مسيحيون عراقيون يجدون الأمان في الشمال لكن يشكون من البطالة


(صوت العراق) – جريدة الأنباء


بعد مرور ما يقرب من عام على هجوم استهدف كنيسة في بغداد وقتل فيه عشرات المسيحيين يقول الذين فروا إلى شمال العراق إنهم أصبحوا يشعرون بالأمان لكن حياتهم لن تعود إلى طبيعتها على الأرجح.
الهجوم على كاتدرائية سيدة النجاة في أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 52 شخصا دفع مئات المسيحيين العراقيين إلى النزوح شمالا أو الهجرة إلى الخارج.
لكن حتى قبل واقعة الكنيسة كان المسيحيون هدفا للعديد من الهجمات في أنحاء العراق.
مازالت ذكريات مؤلمة تطارد باسلة ألينوس التي خطف زوجها وقتل قبل نحو ستة أعوام ونصف العام لتنتقل مع بقية أفراد أسرتها من منزلها في بغداد إلى إقليم كردستان. ورغم شعور باسلة بالأمان في الوقت الحالي تتزايد صعوبة المعيشة لها ولأبنائها الخمسة.
وقالت باسلة «أول ما أتيت كانوا يدفعون لي إيجار خمس أوراق (500 دولار) كل شهر لمكتب سركيس. قبل سنة قللوا المبلغ إلى النصف. أصبحوا يعطون لي ورقتين ونصف (250 دولارا). والآن يقولون بأنهم سيقطعوها».
ولكنها تصر رغم الصعوبات على أنها لن تعود يوما إلى بغداد. وقالت «لا ما أرجع لبغداد.. والله أنا فقدت زوجي. ما أريد بغداد بعد. هنا أمان. يعني هنا أمان بصراحة. بأربيل أمان».
وينعم إقليم كردستان العراقي بهدوء نسبي منذ عام 1991 عندما أصبح يتمتع بقدر كبير من الحكم الذاتي تحت حماية غربية. واكتسب الإقليم سمعة كملاذ آمن في بلد تحف المخاطر بالحياة فيه. ورغم الاستثمارات الكبيرة التي تدفقت على كردستان وازدهار حركة البناء في الإقليم يقول المسيحيون الذين انتقلوا إلى الشمال إنهم مهمشون.
وقال داني جوني بطرس ابن باسلة «لا توظيف.. لا تعيين.. لا شيء. العوائل (العائلات) آتية من بغداد.. عندها بيوت ببغداد. باعت البيوت في بغداد واشترت هنا بيت.. سيارة ومحل صغير ويعيش عليه. بس (لكن) الذي ما عنده بيت هنا مقضيها إيجار. اللي ما عنده بيت في بغداد بالأصل هنا يقضيها إيجار ويشتغل عمالة.. كاسب (عمل غير منتظم) وهكذا».
وكان عدد المسيحيين العراقيين يصل إلى زهاء 1.5 مليون نسمة معظمهم سريان أو كلدانيون لكن العدد تراجع حاليا إلى زهاء 850 ألف نسمة.
وذكر كامران عبدالله رئيس مكتب المهاجرين والنازحين التابع لحكومة إقليم كردستان أن زهاء 900 عائلة مسيحية استقرت بصفة دائمة في أربيل منذ الهجوم على الكنيسة في بغداد وأن 365 فردا من تلك العائلات التحقوا بوظائف في حكومة كردستان. لكنه أوضح أن إلحاق كل المسيحيين النازحين بوظائف أمر صعب.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *