كنيسة آثورية كلدانية! ….لما لا


خلف الكواليس
يدور في المنابر وخلف الكواليس فكرة جديدة من نوعها، إنما في قلب الكنيسة فهي قديمة بقدمها، وهي عن تسمية جديدة يتكهّن البعض بأطلاقها نتيجة الخلافات الدائرة في اروقة البيعة هذه الفترة، ولا أخفي على أحد بأنني سبق وأن تكلمت بهذا الخصوص مع بعض الطيبين، لا بل حتى شخصت رأس الكنيسة الجديدة ولا يهمني أن كنت على صواب من عدمه، قد تكون تحت اسم الكنيسة الكاثوليكية للآثوريين الكلدان، أو الكاثوليكية للاثوريين والكلدان، او كنيسة الوحدة التي يصبوا لها المسيح كما كانت في فجرها.

البدايات
بدايةً، كان هناك كنيسة واحدة قوية كما أرادها المسيح، وقفت بوجه الأضطهادات وعملت على درء الهرطقات والبدع، وبسبب صراعات القوة الأستعمارية وبعد مركز الكنيسة الأم واستقرارها في الغرب، تم استغلال حالة الضعف التي كانت عليها الكنيسة في الشرق الأوسط لغرض عزل الكنائس عن جذرها ونجحوا! وكان من نصيب كنيسة المشرق البطريرك نسطوريوس والذي إنحرف (شطح)  بعض الشيء وتم توقيفه ونفيه، ومن ثم تبنت كنيسة المشرق تعاليمه وأنسلخت عن أحضان الكنيسة الكاثوليكية الأم التي اسسها المسيح.
الكنيسة النسطوري والحق يقال، كاثوليكية العقائد مع اختلاف في بعض التعابير، ولا اقول أسيء فهمها بل هناك خلل في طرحها، وأصبحت قريبة للبدعة أكثر من الجوهر، وتبنّت تعبير والدة المسيح ورفضت بالمطلق تعبير والدة الله، علماً بأنه من السذاجة القول عن أمنا مريم أنها ولدت الله كما نقول عن أي أم ولدت شخص كخليقة جديدة لم تكن موجودة اساساً، بل الكل يعرف بأنها والدة الله المتجسد بشخص المسيح، وإيماننا مبني على ان المسيح هو الله، وما رفض هذا التعبير إلى بسبب محدودة الأفق وأنغلاقه نحو فهم المفردات والتبحّر بها ومعرفة ماهيتها، فلماذا الأستغفال المتعمد والأصرار على الخلاف عناداً!؟

العودة إلى الأصل
بعد ان انشقت كنيسة المشرق كلياً وأخذت إسم الكنيسة النسطورية، ولأن الشرق برمته قبلي النزعة وعشائري الطباع، ومهووس بالزعامات، لذا اصبحت السلطة المطلقة بيد البطريرك ويملك زمام الأمور جميعها، شيئاً فشيئاً إستُغِلّ المنصب لمآرب عشائرية وأصبح الكرسي البطريركي ينتقل بالوراثة وكأنه ملك طابوا لعائلة ابونا لمدة تجاوزت المائتي عام!؟
وبتدخل من الروح القدس أختار الله رجالاً عظام وألهمهم بالعودة إلى الأصل الذي اراده مؤسس الكنيسة، فكان الأتحاد بروما  وأنتخاب أول بطريرك وهو يوحنا سولاقا بطريرك الكنيسة الكاثوليكية على الكلدان.
(فلعب  البطريرك النسطوري شمعون برماما دوراً قذراًو والاتفاق مع حسين بك باشا تم ربطه بالحبال ووضعه في كيس وهو حي والقائه في بحيرة في احد الوديان القريبة من العمادية حيث قضى شهيدا في 12 كانون الثاني 1555) لذا لقّب وبجدارة بشهيد الأتحاد. إلا أن الله كان مع كنيسته الكلدانية وبدأت تكبر ليصبح عدد اتباعها يفوق بأضعاف اعضاء الكنيسة النسطورية المنسلخة.

أنشقاق جديد
اللعبة السياسية لا تعرف من المسيحية سوى شيئاً واحداً فقط وهو: إيجاد طريقة لخلق سياسيين بزي كهنوتي. والسياسيين الأنكليز معروفين بدهائهم وذكائهم، فدرسوا جغرافية العراق بشكل جيد وأوجدوا نقطة للأنطلاق لتغيير مسار الكنيسة النسطورية من الروحية إلى القومية! وساعد بذلك جغرافية الأبرشيات وموقع البطريركية الكلدانية على زرع الفتنة القومية بعد إيهام الشق النسطوري بأصلهم المنحدر من الآشوريون والكلدان هم سكنة بابل فقط!، فصدق المساكين ذلك نظراً لوجودهم في القرى وشحة التعليم فيها، والثقافة القبلية والعشائرية فرضت عليهم هز الرؤوس بالموافقة لكل ما يقوله لهم رجل الدين المسيّس! فكان ولادة فكرة القومية الآثورية وذلك قبل فترة تزيد عن القرن بقليل. وتلك التسمية كانت سبباً رئيسياً بشق الكنيسة النسطورية فيما بعد إلى أثنين تحت التسمية الآثورية!

مساعي الوحدة
منذ عهد البطريرك روفائيل بيداويد ومساعي الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية الآثورية  قائمة، وقد أختير البار مار باوي سورو لهذه المهمة ولم يعلموا بأن الرجل جاد في مساعيه، وهذا ما لم يرق لرئاسته فتمت معاداته، ومن ثم طلب ألأندماج بكنيسته الأم فقبل طلبه ليصبح من ضمن السينهودس الكلداني.
ومع البطريرك لويس ساكو أخذت المساعي للوحدة شوطاً جديداً، حيث زار البطريرك الكلداني مع وفدً من الأساقفة بزيارة البطريرك دنحا ولم يكن استقباله لهم ضمن البروتوكول المتعارف عليه للأسف الشديد، ومع ذلك لم يبرح الوفد الكلداني مكانه بل أخذ الأمور بروح مسيحية عالية، وأثناء الكلام عن الوحدة، قال لهم البطريرك دنحا: لنحقق أولاً الوحدة القومية ومن ثم تأتي الكنسية من حالها!! وهنا تدخل مار ابراهيم ابراهيم مذكراً اياه بان كنيسة المشرق ليست مقتصرة على قومية واحدة بل متعددة…. والأشارة تكفي.
بعد ذلك اصبحنا على يقين أن اي مبادرات للوحدة سوف لن تتحقق طالما البطريرك دنحا سعيداً على كرسيه أطال الله في عمره.

كنيسة للآثوريين والكلدان
في هذه السنة 2014 تمت المواقفة على قبول المطران باوي ومن معه في أحضان الكنيسة الكلدانية، ولغاية الآن لم يتم تعيينه كأسقف على ابرشية رغم الشاغر الموجود في استراليا وكندا واوروبا، ومع المطران الجليل باوي سورو مؤمنون حقيقيون بوحدة الكنيسة وواثقين بأسقفهم ويستحقون الرعاية الكاملة وليس الأهمال!
وفي خضم الخلافات التي نشك بحلّها بين اقطاب الكنيسة، وبناءً على التساؤل الذي يطلقه البعض وأنا منهم إن كان هناك بوادر تسمية كنيسة جديدة من الأثوريون الكاثوليك والكلدان، طرح أمامي سؤالاً نظراً لأهميته فكرت بكتابة هذا المقال، والسؤال هو، هل سوف تنشق كنيستنا الكلدانية وتصبح كنيستين؟ ولأنني أتوقع مثل هذا السؤال وهو متداول فعلاً، كان جوابي كالتالي:
لماذا انشقاق؟ كنيسة كلدانية كاثوليكية وكنيسة كلدانية أخرى مع الآثوريين وهي الأخرى كاثوليكية، وبهذه الحالة لا يوجد انشقاق، بل تكامل كحل للأزمة والتي لم يخلقها المؤمنين.
ما جرى في الكنيسة النسطورية وانقسامها إلى اثنين يختلف، لأنهم إنقسموا إلى كنيستنين مستقلتين، بينما لو اصبح للكلدان كنيستين فلا ننسى بأنها من ضمن جسد واحد وكنيسة واحدة رأسها واحد والمتمثل بشخص البابا.
وأجمل ما في كنيستنا بأنها ليست خاضعة لهذا الرأس، بل إلى مؤسسة روحية متكاملة.
فليطمئن الجميع، لا يوجد في كنيستنا الكاثوليكية للكلدان أي أنقسام بل ممكن ان يكون هناك تعدد في جسد واحد، لأننا واحد مع الكنيسة الكاثوليكة الأم، والتنوع بأحترام كل الأطراف  مطلوب أكثر من الوحدة بخلافات ومشاكل وتسقيطات واتهامات ولوي أذرع تؤول سلبياتها على عاتق الشعب المسكين.
والأيام حبلى بالمفاجآت……فليبطل العجب….ولا عجب أكثر من ما شفناه!

عندما يفقد المسيحي ارتباطه بالكنيسة ويتركت تعاليم المسيح جانباً، ولا يهمه سوى ذاته، ولا يحترم الآخر ….يعقد مؤتمراً خبيثاً كما موجود في الرابط

https://www.youtube.com/watch?v=60MAmVvhiw4

زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *