مصير المطرانين المخطوفين في مهبّ الإشاعات والسفير التركي ينفي وجود معلومات عنهما

 

 

المطرانان المخطوفان اليازجي وابرهيم. (من الارشيف)

جريدة النهار 2013

راجت أمس عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي اشاعة عن إلقاء القوات التركية القبض على عناصر مسلحة في سوريا متهمة بخطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابرهيم وان الجيش التركي يملك معلومات عن مصير المطرانين. وبادر رئيس “الرابطة السريانية” حبيب افرام ومعه مجموعة من اركان الطائفة السريانية في سوريا الى الاتصال بالسفير التركي إينان أوزيلديز، لاستيضاحه حقيقة الامر وما يتم تداوله من معلومات. وجاء رد السفير ان هذه المعلومات غير صحيحة، بمعنى ان الجيش التركي او الاجهزة الامنية التركية لا تملك اي معلومات عن مصير المطرانين.

المغزى من كلام أوزيلديز ان هذا التعتيم على قضية المطرانين يقدم صورة قاتمة عن مصيرهما، وان ادعاء السلطات التركية الداعمة للمعارضة المسلحة انها لا تملك اي معلومات رغم حركة اجهزتها الامنية والاستخباراتية وتواصلها مع المعارضة المسلحة، يزيد الامور تعقيداً ويلقي الكثير من الخوف حول مصير يازجي وابرهيم اللذين اصبح معروفاً انهما يمثلان اخر رموز الحضور المسيحي في شمال سوريا الملتهب. ويشرح افرام، ان مكمن الخطر في قضية المطرانين ان كل الاتصالات قد استنفدت بدءاً من قوى المعارضة السورية الى العاصمة الفرنسية المؤيدة لها ومنها الى تركيا بحيث لم يبق خارج دائرة هذه الاتصالات سوى القوى الاسلامية التي لم تتبن ولم تنفِ والتزمت الصمت الكامل في مواجهة كل ما قيل ويقال، علماً ان الحركات الاسلامية وخصوصاً “جبهة النصرة” تعمد الى تصوير الاعدامات والتصفيات التي تقوم بها وكان اخرها الفيلم الذي تم توزيعه عبر “اليوتيوب” لقطع رأس الاب الفرنسيسيكاني الكاثوليكي فرنسوا مراد.

وفي تفسيره لما يتم ترويجه من اشاعات عن المطرانين المخطوفين، يرى افرام ان المسألة ربما كانت على طريقة “تجرع السم على دفعات”، او ابلاغ من يعنيه الامر ان يازجي وابرهيم اصبحا في عداد لائحة الشهداء الطويلة وعندها تكون حملة الاشاعات مدروسة من جهات تدرك جيداً ما تقوم به. وثمة فرضية ثانية، ان الجهات التي خطفت المطرانين انما تلعب على اعصاب الرأي العام المعني بقضية المطرانين بهدف الوصول الى نتائج معينة. لكن المخيف في الامر، ان خاطفي الحجاج اللبنانيين الشيعة في اعزاز انما بادروا وبعد فترة من خطفهم الى الاعلان عن وجودهم وطرح سلسلة مطالب لم ينته العمل على حلها، في حين ان رئيسي الكنيستين الارثوذكسية والسريانية في حلب لم ينبر احد للمطالبة بفدية او ما شابه من اجل الافراج عنهما، أسوة بالكاهنين المخطوفين ميشال كيال وماهر محفوظ، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول ما يجري.

المهتمون بمصير المطرانين المخطوفين يتهمون دول الغرب، وتحديداً فرنسا الداعمة للمعارضة السورية بتجاهل مصير المسيحيين في سوريا تماماً كما فعلوا في العراق حيث تركوا المسيحيين العراقيين لمصيرهم. وفي الاخبار الواردة من حلب، ان الاهالي الصامدين هناك او من تبقى منهم ينتظر وصول الامدادات والادوية لا امدادات السلاح بعدما بلغت الامور الحياتية والمعيشية والصحية مستوى غير مسبوق من التدهور والفوضى.

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *