لماذا الغضب من منافحة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان عن الفكر القومي الكلداني ؟

                                                  

بقلم : حبيب تومي / اوسلو

habeebtomi@yahoo.no

                                                       

الأتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان، جسم تطوعي ثقافي اسسه نخبة من الكتاب والأدباء والأكاديميين من شعبنا الكلداني ، الآصرة التي تربطهم هي الأسترشاد بقوميتهم الكلدانية والأخلاص لها وتنوير الفكر القومي الكلداني بين مجايلينا من مختلف الأعمار لاسيما الشباب منهم . وإن بوصلة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان تتجه صوب تنوير ونشر هذا الفكر ، أجل ان الأتحاد ليس حزباً سياسياً ، لكن لا بد من الأقرار بأن واحدة من دعائم تأسيسه تعني بدعم الفكر القومي الكلداني والوقوف بوجه المحاولات الرامية الى قلع جذور هذا الفكر من تربة الوطن العراقي .
ولهذا سنجد بين مؤسسي الأتحاد او الهيئة العامة او الهيئة التنفيذية من الكتاب ممن لهم ميول او انتماءات الى الحزب الشيوعي العراقي او الحزب الديمقراطي الكوردستاني او الأحزاب الكلدانية ، فليس للأتحاد اي تدخل في الأنتماءات السياسية ما دام العضو لا ينكر قوميته الكلدانية ولا يبخسها في كتاباته ، فالأخوة الكلدان المنتمين او الموالين لحزبي الزوعا والمجلس الشعبي لا يلتزمان بهذا المبدأ ، وهذا شأنهم ولا نتدخل فيه ونحترم رأيهم ومقابل ذلك نطلب منهم احترام رأينا وعدم التدخل بشؤوننا . فنحن كما يقول الشاعر :
ما دمت محترماً حقي فأنت اخي                           آمنت بالله أم آمنت بالحجر
فنريد من هؤلاء السادة ان يحترموا حقنا في الأنتماء ، ولسنا مسؤولين بما يؤمنون به ، وبعكسه سندافع عن انفسنا ، والدفاع عن النفس حالة مشروعة في كل القوانين .
نحن نواجه تيار أديولوجي متطرف يؤسس لمحو التاريخ الكلداني واللغة الكلدانية والتراث الكلداني والأسم الكلداني ، ويسعى لتحويل نضالهم وتضحياتهم في الساحة العراقية الى اوهام لا اساس لها وتحويل شهداء الكلدان الى اشباح ، ونحن في الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان نعتز بقوافل الشهداء العراقيين والشهداء المسيحيين وبضمنهم الشهداء الآشوريين ، ولكن في عين الوقت نفتخر بقوافل شهداء شعبنا الكلداني على الأرض العراقية في مقارعة الأنظمة الشمولية وفي دحر الظلم عن ابناء شعبنا ولا نقبل باسترخاص دمائهم لأنهم لا ينتمون الى حركة قومية كلدانية ، فالشهداء القوميين ليسوا وحدهم في قائمة الشهداء إنما كل من ضحى بحياته في سبيل شعبه هو شهيد ، ولا نقبل باستهجان تضحيات ودماء هؤلاء الشهداء من قبل الحزب الآشوري او من قبل الكلدان الموالين لهم بدعوى ان شهداء الحزب الآشوري هم فقط شهداء شعبنا المسيحي .
وهذا ينطبق على التاريخ النضالي لشعبنا ، فالنضال لا نتخزله في النضال القومي الضيق ، فنحن نتشرف ونفتخر بنضال شعبنا الكلداني إن كان على النطاق القومي او على الساحة العراقية في مقارعة الظلم والأستبداد على طول الوطن العراقي إن كان في جبال كوردستان او في البصرة او في بغداد او في اية نقطة من ارض العراق الطيبة . ولا نقبل ايضاً بتبخيس وتقزيم هذا النضال من قبل الحزب الآشوري او الأخوة الكلدانيين المنضوين في تنظيماتهم فيتبرعون بطاعة هذه الأحزاب فيتغنوا بكل ما هو آشوري ويبخسوا كل ما هو كلداني من نضال وقوافل الشهداء ترضية لتلك الأحزاب .
إن الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان متفق مبدئياً للتصدي لتلك المحاولات لانها غير منصفة وغير مبررة وغير إنسانية ، في هذا العصر الذي تتنامى دعوات لتحقيق مبادئ حقوق الأنسان . يتراءى امامنا افول الفكر الشمولي القومي المتطرف وتجربة ومصير الفكر القومي التفوقي المتعصب لهتلر وصدام وموسليني وغيرهم خير دليل على ان هذا الفكر لا يكتب له البقاء مادم ضد منطق التطور والتاريخ ، ولا أدري لماذا يتشبث الفكر الآثوري بهذا الفكر الذي تخلت عنه الأنسانية وركّن في مزابل التاريخ .
تأسس الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان لاسباب شديدة الوضوح ، والتأسيس كالعادة يجري على مراحل تبدأ الخطوة الأولى بالأتصالات ثم تكوين نواة من المبادرين لتتشكيل هيئة مؤسسة من اعضاء متفقين فكرياً . إن كان الأتحاد ادبي او فكري او ثقافي ، او بحث الجدوى الأقتصادي إن كان مشروع استثماري .
فنحن في الأتحاد لم نخالف تلك القاعدة ، بدأنا بتلك الخطوات والمشاورات دامت اشهر بين المؤسسين للخروج بصيغة للنظام الداخلي وخط الفكر العام للأتحاد . وكان جميع المؤسسين ومن ثم الهيئة العامة يعرفون حق المعرفة بأنه ليس هنالك اي مكاسب مادية يجنيها المنتمي لهذا الأتحاد ، لا بل اكثر من ذلك ان العضو في هذا الأتحاد مطالب بتسديد اشتراكه السنوي ، لتغطية نفقات الأتحاد وانشطته الثقافية والفكرية ، إذ ان اتحادنا ليس له اي دعم من اية جهة . والأتحاد في طريقه لأتمام المستندات اللازمة لتحصيل الأجازة داخل الوطن إن كان في اقليم كوردستان او من الحكومة العراقية او من كليهما . واتحادنا يسعى لتمتين الروابط الأخوية مع جميع الأتحادات المماثلة في العراق .
في شكل مفاجئ كان مقال الزميل انطوان الصنا بعدم مشروعية وقانونية الأتحاد ، أنا شخصياً كنت اقرأ للاخ انطوان الصنا فكراً قومياً كلدانياً معتدلاً في بداياته الكتابية على موقع عنكاوا بشكل خاص ، لكن الذي حدث ان انضوى الأخ صنا للمجلس الشعبي ، وكنت اتمنى ان لا تنطبق عليه قاعدة الأخوة الكلدانيين المنتمين للحزب الآشوري ، لكن مع الأسف رأى الزميل الصنا بأن مركزه كان يتعزز بمدى ضلوعه في التهجم على الفكر القومي الكلداني ونعته بالفكر الأنفصالي ، والنيل من التنظيمات الكلدانية وأخيراً كان التهجم غير المبرر على الأتحاد الكتاب والأدباء الكلدان الفتي ، فالأتحاد لم يعمل ولم يسلك سوى ما هو متداول في مناسبات التأسيس في منظمات المجتمع المدني او الأحزاب او المشاريع الأقتصادية .
ينبت تساؤل من رحم المشكلة :
هو انا شخصياً كنت اكن التقدير والأحترام للمجلس الشعبي ولا زلت كذلك ، وفي وقتها قرّبني المجلس وأتاح امامي مساحة للتحدث في فضائية عشتار ، كما فتح موقعه الألكتروني امام مقالاتي ، وقابلت الأستاذ سركيس آغاجان ، لكن وفجأة انطوت صفحة حبيب تومي من إعلام المجلس ، وفرض تعتيم اعلامي على كل ما يكتبه حبيب تومي حتى لو كانت مقالة لرثاء صديق متوفي ، فأنا اتساءل وأسأل الزميل الصنا وقيادة المجلس الشعبي ، هل كان السبب في تعتيم الأعلام على حبيب تومي لانه لم يبخس اسمه الكلداني ولم يتنازل عن قوميته الكلدانية ؟ فهل فتح الأبواب في المجلس الشعبي للكلدانيين يمر عبر شتم القومية الكلدانية والتنصل من الفكر الكلداني ؟
في مقال جديد للأخ الموقر نوري بطرس وهو تحت عنوان ” اتحاد الأدباء مرة أخرى.. والأمل المرتجى ”
شخصياً التقيت بالأخ نوري بطرس في عنكاوا وأهداني مشكوراً كتابه ، وكما هو معروف فإن الأستاذ نوري بطرس كان في المجلس الوطني حينما كان هنالك جدلاً حول تثبيت التسمية في الدستور العراقي وكان هو يمثل الكلدانيين في تلك العملية ، وحسب تلك الخلفية تعجبت من الفقرة التي ( حشكها ) كما يقال دون مناسبة في مقاله وهو يقول :

 (( .. لكني ، وبقناعتي الشخصية، أدعو الى خلق حراك ثقافي واسع لدعم المؤسسات الثقافية، ومنها دعوة توحيد الاتحادات مرة أخرى، خاصة اذا عرفنا اننا ننطلق نحو التشرذم أكثر من التوحد بعد تأسيس (الاتحاد العالمي للأدباء الكلدان) الذي لا نعرف أين مقره، ومن هم مؤسسوه، ومن أعطاهم الشرعية، وهل هناك هيئة عامة قامت بانتخاب هؤلاء؟! فبات معلقاً بين السماء والأرض.)) انتهى الأقتباس .
عزيزي نوري بطرس ، هنالك اتحاد أدباء آشوري وأخر كلدان سريان ، وآخر باسم اتحاد الأدباء السريان ، فلماذا يكون يكون اتحاد كتاب الكلدان انطلاق نحو التشرذم ؟ إنه حكم غير منصف .
اما عن مقره يا اخي فإننا نبحث عن مقر في الوطن حسب إمكانياتنا المتواضعة ، وما يخص مؤسسيه فكان لدينا قائمة بالأعضاء المؤسسين وهم 25 شخصية كلدانية فإن شئت ارسلت لك اسماءهم ، اما من اعطانا الشرعية ؟ فأقول لك وللاخ العزيز انطوان الصنا :
إن كل الأحزاب في العراق تعمل حتى بدون وجود قانون الأحزاب السياسية في العراق ، فهل ان جميع هذه الأحزاب غير قانونية ؟ ، فنحن في طريقنا للحصول على الأجازة ، إن كنت تعتبر الأجازة تجيز الجانب القانوني للاتحاد ، واستفسارك الآخر عن وجود هيئة عامة ؟ نعم ثمة هيئة عامة والأسماء وسجلاتهم موجودة عند الأخ سكرتير الأتحاد ، وإن الهيئة التنفيذية جاءت نتيجة انتخابات ديمقراطية شفافة بين المؤسسين ، والهيئة التنفيذية اجتمعت ووزعت المسؤوليات ، وهكذا كما ترى ان ان اتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ليس معلقاً بين الأرض والسماء إنه يقف على ارض صلدة ، إنه يتجسد كل يوم في الكتابات التي تنشر يومياً على المواقع وهي معنية في الدفاع عن الوجود القومي الكلداني عن الشهيد الكلداني ، عن النضال الكلداني ، والتاريخ الكلداني . أفليس اشعال شمعة افضل من لعن الظلام ؟
اخي العزيز نوري بطرس نحن نعمل اكثر مما نتكلم ، وسوف لا ننتظر الأجازة والمقر لكي نعمل ، إننا نعمل والأجازة والمقر والمتطلبات الأخر تأتي تباعاً .
وأنا يا اخي نوري لم أرغب ان اخاصم او أجادل كتابنا الكلدانيين العاملين مع خطاب الحزب الآشوري ، فليس معقولاً ولا احبذ ان نتخاصم بيننا نحن الكلدان ويتفرج علينا الحزب الآشوري ، ولهذا إن شئت ان ترد على مقالي انت او الأخ انطوان الصنا ، فسوف لا ابادر بالرد ، ومع ذلك سأحترم وجهة نظركما بصرف النظر عن قناعتي بها ام لا .
وأخيراً ارجو ان لا يفسد الأختلاف في الرأي للود قضية .
حبيب تومي / اوسلو في 14 / 06 / 10

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *