لنكمل النصف الاخر من مسيرتنا

حققت الثورات الكوردستانية المباركة ايلول وكولان تجسيداً عملياً عميقا لمعارضة النهج القمعي الدكتاتوري ومجابهة العنف الشوفيني الشامل للسلطات الدكتاتورية في العراق، وارتبطت هذه الثورات وتجربتها منذ إنطلاقها ولحظاتها الاولى عام 1961بتوجهات وإرشادات الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة البارزاني الخالد لمواجهة حملات السلطات الدكتاتورية ضد جماهير كوردستان وعموم الحركة الوطنية العراقية في المُلاحقة والإعتقالات التعسفية والمحاولات الهمجية لقمع الفكر التحرري.

لقد ادركت قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بشخص (البارزاني الخالد) ومن كان معه ، بعد ثورة 14 تموز وتحول العراق من الملكية الى الجمهورية على يد الرئيس العراقي الراحل عبد الكريم قاسم ، بان السلم والحوار هما السبيل الافضل لحل القضية الكوردستانية وأن الثورة او القتال الذي استمر لفترة طويلة من الزمن ليس إلا نتاج لظلم اجتماعي طبقا لظروف موضوعية وكانت الخيار الاخير الاسوأ ما بعده خيار ضمن مسيرة مؤلمة لشعب تكالبت عليه دول عديدة لمحو هويته وتاريخه ، لذلك من المؤكد بان الوعي الثوري لدى قيادة البارتي وجماهير كوردستان لم يكن ناتج عن حالة تفكير تعصبي او شوفيني بل جاء في سياق تطور تاريخي طويل، بعد غلق جميع طرق الحوار لحل القضية الكوردية والكوردستانية بعدالة اسوة بشعوب العالم الاخرى .

واليوم يستمر هذا النضال ولكنه باسلوب اخر بعيد عن البندقية ضمن مساحات جغرافية اوسع شملت جميع اجزاء كوردستان متخذا من نهج البارزاني الخالد وتعاليم مدرسته القويمة اساسا في العمل من خلال تقوية وتمديد العلاقات مع الدول القريبة والبعيدة لنقل تجارب السلم والبناء والتطور والتكنولوجية الى كوردستان العراق، مع محاولة العمل لدرء اخطار الحروب عن جميع اجزاء كوردستان الاخرى واللجوء الى الحوار لحل الخلافات مع السلطات الحاكمة فيها ، وما كانت زيارة السيد الرئيس مسعود بارزاني الى تركيا الا احدى حالات البحث عن السلم لحقن الدماء في الجزء الشمالي من كوردستان كما العمل في كوردستان الغربية واحتواء اللاجئين منها بسبب الظروف الموضوعية المعقدة في سوريا، ناهيك عن البناء والاعمار والاستثمار في كوردستان العراق الذي يشهد له القاصي والداني.

في الختام لقد كان البارزاني الخالد، ينادي دائماً بضرورة التلاحم والتعاضد بين جماهير كوردستان جميعاً حتى يتمكنوا من مجابهة ما تدور عليهم من مؤامرات تهدف الى انهاء وجودهم القومي، وكان يدعوا القوى الكوردستانية الى الاتحاد والتحالف، وترك الانا الحزبية الضيقة. وايفاءا بالعهد من قبل السياسيين في كوردستان، للاب الروحي لكوردستان وموحد صفوفها البارزاني الخالد والشهداء من البيشمركة الابطال الذين لا يخلوا حزب كوردستاني يعمل في كوردستان حاليا الا وله المئات وربما الالاف منهم كما شهداء حلبجة والانفال ، هؤلاء جميعهم يطالبونكم ايها السياسيون ان توحدوا الصف الكوردستاني وخاصة نحن مقبلين على انتخابات عراقية عامة ، سوف يكون لها تاثيرها على الحياة العامة في العراق وكوردستان بجميع اجزائها ، كون الظروف الموضوعية التي نعيشها مختلفة اختلافا كليا عن ما كان في سابقها ، لنبقي الصوت الكوردستاني عاليا داويا في مركز القرار الاتحادي ، لنكمل النصف الاخر من المسيرة النضالية التي رسمت بدماء شهدائنا. والله الموفق .

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *