مسيحي مصري و إيزيدي عراقي / بقلم : خدر خلات

بعيدا عن كل انتماء، عدا للانسانية، وبعيدا عن كل الارتباطات الحزبية والمصلحية الضيقة والصغيرة، والواسعة والكبيرة، التقى مسيحي مصري بإيزيدي عراقي، وناقشوا هموم الأقليات في بلدان تعد جزءا من الوهم المسمى (الوطن العربي)، وهما ليسا من أبناء القومية العربية، كما ان العصر الحالي لا يسمح بتشكيل وطن له امتداد قارة وفعل فأرة..
المسيحي المصري تباهى بانه يحتكر منصب وزير البيئة والسياحة، وتباهى الإيزيدي العراقي بأنه يحتكر منصب وزير بلا وزارة..
المسيحي المصري، يمنحوه حق هذا الاحتكار، ليس لأنه خبيرا بالبيئة او بفن استقطاب السياح، لكن لأنه يعيش في امة تأتي البيئة في آخر اهتماماتها، كما ينظرون للسياحة على إنها ترف لعواجيز يبحثون عن متعة في آخر محطات العمر.
بينما الإيزيدي العراقي يتباهى بأنه يشغل في حكومة عراقية، منصب وزير بلا وزارة ولا مفتاح ولا قفل، تلك الحكومة التي ينطبق عليها المثل القائل: (من كل بلد أغنية) أو (من كل حديقة وردة) بينما هي في الأصل (برغي من كل ماكنة)..
والبرغي الإيزيدي، والقبطي المصري (لا يحلّون ولا يربطون ولا يشدون حتى لو وضعوا مئة شدة فوق رؤوسهم) لأنهما مجروران بالانكسار التاريخي، ومنصوب عليهما بفعل الإضافة السيبويهية الفراهيدية التي لا تقبل القسمة على اثنين.
قال المسيحي المصري: أنا زعيم البيئة والسياحة، اجلب كل أفواج السياح لمشاهدة أبو الهول والأهرامات وأوقع العقود مع أرقى وأقوى واكبر الشركات العالمية لاستجلاب السياح لمصر.. (قال الإيزيدي العراقي في نفسه: انه متعهد شركات لجلب السياح).
رد عليه الإيزيدي العراقي: أنا وزير إيزيدي بلا وزارة، ولا احد ينافسني على وزارتي الوهمية، أنا ملك الملعب الخالي من المنافسين والجمهور، وسأثبت للعام اجمع كفاءتي وأهليتي لمنصبي الرفيع والعتيد.. (قال المسيحي المصري في نفسه: إيه الغُلب ده؟؟ وانا اللي كنت فاكر مفيش وزير أتعس مني في الكون كللو؟؟).
قهقه المسيحي المصري، وضحك الإيزيدي العراقي، وأخذا بيد بعضهما البعض وغطسا في بحر من النعيم..
وانتهى الفيلم المشترك الذي أبكى سبعة ملايين مسيحي مصري وثلاثة أرباع المليون إيزيدي عراقي..
وقرر الرئيسين العراقي والمصري، منح شهادة الأوسكار للإبداع، مناصفة، بين الجمهور المسيحي المصري والايزيدي العراقي، على أن يتسلمها بالنيابة عنهما سفيرا البلدين في العاصمتين، وبما إن سفيري العراق ومصر لا يعرفان شيئا عن الأقباط أو الايزيدية، لهذا تقرر تاجيل منح الجائزة لحين وجود سفير يفقه كل شيء عن أي شيء..
وايضا، وبما انه من المستحيل العثور على سفير بهذه المواصفات، تم الغاء الجائزة، والمصادقة على التبرع بقيمتها المادية لعائلتين عربيتين فقدا ولديهما في عمل استشهادي من اجل تحرير الشيشان..

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *