بأجندةوأطماع تتبدل كالحرباء تحت طاولة اللقاء ، لذا يزعزع الأمر ثقةالناس وقناعتهم في قوة وثبات وصمود التجربة وان توشحت برداء الديموقراطية التعددية.

في هذا المفترق الذي وضع الشعب العراقي قبالته ،مازال الوعي السياسي والإرادة الشعبية بعيداً عنالخروج من المأزق ، فالعقول التي تدفع المجتمع العراقي لاستبصار مستقبلهم ، ان لم تكن معطلة فهي محبوسة في قفص خطابه اتجاه القوى المتسلطة ، وعاجزة عن مد جسور التقارب والتواصل مع الجماهير في المدن والقرى والأرياف والجبال والبوادي .

معضلات حل أزمات الوطن المزمنة ،لا ترقد عند أقدام المرجعية الدينية او رجالات السلطة او التنظيمات السياسية ، فهي استمدت وجودها وشيدت بنيانها على المفهوم الجمعي لمعاني مفردات ” الوطن، السلطة ،الهوية ” كل هذه المفردات استمدت وشائج الايمان بها من خاصية العصبية المدفونة في العقول والعواطف ،ومدعومة بوقائع من تاريخ العراق القديم الحديث .

المتأمل لأفكار وبرامج البعض التي ينحاز اليها دوما ، يجد أن أماكن انطلاقها لحيز التنفيذ كلها مبنية على عنصرالعصبية ،لا فرق بين هذا وذاك في ذلك سواء كانوامثقفين ام اميين ، وسواء كانت التشكيلات التنظيمية ذات مظهر حديث ام تقليدي ،ولعلنا لو تابعنا وأمعنا النظر حول المواقف الشعبية ، بمعزل عن التنظيمات السياسية تجاه الأنظمةالتي حكمت العراق لعقود من الزمن ، يبدو جليا انتهاج العقل الشعبي لأسلوبين فيتعامله مع انظمة الحكم، وللأسف يهدم كل منهما القواعد التاريخية والعلاقة بين الحاكم والمحكوم ،ويمر الوقت ويمضى بنا الزمن من عمر نقدمه هباءاً منثوراً.

كفانا تعليلاً وتبريراً .. لابد من الاعتراف بالحقائق كما هي ،الدولة العراقية لا يشعر غالبية مواطنيها بأنهاتعبر عنهم ،لا على مستوى تعريف هوية الدولة ولاعلى مستوى المشاركة. علينا أن نقول نحن من صنع ازماتنا ، أعني مكونات الشعب العراقي ، لا الفئة التي يجتذبها النظام القائم سواء بفكرها العقائدي او الولاء الطائفي او مغرياته الماديةوالسلطوية.

علينا تغير مفاهيمنا وان ننقلب على انفسنا لا ان نغير الاشخاص لنأتي بمثلهم ، ثم نتركهم يستخفون بعقولنا ، وإذا لمنتحد ونتألف ونتعاضد في خياراتنا ،وندعو صادقين اىحل ازماتنا وبناء قدراتنا الكامنة ، لمعالجة وضعنا المتردي وإنهاء الازمات التي يمر بها وطننا وشعبنا العراقي ، فلنقراء على العراق الواحد الموحد السلام.

وديع زورا
4 تموز 2014

wadizora@yahoo.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *