مناقشة واقعية مع الأستاذ أنظوان صنا حول المؤتمرات الكلدانية!!

المقدمة:

من حيث المبدأ النقد مطلوب ومرحب به لتطور العمل القومي والسياسي والأقتصادي والثقافي والأدبي والأجتماعي والتعليمي والفكري والفني بأنواعه وعموم مجالات الحياة ، ولكن طرح الأستاذ أنطوان صنا هل هو من باب الحرص على الكلدان وقضيتهم ووجودهم الوطني والأنساني أم الغاية تبرر الوسيلة؟؟!!.

المدخل:

المجموعة الكلدانية باحزابها ومنظماتها المدنية والأجتماعية والثقافية ، ومن المستقلين الناشطين في المجال القومي الكلداني ، وبما فيهم رجال دين كلدان حضروا المؤتمرين بصفتهم الكلدانية وليس الدينية ، كونه حق مشروع لهم بالتأكيد لأنهم كلدان يعملون في المجال الديني ولكنهم كلدان من منبع عائلي ومدن كلدانية ، حالحهم كحال أي كلداني يعمل في أية منظمة كانت سياسية قومية كلدانية أو أجتماعية أوثقافية أو أدبية مثال ذلك الأتحاد العلمي للكتاب والأدباء الكلدان ، وهذا حق مكفول للجميع بما فيه ، الأستاذ صنا لو أنه سار على نهجه وسيرته الكلدانية دون تاشوره ، وتبنيه الآشورية المبتكرة حديثاً التي روج لها المستعمر ابو ناجي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن القرن العشرين ، ضمن وعود فارغة وباغية ليجمعهم فريسة سهلة لقتلهم والنيل بهم مجزرة 1933 في سميل هي التي تتكلم وقواعد الأنكليز هي الحاكمة والناهية في العراق.. وخير دليل لما نحن بصدده.

نعم يا أنظوان صنا في المؤتمرين سان ديكو ومشيكان رادفتهم نواقص ، على المستوى القومي في المؤتمرين وما بعدهما ولحد اللحظة ، وهذا أمر طبيعي جداً في أي عمل يقدم عليه شعب لأية قومية كانت ، فلا وجود للتكامل أبداً باستثناء العمل المثالي البحت ، كما هو الحال في مسيرة المسيح المثالية فهي وحدها لا تتحمل الخطأ ، ومع هذا رادفت المسيرة المسيحية أشخاص نزلوا من مركبها وقسم آخر خانوا عملهم الروحي ومعلمهم المسيح .. فكيف والحال المعقد لزمن رديء جداً ومغريات وأغراءات وشراء الذمم ونوايا خبيثة مبيتة من الصديق قبل العدو ، والوضع المأساوي الملتهب والقدرات والأمكانيات الذاتية البسيطة جداً أو شبه معدومة ، وأنت خير من يعلم في أي خطوة تخطوها تحتاج الى مال ، وهذا الجانب مفقود تماماً بسبب أستقلالية القرار الكلداني ، وعدم ربطه وأرتباطه مع الجهات المشبوهة هنا وهناك كما يفعل زيد من الناس وانت خير من يعلم بما يدور من حولكم وما تمارسونه وترزقون منه ، لتبقى بوقاً مباحاً بثمن فاسد فاقد القرار المستقل لأمتكم الخيالية اللاوجود لها تاريخياً وأجتماعياً ، ومع هذا تتطبلون وتزمرون وتغنون ليل نهار لخيال غير وارد ولا مجني ، بعتُم وجودكم وتاريخكم الحقيقي الكلداني بثمن بخس تارة هنا وتارة هناك ، مرة تتبنون تسمية هجينية فاركونية سياسية مرحلية على أساس وحدة شعبنا الكاذبة والمخادعة المفترئة الغائبة عن قيم التاريخ والجغرافية والحياة الانسانية ،ومرة أخرى تعلنوها علانية آشوريتكم المزيفة المدفوعة الثمن ، ومن ليس مع أملاءاتكم وسياساتكم المفرقة تعتبرونه خارج وحدة الشعب المسمى العقيم ، معتبرين أنفسكم أنتم المنزلين من السماء على الأرض والبقية تطيعكم بأغراءات مالية أو تشنون حرباً جوفاء عليهم ، حتى لوثتم بعلاقاتكم المشبوهة مع حلفائكم وآمريكم من الكرد ، دون أن يعلموا برصيدكم الشعبي في زوال آجلاً أم عاجلاً عندما يختفي المال السياسي أو تنتهي مصالح الأخرين ليطرحونكم جانباً على قارئة الطريق ، غير مبالين بكم لأن العميل يأخذ مكانته المناسبة وفق عمالته وتلوناته الخبيثة.

أنتم خير من تعلمون نحن من الذين ننتقد أنفسنا قبل أن ينتقدنا غيرنا من أمثالكم ذو النوايا الغير الأمينة ولا الصادقة بخبث ومكر وصلافة ، فجلدنا ونجلد ذاتنا وأنفسنا لترتيب بيتنا الكلداني قبل أن نلتقي النصائح والأرشادات من غيرنا ، ومع هذا وذاك نحن نتقبل ليس فقط النقد اللاذع من أمثالكم ، بل حتى نحترم جروحكم وتقيحاتكم الكريهة نستفاد منها في العمل القومي الوطني والأنساني لنخرج بأقل الأخطاء.

المؤتمران الكلدانيان:

نعم قررنا وشكلنا نواة قبل المؤتمرين للتحضير للوصول الى نتائج بأقل الأخطاء ، وهذا ما حصل فعلاً ولكن رادفتهما أخطاء ونواقص لابد منها هنا وهناك معتزين بها لنتجاوزها مستقبلاً ، وهذا هو العمل المطلوب فعله بنواقصه وليس بكماله لأن الكمال  هو لله المثالي وحده اللاشريك له ، ونحن أول الذين كتبنا وأنتقدنا السلبيات والنواقص وقيّمنا الأيجابيات قبل المؤتمرين وبعدهما ليس كرهاً بهما وبالمسيرة ، بل حباً وتقييماً لمسيرتنا الكلدانية من جميع نواحيها الفكرية والثقافية والأجتماعية والسياسية والأدبية والرياضية والفنية والتعليمية واللغوية ، وليس عيباً مساهمة رجال دين كلدان لمسيرتهم القومية مطلقاً بل هو واجب صميمي يملي عليهم كونهم من هذه الأمة وليسوا غرباءاً عنها ، وما يصيب أمتهم يصيبهم سلباً أم أيجاباً لأن الكل في بحر هائج دامي عسير ومؤلم ، وغبطة الباطريرك والباطريركية والمطارنة وأبرشياتهم يعملون في المجال الروحي الديني المطلوب منهم على أكمل وجه دون تدخل العلمانيون بشؤونهم ، ولكنهم مع شعبهم وأمتهم الكلدانية ومهامهم الأنسانية المفروضة عليهم كأشخاص مهتمين بالجانب الأنساني والوطني والقومي لأنهم كلدان ومن هذه الأمة التاريخية ، وشعبنا الكلداني الذي تهمه قضيته الأنسانية والوطنية بكافة مكوناتها وأثنياتها يعملون وسائرون ، وفق قدراتهم وأمكنياتهم الذاتية الصرفة في العراق وجميع بلدان العالم ، من رجال الدين الكلدان والعلمانيين الكلدان ومنظمات المجتمع المدني الكلدانية ، بمختلف الجوانب الثقافية والأجتماعية والسياسية والأقتصادية لتنفيذ مقررات وتوصيات والبيانات الختامية حيز التنفيذ.

البرلمان:

أما هناك نواقص في الأداء والعمل نقول لكم نعم ، وأخفقنا في الأداء نعم وهو أفضل لنا من أن نصل الى مواقع القرار بأساليب مخادعة وبالية وممارساة شراء الذمم وصرف المليارات الغير المتوفرة لدينا أصلاً ، وحتى وأن توفرت ليس من أخلاقنا خداع الناخب بأساليب رخيصة الثمن وهابطة النوايا ، ناهيك عن التزوير والنوم بأحضان الغير وخدمة الآخرين دون أمتلاكهم الأستقلالية الذاتية ولا القرار السياسي المطلوب ، بل خاضعين ومسيرين لا حول لهم ولا قوة والواقع الدامي المؤلم يتكلم الحقيقة المرّة ، ولهذا فشلوا ممثلي شعبكم في أدائهم السياسي والأجتماعي والأقتصادي والثقافي ولم يوفوا لناخبيهم في الأنتخابات وخصوصاً مجلسكم القطاري الذيلي الخاضع بأعتراف حليفكم المطاع سلفاً من قبلكم.

دعني أقول لك الحقيقة يا أنطوان صنا: من خلال علاقاتي وأتصالاتي الواسعة مع الجماهير الكلدانية غالبيتهم نادمون لموقفهم في الأنتخابات البرلمانية وخصوصاً لمجلسكم القطاري ، كما وحينما صوتوا لعلاوي الرابح النجيفي ، بالأضافة الى أعطاء أصواتهم حتى للتحالف الكردستاني ، كونكم نكتم بألتزاماتكم وأخفقتم ببرامجكم وخدعتم ناخبيكم ولم توفوا بوعودكم وأفترائاتكم وتهديداتكم العلنية لحراس سهل نينوى وعوائلهم حتى بأرزاقهم.

دعني أقول لك ولأمثالك وأنا أبن قصبة تللسقف الكلدانية ، أقرب الناس لم يكونوا أحراراً بأصواتهم معتذرين الغالبية منهم ، نتيجة التهديد والوعيد لأسباب معروفة للداني والقاصي ، صوتوا الى مجلسكم المفرق خوفاً من طردهم من الحراساة بقطع أرزاقهم وعوائلهم ، وأعطيك مثالاً واحداً فقط ، خالتي المسكينة أمية لا تقرأ ولاتكتب وهي أخت أمي من أب وام ، وهي الآن في الأردن مهاجرة أخذها أحد عملاء مجلسكم المفرق دون أن تعلم ،  معتذرة  لهذا الفعل الشنيع الملطخ بالعار على المخادعين والسماسرة من أمثالكم. ومع كل هذا وذاك حصلنا نحن الكلدان على أصوات الشرفاء النزيهين الوطنيين المخلصين لبلدهم وأمتهم بعزة وكبرياء ، دون غش ولا خداع ولا تهديد ولا شراء الذمم ولا فساد مالي وأخلاقي كما فعل مجلسكم القطاري.

الآن هذه هي النتائج المؤلمة والدامية على الأرض ، التي رافقت شعبنا المنتهي والقابل للزوال في أرضه التاريخية عبر أكثر من 7300 عام الذي عاشها في بلاد الرافدين الخالدين مقدماً للبشرية جمعاء ، العطاء العلمي والثقافي والأدبي والحضاري والقانوني والأجتماعي والأقتصادي والسياسي وحتى العسكري ، ما يعجز اللسان من النطق به لتقديمه للعالم أجمع بسخاء وبلا ثمن.

السؤوال الواقعي والموضوعي:

ماذا قدمتم أنتم أصحاب السحت الحرام بملايين الدولارات ، وصرفيات لا رقيب ولا حساب عليها ؟؟!!، وماذا جنى شعبنا من أعمالكم وخيانتكم لأمتكم التي تتبجحون ليل نهار بها؟! وهي غائبة لا وجود لها ، كذباً وخداعاً ولؤماً وأفتراءاً وسذاجتاً.. فأين ممثليكم الفائزين في تمثيل الشعب تزييفاً وتنكيلاً ونكتاً بالتزاماتكم الورقية على هذا الشعب المسكين المشرد في ديار الغربة والأغتراب ، ومتشتت في العراء يفرش الأرض ويلتحف السماء ، ليخسر كل شيء عبر تاريخه الحضاري لآلاف السنين الغابرة التي صمد بها بين المطارق العديدة والسنادين المختلفة والمتنوعة.؟؟!!

دور رجال الدين:

وهنا علينا أن نثمن دور رجال الدين الكلدان والسريان وفي مقدمتهم غبطة الباطريرك روفائيل الأول ساكو وجميع مطارنة الأبرشيات في الداخل المطران بشار وردة مثالاً وفي الخارج المطران أبراهيم أبراهيم والمطران فرنسيس قلابات في مشيكان والمطران سرهد جمو في سان ديكو ، والمطرانين جبرائيل كساب وأميل نونا في أستراليا ، كما ودور المطران السريان الجريء سيادة داؤد شرف ، ومنظمات المجتمع المدني الكلدانية والسياسية في العالم ومنها الحزب الديمقراطي الكلداني والمركز الثقافي الكلداني في دهوك وبقية بلداتنا في كوردستان العراق ، والمنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في أمريكا وكندا ، والمجلس القومي الكلداني في استراليا ، والأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ، والأتحاد الكلداني الأسترالي في ملبورن ، وجمعيات تللسقف في سدني وملبورن وأمريكا سان ديكو ومشيكان ، وجمعية مار أوراها في مختلف بلدان العالم ، وجمعية مار ميخا في مختلف بلدان العالم وجمعية مار أتقن ومار أدى الرسول في ملبورن ونادي بابل الكلداني في ملبورن والنروج والنوادي الكلدانية في السويد وجمعية باسل بقال في مشيكان ، ومئات الجمعيات والنوادي المتعددة في العالم ، التي ساهمت بقسط أو بآخر دون مزايدات وحسب القدرات والأمكانيات المتاحة التي دعمت وتدعم وتساند وبشكل مستمر أبناء وبنات وعوائل شعبنا في العراق ودول الجوار في المهجر.   

اليكم الرابط أدناه يبين نواياه الغير السليمة للأطلاع لطفاً والقاريء الكريم يقيّم الحدث والفكر للكاتب الأجير أنطوان صنا بكل أحترام وتقدير أنساني لعله يتراجع يوماً ما لما هو صائب وواقعي.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=781898.0

حكمتنا:أذا كان بيتك من زجاج لا ترمي الناس بحجر ، وأن كنت واقفاً على حافة البحر تعلم السباحة قبل أن تفكر تغوصها.

منصور عجمايا

27\05\2015

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *