مقابلة مع الأستاذ فاضل الميراني سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني

اجرى المقابلة : حبيب تومي

habeebtomi@yahoo.no

الأستاذ فاضل الميراني قيادي بارز في اقليم كوردستان وهو سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، وفي مقابلة عبر البريد الألكتروني اجاب سيادته على مجمل اسئلتي التي تدور حول الأوضاع التي استجدت بعد استهداف المسيحيين والأزيدية ومصالحم في اقليم كوردستان يوم الجمعة المصادف 02 / 12 / 11 وأمور وقضايا اخرى ..


يقول الأستاذ فاضل الميراني :

الرئيس مسعود البارزاني كان وسيكون صمام الأمان للأقيم بجميع مكوناته القومية والدينية والطائفية ..

لا أتفق معكم بأن القيادة الكردية ادارت ظهرها لشعبكم الكلداني , مهما كانت هناك من تفسيرات ..

إن الحوادث الأخيرة استهدفت الأقليم بشكل عام ، قيادته وحكومته وشعبه والتجربة الديمقراطية والعمرانية …

إن حزبنا الديمقراطي الكوردستاني كان وسيظل المدافع عن الديمقراطية والحريات العامة والفردية في العراق وكردستان..

أن الأحزاب الأسلامية في كردستان العراق تتعامل بشكل تعايشي وإحترام وقبول الآخر ..

ان كلمة المسيحيين هي المتداولة بحسن نية للتعبير عن المكونات أو المكون القومي الذي يعتنق هذا الدين السماوي المُسامح ..

المزيد في متن الأجوبة المستفيضة عبر المقابلة

السؤال الأول

كيف يمكن ان نوفق بين مفهوميّ جعل أبواب أقليم كردستان مشرعة امام الكلدانيين وبقية مسيحي العراق المهجرين من بعض المدن العراقية وبين الأعتداءات التي يتعرضون لها في الأقليم في الأيام القليلة المنصرمة ؟

لايمكن الأجزام بأن الحوادث المؤسفة الأخيرة في زاخو وبعض مدن محافظة دهوك كان المستهدف الأول والأخير هم الأخوة المسيحيون والأيزيديون لأن هؤلاء هم أخوتنا في الوطن منذ عشرات العقود وأدوا واجباتهم الوطنية كما لهم الحقوق أسوة بنا ,تفسر الحوادث من حيث المنطق أنها إستهدفت الأقليم بشكل عام رئاسة وحكومة وشعبّا وإستهدفت الحزب الديمقراطي الكردستاني بسبب التطور العمراني والتحسن الأقتصادي والتعايش الأخوي بين أبنائه في ظل الأمن والأستقرار وتلك المساحة من الديمقراطية والتعددية القومية والدينية والسياسية وكذلك الدور الذي يلعبه الأقليم ورئيسه في ترتيب البيت العراقي وتهدئة الأوضاع على حدوده وهذا ما لايريده الآخرين لنا .

من جهة اخرى بأستثناء التوجهات الإرهابية والفوضوية فأن الأحزاب الأسلامية في كردستان تساهم في العملية الديمقراطية وتمارس السياسة بموجبها وتقر بوجود الآخرين وتؤكد على مبدأ التعايش حسبما هو واضح في برنامجها السياسي وهذا لاينفي تورط أفراد من مجمل التنظيمات السياسية في مثل هذه الحالات من الفوضى سواء بدراية ام دون دراية أو تنفيذا لتعليمات من جهات خارجية هي في الأصل لاتؤيد ولا تستوعب هذا الأقليم وما يُجرى فيه بشكل يميزه عن الكثير من الأنظمة والدول بما فيها المناطق الأخرى من عراقنا الجديد .

الحدث الجديد للأقليم غير مقبول ولا سابقة له طول تاريخنا تضررنا جميعا من جرائه , ماديا , ومعنويا ولكن هذا لايعني عدم التوقف عنده بأهتمام وبمسؤلية والتحري عن جزئيات الحدث من هو ورائها ؟ ومن هو المنفذ ؟ وإستئصاله من جذوره وفق القوانين المرعية , من اجل إزالة آثار الحوادث وتصفية الأجواء والعودة الى الحياة الحرة والتعايش كما كنا , وهذه مسؤلية الجميع ولابد أن تكون كردستان هكذا كما كانت في ما ضينا المشترك .


السؤال الثاني:-

الأستاذ فاضل ميراني سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني : هل هنالك توجهات محددة لأعضاء الحزب وأصدقائه بنشر ثقافة التعايش بين المكونات الكوردستاني إن كانت إثنية أو عرقية او دينية ؟

أن حزبنا الديمقراطي الكردستاني منذ تأسيسه والى الآن وسوف يكون المدافع عن الديمقراطية والحريات العامة والفردية في العراق وكردستان وهذا أثبته ماضي الحزب النضالي وثورته في ايلول وأيار وإنتفاضته 1991, حيث مساهمة جميع مكونات الأقليم القومية والدينية والأجتماعية في الحزب مهماته النضالية هناك ألالاف من الأخوات والأخوة المسيحيين والأيزيدين والآشوريين والكلدان والتركمان وحتى الأخوة العرب في صفوف هذا الحزب وصل قسم منهم الى قيادة الحزب كما هو الحال الآن أو يمثلون الحزب في البرلمان العراقي والكردستاني , أو تسلموا حقائب وزارية على حساب حصة الحزب , أليس هذا نابع عن تلك الثقافة والسياسة التي وفرت أرضية التعايش وشعور الكل بضمان حقوقهم في هذا الحزب ومنهاجه وإلاّ لماذا هذا الإنظمام السياسي؟

ثم لاتنسى ان الثقة المطلقة بالقائد الخالد البارزاني مصطفى هي التي شجعت هذه المكونات أن تلتف حول الراية التي رفعها هذا المناضل الذي كان يراعي الجميع ويسهر من اجلهم الى آخر لحظات حياته .

وفي حزبنا ليس هناك فارق بين الأنسان بسبب إنتمائه القومي والديني والطائفي أو حتى الإجتماعي .في المؤتمر الأخير للحزب إنتخب أعضاء المؤتمر من الكورد المسلمين اعضاء في قيادته ومكتبه السياسي من الآشورين والأيزيدين , هكذا كنا كبارتي مدرسة البارزاني وهكذا سنكون بدون تردد.

السؤال الثالث :

الرئيس مسعود البارزاني كان وسيكون صمام أمان لكثير من القضايا الساخنة على الساحة العراقية و اليوم يقول البارزاني : انا منذ اكثر من 20 سنة لم احمل السلاح لكن بعد أحداث زاخو وسميل ودهوك انا سأكون أول من يحمل السلاح , مادامت المسألة وصلت فوق خط الكفر : هل يعني أن هذه الأحداث مقدمة لأحداث أكبر إن جرى السكون عنها ؟

الرئيس مسعود البارزاني كان وسيكون صمام الأمان للأقيم بجميع مكوناته القومية والدينية والطائفية لأسباب أربعة على حد تفسيري , أولها أنه نجل البارزاني الخالد وهذا الرمز الوطني الذي إلتقى تحت خيمته هذه المكونات بحرية وأمان , وثانيهما أنه رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي قاد الحركة التحررية لعقود من الزمن من أجل حقوق وكرامة هذه المكونات وهو ماضي في طريقه ,  ثالثا أنه رئيس منتخب من قبل الشعب بشكل مباشر وديمقراطي تحتم عليه أن يكون هكذا بحكم المسؤلية التي أولته إياها الجماهير و آخرها انه مسعود البارزاني نفسه له نظرته الخاصة وشعوره تجاه الحياة بنواحيها ومن فيها .

أن مقولته الشهيرة : بأنه” لاأقتتال الأخوة بعد اليوم “مسؤلية تاريخية وكذلك عبأ ثقيل في ظل هذه الظروف والبيئة التي نعيش فيها بأختلاف إنتمائاتنا القومية والدينية والسياسية والأجتماعية وفي ظل تجربة جديدة في العراق جديد وفي منطقة تشهد تطورات جديدة .

بدون شك سيعمل المستحيل أن يعُم القانون والعدالة في الأقليم ونشر المساوات , وتعميم سياسة قبولنا ببعضنا الآخر رغم الأختلاف ,نلتقي بالرغم من الخلافات لنتواصل من اجل الحياة الحرة الكريمة يتحقق فيها الأمن والسلامة الأهلية وإذا ما أصّر البعض على زعزعة هذا النمط من النظام والحياة فسوف يكون هناك من يقف ضدها وأتصوّر هذا ما يقصده الرئيس البارزاني .

السؤال الرابع :

ألا ترون ان رياح الربيع العربي , التي قطف ثمارها الأسلام السياسي و يمكن أن تهب على كوردستان , وإن الأحداث الأخيرة هي أول الغييث ؟

الرياح العربية هبت بعد شتاء قارص , وهذا لا يعني ربيع مستديم فالتغيرات المناخية لها عواملها وأسبابها, أن أوجه الشبه بين العراق بما فيه الأقليم والبلدان العربية التي هب عليها هذا الريح المسمى بالريح العربي قليلة ,شعبنا في كردستان إنتفض بوجه نظامه الشمولي المستبد في ربيع 1991 وكذلك هبت رياح الربيع العراقي في نيسان 2003 هذا من جهة , ومن جهة أخرى نتائج الأنتخابات التي جرت فلكل بلد خصوصياته , وليس دواعي للتحسس من فوز الأحزاب الأسلامية في هذه المرحلة لأنها ردة فعل لمخالفات الأنظمة السابقة التي إفتقرت الى العدالة , وسعة الفكر والصدر وتأمين حريات الأحزاب والحريات الفردية للمجتمع في إطار الدساتير أو حتى القوانين التي سنتها , وليس من الصحيح أن نحكم على هذه التطورات بأستباقية .

أما في كردستان فالوضع يختلف بشكل آخر ونحن لسنا دولة كما الآخرون وأن المكونات السياسية في كردستان بأختلاف تسمياتها بما فيها التيار الأسلامي تعمل من أجل الحفاظ على مكاسبنا القومية وتطويرها إدراكا منها بالمسؤلية والشعور القومي العام ,وإذا كنا جميعا ديمقراطيين فعلا فسوف لن تُحارب الديمقراطية ديمقراطية أخرى أو الوقوف بالضد منها ولابدّ أن يحتكم الجميع عبر هذه الديمقراطية الى الشعب لا اية فكرة او وسيلة غيره وهذا ما نتفق عليه في كردستان .

السؤال الخامس :

الواحة الجميلة للتنوع الأثني والقومي والديني في أقليم كردستان مصدرها التوجه العلماني الديمقراطي للقيادة الكردية التي تقف على مسافة واحدة من كل المكونات التي تشكل النسيج المجتمعي , ألا يمكن ان يشكل نهوض الأسلامي السياسي تهدد لتلك الحالة من التعايش والتسامح ؟

الأسلام الحقيقي كدين هو الصمام الحقيقي للتسامح والتعايش لأن في القرآن الكريم ( لآ إكراه في الدين ) وأن الأديان الأخرى وأتباعها عاشت وبقيت تعيش في عهد الأسلام , أن ظهور جماعات تكفيرية وإقترافها أعمال عدائية ضد غير المسلمين أو حتى المسلمين أنفسهم فهي ظاهرة جديدة تهم الجميع ويهتم بها الجميع .

أن الأحزاب الأسلامية في كردستان العراق تتعامل بشكل تعايشي وإحترام قبول الآخر ولها علاقات جيدة مع جميع المكونات غير المسلمة في الأقليم وهذا أمر غيرغريب في كردستان لأنه الدين لله والوطن للجميع, ومن هنا يتوجب على جميع القوى الديمقراطية ان تتوحد من اجل تطويق الأفكار التي تعكرّ صفوة التعايش والأخوة وحقوق الأنسان في كردستان , وتعمل مشتركة من اجل إستتباب الأمن الأهلي في الأقليم وسيادة القانون لصيانة الأنسان وروحه وممتلكاته وكذلك إحترام معتقداته الدينية وإنتمائاته القومية , وأن كردستان ومكوناتها كان ولايزال اهل لذلك .

السؤال السادس :

غالبا ما يطرق سمعنا بمخاطبة شعبنا من الكلدان والسريان وآشورين بلفظة المسيحيين , فلماذا لا يجري التخاطب بالأطار القومي كان يجري مخاطبتهم بتسميات الكلدان والسريان والأرمن والآشورين ؟

إن هذا الموضوع يضعنا في أحراج ولو ان كلمة المسيحيين هي المتداولة بحسن نية للتعبير عن المكونات أو المكون القومي الذي يعتنق هذا الدين السماوي المُسامح,دين سيدنا المسيح عليه السلام إلاّ ان هذا لايعني إنكار وجود هذه المكونات القومية او حتى أن الذي تحاورني اليوم من تسلسة هذه المكونات من سيكون الرقم الأول , الكلدان , الأشور أم السريان , ثم هناك الأرمن ايضا .

هناك جدل غير محسوم بين الكلدان والآشور للتوصل الى تسمية شاملة ومعبرة نلتزم جميعا بتداولها , وقد عقدت  مؤتمرات أو إجتماعات مشتركة لهذا الغرض ولكن للأسف  لم نتوصل الى نتيجة تّرضى الجميع وإلاّ فلرّبما نحن احوج لمثل هذه التسمية والتعامل بها , حتى في تخصيص المقاعد البرلمانية والحقائب الوزارية والوظائف العامة ,نتطلع الى ذلك اليوم وأجزم صادقا ليس هناك من يتقصّد في هذا الأمر في حزبنا على أقل تقدير , وسوف نكون اول المساعدين في هذا المسعى الخيّر وهذه مسؤلية الجميع وفي مقدمتها المؤرخون والمثقفون ورجالات الدين والسياسة المسيحيون( بعدم المؤاخذة )

السؤال السابع :

ما هو مستقبل الأقليات الدينية ( المسيحيون بشكل رئيسي) في أقليم كردستان ودولة العراق الأتحادية والبلاد العربية في ظل النهضة الأسلامية التي نجمت عما فضل ان يُطلق عليه تسمية الربيع العربي ؟

العراق الجديد لايزال بحاجة الى فكر وثقافة جديدة ينسجم مع المستجدات على الصعيد الداخلي والأقليمي والدولي وهو يسعى من اجل ذلك ولو بشكل بطيئ بأستثناء تاسيس الدستور الجديد للبلاد , وللأسف الشديد تعرض الأخوة المسيحيون وأماكن عبادتهم وممتلكاتهم الى اشكال مختلفة من الأعتداءات الظالمة مما اسفرت عن هجرة الآلاف منهم الى كردستان والدول المجاورة وبلدان أخرى من العالم , اما في ألأقليم فالأمر مختلف , أولا المسيحيون هم شركاء في هذا الوطن عليهم ما على الاخرين ولهم ما للآخرين ايضا ومنذ الماضي البعيد ليومنا هذا ومن غير المنطق ان لا يستمر هذا النمط من العيش المشترك المبني على التسامحية والقبول بالآخر , وأن العلاقات التي ربطت وتربط المسيحيين بنا نحن الآخرون متميزة إيجابيا وقديما ومتطورة , ولاتستطيع النيّات القذرة النيل منها باذن الله وبهمة المخلصين من ابناء كردستان .

السؤال الأخير لابد منه :

نشعر نحن الكلدان في اقليم كردستان بأن القيادة الكوردية قد أدارت ظهرها لشعبنا الكلداني , فدأبت تتعامل معه وكانه تحت وصاية أحزاب قومية أخرى , وكما ظهر في إلغاء التسمية القومية الكلدانية من مسودة الدستور الكوردستاني والتي تعتبر مخالفة لمبادئ حقوق الأنسان و كما هو مخالف لما ورد في مواد الدستور العراقي الفدرالي فما هو تفسيركم لذلك ؟

لا أتفق معكم بأن القيادة الكردية ادارت ظهرها لشعبكم الكلداني , مهما كانت هناك من تفسيرات , أشرت في حديث سابق أن المشكلة القائمة والتي تعّقد الأمور احيانا بين أصل الكلدان والآشور يعاني الكرد وقيادتها منه كما أنتم تعانون , على حد علمي كانت ( الآشور ,الكلدان , السريان ) دارجة في مسودة الدستور وإعترض القسم على ذلك . ولايزال الدستور قابل للمناقشة لا بينكم فحسب بل بين الأحزاب الكردستانية الأخرى

في مسودة الدستور نحن في الحزب الديمقراطي الكردستاني قدّمنا مقترح بمنح المناطق التي تسكنها الأكثرية ( المسيحية ) بمكوناتها الأدارة الذاتية , أهذا إجحاف أو أهمال أم أهتمام وإبراز لوجود هذه المكونات والقبول بها وبحقوقها القومية .

اقدم شكري للأستاذ فاضل الميراني لتفضله بالأجابة بصراحة على اسئلتي ومن المؤكد انها اخذت من قته الثمين مساحة كبيرة .

حبيب تومي / اوسلو في 18 / 12 / 11

You may also like...

1 Response

  1. اعتقد الاستاذ فاضل ميراني أجاب بموضوعية على الاحداث الاخيرة في كردستان ، وموقف الحزب الديمقراطي الكردستاني منها ، كان دقيقا بالأجابة ووافية القدر ، معترفا بوجود اجندات داخلية وخارجية للعملية ، ولم تكن اعتباطية بل مدروسة سلفا وتم تنفيذها ، وهي لم تكن ضد الكلدان واليزيديين فحسب بل كانت ضد الكرد ، كونهم المعنيين بالامن والامان والاستقرار ، وبالذات ضد قيادة البرزاني وحزبه البارتي ، ولهذا قوله ان يحمل السلاح بعد الحدث ، هو الاجبابة الوافية لصحة تحليل الحدث ومآسيه على شعبنا .
    اما اجابته علىة السؤال الاخير ححول دور الكلدان وتهميشهم ، بأعتقادي كان وافيا ودقيقا جدا والدليل انه يقول الكلدان والآشور ، كما أنه وضع الفوارز بين المكونات ولم يخلطها كما فعل اغاجان ، وهذا دليل على تفهم القيادة الكردستانية(البارتي) للموقف السليم ، واعتقد ستعمل وفق الآلية الجديدة التي نتمناها بموضوعية ودقة مطلوبتين ، لاححقاق حق الشعوب ونضالهم في دعم المسيرة الكردية القومية والوطنية والانسانية
    ناصر عجمايا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *