كوتا العرب في برلمان اقليم كوردستان

«الكوتا» (باللغة الانكليزية quota) معناها «نصيب» أو «حصة نسبية»، ويرجع الأصل التاريخي لنظام «الكوتا» إلى مصطلح «الإجراء الايجابي» affirmative action، الذي لم يقتصر على العمل السياسي فقط، إنما استخدم نظام «الكوتا» في بعض الدول الغربية لتحديد نسبة معينة لقبول الطلبة المنتمين إلى الأقليات الإثنية والدينية في النظام التعليمي، وتحديد نسبة لتوظيف المعاقين في سوق العمل، ثم شملت «الكوتا» قضية محدودية التمثيل البرلماني للمرأة، فبرز مصطلح «الكوتا المؤقتة»، واطلق هذا المصطلح على الية تحديد مقاعد للنساء لكن لفترة معينة، أي نسبة مئوية مشروطة بتلاشي الحواجز التي تؤخر وصول النساء إلى البرلمان ويتم الغاؤها بعد تحقيق الغرض .

وتتباين الدساتير والنظم الانتخابية في العالم في التعامل مع التمثيل المكوناتي للاقليات ، في حين ينتظر بعضها فترة التعديل الدستوري ليطرح فكرة النسبة لهذا التمثيل، وذلك بطرحهم تشريعات جديدة لتخصيص دوائر انتخابية للمكونات ذات النسب العددية القليلة بالاضافة الى النساء .

بعد اطلاعنا على مفهوم مصطلح الكوتا تبين لنا بأنها ضمان لحقوق كل شخص او اقلية دينية او مذهبية او قومية لاتستطيع الوصول الى القاسم الانتخابي في الانتخابات العامة ، وتحتاج الى دعم دستوري من دستور الدولة الذي يتوجب اثناء تشريعه ان يضمن حقوق جميع البشر المتعايشين في البلد دون النظر الى النوع او الجنس او الدين او القومية او العمر ، فالجميع يعيشون تحت نفس العلم وعليهم نفس الواجبات ولهم نفس الحقوق دون النظر الى الاختلافات سوى بدرجة المواطنة التي تحتم على الجميع ان يعملوا من اجل بناء الوطن، كل من موقعه .

يعيش في اقليم كوردستان عدد من ابناء القومية العربية وهم متواجدين في هذه المنطقة ربما منذ مئات السنين او اكثر وقد ولدوا وترعرعوا وبنوا لهم مدنا وقرى، وبما ان اقليم كوردستان يتمتع بديمقراطية برلمانية حقيقية لتمثيل جماهير كوردستان ببرلمان يضم 111 مقعدًا، تتشارك فيه مختلف مكونات واطياف كوردستان، حيث خصص احد عشر مقعدا كحصص او كوتا للاقليات المتعايشة والمئة المتبقية تتنافس عليها القوائم الانتخابية العامة مع وجود حصة 30% للنساء تشمل جميع المقاعد بما فيها حصة الاقليات.

لقد جاء في الباب الأول .. المباديء الاساسية .. المادة (5) من دستور اقليم كوردستان : يتكون شعب اقليم كوردستان من الكورد، التركمان، العرب، الكلدان والسريان والآشوريين، الأرمن وغيرهم ممن هم من مواطني اقليم كوردستان.

عليه يتحتم على المشرعين في برلمان اقليم كوردستان ، ان يخصصوا حصة للعرب او ما تسمى كوتا للقومية العربية اسوة بالمكونات الاخرى المذكورة في دستور الاقليم ، حسب تعدادهم الموجود ببطاقة السكن والبطاقة التموينية ، كون كل من ذكر في الدستور حتى وان كان تعداده 10 اشخاص يحق له التمثيل في المجالس النيابية في البرلمان ومجالس المحافظات وهذه سوف تعتبر خطوة ايجابية لتعزيز الممارسات الديمقراطية التي لا توجد عليها شائبة في الاقليم لحد الان والحمد لله.

 

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *