هل عقد المؤتمر القومي الكلداني ضرورة حتمية ؟

نزار ملاخا / المجلس القومي الكلداني/ الدنمارك 

نعم نقولها وبملء الفم، إن عقد المؤتمر القومي الكلداني لم يَعُد شِعاراً نَضعهُ على صَفحاتِ الصُّحفِ، ولا كلاماً معسولاً نَلقيهِ على مسامعِ الآخرين، ولا تثقيفاً كتابياً نُعَمِّمَهُ على تنظيماتنا وأبناء شعبنا الكلداني، ولا نكتة للتندُّرِ بها، بل أن عقد المؤتمر القومي الكلداني أصبح ضرورة حتمية تتطلبها المرحلة الحالية، لضمان الأمن القومي الكلداني أولاً وبالدرجة الأساس ، وحماية المواطن الكلداني من الأنزلاق في تنظيمات معادية للكلدان ولا تحمل من الكلدان سوى الأسم فقط، وذلك  لتغطية جرائمها.لذلك يعتبر عقد المؤتمر لا بل من نتائجه الأساسية حماية المواطن الكلداني وعَودَة الحق الكلداني المُغتَصَب إلى اصحابِهِ الحقيقيين .

آلاف السنين مرّت، والكلدان خلال كل هذه الحِقَبِ، كان لهم الباع الطويل والدَور المؤثر الفعال في كل مناحي الحياة، سواء كانت سياسية أو ثقافية أو أجتماعية للعراق العظيم، وبعد أن تكوّنَت أركان الأمم ، ووضعىت أسس الدول ومن ضمنها العراق ، كان للكلدان الدور المهم في تكوين الدولة التي تسمّت بأسم  المملكة العراقية، كان للكلدانِ صَوتٌ هادرٌ في تلك الدولة الفتية، ومنذ عام 1921 وحتى قيام الجمهورية العراقية عام 1958 كان للكلدان وجود مؤثر، ومَواقِفَ مَشهودة وحضورٌ دائمٌ في المشهد السياسي العراقي ، بعد هذه الثورة لم يسبت الكلدان ولكنهم أندمجوا مع بقية فصائل وفسيفساء الشعب العراقي في المكون الجديد، بعد أن رفض قادة العراق الجدد تمثيل العراقيين على اساسٍ أثني .

لذلك يُحَتِّم علينا القول ، بأن عقد المؤتمر القومي الكلداني ، هو بالحقيقة ضرورة حتمية، تمليها عليه الظروف الآنية والمرحلية التي ألمّت بالشعب الكلداني ، حيث شهدت الفترة القصيرة الماضية موجات صاخبة من الصراعات الحزبية ، والأنشقاقات المبدئية، وقد طغت صفة الحالة القلقة، وعدم الأستقرار على مجمل الوضع العام للكلدان، حيث تعثرت المفاهيم القومية عند البعض من الكلدان، بينما لم تتضح رؤاها القومية البعيدة لدى من تسلق سلم القيادة في بعض التنظيمات القومية بغفلة من الزمن، وعلى سبيل المثال وليس للحصر، السكرتارية العامة للمجلس القومي الكلداني، وهذا كله حدث بسبب الفراغ السياسي وغياب الشخصيات السياسية والقومية والأجتماعية لشعبنا، مما دفع بالوضع الداخلي لأن يتأزم ويصل إلى تلك الحالة اليائسة والحرجة والمعقدة مسببة ضياع وتشتيت الكثير من طاقات أبناء شعبنا الكلداني ، لو استثمرت لكانت أقوى من كل مدافع الدنيا .

لقد دفعتنا تلك الحالة إلى دخولنا ومعنا كل القوى الشريفة الثورية المناضلة، إلى معركة مصيرية فكرية مع قوى معاكسة حاولت النيل من من السمعة الكلدانية ، كما حاولت السطو على كل ما هو ثوري وقومي كلداني، وَصَبْغِهِ بصبغة ذليلة تابعة لتنظيمات تُدار من الخارج وبأجندة أجنبية أستعمارية عميلة، غايتها ضرب الكلدان ومحو أسمهم وثقافتهم وتحجيم دورهم القيادي المؤثر في العملية السياسية ومجمل العمليات الشعبية الأخرى في العراق العظيم منذ أن أبتدأ التأريخ ولحد الآن .

لهذا نقول ، إن مسألة إنقاذ الكلدان من أدران هذه الجراثيم العالقة بها، يتطلب جُهداً ثورياً ، وعَملاً شُجاعاً ، وهذا لا يكون إلا من خلال عقد مؤتمر قومي كلداني، يقوده رجال يتحلون بالمصداقية والنزاهة ولا تأخذهم في الحق لومة لائم، شجعان يقولون للمرتد في وجهه، أنت مرتد وخارج الصف الكلداني ولا مكان لك بين الكلدان المخلصين، انت متخاذل وجبان ، بعْتَ اسيادك الكلدان بثلاثين من الفضة الزائلة في آخر الزمان، ومَن يستحقها غير هؤلاء الأشاوس الأصلاء ابناء الكلدان ، الرجال الأفذاذ القائمين على عقد مؤتمر الكلدان.

نعم ونقولها بالفم المليان، عقد مؤتمر الكلدان، اصبح ضرورة يحتمها علينا هذا الزمان، لا لشئ، بل طمعاً بعزة وكرامة ومستقبل أمة الكلدان، نقولها وبكل صراحة، إنها مسؤولية عظيمة قياساً إلى حجم التحديات ، وما يقابلها في الجانب الآخر من تطلعات أبناء الأمة الكلدانية غير المحدودة، تحتم علينا جميعاً ، ان نعي بأن الحاجة إلى بلورة الفكر القومي لدى جماهير الكلدان هو ضرورة حتمية وهو هدف من أهداف هذا المؤتمر .

إن عقد المؤتمر القومي  الكلداني هو بحد ذاته، يعتبر قفزة نوعية في صيغة التعامل القومي والعمل المبدئي، ويعتبر خطوة جريئة على الطريق الصحيح ، حيث فشلت الكثير من المؤسسات الكلدانية في تنفيذها، لا بل هي الخطوة الأكثر ذكاءاً والفائقة الخطورة ، وعلى اساسها وبموجبها يتحدد اسس العمل القومي للمنظمات القومية والسياسية لشعبنا الكلداني .

نعم نقول ، إن عقد المؤتمر القومي الكلداني هو  ضرورة حتمية ، وبعقده يتيح لشعبنا الكلداني أن يميز بين الغَثِّ والسَّمين، بين المُخلص والمُعادي، بين المناضل الثوري وبين المُتَسلق والتاجر الذي يتلاعب بمقدرات أمتنا وحقوق شعبنا الكلداني من أجل زيادة دولاراته.

إن عقد المرتمر القومي الكلداني هو ضرورة حتمية لأرتقاء سلم العمل الديمقراطي ، ولغرض إغناء التجربة الثورية للمنظمات القومية الكلدانية اياً كانت ، وذلك لتطوير خبراتها النضالية، ولتأهيل كوادرها ومناضليها، وتهيئتهم التهيئة القومية الصحيحة للمرحلة النضالية القادمة.

عاش القائمون على عقد المؤتمر القومي الكلداني الأول

عاشت أمتنا الكلدانية المجيدة

المجد والخلود لشهداء الكلدان وشهداء العراق جميعاً

‏الخميس‏، 20‏ كانون الثاني‏، 2011

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *