موفد البابا بعد عودته من العراق: نحن امام ابادة جماعية في حال لم نتحرك

 

DR / Vatican

زار موفد البابا بغداد يوم الثلاثاء حيثُ التقى الرئيس العراقي وسلمه رسالةً من الحبر الاعظم. وأشار مبعوث البابا الخاص الى ان “اللقاء كان وديًّا. رافقني بطريرك الكلدان المونسنيور ساكو والسفير البابوي والمونسنيور وردوني. سلمت الرئيس العراقي رسالة البابا وأحطته علماً بما اختبرته خلال الايام الماضية وحرصت على الاشارة بان زيارتي ليست زيارة سياسية بل انسانية، أمثل من خلالها الحبر الأعظم وانني بدأت زيارتي من اربيل في كردستان حيثُ لا يزال الوضع صعب وخطير”.

وتأتي هذه الرسالة التي يوجهها البابا الى الرئيس العراقي في حين لا ينفك الحبر الأعظم يتحدث عن السلام.

الكاردينال فيلوني: إن هذا الموضوع في صميم قلب وروح وعمل البابا الرعوي ولذلك لا يتردد الحبر الأعظم إزاء وضعٍ بهذه الخطورة في التدخل شخصياً ليُشير الى مدى اهتمامه لوضع الفقراء.

نحن في العراق لسنا امام مأساة تطال الشعب العراقي وحسب أو المسيحيين واليزيدين بل نحن امام حالة طوارئ تعني كلّ انسانٍ يكترث للإنسانية. فكل انسانٍ سواء انتمى الى اقلية أو اكثرية ومهما كان دينه ومذهبه لا يمكنه سوى القول والتأكيد اننا نتمتع جميعاً بالكرامة الانسانية نفسها الواجب صونها وحمايتها وتعزيزها.

قال البابا فرنسيس خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وهو على متن الطائرة عائداً من العراق انه كان يتمنى ان يكون متواجداً في العراق وانه على استعداد للتوجه الى هناك “في حال كان ذلك ممكناً”

الكاردينال فيلوني: حسب معرفتي بالبابا فرنسيس والغاية التي ارسلني من اجلها، انا اكيد انه لما كان ليتردد لحظةً في التوجه مباشرةً الى العراق لو استطاع ولذلك فأن لا اشكك في نواياه.

قال البابا ان “توقيف المعتدي الغاشم مباح” كيف تلقف العراقيون هذه الكلمات؟

الكاردينال فيلوني: اعتقد ان البابا تكلم بلسان كل المسيحين واليزيدين واللاجئين الذين يرغبون في العودة الى حياتهم الطبيعية واستعادة كرامتهم المهدورة. لا يمكننا التحدث في ظل هذا الوضع الهش والقاسي عن حرب. فلا يستطيع احد ان يكون مع الحرب إلا ان هناك نزاعات يتعرض خلالها الأكثر فقراً للتهجير والاعتداء على كرامتهم واسرهم (علماً ان المسيحيين كما اليزيدين مجردين من السلاح)…. فهل يمكننا ان نبقى غير مبالين؟ في حين تدعو الحاجة الى الدفاع وبشراسة عن هذه الحقوق.

علينا جميعاً بذل ما نستطيع من جهود للدفاع عن هذه الحقوق فالبابا يقوم بذلك بكل ما اوتي من قدرة روحية ومعنوية. وعلى كل اصحاب القرار القيام بذلك آخذين بعين الاعتبار ان المطلوب ليس الحرب بل صون حقوق الشعوب. فنحن نتجه في حال لم نتدخل نحو الابادة الجماعية وقد نندم بعد بضعة اسابيع كما حصل في السابق عندما تفاقم الوضع في بعض مناطق افريقيا ومنها ما لا يزال يتفاعل حتى الساعة على القارة السوداء. فأفكر على سبيل المثال بوضع الشابات الـ450 المأساوي اللواتي خطفن مؤخراً فمن منا لا يفكر بأن هذه الطفلة قد كان من الممكن ان تكون اخته او احد افراد عائلته… فهل ابقى غير مبالي؟ ألا اتحرك للإفراج عنها؟

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *