مظاهراتكم……. تخريب وليس مطالبة

تدور الايام  وتذهب حكومات وتاتي اخرى ومازالت المشاكل بين الاتحادية والاقليم دون حلول ويبقى اقليم كوردستان كيانا اسيرا “بدرجة ما” لرغبات عدد من الشرذمة الحاقدين من الذين استطاعوا شراء النفوذ داخل السلطة الاتحادية بمليارات مسروقة من الشعب العراقي عندما تسلقوا الى مراكز القرار الاولى حين كان العراق قد فقد  سيادته ووطنييه ومخلصيه، ذلك النفوذ الذي مكنهم من تجاوز الدستور الدائم للعراق والقفز على جميع الاتفاقات التي بموجبها تأسس العراق الجديد بعد 2003 .

لست هنا لذم او مدح اي شخص او جهة لكني ارغب في تبيان بعض الحقائق الغائبة عن الكثيرين من ابناء هذا البلد وخصوصا بما يخص المتظاهرين في السليمانية….

نعم من حق الجميع ان يتظاهر ويطالب بالحقوق ويوصل صوته لمراكز القرار ولكن بطرق سلمية بعيدة عن التخريب والفوضى، ومن هنا انا متأكد بان من يقوم بحرق المؤسسات الكوردستانية والمقرات ليس من الشعب الذي عمر وبنى ووضع اسس مؤسساتية في كوردستان وان من يخرب اليوم متحججا بقضية الرواتب مدفوع باجندة من خارج الاقليم ، كون موضوع الرواتب …

اولا ليس بسبب تقصير حكومة كوردستان بل هي احدى النقاط الخلافية مع بغداد

 وثانيا ان المتظاهرين الذين يقومون بالتخريب ليسوا من الطبقة الموظفة بل هم شباب بعمر 16 سنة واقل ولايتقاضون اي رواتب

ثالثا  ان هذه المظاهرات ليست في مركز مدينة السليمانية بل هي في اطراف هذه المدينة وخصوصا المناطق التي تنشط فيها عصابات من البكك التركية وغيرها، لذلك نقول بان هذه المظاهرات بلا شرعية .

   فقضية كوردستان هي اكبر واعمق من موضوع الرواتب رغم اهمية موضوع الرواتب ، لكن لايجب ان تكون قضية الرواتب في المرتبة الاولى والموضوع اكبر من ذلك فهو يهدد كيان اقليم كوردستان ذلك الكيان الذي سالت من اجله دماء الشباب لقرن من الزمن ليصل الى ما وصل اليه اليوم ، لذلك اقول بان هذه المظاهرات اليوم في السليمانية مدفوعة الثمن وهناك من لايريد الخير لكوردستان فكلما فتح باب للتقارب مع بغداد لحل الخلافات هناك من يعمل بخبث لغلق هذا الباب بجميع الوسائل  فموضوع اتفاقية شنكال وتقارب وجهات النظر بين الاقليم وبغداد ارعب شراذم الحاقدين والمتمصلحين الماجورين من دول الجوار فدفعوا بكل قوتهم للضغط على الاقليم من خلال هذه المظاهرات كما الضغط على السلطة الاتحادية في بغداد لكي تستمر بحصار اقليم كوردستان اقتصاديا والامتناع عن دفع مستحقاته وهذا ما يؤدي الى العودة لما قبل 2003  واتساع خطوط الصدع بينهما وتعميق الخلافات المستمرة  ولكن والله خاب ضنهم ويخيب فشعب كوردستان الذي بنى كوردستان  ليس من النوع الذي يعمل على تخريب ما بناه .

ختاما على جميع الفصائل الكوردستانية احزابا ومنظمات وعشائر واشخاصا ومثقفين ورجال الدين ان يقفوا بصف واحد لرد هذه الهجمة التي تستهدف كيان اقليم كوردستان والتي هي امتداد لتلك الهجمة العسكرية التي قادها حيدر العبادي بعد الاستفتاء التاريخي لتقرير مصير شعب كوردستان والتي كانت ايضا امتدادا للنهج الذي تمارسه ايران وتركيا ضد كوردستان وجميع هذه الهجمات تعود الى ذلك الحلف الثلاثي الخبيث ضد تاسيس كيان اقليم كوردستان في زمن النظام السابق…

فيا ابناء كوردستان الخيرين كونوا يقضين وحافضوا على ما تم بناؤه واصبروا وناضلوا ضد من يريد بنا الشر .

لؤي فرنسيس

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *