هل تجاوزنا الأصول في التقاليد ( بطاقات الزواج مثالاً )

” خاهه عما كلذايا “

يبدو أن العدوى أصابت جيلنا الجديد، وأنتقلت إليه من المجتمعات الغربية، فأصبح لا يبالي بالتقاليد وإن كانت عريقة وأصيلة، وأنه يرفض الأعراف المتبعة في مجتمعاتنا ، واصبح شعار ( نحن الشباب نعشق التجديد ونرفض التقليد ) شاملاً كل مناحي الحياة سواء كان تطبيق هذا الشعار سلبياً أو إيجابياً .

اليوم أنقل لكم بعض ملاحظاتي على بطاقة الأعراس أو ما نسميه ببطاقة الدعوة أو ( كَرْت الزواج ) ونرى الفرق بين القديم المتعارف عليه ذي الأصول وبين الجديد الذي يرفض كل شئ ويده بحدود ضيقة جداً.

المتعارف عليه أن بطاقة الدعوة هي ورقة من المقوى الثخين نسبياً، تحتوي على زخرفة أوصورة ، وفيها من المعلومات للدلالة على غاية إرسالها، ولنأخذ بطاقة الأعراس مثالاً

بطاقة الأعراس ، أو دعوة لحضور فرح أو أكليل أو زواج، تنص على أن عقد الزواج سيربط عائلتين برابط مقدس، والدعوة تكون موجهة من قبل عائلتين هما عائلة العريس وعائلة العروس، تبتدئ بآية من الكتاب المقدس بهذه المناسبة، وبعدها نقرأ فيها أسماء العائلتين واسماء العرّيس والعروس ومكان وساعة عقد الأكليل في أية كنيسة والموقع والعنوان وكذلك عنوان القاعة التي سيتم إعلان الفرح فيها ونوع الدعوة، كأن تكون عامة أو خاصة، للكبار فقط، أم يمكن إصطحاب الأطفال وغير ذلك من التفاصيل.

فعلى سبيل المثال تبتدئ الدعوة

يتشرف

السيد فلان الفلاني وعائلته و السيد الفلاني وعائلته

بدعوتكم لحضور حفل زفاف ,يكون تحت أسم إحدى العوائل كلمة ( ولده ) وتحتها أو بجانبها أسم العريس، وتحت الأسم الثاني كلمة ( كريمته ) وتحتها أو بجانبها أسم العروس، وستقرع أجراس كنيسة ( كذا ) في الساعة الفلانية معلنةً المباركة على الإقتران، ثم يكتب في البطاقة، بعد إجراء المراسيم الدينية يتوجه الجميع إلى القاعة الفلانية، على العنوان التالي، وفي نهاية كل هذا تأتي الجملة القافلة

وبحضوركم يزدان الحفل رونقاً وبهاءً أ أو الأطفال يقلقون راحتكم، أو ممنوع إصطحاب الأطفال، أو الأطفال جنّتهم البيت، ولكن مَن مِنّا ليس له أطفال ؟ أليس هذا يعني محدودية المدعووين ؟ أين الذوق في ذلك ؟ والغريبة أنه في أحد الأيام وصلتني دعوة حضور حفل زفاف وفيها طلب غريب جداً وهو، يمنع حضور الحفل لمن هم أقل من الثامنة عشر من العمر،

في حالة كون رب الأسرة متوفي يُكتب في بطاقة الدعوة

تتشرف عائلة السيد فلان الفلاني ، أما أن يكون رب الأسرة حي ويكتبون هذه الجملة، أعتقد أنها منافية للأصول وتدل على عدم فهم اللغة العربية.

هذا هو التقليد

أما التجديد فهو كالآتي : ــ إحدى البطائق جعل منها العرّيس صفحةً لبث عشقه وهيامه ولواعجه لحبيبته، ومجالاً للتغزل بحبيبته، وكأن جميع الأوقات أنتهت ولم يبق متسع فاراد أن يستغل هذه البطاقة، ولم يكن يعلم بأن العروسة سوف لن تقرأها لأنها منشغلة بأمور أكثر أهمية من قراءة بطاقة زواجها، ولكن غايتها التباهي أمام الناس والتظاهر بأنه يحب عروسته، وكذلك المدعووين فإنهم منشغلون بتاريخ وساعة ومكان إقامة الحفل، ولن يتصفحوا جريدة الدعوة،

بطاقة أمامي مكتوب فيها، يتشرف السيد فلان الفلاني، إهمال متعمد لدور العائلة كلها وإستفراد رب الأسرة بكل شئ.

آخر صيحة / آخر ما وصل إليه شبابنا في صيحات كارتات الزواج هو إلغاء وإنهاء كل شئ والإبقاء عليهما هما الإثنان فقط، كارت غريب وصلني ، مكتوب فيه بعد الآية من الإنجيل

( يتشرف العروسان ) غريبة جداً ؟ يعني بالعراقي طوّخوها الويلاد شْوَيّه، يعني بالحقيقة أنا لا أعرف مَن هو العريس ومَن هي العروس، لأنه مكتوب أسم العرسان فقط

يتشرف العروسان عبود وكليلة بدعوتكم لحضور حفل زفافهما !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

يا جماعة لا أدري العيس والعروس هل هم مقطوعين من شجرة ؟ ليس لهم أب ولا أم ولا أخ كبير ولا ولا ولا ؟؟؟ وكما يقول كاتب قصيدة الزنبيل

( لَتّي لا بابا ولا يمّا ,,,,,,, ولا أخونا ولا برد عَمّا ,,,,, ولا صَنيتا أد مَخلا لخما ……. ربانيون أشويقا عَلْما ) يعني هؤلاء هل جاؤوا من شق الأرض ؟ أم أن هناك عيباً أو نقصاً لاسامح الله ولم يرغبوا بأن يعرفهما أحد ؟ أم ما هو التبرير ؟؟؟ والله آني أحتاريت ، لحد هذه اللحظة لم أجد تعليلاً لذلك ، هل هي آخر صيحة من صيحات كارتات الزواج ؟؟؟ أفيدونا رجاءً

إخوتي القراء الكرام / الموضوع مطروح للنقاش ، شاركوا عسى ولعل أن تساعدوني في إيجاد تبريراً لذلك، وما هو رأيكم رجاءً

نزار ملاخا

08/08/2013

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *