لماذا هذه التفرقة في التعامل يا وزارة الثقافة العراقية ؟
حبيب تومي
تكوّن لدي تصور بأن وزارة الثقافة العراقية تفتقر الى ثقافة التعامل الشفاف مع المثقفين
ومنظمات المجتمع المدني العراقي ، هذه الرؤية تولدت من طريقة تعامل وزارة الثقافة مع
اتحادنا ( الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ) وعبر التعامل المباشر معي الزميل ناصر
عجمايا عضو الأتحاد .
سبق لي ان استلمت دعوة من وزارة الثقافة العراقية ( نسخة من الدعوة منشورة في نهاية
المقال ) لحضور مؤتمر المنظمات الثقافية غير الحكومية في بغداد ، وقد اكد هذه الدعوة من
قبل السفارة العراقية في اوسلو في كتابهم ادناه :
السيد حبيب تومي المحترم
تهدي سفارة جمهورية العراق تحياتها، وتتشرف بايصال الدعوة الموجهة الى حضرتكم من
قبل وزارة الثقافة لحضور مؤتمر المنظمات الثقافية غير الحكومية، راجين الاتصال بالسفارة
باقرب وقت ممكن، ليتسنى لنا تسهيل اجراءت سفركم.
وبعد تأجيل المؤتمر لعدة مرات استلمت رسالة من وزارة الثقافة تحدد الموعد النهائي لأنعقاد
المؤتمر في 18 / 12 / 10 محددين محاور المؤتمر
واستلمت هذه الرسالة بضرورة المساهمة بورقة عمل :
السيد حبيب تومي المحترم
نرسل اليكم المحاور الخاصة بمؤتمر المنظمات الثقافية غير الحكومية ونامل مشاركتكم بورقة
عمل حسب المحور الذي تختار.
يرجى ارسال ورقتكم مذيلة بالتوصيات مع نبذه موجزة عن نشاط جمعيتكم لا تتعدى الصفحة
الواحدة
على ان تصلنا في موعد اقصاه يوم 10-12-2010 وستصلكم رسالة اخرى منا تتعلق بتذكرة
الطائرة والمواعيد المتصلة بذلك
مرة اخرى نشكر لكم تلبيتكم دعوتنا وسنلقاكم في بغداد
وكانت الرسالة موقعة من قبل وزارة الثقافة
دائرة العلاقات الثقافية
قسم المراسم
وبعد هذه المراسلات ارسلت مداخلتي بموجب المحاور المطلوبة وكان اختياري على
الموضوع ( العنف وتأثيره على عمل المنظمات الثقافية ) والمداخلة منشورة في نهاية هذا
المقال .
اعتقدت بأن المؤتمر قد أجّل موعده الى حين لأنني لم استلم اي جواب من الوزارة ولم استلم
اي إشعار عن مسألة السفر ، ولكن بعد فترة فوجئت بورقة العمل التي قدمتها منشورة على
صحيفة المدى وعلى مواقع اخرى ، كما علمت من بعض الأصدقاء إن مداخلتي قد قرأت في
المؤتمر بدلاً عني من قبل ألأخ الصديق نوزاد حكيم بدعوى انني مريض لا استطيع الحضور
.
لقد قرأت على موقع المدى وغيره انه قد شارك في اعمال المؤتمر، الذي اقيم بمبادرة ورعاية
من وزارة الثقافة، ما يزيد على 80 مندوبا يمثلون عشرات من منظمات المجتمع المدني
الناشطة في ميدان الثقافة داخل العراق وفي الخارج، فضلا عن ممثلي وزارة الثقافة ، ووفد
من وزارة الثقافة والشباب في اقليم كردستان برئاسة المدير العام امجد ارشد الحويزي .
وبعد ذلك اتساءل الم يكن ثمة مكاناً لاتحادنا في هذا المؤتمر ؟ فلماذا قدمت لنا دعوة
للحضور من البداية ؟
اتساءل هل هذا التهميش يدخل في إطار هضم حقوق شعبنا الكلداني كما حدث في تشكيلة
الحكومة العراقية التي اتسع فيها المكان الى تمثيل كل المكونات العراقية باستثناء شعبنا
الكلداني ؟ أم اضع هذا التهميش في باب التفرقة الدينية والقومية وعدم وقوف وزارة الثقافة
بمسافة واحدة من جميع المكونات ومن جميع المنظمات ؟ وإلا ماذا يعني هذا التهميش ؟
فوزارة الثقافة ينبغي ان تكون مثالاً ساطعاً للتعامل الندي والحيادي حيال جميع التكوينات
العراقية بغض النظر عن معتقداتهم الدينية والسياسية وانتماءاتهم المذهبية والأثنية .
وأتمنى ان اكون مخطئاً في تلك التأويلات ، ونأمل ان تكون الشفافية والمصداقية والتعامل
الندي المتكافئ مع الجميع عناوين رئيسية تسترشد بها هذه الوزارة المهمة في العراق لا
سيما في الوقت الحاضر ، إذ ان عراقنا يحتاج الى المثقف ليقوم بدوره في توعية الأنسان
العراقي ليساهم في عملية بناء العراق وليس في هدمها .
هذه نسخة مصورة من دعوة وزارة الثقافة العراقية المعنونة الى الأتحاد العالمي للكتاب
والأدباء الكلدان