ليلى وعشقُ صوريا

ليلى وعشقُ صوريا

 (صوريا صبر أحزان أمة و مدينة آلام الشهداء)

 

 في الذكرى (41) لمذبحة قرية صوريا الكلدانية

إكرماً و تخليداً لأرواح شهداء صوريا و كل شهداء الآمة الكلدانية الأبرار

 

بقلم : سعد توما عليبك

 

 

 

في السادس عشر من أيلول

هناك في صوريا*1 الخضراء

خلف الجبال و التلولِ

جموع تبتهل الى الربِ

و للعذراء البتولِ

و أرواح الشهداءِ

تتهافت و تعود

كسحابة ممتدة

فوق الحشودِ

تبحث بلهفٍ

 عن حبيبٍ

أو عزيزٍ موءودِ

 

*******************

 

لمحت ليلى*2   آتية من بعيد

 كحمامةٍ فوق صوريا تحوم

تحمل الآلام و الشجون

دموعها تغسلُ وجهها المصدوم

شعرها يتمايل

كموج بحر مهمومِ

سألتها..

أبقي في مقلتيك دمع يسيل؟

و في صدرك مكاناً لآلام القتيل؟

ألم يقولوا إن الزمن يمحي الهموم

و الجروح بعد حين

تلتأم و و تهون

و مع بزوغ  نور الحق

عتمة الظلم لن تدوم؟

 

*******************

 

نراكِ عدتِ يا ليلى

أهو عشقك للمكان ؟

أم فاضت بك الأحزان

ألم تسألي رحو*3

عن عاديات الأيام؟

ألم يخبرك عن شراسة

وحوش الظلام؟

اهدأي يا ليلى و ودعي

و لترقد روحك بأمان

أمة الكلدان اليوم قد هبّت

و كسرت طوق السجّانِ

بقلوب تنبضُ أمَلاً

و بإصرار تأبى الهوانَ

 وستعبر حقول الموت أبداَ

و لن تهاب الأكفان

 

******************

 

اطمأني يا  ليلى

يا عبق الجِنانِ

ستصبح ذكراكِ

ناقوساً يرن بحنان ٍ

ليوقض الوجدانَ

في ربوع بلاد النهرينِ

وفي كل الأوطانِ

و ستبقين لحن الحماسةِ

في ترنيمة الأبطالِ

و هالةَ وضاءة

في ذاكرة الزمانِ

مع رحو و كني*4 و أدي شير*5

و كل شهداء أمة الكلدانِ

 

 

 

1- صوريا: قرية كلدانية تقع على ضفاف نهر دجلة وتتبع قضاء زاخو. تعرضت في 16/9/1969 الى مذبحة جماعية على أيدي القوات العسكرية الحكومية آنذاك.

 

2- ليلى: الشهيدة ليلى خمو ، الشابة الكلدانية إبنة مختار قرية صوريا آنذاك ، استشهدت بعد موقف شجاع و بطولي .

 

3- رحو: الشهيد المطران الكلداني مار بولص فرج رحو : أختطف في الموصل بتاريخ 29شباط 2008  بعد قتل مرافقيه ، و عثر على جثته في 13 آذار 2008 .

 

4- كني : الشهيد الأب رغيد كني : أغتيل مع ثلاثة من شمامسته بأيدي الإرهابيين امام كنيسته في الموصل في 3 حزيران 2007.

 

5- أدي شير: المطران الكلداني أدي شير ، استشهد يوةم 17 حزيران عام 1915.

 

يمكنكم الإطلاع على تفاصيل المذبحة من خلال الرابط ادناه:

http://www.kaldaya.net/2008/Articles/400/470_Sep12_08_SaadTouma.html

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *