كـيف يناقـض الـبـطـرك ساكـو نـفـسه بنـفـسه ؟ الحـلـقة العاشـرة

 

لـويس ساكـو ليس بطركاً ناجحاً ولكـنه سياسي بارع وبإمتياز

يصلح مستـشارا للمصالحة الوطـنية عـنـد شيخ عـربي أو عـنـد وزير

تـنبـيه :

إنّ الروابط الإلكـترونية الموثـقة بـدقائـقها والملحـقة بمقالاتـنا إكـسبَـتْها مصداقـيتها ، ولا أرى حاجة إليها بعـدُ ، بل تـبقى محـفـوظة لأي متـشـكـك نـفـحـمه بها …. إنّ كاتبها ــ ما يـدوس تخـتة ﭼُـرّك ــ .

تـتـذكـرون كـتبتُ مقالاً بعـنـوان ــ الـﭘـطرك الجاثاليق لـويس يتعـلم الرحـمة في سنهادس الرحـمة ــ جاء فـيه :

يتـطلب من البطرك ساكـو أن يكـون له مستـشارون نـوعـيّـون وبالأخـص معارضون قادرون عـلى أنْ يقـولـوا له ( لا ، هـذا خـطأ ، هـذا أفـضل ، هـذا ليس وقـته ….. ) ويَسمعهم ويحاورهم فـيتـنـوّر الأمر في ذهـنه وتـتلاشى أعـذاره ويـبقى القـرار بـيـده …. ويُـبعِـد عـنه المهـوّسين بأهـزوجة ( بالروح بالـدم … ) ولما وقع الـثـور حـدّت السكاكـين ونادوا في الساحات : ثانـكـيـو بوش !! كما لاحـظناهم بالتلفـزيون ، لأن هـؤلاء لا يريـدون الخـير له إنْ لم نـقـل سيوقعـونه في فـخ  !…

ثم جاء المطران يـوسف تـوما مـؤيـداً كلامنا بأسـلوبه الخاص حـيث قال :

 (( عـلى كـل سياسي أن يحـيط نفسه بمستـشارين متجـردين ينصحـونه بصدق وليس بأصدقاء متـزلـفـين يريدون إقـتسام الكـعـكة ، هـذا إن بقي هـنالك كـعـكة ، بعـد الإفـلاس… )) ……….

لا شـك إنه كلام رائع ولكـن وين الرجال إللي يسمع !

إنًّ كلام سيادة المطران موجّه إلى ــ بل يـقـصد ــ كل القادة بأصنافهم الـدينيّـيـن والـدنيـويّـيـن وإنْ لم يـذكـرهم سيادته بأسمائهم …… وتجاربنا في الحـياة تـؤكـد عـلى أن قادة إخـتـبرناهم يحـبّـذون التعامل مع ( إستـشاريّي الـصفـقات الضبابـية ،  الـذين يساومون خـلف الستائـر بعـيـداً عـن المصابـيح الـضوئية ، ويقـبـلـون تـوجـيهات بعـيـون عـمياوية ، بل ويُـوَقـّـعـون صكـوكاً بـيـضاء ـ للحـفـظِ وقـت الحاجة ـ قـبل تحـديـد قـيمها الـنـقـدية !! فـنـون قـرة قـوشية ) وكـلها موثـقة بشهادات الصحابة الـمعـروفـين بإسم ـ حَـبَـربَـشية ـ …. ولهـذا نـرى أولـئـك القادة ومَن يحاكـيهم ! يخـتارون لهم مرافـقـين ، بارعـين في تـقـسيم غـنائم السارقـين ، بنسبة ( نـصّه إلي ونـصّه إلك ) عـدا مستـشارين آخـرين نائمين … وها هي آثارهم تـدل عـليهم دلالة واضحة لهـويتهم الـفاضحة بعـد أنْ تـركـوا أنـقاضاً ليس من السهـل رفـعها حـتى كـتابة هـذا المقال ! …. وصاحـبنا يـثـوّلها ويـروح يـدوّر وراء نـوئيل ، باوَي ، ﭘـيتـر ….. يا حـيف ! .

وهـنا يصرخ سـؤال بـين الجـموع : ألا يتعـظ الأحـفاد من تـصدّعات إنحـرافات الأجـداد ؟ وهـل ينخـدع السادة الكـرام لـيرافـقـوا هـواة المال الحـرام ، بـين أحـراش أرض ضمّـتْ تحـتها ألغام ؟

أين سهـر اللـيالي في طلب العِـلم من أقاصي الأرض بإهـتمام ؟ أين خـبرات كـشف أعـمال الإجـرام ؟

هـل كانت للـتباهي بـين أبناء الـعَـوام ؟ ……. ولكـن نـقـول : لا أسـفاً لعـصفـور أغـرته حـبة حـنـطة بـرزتْ فـوق تِـبْـرٍ تحـته فـخ زؤام ، ذلك الـذي لم يتعَـلـّم من إنـطباق فـكي الكـماشة وتـداعـيات إنـتـكاسات الأيام ………

لـقـد صدق مَن قال : ( قـل لي مَن تـصاحـب أقـول لك مَن أنتَ ) .. فـشـبـيه الشيء منجـذب إليه عـلى الـدوام ……  يا إلهي ! هـب نعـمة لمَن لا يعـرف أنـك ذو الجلال والإكـرام ، عـسى أن يـتـنـوّر عـقـل مَن لا يميّـز الـبـِرَّ عـن الآثام .

*************************

ماذا قال الـبطرك لـويس في حـواره مع المذيع ــ مازن ــ في قـناة المـدى الـفـضائية عـن الأوضاع العامة للمسيحـيّـين في العـراق ….

إن أكـثر الكلام الـذي قاله في مقابلته التي إستغـرقـت 43 دقـيقة … مذكـور في مقالاتـنا السابقة ، وقـد لـفـت نـظـرنا إلى أنه مولع بكـلمة ــ يعـني ــ التي كـررها بلـفـظات متـنـوعة ( يعـنييانييني ) أكـثـر من 185 مرة بمعـدل تـزيـد عـن أربع مرات / دقـيقة ، موجهاً بصره أغـلب الأوقات إلى جهة يساره تارة وإلى الأسفـل تارة أخـرى … وهـذه لها دلالـتها الـنـفـسية فـلـيـفـسرها له الأساتـذة الـسايـكـولـوجـيـون الـدكـتـوريـون إن كانـوا قادرين !

بـداية نـقـول : أخي البطرك : ربك يقـول لك ( كـن أمينًا في الـقـليل ، فأقـيمك عـلى الكـثيـر ) ….

لـقـد لاحـظـتـك أكـثر من مرة تـذكـر عـن مخـطط تهجـيـر المسيحـيّـين … يُـفـتـرض ( ونـتـوقع منـك لاحـقاً ) أن تعـترف بأن هـذا التحـلـيل وإستـقـراء الأحـداث قـد سبـقـك إلـيه المرحـوم الشهـيـد المطران فـرج رحـو … وعـليه وللأمانة الأدبـية ، عـليك أن تـذكـره كـلما تـطـرّقـتَ إلـيه في أي حـوار تـشارك فـيه ، كأن تـقـول :  ((كما قال المرحـوم الشهـيـد فـرج رحـو قـبل سنـوات ، أن هـناك مخـططاً ….. )) .

إن البطرك ساكـو تـتحـفـَّـز تـوقعاته حـين يقـرأ مقالاتـنا ، وأحـياناً يسبقـنا قـبل أن يحـرجه تـساؤلـنا مثـل :

أين نـوّابك ــ مما يجـري لأبناء شعـبـك وبطاقـتـك ــ أين يونادمك وكـﭼـﭼـك وأين سـرﮔـونك الجـعـفـري

فإضطـر غـبطته إلى الإعـتـراف بأن (( النـواب ممثـلـي المسيحـيّـين في الـﭘـرلمان لهم تبعـية خاصة كما أنهم ليسـوا بمستـوى الكـفاءة وبعـضهم يفـتـقـر إلى الـثـقافة والـتـدريب السياسي !! وأنهم لا يمثـلـون المسيحـيّـين بإقـتـدار ………. )) .

بصراحة سيـدنا ! إنـك لم تـتعـظ من بـيان المرحـوم البطرك عـمانوئيل دلي في مطلع عام 2012

والـذي بـدأه بكـلمته الإرتجالية أمام الصحـفـيّـين ، مطالباً الحـكـومة العـراقـية بأن لا تـكـون المقـدرات القـومية لشعـبنا الكـلـداني منوطة بـ : (1) الرفـيق يونادم كـنا الـذي يمثل حـزبه ! ولا يمثـل كـل المسيحـيّـين .

(2) الـرفـيق كـﭼـة ﭼـي ومَـﭼـة ﭼـي الـذي يـدير أمور أوقاف المسيحـيّـين …. ومَن في مَـفـرَزتهما .

دعـني أعـلـق :

حـين سألـناك في مقال سابق : لماذا تعـتمـد عـلى السياسيّـين الآثـوريّـيـن وليس الكـلـدان ؟ فـبعـد مدة جاء عـلى لسانـك في مناسبة ما فأجـبتَ قائلاً : (( لأنّ لهم خـبرة أكـثـر ! )) ….

لكـنـك الـيوم جـئـتَ لـتعـتـرف بأن الجـماعة ( جـماعـتـك الـﭘـرلمانيّـيـن المسيحـيّـين لا يمثـلـون المسيحـيّـين بإقـتـدار ! ) فأين خـبرتهم يا تـرى ؟ ……… أي تـناقـض هـذا ؟ بل وناقـضـتَ نـفـسك أكـثر في إعـتـرافـك بآخـر بـيان رسمي صادر مصرّحاً بأنهم يمـثـلـونـك سياسياً !! …. فـمن جهة لـيسوا كـفـوءين ومن جهة أخـرى يمثـلـونك … حـيّـرتـنا بتـصريحاتـك ، إثـبت عـلى مـذهـب يا أخي …. ولكـن حـقاً قالـوا ــ لـو ما تـشابهـنا ما تلاﮔـينا ــ .

ما هـذا التخـبّـط سـيـدنا ؟ هـل تعـرف ما الـذي تـكـتبه ؟ أنا أخاف عـلـيك أن تـكـون مثلما صرّحـتَ بـلـسانـك بأنـك (( مريـض )) !!

وجـدير بالـذكـر أنّ البطرك ساكـو فاته الإنـتباه إلى كـلمة المرحـوم دلي ـ الإرتجالية ـ والتي سبقـتْ قـراءة الأخ نامق جـرجـيس لـلـبـيان ، والـدالة عـلى يقـظته ونباهـته وحـرصه وهـو بعـمر ناهـز الـ 85 سنة ! …. وعـوضاً عـن أنْ يقـيّمها ، راح يروّج مع الأسف سـلـبـيات ضده مشوهاً صورته هـنا وهـناك في زوايا خـفـية بطريقة ذكـية بهـدف إزاحـته لـتحـقـيق مآربه وفي النهاية حـصل فعلاً عـلى طموحه ، فـهـذه الأغـنية أفـضل هـدية له :  https://www.youtube.com/watch?v=JZnE7Z2IpMU

البطرك يتساءل (( هـل أن البطاقة الموحـدة هي شغـل النـواب فـيصيرون فـقهاء أو لاهـوتيّـين ، أم أنه شغـل رجال الـدين ؟ )) ….

أنا أجـيـبه :

يا غـبطة البطرك إن البطاقة ليست هـوية الإقـتـراب إلى منـبر الإعـتـراف بالخـطايا ، ولا هي رسامة كـنسية لكاهـن أو شماس، كما ليست تـفـسيراً للـثالـوث الأقـدس ولا لـطبـيعة المسيح ، ولا هي تأوين الـقـداس وإلغاء الألحان وإعادة صياغة الصلـوات لتمحي الـتـراث كما أنت فـعـلـتَ !!!!

وإنما هي إجـراء سياسي يهـدف إلى ما يهـدف ! … يهـدف إلى التـضيـيـق عـلى المسيحـيّـين كي يخـتاروا الهجـرة طوعاً ، حـتى وإنْ طال الـزمن ….

إن متابعة هـذه المسألة السياسية والإعـتـراض عـليها هي واجـب ممثـلي المسيحـيّـين السياسيّـين لبحـثه في الـﭘـرلمان السياسي ، وحـين يتـطـلب الأمر يقـدمون شكـواهم إلى المنـظمات الـدولية السياسية … وعـلى ﮔـولـتـك إذا ممثـلينا ( مو ﮔـدها ) فـتـلك مسألة أخـرى أنت تـتحـمل وزرها ! لماذا ؟ لأنـك تـسرّعـتَ ورفعـتَ لهم أصبعـك الـبنـفـسجـي بكـل قـناعة وأنت فـرحان ، في صبحـية الإنـتخابات كي يـدخـلـوا قـبة الـﭘـرلمان .

أما دورك كـرجـل دين ، فأمامك خـطوتين عـلى مسار الـدين (1) تحاور فـقهاء المسلمين من أجـل الـتـفاهم بشأنها وجعـلهم يضغـطون عـلى الـﭘـرلمان إنْ كانـوا يحـتـرمون (2) إذا كان لـلمَراجع المسيحـية العـليا خارج الـبلاد ، تأثـير عـلى أصحاب الـقـرار في العـراق ، عـنـدئـذ يمكـنـك أن تعـرض الموضوع أمام ممثـليها عـسى أنْ يشكـلـوا قـوة ضغـط عـلى مشرّعي دستـورنا ، لا أكـثر ….. لكـنـك في غـنى عـن أن تـدخـل قـنـوات سياسية بحجة الـبطاقة …….

وإلاّ ، كما ذكـرتُ في مقال سابق ، إذا كـنـتَ واثـقاً من نـفـسك ومن إحـتـرامهم لك ، هـل يمكـنـك رسم علامة الصليب عـلى وجهـك حـين يأتي دورك لمـداخـلة رسمية في إجـتماع ؟ هـل يمكـنـك أن تردد بصوتـك ــ بإسم الآب والإبن والروح الـقـدس إله واحـد آمين ! ــ قـبل أي حـديث رسمي أمام المايكـروفـون وأنت في بـلـدنا العـراق ، كما يفـعـل الإخـوة المسلمون الـذين أنت قـلـتَ عـنهم بأنهم غـرباء قـدِموا من الجـزيـرة العـربـية ؟ .

وبشأن إقـتـراحـك (( تأسيس مرجعـية سياسية مسيحـية مستـقـلة حـرة )) ولم تحـدّد مَن سيتـبـوّأ رئاستها … فـنـقـول بـراﭬـو لك إنْ نجـحَـتْ … ولكـني أراك بعـيـداً عـنها .

ومع ذلك يا أخي : أنت رجـل دين ، ما  لكَ في تأسيس مرجعـية سياسية مسيحـية ؟ أي تـناقـض هـذا ؟ خاصة وأنت الـذي ستخـتار أعـضاءها مثـلما إخـترتَ أعـضاء ربطـتـك كي يكـون الـ ( ريمـوت كـونـترول ) بـيـدك ؟ …. أخي أنت نـرجـسي في طبـيعـتـك ، مولع بحـب السيطرة والسلطة تعـويضاً عـن نـقـصٍ ما … إنـك أنت مكـلـف بمهـمة هـدّامة .

أليس الأفـضل لك أنْ تـتـرك الـسياسة لأهـلها السياسيّـين ! وتـنـشغـل أنت في تأويناتك وسياحـتك وسفـراتك الممولة من تبرعات النائمين من أبناء الرعـية إلى إخـوانهم المهجّـرين ؟ دون أن يعـلمـوا بأنـك تهـدم من خـلـفهم تـراث آبائـنا الأولين بحجة التأوين وتعَـبّـرها عـلى المغـفـلـين ، فـتخـدع الناس بمصطلحاتك المشرقـية والحـوارية والفـرَحـية وــ الـيَعـني يَعـنيّة ــ ؟ .

إنه حـقـك في أن تـنـدهـش حـين تـرى جـماعات منافـقة ساذجة شعـبـية ، تحـيط بك وتـصفـق لك وأنـت تـنخـدع  بتعـداد الأغـلـبـية ، ولكـن لا يـبـرد ﮔـلـبَـك ، فـقـد خـتمتُ أحـد مقالاتي السابقة بما يلي :

(( إن مستـوى الشعـوب يحـدد مستـوى قادتهم )) ……..أما ماذا يعـنى ذلك ، فـكما قال غـوار الطـوشي : (( مثل ما بـدّك تـفـهـمها ، إفـهـمها )) .

وتـصرح بأنـك (( تريـد مرجـعـية  مبنية عـلى الإقـتـدار والكـفاءة وأناس متمكـنـون لا يـبحـثـون عـن منـصب ولا مال ! أما الجـوعان راح يهـلكـنا !! ))

كلامك خـطـير ! لأنـك تبـدو بـرجـوازيّ الـتـفـكـير متـرَفع عـلى كـل إنسان متـواضع قـدير ! فـهـل أنت إبن عائلة أرستـقـراطية ذات خـلـفـية بـرجـوازية ؟ هـل نسيتَ ــ إسطبلاني ــ ؟ هـذا الكلام عـيب سـيـدنا وغـير لائـق بك كـبطرك ! يـبـدو أنـك لا تـقـبل فـقـير الحال يأتي إلى مكـتـبك ، بل ولا تـزور فـقـيراً في داره إلاّ الـذي يتـقـدم إليك منحـنياً مطأطىء الرأس يـدعـوك إلى مائـدة ما لـذ وطاب !!! هـل لهـذا أصبحـت بطركاً ؟ هـل هـذا الـذي تعـلمته من قـدوتـك الـﭘاﭘا ؟ هـل إخـتار المسيح أثـرياء بـلـدته تلاميـذاً له ؟ ألم تـقـرأ ماذا قال مار ﭘـولس في رسالته : إخـتار الله ضعـفاء العالم لـيُخـزي الأقـوياء . ولكـنـك رجـل من نمـط آخـر فأنـت ومار ﭘـولس كـجا مرحـبا ! ….. نعـلة عـلى الـزمن وتـباً لـلمساومات !.

أليس هـذا تـناقـضاً فاضحاً لإدعائك بأنـك تريـد كـنيسة فـقـيـرة … حـين أشـرتَ أنت إلى (( أهـمية أن تعـود الكـنيسة إلى الـفـقـر ، لأن الكـنيسة الـفـقـيرة غـنية ، والعكس بالعكس فالكـنيسة الغـنية ماديا فـقـيرة روحـيا ))

وفي الحـقـيقة فإن فِـراستي في قـراءتي وجهـك وتخـميني لِما يـدور في فـكـركَ كان صحـيحاً حـين ذكـرتُ عـن ربطـتك في مقال سابق وقـلتُ فـيه : أنـك إخـتـرتَ أناساً ممَن أثـْـرَوا عـلى حـساب الـفـقـير ، فـشبـيه الشيء منجـذب إليه ؟ حـقاً إن حـدسي فـيك كان في مكانه .. ( والـدليل الآخـر هي تلك الفـرقعات التي دشـنـتْ صلواتك في دار الأثـرياء / سـدني ؟ هـل تـريـدني أن أتـكـلم عـنها ؟ ) … ولكـن لم تـقـم بـزيارة دار شخـص بسيط مثـلي …

تـقـول (( أنا لا ألعـب دَور سياسي والكـنيسة لا تـلعـب دورا سياسيا وأية مرجعـية دينية لا تـلعـب هـذا الدور ، إنما دورنا هـو تـوجـيه فـقـط !! )) .. وتـقـول : (( أكـثر من مرة طلـبلـوا مني أن أرشح للمجـلس وأنا رفـضت )) ….

طبعاً تـرفـض ! لأن لك ستـراتيجـيتـك المكـلـف بها ، لـن تحـقـقـها إذا إنـشغـلـتَ بعـمل خارج بطركـيتك !….. عـلـينا ؟ أخي أنت سياسي محـنـك … سـواءاً كـنـتَ واضحاً لـنا أم غامضاً عـلى الآخـرين البُـسطاء الـذين يظنـون أنّ تغـيـراً جـذرياً قـد حـصل في تـفـكـيـرك ! ولكـن هـيهات ، عـلينا ما تعـبـر !!.

ثم تـقـول (( صرت عـضواً في مجـلس محافـظة وبعـدين إنسحـبتْ )) … ونحـن نسألك : هـل ممكـن أن تـوضح السبـب وتعـتـرف صراحة ليش إنسحـبتْ ؟ ….. إحـنا نجاوبـك وحَـﭼـي بـيناتـنا وما نـﮔـول للـناس : السبـب لأن كـعـكة الأسقـفـية أثمن وأكـشخ من إمتيازات العـضوية …….. يا الله مَـشّي ، بـيش صار سعـر طن التمر ؟ .

ثم تـقـول (( أنا نـدّدت بالإحـتلال )) …. وأنا أسألك : هـل أنت مصِرّ عـلى أنـك نـدّدتَ بالإحـتلال ؟ …. شـوية عـلى كـيفـك ويانا سـيـدنا تـره ما ظل بـينا حـيـل ، السنين أخـذتْ من عـنـفـوانـنا وراح نأخـذ عـكازة بإيـدينا !

رجـعـتَ إلى موضوع الـبطاقة الموحـدة فـتـقـول (( وجّهـتُ رسالة إلى الـﭘـرلمان الأورﭘـي الـذي قـرر أنّ هـذا نـوع الإبادة الجـماعـية ، التي لا تعـني فـقـط قـتـل الـناس وإنما إزالة التأريخ والهـوية أيضاً )) …….

ثم تـضيف متهـكـماً ومنـتـقـداً مُشرّع الـبطاقة (( العـراق يواجه تحـديات ومخاطر كـبـيرة … ويروح يـدوّر عـلى كم مسيحي يصير مسلم )) ………..

لعـد ما تـﮔـول لـنـفـسك … ؟؟؟ يا أخي أنت تحَـﭼّـينا بالـﮔـوّة ! أشوفـك معـتـز بالتأريخ والهـوية أمام المـذيع ، ولكـن حـين نـتـكـلم عـن الـقـومية ، تـتـنكـر للتأريخ والهـوية !

 تـركـتَ مأساة شعـبنا والنازحـين والمهاجـرين والمخـطوفـين والشهـداء والإنـفجارات ، رحـت وﭼَـلــّـبتْ بالرهـبان والكهـنة أيوب ، نوئيل ، أوراها ، وفادي وغـيرهم ، وﭼـمالة تـطالب بإستـقالة عـمالقة ، هـم أعـظم منـك طولاً ، عـرضاً ، إرتـفاعاً ، كـثافة ، لـوناً ، طعـماً ، رائحة !!!! ….. وعانـدت وياهم ، تـروح وتجي وتخـبص نـفـسك وتكـتب كـتابنا وكـتابكم وتجـمع كم مطران من جـماعـتـك في إستـثـنائـياتـك … وفي الأخـير ـ كما وصل إليك خـطياً ـ لم تستـفـد شيـئاً ، بل نجـحـتَ في خـلـق بلبلة في كـنيستـنا ، فهل كانت هـذه مهـمتـك المكـلف بها ؟ خـلي واحـد من أشراف جـماعـتـك أصحاب الردود الركـيكة وأخـطائها الإملائية ، يجاوبني أو يعارضني !.

وفي موضوع الأسـلمة قـلـتَ (( إذا الأطفال الصغار أرادوا أن يتـبعـوا أمهم المسلمة خـلي يتـبعـون ولكـن ليس كـل العائلة !! )) …..  ألستَ غـريـب الأطوار في تـصريحـك هـذا يا سـيـدنا ؟ هـل تـضحّي بالأطفال ولا يهـمك مستـقـبلهم ؟ نحـن نستغـرب من كلامك ! … فـمثـلما تـقـول ما ذنب الأولاد يُسَجّـلـون مسلمين ، فـكـذلك إسأل : ما ذنب الأطفال حـتى إذا كانـوا رُضّع ؟ …

يـبـدو أنّ حـزام ربطـتك بـدأ يـتـراخى شـوية شـوية ! وأنت تستـشهـد بالآيات ىالـبـديعة مرة أخـرى ؟

وأشـرتَ إلى أنّ (( لا مستـقـبل لبلدان المنطقة من دون مدنية الوظائف والحكـومات ، وهـذه المدنية ليست بالضرورة ان تكـون ملحـدة أوعـلمانية وإنما تحـترم القـيم المسيحـية وتـترك الدين للناس )) مبـينا ضرورة إحـترام الديانات الأخـرى لأنها أيضا ديانات سماوية ولها حـقـوقها …

كما أكــّـدتَ (( أنا لست ضد أن يكـون الإسلام دين الـدولة الرسمي )) ومكـرراً (( خـلي يكـون الإسلام دين الـدولة ، بس لا يكـون عـلى حـساب الـديانات الأخـرى ))

في حـين كـنـتَ مطراناً في كـركـوك صرّحـتَ بما يلي : (( في العـراق ودول أخـرى في المنطقة ــ دين الدولة ــ ….. وهـذا يقـف عائقا في وجه ضمان الحـريات الـدينية )) … أليس هـذا تـناقـضاً ؟

تـريـد الصدگ ، أنت تـنسى ماذا تـناولـتَ في فـطـورك البارحة فلا عـتاب عـليك .

 طيب سيـدنا ، تعال إلى موضوع جـوهـري … تـذكــّـر ماذا قال لك المـذيع مازن أثـناء المقابلة … قال :  (( إن إعادة بناء الحجـر سهـلة !! )) …….

لا شك أن كلامه منـطقي ولكـن لماذا حـفـز في دواخـلـك شعـوراً مؤلماً ؟ أليس كـذلك ، فألحـقـته بـكلامك الجـوهـري قائلاً (( هـذه الـبـيوت الموصلية القـديمة ، الهـنـدسة ، الريازة ، كـلها تروح ! … يمكـن بناء جامع نبي يونس جـديـد ولكـنه ليس هـذا الجامع الحالي التأريخي … دير مبني في القـرن السابع ، كـيف تعـيـد بناءه ؟ … هـذا مسح للـذاكـرة التأريخـية …. )) .

لماذا لم تستخـدم شعارك التجـديـدي وتـقـول للمذيع مازن :

نجـدد بناء جامع نبي يونس بأحـد التصاميم الحـديثة ونـضيف إليه التـكـنـولـوجـيا ؟ لماذا لم تـقـل نبني بـيوتاً عـصرية في الموصل وبواجهات ونـقـشات جـديـدة ؟ لماذا لم تـقـل نبني ديراً واسعاً تـتـوحـد فـيه كـل الأديـرة ويضم 200 أو 500 غـرفة غـرفة بملحـقاتها الصحـية ؟ …. لكـنـك قـلتَ : (( هـذا مسح للـذاكـرة التأريخـية !! )) .

إذن ، طالما أنت في أعـماقـك تعـرفها ، ليش أمامنا تحـرفها ؟ … هـل رأيت كم هـو التأريخ عـزيز ؟ كم هـو التأريخ ثمين ؟ كم هي الـذكـريات جـميلة ؟ كم هـو تـراثـنا مغـروز في أعـماقـنا ولا نـفـرّط فـيه ؟

 (( هـذا مسح للـذاكـرة التأريخـية !! )) خـوش كلام ، ولا يسعـنا إلاّ أن نـقـول : رحـم الله والـديك !! … حـبـذا لـو كـنتَ تـفـكـر هـكـذا منـذ مقابلتـك الأولى مع الأخ ـولسن يونان ـ قـبل سنين حـين كـنتَ مطراناً وتـنـكــّـرتَ لإسمنا القـومي ، وعارضتَ بشـدة إنـتماء سيادة المطران باوَي سـورو الـوقـور إلى كـنيستـنا بحجج ! تعـرفها في قـرارة نـفـسك بأنها فـطيـرة (( ما نـريـد نـزعّـل الآثـوريّـينأخاف يرسمون الكاهـن الفلاني مطراناً عـلى عـنادنا )) … ها ! .. وينه مطرانهم ؟ .. ويـزعـلـون خـلي يزعـلـون وألله وياهم …..

وأنت بإيـدك إنـطيت مستمسك عـلى نـفـسك فإنـنـتـقـدناك ، وكـتـبنا عـنـك وسنبقى نـكـتب عـنـك كـلما تـطـلـّـب الظرف …….. !!! وأنت تـرى جاءت الرياح بما لا تـشتـهـيها سـفـنـك …  وأتـذكـر قـلتُ لك في وقـتها : (سوّي نـفـسك خـوش رجال أفـضل من أنْ تعارضه ! ) .

عـلى كـل حال ، أنا أركــّـز عـلى ( الإعـتـزاز بالـتـراث والتأريخ ) وأقـول لك : الجـميع متـذمـرون من قـداسك الساكـوي المؤوّن والمتأين بأيـوناتك السالبة ، ومستاؤون من مسألة هـويتك أم الـ 500 سنة !! ولكـن أنت تـدري بالكهـنة لا يمكـنهم معارضتـك لأكـثر من سبب … أما ــ الآخـرين الساكـتين ــ فإنهم لـوﮔـية منافـقـين بكـل معـنى الكـلمة ، وأنت تعـرفهم واحـداً فـواحـداً يـميـلـون إلى الأخـير والأقـوى … غـداً يـبـيعـونـك بفـلسين ، وإن غـداً لـناظره لـقـريب … فـهـل تـرجع إلى أصالـتـك أم تبقى تبحـث عـن أصلك ؟ .

بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *