مدرسة العدل والمساواة

في عام 1946 ارتفعت هامة العدل في كوردستان مع تاسيس حزب كوردستاني من رحم التوجهات السياسية الكوردستانية ، على يد البارزاني الخالد الذي استطاع ان يعلم الاجيال التي بعده كيف يفيضون خيرهم على شعبهم وكيف يخدمون اهلهم وناسهم بروح ايجابية متفائلة من خلال مدرسته الميمونة (مدرسة البارزاني الخالد) ،  واصبحت تلك المدرسة باكورةً للعدل والمساواة والاعتراف بالاخر ، واعتُبِرت رسالته وافكاره المتمثلة : بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية”، منقذا للمظلوم وملاذا امنا له ومعقلاً لحريات جميع المكونات العراقية ولازالت تلك الرسالة النابضة الى اليوم صدرا حنونا للمضطهدين.

 وهكذا كان البارزاني الخالد بمسيرته التي  بقيت تحترم نمط كل فرد في مجتمع متنوع قوميا واثنيا ومذهبيا ودينيا مستمرة في مسارها بفكر ونهج من اكملوا المسيرة من بعده بقيادة السيد الرئيس مسعود بارزاني ملتزمين بالنهج وبادبيات الحزب الديمقراطي الكوردستاني بصورة دقيقة بحكم مكانتهم الرائدة في الحزب ومعهم رئيس الحزب والمشرف العام لادارة الاقليم سيادة الرئيس مسعود بارزاني،  كون هذا الحزب (الحزب الديمقراطي الكوردستاني )  يحصل دائما على الغالبية البرلمانية بسبب التفاف جماهير الاقليم حول قيادته الرصينة ، فتلك القيادة تعمل بصمت وتتعاون مع الادارة العامة التي تولد دائما من رحم هذا الحزب الابي وتفتح لها الأبواب الموصدة، وتنير امامها الطريق مهما كان مظلما ووعرا، وهي لا تهتم بما تعترضه من الصعاب ، فبالامس القريب عندما شعر الاقليم بالخطر الموجه من قبل تنظيم داعش المجرم الارهابي على حدوده ، لم يتوانى سيادة الرئيس مسعود بارزاني عن مناداة رفاقه واخوته مناضلي ثورتي ايلول وكولان المباركتين ومعهم ابنائه واشقائه وابناء عمومته من الشباب اليافع ، حاملا بمقدمتهم البندقية مرة اخرى ليساند قوات حرس الاقليم( البيشمركة) الابطال التي يقودها جنابه بثبات وعزيمة للدفاع عن حدود بلغ طولها اكثر من الف كيلومتر ، وبامكانيات عسكرية لوجستية متواضعة لم تكن بذاك المستوى بان يخوض حربا بهذه الشراسة ، بالاضافة الى ان اقليم كوردستان كان يمر بحصار عسكري واقتصادي مقيت حيث لم يستلم قطعة سلاح واحدة من الحكومة الاتحادية او أي جهة اخرى ، الا بعد نشوب الحرب وتدخل المجتمع الدولي الذي بدأ يساعد الاقليم بامكانات متواضعة لم تكن بمستوى الطموح وبالمقابل تنظيم داعش الارهابي كان يمتلك اقوى الاسلحة التي غنمها من الجيش العراقي عند دخوله لمدينة الموصل العراقية واحتلال اكثر من ثلث اراضي العراق الاتحادي .

واليوم وبعد القضاء عسكريا على داعش الارهابي المجرم وقصم ظهره بسواعد بيشمركتنا الابطال نسمع  قصصا عن تلك الحرب الشرسة والتي زادتنا ايمانا باننا ابناء هذه الارض وسوف نفديها بدمائنا ، وهكذا هو نهج جميع الكوردستانيين الاصلاء  وابناء الحزب الديمقراطي الكوردستاني اللذين يمثلون مايقارب ال70 % من سكان اقليم كوردستان الجنوبي والمناطق المستقطعة منه ، وقد ذكرنا هذه النسبة مستندين الى النتائج الانتخابية والاستفتاءات التي اجراها الاقليم خلال الخمسة عشرة سنة الماضية والتي كان فيها الديمقراطي الكوردستاني في اغلب الاحيان متفوقا بهذه النسبة مايدل على التفاف وتاييد الشعب الكوردستاني لعائلة البارزاني والديمقراطي الكوردستاني ، سائرين جميعهم على نهج البارزاني الخالد في الدفاع عن اقليم كوردستان وكوردستان كلها، وما كانت معارك كوباني الجريحة والتي هب اليها البيشمركة مندفعين لتحريرها من داعش الارهابي وبتوجيه من سيادة الرئيس مسعود بارزاني الا دليل اخر على تمسك الكورد والكوردستانيين بارضهم وقيادتهم ، فكم أم دفعت بابنائها للقتال وكم امرأة دفعت بزوجها للقتال، فالشعب الذي احب الحياة والارض والناس شارك بكل همة للدفاع والقتال والتضحية من اجل ما احبه، لان الشخص المتكامل والمحب ليس هو الذي يفيد نفسه فقط بل يفيد الاخرين معه، وهو ذاك الذي يفيض بالخير على ناسه وشعبه وابناء قومه ويدافع عنهم في الشدائد ، وهذا ليس جزء من الفضيلة بل هو الفضيلة ذاتها ..

في الختام واليوم ومع تحول رئاسة اقليم كوردستان الى الاستاذ نيجرفان بارزاني  نهيب باخوتنا وابنائنا واهلنا من ابناء كوردستان بمختلف انتمائاتهم واتجاهاتهم وقومياتهم ومذاهبهم وافكارهم ان يكونوا يدا واحدة ويبتعدوا عن المناكفات والمهاترات والنقد الهدام داخليا ، بسبب ما تمر به المنطقة من ظروف عصيبة ومايحصل بين امريكا وايران من حرب اعلامية ربما تتحول الى حرب عسكرية والموقف العراقي السلبي من تلك الحرب ، لكي نحافظ نحن في كوردستان على مكتسباتنا ومنجزاتنا التي تحققت والتي كانت نتاج ذلك النضال الطويل والحكمة والحنكة والدراية وحب الوطن والتفاف الجماهير حول قيادتهم المتمثلة بعائلة البارزاني المحبة لارضها وشعبها.

عاشت كوردستان حرة تحت راية العدالة والمساواة والديمقراطية والرحمة لجميع شهدائها وشهداء الحرية في العالم 

لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *