مار باوي سورو … الجبار السادس عشر

 

في مقال سابق بمناسبة قرب إنتخاب الباطريرك الجديد للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكان بعنوان (خمسة عشر جباراً)،ذكرت فيه مناقب ومزايا وصفات حضرات الأساقفة والمطارنة الأجلاء جميعا دون إستثناء وباركنا لهم مقدماً إنتخاب أي أسقف منهم كباطريّرك لكنيستنا الكلدانية المُعذبة ولازال موقفنا على ما هو عليه دون تغيير رغم بعض علامات الإستفهام على مواقف بعض من الأساقفة في قضايا مصيرية لشعبنا الكلداني خصوصاً وشعبنا المسيحي عموماً،وآلينا على نَفسنا أن لا نتعرض ولا ننتقد أي رجل دين وخاصة من هُم بدرجة الأسقف أو المطران،إحتراماً لمكانتهم ودرجتهم الكهنوتية ومسؤولياتهم الجسام وتحديداً مطارنة الداخل الذين يحملون أرواحهم على أكفهم في هذا الظرف الحرج المصيري،ولكن أحدهم وهو سيادة المطران لويس ساكو الجزيل الإحترام والذي بين فترة وأخرى يجري مقابلة هنا وأخرى هناك شارحاً معاناة شعبنا وحاملاً هموم السلام والتآخي بين مكونات شعبنا العراقي ومحاولاً والحق يقال أن يعيد اللحمة بين مكونات هذا الشعب وخاصة في مدينة كركوك ذات الفسيفساء المذهبية والطائفية والتي يتمثل على أديمها كل مكونات الشعب العراقي من العرب السنة والشيعة والأكراد والتركمان والكلدان والآثوريون والسريان والأرمن وغيرهم،كل هذا حسن الى جانب حضوره كل مناسبات وإحتفالات الأحزاب( الآشورية الشقيقة) كحزب الزوعا وغيره وعدم حضوره لأية مناسبة أو إحتفال لأحزابنا الكلدانية لا في كركوك ولا في غيرها حتى لا يُتهم سيادته من قبل أي كان بمُمالات الكلدان،ومع هذا صمتنا ولم ننتقد أبداً ولكن في بعض الأحيان يبلغ السيل الزبى ويفيض الكأس بما فيه ولايمكن لإمرءٍ مُنصف أن لايعترض ويقول لسيادته (كافي عاد سيدنا)،وخاصة في تصريحه الأخير لإذاعة إس سي إس الآسترالية الآثورية عند سؤاله عن موقف السينودس أو المطارنة الكلدان من سيادة الأسقف الجليل مار باوي سورو الجزيل الإحترام،ولاحظ عزيزي القاريء أن سيادة المطران ساكو عند إجابته كأنه يتكلم بإسم جميع المطارنة أو مخولاً من السينودس بذلك الرأي أو الجواب،وقال سيادته أن المطران مار باوي إستعجل في طلبه للأنضمام الى السينودس الكلداني (علماً أن مار باوي منظم الى الكنيسة الكلدانية منذ أربعة سنوات ونيف)،ترى أين العجلة في ذلك وهل لايوجد قيمة للزمن عند سيادته؟،وأضاف سيادته أن العلاقات مع الآثوريين في الداخل لاتحبذ هذا الأمر!،ونقول لسيادته،متى كانت العلاقات والصداقات الشخصية مع الإخوة الآثوريين أو غيرهم تحول دون اللحمة الإيمانية والدينية الكنسية؟!، ومتى كان هذا الحساب الزمني يحسب في كنيسة الرب المسيح؟!،وهل حقاً لاتوجد حلول لوضع سيدنا مار باوي في السينودس الكلداني؟،وأمر آخر قاله سيادة المطران ساكو ( نعم إن ألفاتيكان قبل إنتماء مار باوي الى الكنيسة الكاثوليكية ) وهل يعني هذا مثلاً أن الفاتيكان قبل مار باوي في الكنيسة السريانية الكاثوليكية أوفي الكنيسة المارونية الكاثوليكية أو في الكنيسة القبطية الكاثوليكية أم تحديداً في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية؟، وهو حالياً بشراكة إيمانية ولاهوتية وعضوٌ فعال جداً كأسقف في إبريشية مار بطرس للكلدان والآثويون الكاثوليك في غرب أميركا، سيادته وستة من الكهنة ومجموعة من الشمامسة والكورال الكنسي واكثر من ثلاثة ألاف مؤمن آثوري تحولوا الى المذهب االكاثوليكي بمعية سيادته،فأي عطية أكثر من هذا العطاء؟،وأي إيمان أكثر من هذا الإيمان؟،وماهي رسالة المطران تحديداً في هذا المنعطف؟والسؤال لسيادة المطران ساكو؟.

هل حقاً لايوجد مخرج لإنظمام سيادة مار باوي الى السينودس الكلداني المقدس؟،هل الخوف أو التحسب من إنظمامه الى السينودس هو من أجل أن لايصوت في إنتخاب الباطريرك الجديد؟!،وإذا كان الجواب بنعم،أين إذن الصوم والصلاة والرياضة الروحية والضمير الكهنوتي قبل المباشرة بإنتخاب الباطريرك؟،وأين عمل الروح القدس في افكار وقلوب المطارنة الأجلاء ليختاروا راعياً من بينهم يقود سفينة الكنيسة الى بر الآمان؟،أم التحسب هو من أن يختار السينودس مار باوي( باطريّركاً) للكلدان مثلاً؟!،ومع هذا أريد أن أطمئن مار لويس ساكو أو اي من المطارنة الأجلاء أنه كان بالإمكان أن يُدعى مار باوي الى السينودس الكلداني الحالي المُلتئم في الفاتيكان دون أن يكون له حق ( التصويت ) لإنتخاب الباطريرك!،وكان هذا الأمر سَيُعجل تسوية وضع سيادة مار باوي بين أهله وأخوانه المطارنة الكلدان.

إن المطران مار باوي سورو علامة مضيئة وكوكب كلداني ساطع وساحر من كواكب ونجوم الكلدان، فمنذ أول يوم دخل قلوبنا وأفكارنا وكل يوم وكل ساعة لا بل كل لحظة بإيمانه وكرازاته وحكمته وعقله النيّر،فهذا الرجل الأسقف الشفاف المتواضع الصبور هو مثال رجل الدين الزاهد المؤمن الذي لا يرضيه شيء إلا مَرضاة سيده وربه يسوع المسيح وشعبه المؤمن

تحية لأساقفتنا الكلدان في تجمعهم في أرض الفاتيكان وعلى أرض القديس بطرس صخرة الكنيسة وأساسها

ونقول للبعض من المتصيدين بالماء العكر من مناصري أفكار المؤامرة وألأقلام الصفراء،أنه لوكان

( كما تزعمون ) في للفاتيكان تأثيراً على الأساقفة الكلدان لأجبِروا على قبول مار باوي سينهوديسهم،أليس ذلك؟

وأخيراً نقول لسيادة الأسقف الجليل مار باوي سورو الجزيل الإحترام،أنت فعلاً الجبار السادس عشر بين إخوانك المطارنة الكلدان

أنت أبونا وأنت أخونا وأنت إبننا وأنت سيدنا

مؤيد هيلو… سان دييغو

30/ 1 /2013

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *