ما خفي كان اعظم

افادت مصادر مطلعة في بغداد بأن ستةَ مقاتلين عراقيين قتلوا خلال معاركَ في سوريا وأن المقاتلين العراقيين الستة هم من اهالي محافظة ميسان جنوب شرقي العراق وأن مراسمَ التشييع ستُجرى في مدينة العمارة مركزِ المحافظة، مؤكدة انهم سَقطوا قتلى في احدى المعارك التي اندلعت في العاصمة السورية دمشق ، اثناء الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد ، اي سقطوا اثنا قتالهم ضد الجيش الحر، ويضيف الخبر بأن لدينا ستة الوية عسكرية عراقية تقاتل الى جانب النظام في سورية .

تناقلت بعض وكالات الانباء وبعض الفضائيات هذا الخبر الذي نزل مثل الصاعقة على قلوب اغلب العراقيين، الذي يتذكرون بالامس القريب كيف كانت المخابرات السورية وبتوجيه من النظام السوري تدخل عبر الحدود العراقية لتشكيل عصابات ومافيات لقتل العراقيين العزل ” نحرا، وتفجيرا بسيارات مفخخة ، وعبوات ناسفة ولاصقة، وبكل ما اوتى النظام من قوة” ، بالاضافة الى جعل المعابر الحدودية السورية العراقية معبرا امنا للارهابيين للدخول الى العراق وتنفيذ اكبر الجرائم بحق الشعب العراقي، واخرها كان تفجير وزارة الخارجية العراقية في العاصمة بغداد ، والذي على اثره تم تعليق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حينها .

كما قالت الشركة بلو كوت (Blue Coat) وهي شركة لأنتاج نظم مراقبة وحجب مواقع الانترنيت، إن نظم المراقبة التي سبق وان باعتها للعراق قد وجدت طريقها بشكل غامض الى سورية حيث تستخدمها السلطات السورية لحجب المواقع عن المعارضة.

وتقول الشركة إنها لا تعرف كيفية وصول هذه المعدات من العراق الى سوريا. كما نقلت وكالة فرانس برس الاخبارية عن مسؤول في الشركة المذكورة قوله “إن الادلة تشير الى ان النظم لالكترونية المصدرة للحكومة العراقية موجودة في سورية. وبما اننا لم نبعها الى السوريين لا علم لنا بالتفاصيل.وتؤكد الشركة إن المعدات المذكورة شحنت الى دبي ومن ثم الى الحكومة العراقية.

عجبي!!! من هذه السياسة الغير مفهومة من قبل الحكومة العراقية، التي تقاتل مع من اراد لشعبها الخراب والدمار ، وتساعده ضد شعبها وشعبه ، والخفي الاعظم والغير معلن ربما يكون اكثر بكثير من ما تم اعلانه بمساعدتها عسكريا ، والمتابع عندما يرى بأن الحكومة العراقية تساعد النظام السوري بأغلى ما لديها وهي ارواح عراقيين، فكيف لا تساعدها بشراء السلاح للقتال، بما ان الميزانية العراقية مليارية، عليه تستطيع حكومتنا الرشيدة ان تخصص مبالغ لمساعدة الحكومة المنكوبة في سوريا وتدعمها بالمال, ، وهذا دليل على ثبات النظام الاقتصادي في سوريا بالرغم من الحرب الطاحنة لسنتين.

بالمقابل يرسل لنا النظام في سوريا بعض السيارات المفخخة وعدد من الانتحاريين.

في الختام نقول بأن الموقف العراقي يعد موقفا غريبا ومفاجئا بمشاركة الجيش العراقي في الحرب الداخلية السورية، والمعلوم بأن السياسة الخارجية للدول تتبع مصالحها ، فما هي مصلحه العراق من هذا الموقف المخزي، والذي يدخل في خانة قتل الشعب السوري المعارض لسياسة النظام ، وتجويع الشعب العراقي الجائع اصلا بغدق الاموال والتجهيزات والنفط للنظام السوري . ، والانكى من ذلك ان المتواجدين على سدة الحكم في العراق ينتقدون دائما الحروب التي شنها النظام السابق ضد دول الجوار ، وتدخلاته بشؤونها .

لقد كان من المفروض على الحكومه العراقيه الاتحادية دعم الثوره في سوريا لان العراق كان قد عانى من ويلات الدكتاتوريه حتى تدخل المجتمع الدولي لتخليص العراق منه. وهو ما تمر به اليوم سوريا.

كما كان على العراق الاتحادي استغلال فرصه التحول الديمقراطي في سوريا لصالحه و ليس العكس، فاين هي مصلحه العراق مع نظام فقد شرعيته ليس على مستوى شعبه بل على مستوى المجتمع الدولي عموما .

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *