ما هي نوع العلاقة.. بين أردوغان والمثليين الأتراك؟! بقلم محمد مندلاوي

 

قبل أن نخوض في صلب الموضوع المشار إلى اسمه في عنوان المقال, دعونا نعرّف موقف العلمانيين منه, ألا وهو حقوق المثليين. دعونا نأخذ دولة مثل ألمانيا كنموذج علماني لنرى ماذا تقول عن المثليين وكيف تتعامل معهم في قوانينها وأنظمتها, وماذا يقول سياسييها عن المثلية. في لقاء صحفي مع صحيفة “بيلد=   Bild Zeitung” الألمانية قال (زيجمار جابرييل) نائب المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) ورئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي: “أنه يتعين على اللاجئين قبول مبادئ مثل الفصل بين الكنيسة والدولة والمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة والحق في المثلية الجنسية وحرية التعبير” باختصار هذا ليس رأي ألمانيا فقط, بل هو رأي جميع الدول العلمانية الديمقراطية, التي تعتبر العلاقة بين المثليين حرية شخصية لا يجوز المساس بها. فلذا لا يمنعوها ولا يشجعوا على ممارستها, وهناك العديد من الدول العلمانية حتى تسمح بالزواج المثلي كـ: هولندا, بلجيكا, إسبانيا, كندا, جنوب إفريقيا, النرويج, السويد, الدنمارك, البرتغال, المكسيك, فنلدا, فرنسا, الخ. كذلك أقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام (2011) بحقوق المثليين والمثليات وازدواجي الميول والمتحولين جنسياً. كان هذا نبذة مختصرة عن موقف العلمانيين من المثليين. كما قلنا قبل قليل, أن العلمانيين أفراداً ومنظمات ودول لا يقتربون من المثليين ولا يمسوهم بسوء, لأنها تدخل ضمن الحرية الفردية, والحرية الفردية مقدسة ومصانة ولا تُمس أبداً في ظل الأنظمة العلمانية الديمقراطية. لكن خلافه ما يحدث معهم في الدول الإسلامية التي تطبق الشريعة, حيث يتعرضوا فيها لشتى أنواع الاضطهاد والقمع, بل توصل أحياناً إلى التصفية الجسدية, أي: القتل. لكي لا يساء الفهم, عندما نتحدث عن العلمانية نعني العلمانية الحقيقية الصادقة, وليس العلمانية العربية أو الشرقية التي لا يوجد فيها شيء من العلمانية سوى اسمها. على سبيل المثال, عندنا في كوردستان وتحديداً في إقليم كوردستان, أحزاباً متهرئة تدعي العلمانية كذباً ونفاقاً, وفي ذات الوقت تُزايد على الأحزاب الإسلامية في كوردستان على الإسلام!. كما زايدت من قبل على الحزب الشيوعي العراقي في كوردستان على الماركسية!. على أية حال, دعونا نعود إلى جوهر الموضوع الذي نحن بصدده ألا وهو المثلية كظاهرة قديمة وحالة بيولوجية يمارسها الإنسان ذكراً كان أم أنثى. في الواقع نحن في هذا المقال لسنا بصدد إيجاد حلول أو أجوبة على هذه الحالة, لأنه ليس بمقدوري الإجابة على ما يتعلق بها, لأنها ليست من اختصاصي معالجة مثل هذه الأمور البيولوجية. لكن الشيء الذي دفعني إلى الكتابة عنه هو رئيس جمهورية الأتراك رجب طيب أردوغان والأسلم أن يسمى كَردوغان أي: الحمار عندما وجدته يخالف دينه دين الإسلام الذي يتشدق به ليل نهار ويطالب علناً بحقوق المثليين!. ليس غريباً مثل هذه الأفعال المعيبة على من أصدراً قبل سنوات قراراً بإباحة الزنا في جمهورية تركيا ويعاقب من يمنعه أو يقف عائقاً أمامه. وكذلك سن كَردوغان وحزبه الإسلامي في البرلمان التركي قانوناً لبيع الخمور التي يعده الإسلام من الذنوب الكبائر أيضاً. وفي الانتخابات الماضية داس كردوغان على مبادئه الإسلامية وتوجه إلى المثليين الأتراك طمعاً بحصد أصواتهم أو …؟ لأن عدد الأتراك المثليين (اللائطين) كثير جداً في جمهورية تركيا. أدناه صورة لمظاهرة حاشدة للمثليين الأتراك وهم محتشدون في ساحة التقسيم باسطنبول عام (2013).     

عزيزي القارئ الكريم, أن رجب طيب كردوغان قال بعضمة لسانه أنه يتعهد بحماية الحقوق القانونية للواطين والسحاقيات بتركيا. وكذلك وافق رجب طيب كردوغان على إصدار مجلة خاصة للمثليين جنسياً في تركيا باسم (جاي ماج = Gay Nag) وأوضحت صحيفة “حريت ديلي نيوز” التركية, أن هذه الخطوة تأتي من قبل حكومة رجب طيب أردوغان للتأكد على عدم وجود أية عنصرية تجاه الشواذ في تركيا. وفي زمن حكومة رجب طيب اردوغان أيضاً, قامت إحدى المحاكم في تركيا بتغريم الكاتب “سردار ارسيفين” وجريدته “يني أكيت” مالياً بسبب وصفه المثليين بالمنحرفين. وفي عام (2006) وقعت حكومة حزب العدالة والتنمية الذي كان يرأسها رجب طيب أردوغان, على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والتي تتضمن حقوق المثليين الكاملة, وقالت الحكومة إنها ستخصص لها بنداً في الدستور الجديد!. للعلم أن هذا الدفاع الكردوغاني؟ عن المثليين ليس وليد اليوم, بل هي حالة متفشية بين الأتراك منذ أزمنة طوية, حتى اتهم بها أتاتورك نفسه بأنه يمارس اللواط, وقبله كان متفشياً في الدولة العثمانية التي سنت قوانين في هذا المضمار عام (1858م) تحت اسم قانون النشاط الجنسي, ويسمح للإنسان أن يقوم بعملية جراحية لتغيير هويته الجنسية من رجل إلى امرأة. وفي عام (1923) بعد تأسيس الجمهورية التركية شرعت لهم قانوناً أيضاً اعترفت بموجبه بهم واعتبرت نشاطاتهم وحركاتهم أفعال قانونية. طبعاً قانون الأتراك الوضعي, لأن القانون الإسلامي الذي يتظاهر به أردوغان في نصوص عديدة في القرآن والسنة تحرم اللواط وتعاقب عليه أشد العقاب, وعلماء الإسلام اعتبره من أشنع المعاصي والذنوب وأشدها قبحاً. ألا أن الأتراك لكي يخففوا من وقع الاسم المنبوذ المسمى بـ(اللواط) داخل المجتمعات الإسلامية سموه المثلية؟. إن القرآن استنكرها أشد استنكار, وقال عنها في سورة الأنبياء آية (74): (ولوطاً أتيناه حكماً وعلماً ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين). وفي الأعراف آية (81) يقول القرآن: ( إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون) وفي حديث صحيح عن النبي محمد رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد أنه قال: “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به” وفي حديث آخر لعن من يعمل عمل قوم لوط, فقال:” ملعون من عمل عمل قوم لوط” إن الأديان الإبراهيمية وغيرها حرمت اللواط لأنه يخالف الفطرة البشرية والحيوانية, فلم يُخلق الإنسان أو الحيوان حتى يجامع مثيله. فلذا حرق اللوطية بالنار أربعة من الخلفاء المسلمين, وهم كل من: أبو بكر الصديق, علي بن أبي طالب, وعبد الله بن زبير, وهشام بن عبد الملك. عزيزي القارئ, نحن العلمانيون لا نناهض هؤلاء المثليين, وكما قلت قبل قليل, كذلك لا نشجعهم على فعلتهم هذه, ألا أننا كأناس ديمقراطيون لا نقترب منهم ومن أفعالهم التي تخالف الطبيعة البشرية, لأنه يدخل ضمن الحرية الشخصية, والحرية الشخصية شيء مقدس عندنا كأفراد ومنظمات وحكومات. فبناء عليه, نحن أمناء لمبادئنا وأوفياء لقيمنا العلمانية الإنسانية المثلى, التي نشأنا عليها أحسن تنشئة ولا نخونها مهما كلفنا الأمر. أما العار كل العار لذلك الإنسان الذي يخون مبادئه الدينية من أجل مكاسب شخصية و حزبية ضيقة, ويمد يد الخيانة والغدر لمن ينبذه عقيدته الدينية ويحرم التعامل معه, بل يطالب حتى بقتله. هذا هو المخلوق التركي الأردوغاني, الذي اتخذ من الإسلام وسيلة للاستحواذ على السلطة السياسة لكي يسلط على رقاب الآخرين دون رحمة وشفقة. تماماً كما نشاهدهم هذه الأيام في مسلسلهم الإجرامي الأخير في شمالي وغربي كوردستان ماذا يفعلوا بالمواطنين الكورد العزل, من قتل وتشريد وهدم الدور وحرق المحلات دون وازع من ضمير أو اعتبارات إنسانية, ولم تسلم من حقدهم و وحشيتهم المغولية حتى المقابر والمساجد الكوردية. بل لم ولن توجد داخل هذا الطوراني الأبله المسمى أردوغان ذرة من الشعور أو الأحاسيس الإنسانية ونحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة؟ عزيزي القارئ الكريم, هذه هي حقيقة المدعو رجب طيب أردوغان, يقتل المواطنين المسلمين الكورد الأبرياء بدم بارد, وفي نفس الوقت يخالف النصوص الإسلامية الصريحة عندما يحتضن ويُقبل اللائطين الأتراك!!, هل هذا من الإسلام في شيء؟!!, الذي يقول نبيه في حديث صحيح رواه البخاري ومسلم: “كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله”. وفي حديث آخر يقول النبي محمد:” لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل المسلم”. وفي حديث آخر يقول:” من آذى مسلماً بغير حق فكأنما هدم بيت الله”. أليس أحفاد (صلاح الدين الأيوبي) الذي أنقذ القدس والأقصى مسلمون!!.  

12 01 2016     

أسفل النموذج

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *