ما أشبه اليوم بالبارحة / محمد مندلاوي

ما أشبه اليوم بالبارحة, أنه مثل شعبي, يقال عندما يكون ذلك اليوم الذي قائله فيه مماثل للبارحة – لزمن مضى – في تشابه الأحداث التي وقعت فيه. وهذا التشابه مع يومنا هذا, هو ذلك الاعتداء الذي قام به الأتراك إبان الحرب العالمية الأولى دون سابق إنذار, عندما قام الأسطول التركي بضرب ميناء مدينة (أوديسا) الأوكرانية الروسية. وبعد ساعتين ضرب الأسطول التركي ميناء (سباستبول) الروسي المطل على البحر الإسود أيضاً, وعلى أثر هذان الاعتداءان دون مبرر, أعلنت روسيا الحرب على تركيا العثمانية وألحقت بها هزائم منكرة في ساحات القتال. أما الاعتداء الثالث الذي قام به الأتراك لخلط الأوراق, وقع في هذه الأيام التي نحن فيها, عندما شاهد العالم إقدام السلاح الجو التركي  المزود من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بطائرات مقاتلة (إف 16) بإسقاط طائرة روسية قاذفة من نوع سوخوي 24 في الأجواء السورية, التي جاءت لضرب أوكار الإرهاب, الذي يرتبط علناً بجمهورية تركيا وبرئيسها أردوغان وعائلته, التي قال عنها الدكتور (محمد نور الدين) المختص بالشأن التركي: “إن النفط يذهب من سوريا إلى تركيا ومن ثم يوضع في بواخر خاصة بأحد أبناء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ويباع في إسرائيل”. عزيزي القارئ, لكي يبقى علاقاته البترولية أن صح القول في مأمن, نصب صهره “بيرات آلبيرك” وزيراً للطاقة؟ ألا أنه رغم هذه الترقيعات والضميدات, بات فضيحتهم بجلاجل, بأن تركيا تشتري من الدولة الإسلامية (داعش) النفط الحرام بابخس الأثمان, وفي المقابل تزودها بالسلاح والعتاد, وأيضاً جعلت من تركيا ممراً للملتحقين بها, وكذلك تأويهم في مدنها, وتعالجهم في مستشفياتها. أليس وفقاً لهذا الذي قلناه, أن تركيا كيان داعم للإرهاب وتهدد شعوب المنطقة والعالم؟. ثم, إن عدم اعتراف أردوغان بعلاقته المشبوهة مع الدولة الإسلامية (داعش) هو استخفاف بعقول الشعوب. وتأكيداً على نية تركيا العدوانية تجاه روسيا, نشرت موقع “ويكيليكس”: إن تركيا خططت لإسقاط الطائرة القاذفة الروسية منذ شهر أكتوبر الماضي, أي ستة أسابيع قبل الإقدام على العدوان وإسقاط الطائرة المذكورة. ونُقل عن موقع “ويكيليكس” أن مصدراً مطلعاً في النظام التركي قال:” إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان لديه مخطط يرمي إلى إسقاط طائرة حربية روسية”. ووصف الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) الاعتداء التركي”بأنه طعنة في الظهر من قبل المتواطئين مع الإرهاب”. ما لا يخفى على أحد, أن تركيا الطورانية ككلب حراسة للجناح الجنوبي لحلف الناتو أمنت نفسها, بأن أمريكا والغرب تساندها ولا تحاسبها مهما فعلت من جرائم فظيعة مخالفة للقانون الدولي. هذه هي أمريكا تُكذب العالم بأسره من أجل سواد عيون الأتراك الأوباش, عندما تقول: أن تركيا لا تساعد داعش ولا تبيع نفطها!!. هل أن هذا الزعم الكاذب من أجل المسعور أردوغان,  يتماشى مع سمعة الدولة الأعظم في التاريخ!!. هل أن السكوت أمريكا المطبق عن جرائم الأتراك ضد الشعب الكوردي وآخرها اغتيال نقيب نقابة المحامين في آمد(طاهر ألجي) لمجرد أنه قال: “أن حزب العمال الكوردستاني “P K K” ليس حزباً إرهابياً”. لم تمر ألا أيام قلائل على تصريحه هذا حتى تم قتله على أيدي رجال الأمن التركي في وضح النهار.أين أوروبا التي تدعي حقوق الإنسان؟, أين هي من الديمقراطية التي تريد لها أن تعم المنطقة؟. لماذا هذا السكوت المريب عن جرائم أحفاد هولاكو وجنكيزخان وتيمورلنك؟. لكن, لتعلموا جيداً, وأنا واثق أنكم تعلمون, أن الكورد ليسوا كالآخرين, أولئك الذي رأيناهم قبل أسابيع قليلة كيف لعقوا الدماء في شوارع أوروبا؟ رغم الجميع المآسي التي حلت وتحل بهم على أيدي المحتلون, أن إنسانيتهم و مبادئهم وثقافتهم الكوردية النبيلة لا تسمح لهم القيام بأي عمل عنيف يؤذي أي إنسان مهما كانت جنسيته, ولكن, ليس أمامهم خيار آخر,سوى أن يشكوكم للشعوب وللتاريخ مما فعلتموه بهذا الشعب المسالم, الذي مزقتم وطنه بحراب جيوشكم الجرارة, وتدعموا الآن أولئك الذين يُنكلوا به, وعلى رأس أولئك المُنكلين الكيان التركي المجرم ورئيسه المنحط المدعو رجب. هل سألت أوروبا وأمريكا نفسها, ما الذي جعل حزب أردوغان, أن يرتفع شعبيته ويفوز في الانتخابات الأخيرة, وهو الذي خسرها في الانتخابات السابقة التي لم تمر عليها سوى عدة شهور؟, غير أنه أعلن الحرب الضروس على الشعب الكوردي المسالم, أليس هذا دليلاً مقنعاً على أن الأتراك مخلوقات شريرة تعشق سفك الدماء؟ فلذا منحت صوتها في الانتخابات الأخيرة لأردوغان ورئيس حزبه أحمد كلب أوغلو, لأنهما شنا الحرب الظالمة على الشعب الكوردي. وفي الآونة الأخيرة وصلت الوقاحة برئيس وزراء الكيان التركي اللقيط “أوغلو” أن يدعي زوراً وافتراءاً: “بدون الأتراك تاريخ أوروبا لا يدون” لا يا هذا, ستستمر الشعوب الأوروبية بتدوين تاريخها بدونكم وعلى أكمل وجه, لكن, كتدوين تاريخ بيت أوروبي دون كنيف. وذهب أوغلو بعيداً في افترائه عندما زعم:”لا يجوز إغفال حجم ودور تركيا” نعم, أن حجمكم ودوركم في أوروبا, هو كحجم ودور الجرموق في القدم.                

ما لبعض الناس يرميني بسكري في هواك … وهو سكران عماراتٍ يسميها رضاك … يا ابن جيبين حراماً … إنني أسكرُ … كي أحتمل الدنيا التي فيها أراك.

(مظفر النواب)

محمد مندلاوي

08 12 2015

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *