مع غبطة البطريرك في مسيرة كلدانية واحدة

في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ شعبنا الكلداني الذي يعاني فيه من تراجع و تخبط ملحوظين في كافة المجالات ، الكنسية و القومية و السياسية، بالإضافة الى موقف (الإخوة الأعداء) الغير مشرّف و الذين بدأوا بحدّ خناجرهم بهدف تمزيق خاصرته، و كان الشعب الكلداني هو سبب معانتهم المزمنة، تقع على الكلداني الغيور مسؤولية تحمّل أعباء هذه المرحلة و العمل الجاد على تجاوزها بأمان و بأقل الخسائر. و هذه المسؤولية ليست محددة بجهة معينة أو بشخص معيّن، و إنما يجب أن يكون الجميع أهلاً لهذه المسؤولية التاريخية . ولكن كل حسب موقعه و مسؤولياته و تخصصاته.

و لقد جاء ذكر “غبطة البطريرك”، و المقصود غبطة البطريرك لويس ساكو، في عنوان مقالي هذا، لما يتحمله غبطته من مسؤوليات و واجبات، حيث غبطته على رأس هرم الكنيسة الكلدانية، و هو الزعيم الروحي و المعنوي و مهندس الرابطة الكلدانية التي تدّعي تمثيلها لكل كلدان العالم(مع تحفظي الشديد على هذا التمثيل الإلزامي)، ولأن كلا الإجتماعين، السنهادس و الرابطة على الأبواب، و هو(أي غبطته) سيكون حاضراً على رأس كليهما، حتماً تقع على غبطته المسؤولية الرئيسية في حلحلة مشاكل الكلدان الداخلية، لكي تنطلق فعاليات و نشاطات ابناء الشعب الكلداني و مؤسساته بإتجاه خدمة الشعب الكلداني و مستقبله على خط واحد، او بخطوط متوازية دون ان تتعارض أو تتقاطع مع بعضها البعض، و أن يصبح التعاون و الإحترام المتبادل هو السائد فيما بينها. و بعكسه فإن ألأزمات و الخلافات في الوسط  الكلداني ستتفاقم يوماً بعد يوم، الى أن تصل الى حالة لا تحمد عقباها ولا يفيد بعدها عض الأصبع.

و لن يُحتسب الأمر عيباً أو استصغاراً عندما يقوم غبطة البطريرك بتقديم بعض التنازلات (إن كان يعتبرها تنازلات) من أجل المصلحة العليا لشعبه و رصّ صفوفه، و إنما سترتفع منزلته و يزداد وقاره عند ابناء رعيته لو فعل ذلك، و هكذا عمل يعتبر تطبيقاً حياً لتعاليم الرب المسيح.

و في رأي المتواضع  يستطيع غبطة البطريرك لويس ساكو أن يخطو خطوات فعالة و مؤثرة  و بنجاح، و حتماً سيكون لها تأثير إيجابي سريع و ملحوظ على الشعب الكلداني في المدى القريب، و من هذه الخطوات أذكر:

1/ إنهاء أزمة الكهنة و الرهبان بعطف و تسامحٍ أبويين، و بفتح صفحة ناصعة جديدة مع الجميع دون أن يكون فيها غالب أو مغلوب، ليشعر الجميع بأن كرامتهم مصانة و مكانتهم محفوظة.

2/ زيارة المطران مار سرهد جمو و دعوته الى المساهمة في العمل القومي الكلداني من خلال ندواته و كتاباته، فهو غني عن التعريف في هذا المجال و لا أعتقد بأنه سيتأخر عن هذه الخدمة بالرغم من كبر سنه.

3/ إعادة بناء هيكل الرابطة الكلدانية بإبعاد الإنتهازيين و المتلونين من المواقع القيادية و الحساسة فيها، و دعوة المثقفين وأصحاب الخبرة الى تولي مهام قيادتها عن طريق الإتصال المباشر بهم.

4/ تقبّل انتقادات الكلدان الموجهة الى الرابطة الكلدانية و اعلام البطريركية و حتى شخص البطريرك نفسه دون تشنج و بروح رياضية، و الإستفادة من تلك الإنتقادات من أجل تجاوز بعض الأخطاء و تفادي تكرارها.

5/  تبنّي استراتيجية جديدة في التعامل بالمساواة مع جميع المؤسسات الكلدانية في الداخل و الخارج، و أن يشجع التعاون فيما بينها بشرط عدم السماح الى أن تستولي مؤسسة على نشاطات و إنجازات مؤسسة أخرى بحجة كون تلك المؤسسة مدعومة من قبل البطريرك، و أن تعمل كل مؤسسة حسب برنامجها و نوعية اهتماماتها و خصوصياتها.

6/ من أجل وضع حد للتخبط في هذا المجال ، التعميم الى جميع أبناء الشعب الكلداني من خلال بيان رسمي، بأن الكلدان قوميتهم كلدانية، و لغتهم كلدانية، و قوميتهم و لغتهم غير قابلتا للمسخ و التحوير و المساومات، و لن يسمحوا لأي كان بالتدخل في الشأن الكلداني الخاص ممن هو خارج البيت الكلداني، أو ممن خرج منه الى غير رجعة لأسباب و مصالح سياسية.

7/ العمل على اقناع الكتل البرلمانية على الغاء الكوتا المسيحية و تبديلها بكوتا قومية اسوة بالأرمن و التركمان و أن تكون حصة الكلدان فيها لا تقل عن ثلاثة مقاعد برلمانية في كل من برلمان (الإقليم و المركز) و يتم التنافس عليها من قبل ابناء الشعب الكلداني.

8/ دعوة الجهات المعنية على استحداث (المديرية العامة للثقافة الكلدانية) في الإقليم و في المركز.

9/ تعميم الإحتفال بالمناسبات القومية الكلدانية في كافة مناطق تواجد الكلدان، و في مقدمتها رأس السنة الكلدانية البابلية، و رفع العلم الكلداني في كل المناسبات و الفعاليات.

10/ تطوير موقع البطريركية، ليصبح فقط لنشر المواضيع و الخطابات الكنسية، مع مراجعة ما يتم نشره في المواقع الأخرى من حيث الأسلوب و صياغة الكلمات بدقّة و بمهنية عالية ،لأنه يعتبر الواجهة الرئيسية لكنيستنا الكلدانية.

أعتقد بأن غبطة البطريرك قادر على اقناع السنهادوس و الرابطة الكلدانية على تبني النقاط العشرة المذكورة أعلاه، حينها سيرى الجميع كيف سيعمل الشعب الكلداني كخلية نحل من أجل رفع راية الأمة الكلدانية و نيل حقوقها المشروعة. و لكن الخوف كل الخوف هو ان يتم التعامل بمزاجية شخصية مع بعض تلك النقاط و التي قد تأخذ بالعمل القومي الكلداني منحىً آخر ليسير في الإتجاه المعاكس.

نبارك خطوات غبطة ابينا البطريرك في هذا الاتجاه و من الرب التوفيق.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *