من حقنا ان نفتخر بعظمائنا

يفتخر الصينيون بعظمائهم امثال كونفوشيوس الذي هو أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي. ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى ، والايطاليون بالفنان دافنشي والفرنسيون بنابليون والانكليز بشكسبير وهكذا جميع شعوب العالم ، ومن حقنا ايضا ان نفتخر بمن صنعوا لنا التاريخ واناروا لنا المستقبل ودونوه بحروف من دم، ومنهم القاضي محمد مع القائد الخالد مصطفى البارزاني بإعلان جمهورية مهاباد في 22 يناير 1946، التي لم تدوم سوى احد عشر شهرا فقط، واعدم رئيسها الشهيد قاضي محمد في ساحة علنية في ايران ، ولكن الخالد مصطفى البارزاني بدأ يضع الخطوط العريضة لمسيرة نضال طويلة، اعتبرت مدرسة تخرج منها الكثيرين من طالبي الحرية في العالم ، ومنهم من نفتخر بهم حاليا، بالاضافة الى فخرنا الشديد بباني تلك المدرسة ومؤسسها البارزاني الخالد، فالمحامي جورجيس فتح الله والملا الشهيد انور المائي مؤسسي جريدة الحقيقة راستي التي تصدر في مدينة الموصل وتنتصب امام قرائها لتزرع الاخوة والتسامح والتعايش بين مكونات الموصل هي احدى انجازات الكلداني جورجيس فتح الله المحامي والشهيد الملا انور المائي ، اللذان يعتبران اول من زرع بذرة الاعلام الكوردي في محافظة نينوى ودمج بين اللغتين العربية والكوردية في صحيفة واحدة . فالمحامي جورجيس فتح الله أكتسب ثقافة تعليمية من خلال التعليم في مدارس الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في مدينة الموصل ، مع ما استطاع ان يتعلمه من ثقافات جعلت له قاعدة فكرية ومعلومات ثرية وسلاحاً يتمكن من خلاله الولوج الى عالم الصحافة والثقافة والتأريخ ، وخاض غمار العمل السياسي والثقافي مبكراً في أول سنوات شبابه ، وكتب العديد من الكتب التي أغنت المكتبة العربية والكوردية ، ووثق العديد من الأحداث والشخصيات المهمة في التأريخ العراقي والكوردستاني الحديث ، شارك نضالات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في ثوراته .

كما الملا انور المائي الذي استشهد في احدى المعارك اثناء ثورة ايلول المباركة ، حيث ولد الأديب والمؤرخ والصحفي المناضل أنور بن الشيخ محمد طاهر المايى سنة 1913 في قرية (مايى) التابعة لقضاء العمادية بمحافظة دهوك. توفى والده وهو طفل في السنة الثانية من عمره ، فلما بلغ السادسة من عمره دخل الكتاتيب ليتعلم القرآن الكريم وأصول الدين الأسلامي، ثم دخل المدرسة الرسمية في بامرني وبعد أن أكمل دراسته الأبتدائية. ومع تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في 16/8/1946 إنتمى الى هذا التنظيم القومي التقدمي فأبدى نشاطاً وطنياً ملحوظاً في منطقة بهدينان مما أدى الى اعتقاله من قبل السلطات الحكومية وبعد اطلاق سراحه، وضع تحت المراقبة، لكن هذه الملاحقات لم تثنه عن اكمال مسيرته في درب النضال القومي، فعاش خلال العهد الملكي مطارداً أو مبعداً عن منطقته حتى قيام ثورة 14 تموز 1958، فتنفس الصعداء مع ابناء شعبه المناضل وعاش ردحاً من الزمن بحرية، فرفد الصحافة الكوردية والعربية التقدمية بمقالات ودراسات تأريخية عن الكورد وكوردستان وحقوق شعبه القومية، ثم أصدر في مدينة الموصل مع المحامي جرجيس فتح الله جريدة (الحقيقة راستي) باللغتين العربية والكوردية، حيث تمكنا من اصدار 24 عدداً زاخراً بمقالات سياسية قيمة حول القضية الكوردية وتطلعات الشعب العراقي بعربه وكورده ومختلف مكوناته الى مستقبل أفضل.

الرحمة والخلود للبارزاني الخالد وللفقيد الراحل جرجيس فتح الله ، والشهيد انور المائي .. والرحمة لجميع شهداء الحركة التحررية الكوردستانية .. وشهداء الكلمة الحرة في كوردستان والعراق والعالم .

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *