لماذا يصر البعض على فشل الديمقراطية بالعراق؟ بقلم : هيثم ملوكا

Vis Copy of D...JPG som lysbildefremvisning

  عاش العراقيون سنوات مريرة من الحكم التعسفي والبوليسي على مدارسنوات طويلة تحت حكم الفرد الواحد وخصوصا بعد ازاحة الرئيس البكر بطريقة معروفة لكل العراقيين (بالتهديد والترهيب).وبعدها لم يمر العراق والعراقيين بأي نوع من العيش بسلام وأمان، ولم يتنعموا بالخيرات التي وهبها الله لبلدهم،  فكانت الحرب مع ايران قد اشتعلت ولن تنطفأ رحاها الا على مشارف حرب جديدة اخرى ، واستمر الحال من سيئ الى اسوأ ولم يتنفس العراقيين الصعداء حتى بعد سقوط الصنم ومعه كل الاصنام الصغيرة التي كانت تعيش في البحبوحة التي كان يغدقها الصنم الكبيرعليهم لكي يبقى مرتكزا وثابتا وقويا يوجودها .

  لانريد المطاولة اكثر في هذا الموضوع لان تفاصيله باتت معروفة للعراقيين والعالم بأسره

ولقول الحق نقول بان الصنم كان عادلا بشئ واحد فقط هو بظلمه للجميع.

 اذا من هنا اريد القول بان العراقيين لم ينعموا بالسلام والاستقرار وبالعيش الكريم طوال فترة حكم الدكتاتور .

 وكانت مسألة سقوط الصنم شئ من المستحيل لولا مساعدة قوى كبرى وهذا ماحصل فعلا ولكن لكل شئ ثمن فزمن الدكتاتورية قد ولى فعلا وبالمقابل كان الاحتلال هو الثمن الذي يجب ان يدفعه العراقيين .

بعد رحيل النظام السابق تأمل العراقيين ان يبدأعهد جديد تشوب حكمه اسس الديمقراطية وحرية التعبير واحترام حقوق المواطن وانعاش الاقتصاد واستثمار موارد البلاد لخدمة المواطنين و……الخ  . وبالتأكيد لكي يحصل العراقيون على كل هذه المنجزات كان لابد من تكاتف الايادي وتظافر الجهود سوية بين ابناء العراق من شماله الى جنوبه  .

 لكن الذي حصل بعد السقوط تكالبت كل قوى الشر من الداخل والخارج والتي اصبحت معروفة للعراقيين .والتي ادخلت العراق بوجود الاحتلال في دوامة من العنف والموت والقتل والارهاب لعدة سنوات .حتى اصبح العراق المكان المناسب لتصفية الحسابات المذهبية والسياسية من جيرانه، ومما زاد الطين بلة بان الاصنام الصغيرة التي كانت تسند الصنم الكبير والتي صارت في وضع لايحسد عليه بعد ان كانت تعيش في بحبوحة ومتسلطة على رقاب العراقيين ، قد اشعلت الفتنة والتحريض للقتل تحت حجج ومسميات كثيرة وبالمقابل كانت هناك ميليشيات مسلحة مدعومة هي الاخرى من دول الجوار .

  استمرت الامور لسنوات متتالية وتوالت حكومات مؤقتة الا ان وصلت الامو اخيرا الى انتخابات حرة مع تزامن خروج قوات الاحتلال من المدن العراقية وتمركزها في بعض القواعد لحين الرحيل النهائي المتفق عليه .

 السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذ يصر البعض على ان لاتقوم للعراق قائمة ولماذا يصر هذا البعض بان الديمقراطية مستحيلة في العراق.

  وهنا لابد من الاشارة والتوضيح من هم هذا البعض المتشائم لمستقبل العراق ولماذا؟

  المجموعة الاولى : هذه المجموعة قد نوهنا عنها اعلاها وهم اكثر المجاميع تشاؤما وتعصبا لمستقبل العراق وهم الاصنام الصغيرة التي كانت تلتف حول الصنم الكبير والتي كانت مستفيدة ومتنعمة ومتسلطة وهم معروفين للعراقيين .وبالطيع فبعد ان فقدوا العز والرفاهية وبات وضع البعض منهم يرثى عليه والبعض منهم لايستطيع حتى الانخراط والتعايش مع الوضع الجديد لتلوث اياديهم في عمليات القتل والابادة والاغتيالات التي مارسوها في ظل سلطة الدكتاتور فمن الطبيعي بان هذه المجموعة سوف لاتريد ان يتعافى العراق وابنائه الى الابد  ومتمشية مع المقولة السائدة ليحترق(الاخضر واليابس).

  المجموعة الثانية : هذه المجموعة تنظر للوضع والامور من منظار اخر فهي متشائمة ايضا حول حال العراق وحول استقراره ونجاح حكومته في تطبيق الدستور وتطبيق الديمقراطية وحرية المواطن ونبذ الطائفية والتعصب بين ابناء العراق.

  فهذه المجموعة تعتقد بانه مادام هناك الهيمنة الواضحة للقوى الدينية والطائفية على قرارات الحكومة والدولة وتهميش دور القوى اليسارية والديمقراطية، فلن تكون هناك مساوات وحريات بين ابناء الشعب. وهنا يجب ان نكون صريحين وواقعيين حول اعتقاد هذه الشريحة من المجتمع حول مستقبل العراق والتي تظم نخبة كبيرة من المثقفين .

  في الحقيقة ان كل عراقي اصيل ومحب لوطنه، سوف يعمل بصورة او باخرى لجعل العراق قوي ومتعافي واينما كان في الداخل او الخارج سواء في الكلمة او العمل وكل واحد ضمن اختصاصه ومؤهلاته .  هذا فيما يخص دور كل مواطن.

 اما الدور المهم والاساسي ايضا دور الحكومة العراقية ومدى قدرتها ونجاحها لكي تستطيع ان تضع العراق في مصاف الدول المتحررة والمتقدمة وان تقدم للمواطنين العراقيين حرياتهم وحقوقهم في ممارسة حياتهم اليومية وبمختلف اديانهم ومذاهبهم..وللأسف نقولها للحكومة العراقية ، المشكلة ان مايقال على السن المسؤوليين لايطابق احيانا  ماهوعلى واقع الارض من ممارسات من بعض المسؤليين في الدولة  حيث اصدار قرارات من افراد ذوي نزعات دينية ومتطرف بحتة وخصوصا ماحصل من مسؤولين في امانات العاصمة وغيرها وامثلة كثيرة حصلت سابقا ولازالت فالتصرف المشين الذي حصل في مهرجان بابل الدولي

(حيث منعت كل انواع الموسيقى في المهرجان) والتحريض من قبل مسؤولين مجالس المحافظة كان عملا ينم عن التخلف والتعصب وجعل الكثير ان يتشائم لوضع العراق القادم . والحالة الاخرى التي ادت الى التهجم على احد نوادي الأدباء العراقيين في بغداد والاعتداء على الممتلكات الخاصة بالنادي تحت حجة بيع الكحول، وبنفس الحالة تم الاعتداء على احد الاندية الخاصة بابناء العراق (المسيحيين) وتحت نفس الذريعة والحجج.

  ان مايؤلمنا اكثر من هذه الممارسات التي سوف لن تقدمنا خطوة نحو الامام هو سكوت وتكتم من قبل المسؤولين في الدولة واصحاب القرارعلى كل مايجري، مما يعطي انطباع بانهم مع هذه التصرفات البالية .

 نقول لحكومتنا الموقرة ولكل مسؤول يحمل منصب في الدولة ومهما كان مذهبه  ودينه ولونه وعرقه ان العراق لن يتعافى ويزدهر مالم يتم فصل شؤون الدين عن الدولة وهذا ليس مطلب المسيحيين او الصابئة او الايزيدية اوالشبك بل هو مطلب الغالبية من المسلمين ايضا . نتمنى من الحكومة والمسؤولين في الدولة ان تجعل كل العراقيين متفائلين في مستقبل العراق وهم يملكون من الوقت لأرساء اسس الديمقراطية الصحيحة والأقتداء بالدول المتطورة والمتقدمة والتعلم منها كيف بنت اوطانها وارست حقوق الانسان والحريات لشعوبها بعد ما(( اعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله)) وعاشت شعوبها برفاهية واستقرار

 

ملبورن/استراليا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *