من كركوك الى عفرين

 

منذ 500 سنة واكثر لم تجد مناطق كوردستان اي استقرار ملحوظ ، وقد نال الكوردستانيون من جميع المكونات والاطياف نصيبهم من ظلم التاريخ وظلم الانظمة الفاشية الحاكمة سواء كان فى العراق او تركيا او ايران او سوريا وعانوا ما عانوه ولكنهم لم يتوقفوا يوما ولم يوافقوا بان يخضعوا للذل والمهانة ولم يقفوا مكتوفى الايدى ازاء الغبن والظلم الذى لحق بهم من اعدائهم بل كانوا دائما فى ساحات النضال للدفاع عن وجودهم وحقوقهم المشروعة.

مقالنا اليوم عن اقرب تاريخ  للغزو والاجتياح الشوفيني والعنصري ضد كوردستان التي تمثل مجموعة من المكونات ذو الغالبية الكوردية المسلمة المتعايشة مع الكلدان والسريان والاشوريين والارمن والتركمان والشبك والايزدية والكاكئية، حيث تمر اليوم الذكرى الثالثة للاحداث الخيانية التي حصلت  في السادس عشر من اكتوبر 2017 والتي كانت في المناطق المستقطعة من اقليم كوردستان الجنوبي في كركوك وديالى وسهل نينوى وسنجار، وما حصل من اتفاق االمتخاصمين من العرب والترك والفرس ضد كوردستان ومحاولة اجتياحها بقوات مدججة بجميع انواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بمؤامرة خيانية يندى لها جبين الانسانية، ادت الى تشريد الالاف من الاطفال والشيوخ والنساء من جميع المكونات الاصلية ، مبررين هجومهم واتفاقهم بسبب اجراء الاستفتاء التاريخي في الخامس والعشرين من ايلول 2017 من اجل تقرير مصير شعب كوردستان والذي يعتبر اكثر حق منح للشعوب عدالة، ان كان في الشرائع الدينية او في القوانين الدولية والاممية ، لينطبق على تركيا والعراق وايران  المثل العراقي ( العذر اقوى من الصوج ) كون هجومهم جاء ضد اكثر عملية ديمقراطية شرعية حقة اقر بها الله في كتبه بمنع الاستعباد والاستغلال واقرت الشرائع والقوانين الدولية بها ايضا ، واليوم تتكرر نفس العملية في كوردستان الغربية باجتياح جيوش اردوغان لكوردستان سوريا وتشريد اهلها الكورد والمسيحيين والمكونات الاخرى بحجج واهية وفارغة، ليدخل شهر اكتوبر اسوة بشهر اذار ممرا قاسيا على كوردستان وتلتحق ايامه بايام حلبجة الشهيدة والانفال سيئة الصيت في العمل والتنفيذ وقبلها اسقاط جمهورية مهاباد في كوردستان ايران  واعدام قاضي محمد والمناضلين الذين معه واتفاقية الجزائر الخيانية ومحاولات اتاتورك بتتريك القوميات والاثنيات المختلفة عنه واضطهادهم والغاء هويتهم الاصلية  ومعها عشرات الابدات الجماعية التي حصلت في هذه المنطقة المظلومة والمسالمة عبر التاريخ القريب والبعيد..

في الختام شعب كوردستان صاحب  ثقافة مميزة، وله بصماته الثقافية والحضارية في المنطقة ان كان لدى العرب او الترك او الفرس وله طموحات شرعية واقعية، هدفه التحرر من الاستعباد والتبعية ويبحث عن تنمية طاقاته الثقافية والفكرية والاقتصادية والتراثية وناضل من اجل اهدافه وطموحاته لعقود طويلة بثورات وطنية يذكرها التاريخ، وظهر لديه رجال افذاذ سكنوا الجبال لعقود محاربين الظلم مطالبين بحقوق شعبهم بعيدا عن الشهرة والانانية،  كما قادوه اليوم في كوردستان الجنوبية رجال حققوا له من المكتسبات والمنجزات متحدين بذلك اكثر طغات العالم ظلما وتعنصرا  .

لك النصر من الله ياشعب كوردستان وسيبقى نضالك تاج فخر لمدى الدهر.

لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *