مسيحيون يؤكدون ان لا بديل عن العراق وطنا لهم

 

اذاعة العراق الحر/

مر زمن كان العراق يتباهى فيه بفسيفساء من الأعراق والمذاهب والقوميات المتعايشة بوئام وسلام.

وكان المسيحيون يشكلون واحدا من ألوان هذا الطيف الزاهي ، لهم مساهماتهم المشهودة في الحفاظ على اللغة العربية والتراث فضلا عن دورهم المتميز في نشر الفكر الوطني والقومي من أجل الاستقلال وضد السيطرة الأجنبية.

وبعد عشر سنوات على سقوط الدكتاتورية والشروع في بناء نظام ديمقراطي تعددي يحترم حقوق المواطنين ويضمن مساواتهم بصرف النظر عن الدين والقومية والجنس، على ما يُفترض، يتساءل مسيحيو العراق عما إذا اصبحت أيامهم معدودة في وطنهم.

ونقلت وكالة فرانس برس عن القس بيوس قاشا قوله “ان اوضاع المسيحيين منذ عام 2003 وحتى الآن تتجه نحو الضياع”.

وتساءل القس قاشا عما إذا كان مآل المسيحيين في العراق سيكون مآل اليهود من قبلهم.

وحاول القس قاشا ان يتذكر اسماء ضحايا الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في الكرادة حيث أسهم هذا الاعتداء الارهابي في تسريع هجرة ما يربو على ثلثي مسيحيي العراق منذ الغزو الاميركي قبل عشر سنوات ، بحسب وكالة فرانس برس

ولتأكيد وجاهة التساؤل عن مصير المسيحيين في العراق قال راعي كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في منطقة المنصور غربي بغداد ان الهجوم على كنيسة سيدة النجاة “كارثة حلت بالمسيحيين وقصمت ظهر وجودنا في هذا البلد وأدت الى إفراغه” من المسيحيين.

​​اذاعة العراق الحر التقت مع بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم مار لويس روفائيل الذي تساءل عن سبب استهداف مكون مسالم لا يريد اقامة دولة وفق الشريعة المسيحية رافضا في الوقت نفسه ان يميز معاناة المسيحيين عن معاناة نظرائهم المسلمين خلال السنوات العشر الماضية رغم استهداف نحو ستين كنيسة من كنائسهم.

وأعلن البطريرك أن لا بديل عن العراق وطنا للمسيحيين مؤكدا تصميمهم على البقاء بوصفه انتماء للأرض والتاريخ.

عضو مجلس النواب عن قائمة الرافدين لويس كارو استعرض الأسباب التي تقف وراء تناقص عدد المواطنين المسيحيين ، ابتداء من الثمن الذي دفعوه بدماء شبابهم في حروب عبثية مثل الحرب الايرانية العراقية إبان الثمانينات ثم حرب الكويت والغزو الاميركي عام 2003 وما اعقبه من اعمال عنف استهدفت المسيحيين ايضا.

واتهم الشيخ مهدي الصميدعي رئيس هيئة الافتاء لأهل السنة والجماعة الغزو الاميركي بالمسؤولية عن نزوح العراقيين على اختلاف انتماءاتهم المذهبية بفتحه حدود العراق لجماعات استهدفت المجتمع العراق بكل مكوناته.

رئيس الدائرة الانسانية في وزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز أقر بأنه ليس لدى الوزارة ارقام عن اعداد المواطنين المسيحيين الذين أجبرتهم الظروف على النزوح ولكنه شكك في صحة الأرقام الكبيرة التي تذكرها وسائل الاعلام.

نقلت وكالة فرانس برس عن وليام وردا رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان ان السنوات العشر الماضية كانت اسوأ السنوات على مسيحيي العراق لأنها شهدت أكبر موجة من نزوح المسيحيين وهجرتهم في تاريخ العراق.

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *