مقابلة مع سياسي كلداني مضطهد بويا كوركيس \ عنكاوا (11)

وهكذا توالت الأنقلابات العسكرية الدامية والحروب المتتالية والقتل الجماعي للأنسان العراقي عموماً ، ووطنييه ومثقفيه وأكاديمييه وصاحبي ضمير والحس الأنساني النظيف خصوصاً ، التزاماً من تلك السلطات المتعاقية لمعاقبة الشعب العراقي الحر النزيه بموجب سياقات غربية مفروضة عليهم لمساومتهم بأستلام السلطة والأستمرار فيها ، ذلك المخطط المدروس والمنفذ من قبل السياسيين الدكتاتوريين الفاشيين رأى النور في المقابر الجماعية والكيمياوي والأنفال بالضد من شعبهم ، من قتلى وأحياء على حد سواء  ورميهم بخنادق الموت معدة سلفاً كعقاب جماعي لكبح وتغييب وأضعاف الروح الوطنية الأصيلة المستأصلة في نفوس هذا الشعب العراقي المظلوم من قبل سلطاته الفاشية المتعاقبة على مر الزمن العاصف منذ القرن العشرين وما قبله وبداية القرن الواحد والعشرين في 2003 لممارسة العنف الفاشي بالضد من الوطنية الحيّة ، ليستمر الوضع من الرديء الى الأردأ عنفاً في ممارسة القتل العمد والتغييب والأتاوات والمعتقلات الكيفية وفي أجهزة الأمن والمخابرات والأستخبارات بحجة الأرهاب والأرهابيين هدمهم قمع الشعب للأستمرار بالسلطة الطائفية العنصرية المقيتة ومغرياتها العفنة ، حتى بات العراقيون يترحمون على الفاشية ومآسيها المتواصلة في القمع والتشريد والهجر والتهجير القسري والتطوعي المجبر عليه ممارسة وتنفيذاً لتغييب الأنسان وأنهائه بطرق شتى ، أنها همجية رعناء بالضد من الأنسان وحقوقه المطلوبة للحفاض عليها وحمايتها وصيانتها بكل الطرق والوسائل المتاحة ، حباً بالعراق وشعبه الذي عانى ويعاني الأمرات عبر ما يقارن قرون من الزمن الغابر التعيس. 
س49 : ماذا جرى لك فيما بعد وأنت والعائلة في أيران ، وماهي المدة التي بقيت فيها ؟ وكيف وصلت الى أستراليا؟

ج: كنت مقيماً في طهران والعائلة لما يقارب السنتين ، وبعد حصولنا على فيزا أسترالية لجوء أنساني ، توجهنا الى الكنيسة الكلدانية لتوديع رجال الدين والعلمانيين المترددين الى الكنيسة بشكل مستمر ، وهناك التقينا مع المطران المرحوم يوحنا عيساوي والقس والمطران فيما بعد حي يرزق سيادة رمزي كرمو الجزيل الأحترام والقس بطرس يلدا ، شكرناهم لما قدموه لنا من دعم وأقامة ومساعدة ، كما وبدورهم قدموا لي شكرهم الخاص شفهياً وتحريرياً نحتفظ به لحد الآن ، نتيجة خدماتي الأنسانية التي قدمتها خلال وجودي في طهران ، والتي أشرت اليها في حلقات سابقة من هذا الحوار. فأبدوا فرحهم وسرورهم لمغادرتنا طهران الى أستراليا من جهة ، ومن جهة أخرى أمتعضوا لمغادرتنا طهران كوننا نقدم دعم دائم ومساعدات متعددة حسب قدراتنا للمحتاجين ، وخصوصاً للأسرى العراقيين والمقيمين معنا في بناية الكنيسة.
س50:  وماذا بعد وصولك والعائلة وأستقراركم في أستراليا ، هل أستمرت علاقتكم وتواصلكم مع الكنيسة الكلدانية في طهران أم العكس؟
ج: حال وصولنا وأستقرارنا في أستراليا ، أتصلت هاتفياً بالمطران المرحوم يوحنا مستفسراً عن صحة الجميع ، وعن أخبار وأوضاع المهاجرين المتواجدين داخل بنايات الكنيسة الكلدانية في طهران كما والأسراى العراقيين ، فذكروا لي بأن الأمور شبه مقطوعة منذ مغادرتك ولحد الآن مع الأسرى ، والمطران يتمنى تواجدي في طهرات بغية تواصل الكنيسة مع الأسرى ومعرفة أحتياجاتهم والوقوف على معاناتهم الحياتية ، لمعالجتها من خلال خدمات الكنيسة الأنسانية لهؤلاء الأسرى.
س51: هل تمكنتم من تلبية دعوة سيادة المطران ورضختم لطلبه أم ماذا؟

ج: الحقيقة لم أتمكن من تلبية دعوة سيادة المطران والكنيسة لرجوعي الى طهران والأستمرار بخدماتي تجاه الكنيسة والأسرى ، والسبب الرئيسي هو سبق وأن قدمت تعهد في دائرة أمن طهران للحيلولة دون رجوعي لطهران مرة ثانية ، وهكذا بقيت في أستراليا معتكفاً من تقديم أي دعم أو خدمات للأسرى بعد مغادرة طهران.
س52:   أين كانت أقامتك الدائمية في أستراليا حال وصولك اليها؟

ج:كانت محطة أقامتي الأولى في سدني عند عديلي ، بأعتباره كفيلي في أستراليا حيث مكثنا فيها حوالي ثمانية أعوام ، وبعدها تحولت والعائلة الى ملبورن ولا زلنا متواجدين وموفقين ومرتاحين بها.

س53:  ماذا كانت أنطباعاتك النفسية ووجودك في سدني لفترة 8 أعوام وهي ليست قليلة؟

ج: بعد يوم واحد من وصولنا الى سدني توجهنا الى الكنيسة الكلدانية لسماع القداس وأداء الواجب الديني كمسيحيين ، حيث التقيت مع صديق عزيز من قرية باطنايا كنّا معا مقيمين في طهران ، قدم لنا مساعدة وعرّفنا بأقاربه وأصدقائه المقربين حتى تمكنّا من تأسيس منظمة أجتماعية غير ربحية سميناها (جمعية الحضارة الكلدانية) عام 1984 ، وبذلك عالجنا طوق الغربة والتغرب ومعاناتها النفسية والأجتماعية ، بتواصلنا المستمر كعوائل مغتربة عزز الناحية الأجتماعية فيما بيننا وجمعنا التفاهم والتعاون الدائم مع تعزيز الشعور القومي الكلداني في سدني ، وتمكنّا من أقامة الحفلات والسفرات المتنوعة الى ضواحي سدني.

س54:    ماذا عن تواصلك الدراسي وأنت بأمس الحاجة اليه كما أفتهمنا منك خلال حوارات سابقة معك عندما كنت في العراق؟ فما هو الحال وأنت في سدني؟

ج: نعم .. أكيد حصلت على تعليم أسوة بالمغتربين من حيث دراسة مفروضة على كل لاجيء ومقيم في أستراليا 510 ساعات ، في معاهد دراسة وتعلم اللغة الأنكليزية للبالغين الكبار ما بعد 18 سنة من العمر ، وبعد أنتهاء دراستي المقررة 510 ساعات ، تحسنت لغتي الأنكليزية فأهلتني لتواصل دراستي الجامعية ، حيث منحت دورة تعليم مكثفة في اللغة الأنكليزية أهلتني للأستمرار في الدراسة بأحدى جامعات سدني.

س55: ماذا بعد أجتيازك الدورة المكثفة في اللغة الأنكليزية؟ وأين وصلت بك الأمور في الدراسة وأنت متلهف لها حسب علمي؟

ج: بعد أجتيازي وتخرجي من الدورة التعليمية المكثفة ، واصلت دراستي الجامعية البالغة 4 سنوات حصلت على شهادة جامعية من سدني.

س56: ماذا بعد تخرجكم من الجامعة؟ وهل حصلت على عمل وفق أختصاصك الجامعي في سدني؟

ج: بعد تخرجي من الجامعة لم أتمكن من حصولي على عمل وفق أختصاصي ، مما أضطريت لمواصلة الدراسة للحصول على شهادة في البناء والأنشائيات وخبرة عمل لمدة سنتين كاملتين.

حكمتنا: (بالمواضبة والعمل والأصرار بتفاني ، يحصل الأنسان الى مبتغاه رغم كل المعوقات)
 
(تابعونا)
منصور عجمايا
\تموز \20165

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *