مصر: القاعدة توّحد الأقباط والحكومة والإخوان

القاعدة تناولت البابا شنودة بشكل مباشر

القاعدة تناولت البابا شنودة بشكل مباشر

 

القاهرة، مصر (CNN) —

تفاعلت في القاهرة الثلاثاء قضية الإنذار الذي وجه تنظيم القاعدة في العراق إلى مسيحيي

 المشرق عموماً والأقباط خصوصاً، مهددين بشن هجمات في حال لم يتم إطلاق نساء قال

 التنظيم إن الكنيسة تتحفّظ عليهن بعد إشهار إسلامهن، وبرز في المواقف توحد نادر للأزهر

والكنيسة والحكومة وتنظيم الإخوان المعارض على رفض التهديدات التي ترافقت مع هجوم

دموي على كنيسة في بغداد.

 

فقد وجّه الرئيس المصري، حسني مبارك، برقية تعزية لنظيره العراقي، جلال طالباني، أكد

فيها “تضامن مصر مع العراق في مواجهة الإرهاب الآثم،” وأعرب عن مشاعر العزاء

والمواساة لضحايا الهجوم على كنيسة “سيدة النجاة” في بغداد.

 

من جانبه، أدان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير حسام زكي، “العمل

 الإرهابي الهمجي الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة،” وأعرب عن “رفض مصر القاطع

الزج باسمها أو بشؤونها في مثل هذه الأعمال الإجرامية.”

 

أما شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الذي يجري عملية جراحية في فرنسا، فقد أصدر بياناً حمّل

 “الاحتلال الأمريكي مسؤولية قتلى وجرحى الاعتداء الآثم،” وطالب شعوب الأمة العربية

والإسلامية “بالوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة مخططات الاحتلال التي تستهدف أمن أوطانهم

 واستقرارها.”

 

وقال الطيب إن المسلمين “براء من هذه الجرائم التي تسيء للإسلام، وتخالف أحكام الشريعة

الإسلامية التي تصون حقوق الناس كافة، ولا تقبل بالأعمال الإجرامية التي تستهدف الأبرياء

 بغير تمييز.”

 

وأوضح الطيب أن استهداف دور العبادة “لا يخدم سوى الأجندات الرامية إلى إشعال الفتنة

 وضرب الوحدة الوطنية لتحقيق مخططات خبيثة،” ورأى أن “كل من يحاول الاعتداء على

 المقدسات ودور العبادة آثم شرعًا، ويدخل في زمرة المفسدين في الأرض.”

 

كذلك ندد تنظيم “الإخوان المسلمون،” أكبر القوى المصرية المعارضة، ما جرى في بغداد،

واصفين ما حصل بـ”جريمة بشعة لا تقرها شريعة الإسلام، ولا الخُلق الإنساني القويم ولا

القيم التي تعارفت عليها البشرية.”

 

وشدَّد الإخوان، في بيان أصدروه الثلاثاء على موقعهم الرسمي، على إلى أن حماية دور

العبادة لكل أبناء الرسالات السماوية “هي مهمة الأغلبية المسلمة، وأن الاعتداء على دور

العبادة جريمة لا يقرُّها الإسلام ويعاقب بأشد العقوبات أي مرتكب لها.”

 

ووصف الإخوان التهديدات الموجهة لدور العبادة القبطية بأنها “حمقاء،” مؤكدين أن “الدولة

المصرية والشعب المصري كله مطالب بحماية كل دور العبادة للمؤمنين من كل الأديان

السماوية.”

 

ونقل موقع الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر عن الكاردينال الأنبا انطونيوس

نجيب، بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر “صدمته لوقوع هذه الجريمة البشعة في داخل دار

 للعبادة،” معربا عن قلقه على “أوضاع الطائفة المسيحية في العراق.”

 

ورفض نجيب “أي تهديد للكنيسة القبطية أو مساس بوحدة مصر الوطنية،” معرباً عن ثقته

في “قدرة القيادة في مصر على التصدي لأي تهديد،”

 

ومن جانبه أكد القس الدكتور أندريه زكي، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية ومدير عام الهيئة

القبطية الإنجيلية “رفضه للأنباء التي تواكبت مع هذه الجريمة والزج باسم مصر والكنيسة

القبطية في هذا الأمر،” وأوضح أن مصر “دولة قوية وقادرة على حماية مؤسساتها ولا تقبل

 أي تهديد خارجي.”

 

وبرز ما أدلى به محمد حسن الحفناوي، أمين المهنيين في الحزب الحاكم، بأن تحذيرات

القاعدة “يجب أن تؤخذ بجدية شديدة لأن تنظيم القاعدة هو تنظيم إرهابي يقوده متطرفون

 ليس لديهم أية مشاعر إنسانية، وهدفهم الأصلي هو الترويع والدمار،” مضيفاً إلى أن أجهزة

الدولة المختلفة تقوم بدورها في هذا السياق.

 

من جانبها، واصلت المواقع التي دأبت على بث بيانات تنظيم القاعدة والحركات المتشددة،

 عرض تعليقات حول المهلة التي منحها تنظيم القاعدة للأقباط، مشيرين إلى أنه لم يتبق منها

 إلا 26 ساعة “هي كافية لأصحاب العقول الرصينة من نصارى مصر كي يتجنبوا ويجنبوا

قومهم حربا هم ليسوا أهلا لها ولا طاقة لهم بها.”

 

وكانت “دولة العراق الإسلامية،” وهي مظلة تضم مجموعة من التنظيمات، على رأسها

القاعدة في العراق، قد وجهت رسالة تهديد إلى المسيحيين في الدول العربية، وتوعدت بشن

هجمات على كنائس في العراق ودول المشرق ومصر، وذلك استجابة لما قالت إنه “نداء الله

والمستضعفات من المسلمات المأسورات” في كنائس مصر.

 

وجاء تهديد التنظيم عبر رسالة صوتية تلاها شخص لم يعرّف عن نفسه، ولكنه أعلن

مسؤولية “كتيبة الاستشهاديين في جيش دولة العراق الإسلامية” عن الهجوم الذي استهدف

 كنيسة “سيدة النجاة” في بغداد الأحد، واضعاً ما جرى في إطار السعي لإطلاق نساء قيل إن

الكنيسة القبطية في مصر تتحفّظ عليهن بعد إسلامهن.

 

وحددت الرسالة أهداف عملية الكنيسة في بغداد بـ”الإفراج عن كاميليا شحادة ووفاء

قسطنطين وغيرهما،” وقالت: “مطلبنا بسيط وواضح، أسيراتنا اللاتي عند أبناء ملتكم في

 مصر مقابل أبناء ملتكم المحتجزين في الكنيسة،” وذلك قبل أن تقوم أجهزة الأمن العراقية

بتحريرهم في وقت لاحق من ليل الأحد.

 

وكانت قوات الأمن العراقي قد اقتحمت كنيسة “سيدة النجاة” الأحد، لتحرير الرهائن، ما أسفر

عن مقتل 58 شخصاً، بينهن 17 شرطياً وخمسة مسلحين، إلى جانب جرح 57 شخصاً.

واحتجز المسلحون ما يزيد على 120  شخصاً في قداس يوم الأحد بكنيسة في حي الكرادة في

 بغداد وطالبوا بإخلاء زملائهم المعتقلين في سجون الداخلية.

You may also like...

1 Response

  1. الاكتشافات الأثرية الهائلة بسيناء تؤكد أن مصر أرض التسامح والتعانق بين الأديان بجذور راسخة ففى البقعة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى عندها ألواح الشريعة جاء المسيحيون فى القرن الرابع الميلادى ليبنوا كنيسة فى حضن الشجرة المقدسة على يد الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين وفى القرن السادس الميلادى بنى الإمبراطور جستنيان فى نفس البقعة دير طور سيناء والذى تحول اسمه فى القرن العاشر الميلادى إلى دير سانت كاترين بعد قصة القديسة كاترين الشهيرة وجاء المسلمون ليبنوا جامع داخل جدران الدير فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله 500هـ 1106م و أن الكم الهائل من الآثار المسيحية المكتشفة بسيناء بعد استردادها بدعم مادى ومعنوى من المجلس الأعلى للآثار يؤكد أولاً مدى اهتمام الدولة بالآثار المصرية سواء كانت مسيحية أو إسلامية على قدم وساق وأن هذه الآثار المكتشفة لم تمس بسوء طوال العصور الإسلامية بل زاد عليها المسلمون عناصر معمارية لحمايتها وأثاث كنائسى كما حافظ المسلمون على الأيقونات وهى صور دينية مسيحية وتحتفظ مكتبة دير سانت كاترين وحدها بأكثر من ألفى أيقونة من أندر وأجمل وأهم الأيقونات فى العالم ولقد حرصت دول عديدة على استضافة هذه الأيقونات فى معارض خارجية ولقد حميت هذه الأيقونات من أن تمس بسوء فى فترة تحطيم الأيقونات التى انتشرت فى العالم المسيحى فى الفترة من 726 إلى 843م وذلك لوجودها داخل العالم الإسلامى وزيادة على ذلك لم يمنع المسلون جلب هذه الأيقونات من خارج مصر إلى دير سانت كاترين حيث أن عدداً كبير من الأيقونات التى تعود للقرن السابع والثامن الميلادى جلبت من مناطق كانت تخضع للعالم الإسلامى فى ذلك الوقت كما حرص المسلمون على إنعاش وحماية طريق الحج المسيحى بسيناء ببناء حصون بها حاميات من الجنود لتأمين هذا الطريق وهناك كنيسة مكتشفة داخل قلعة حربية إسلامية وهى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادى حين استغل البيزنطيون جزيرة فرعون وبنوا بها فنار لإرشاد السفن بخليج العقبة لخدمة تجارتهم عن طريق أيلة قبل مجئ صلاح الدين وبناء قلعته الشهيرة بها وفى منطقة حمام فرعون التى تبعد عن السويس 110كم تم كشف كهف مسيحى به رسوم لآباء الكنيسة المصرية منهم البابا أثناسيوس الرسولى البطريرك رقم 20 من آباء الكنيسة المصرية الذى عاش فى القرن الرابع الميلادى ولقد هرب المسيحيون لهذه الكهوف بسيناء هرباً من الاضطهاد الرومانى وما زال هذا الكهف للآن برسومه الجميلة وكتاباته اليونانية ولم يمس بسوء وهناك الكثير من الآثار المسيحية بسيناء وعهود الأمان من الخلفاء المسلمون المحفوظة بمكتبة دير سانت كاترين تؤكد أن المسلمون جاءوا بحرية العقيدة والتسامح وتحوى مكتبة دير سانت كاترين 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمون كعهود أمان لحماية الدير والمسيحيين عموماً
    ولقد أمر عمرو بن العاص رضى الله عنه بعد دخوله مصر بعودة البطريرك بنيامين إلى كنيسته بعد عشر سنوات هروباً بالصحراء من الاضطهاد قبل العصر الإسلامى ورمم المسلمون الكنائس وأضافوا إليها ومنها على سبيل المثال لا الحصر إضافات عديدة بدير سانت كاترين حيث أعاد المسلمون بناء وتجديد كنيسة العليقة الملتهبة وتغطيتها ببلاطات القاشانى التركى فى القرن 17م وبنيت كنائس وأديرة جديدة فى كل أنحاء مصر بلغت فى نهاية القرن الثانى عشر الميلادى 2084 كنيسة 834 دير وهناك عهد نبوى بمكتبة دير سانت كاترين يدعو فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كل المسلمين بأن يحافظوا على الكنائس ولا يعتدوا عليها ولا يستخدموا أحجارها فى بناء المساجد أو المنازل مما يؤكد الدعوة للحفاظ عليها ومن يخالف هذا العهد تستوجب عليه اللعنة واعتبر خلفاء المسلمين هذا العهد سنة عن الرسول الكريم وبناءاً عليه أعطوا عهوداً مماثلة للمسيحيين محفوظة بمكتبة دير سانت كاترين .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *