كتاب ” تاريخ بلاد الرافدين”، قراءة و ملاحظات
سعد توما عليبك
2- حرِصَ المؤلف على أن تكون الأحداث التاريخية متسلسلة دون إغفال اية مرحلة منه حتى ولو كانت قصيرة أو قد يراها البعض بأنها غير ذات أهمية . كما طبق نفس الطريقة في ذكره لجميع الملوك و ممالكهم و مدنهم و طريقة حكمهم.
3- تفادى المؤلف الحاشيات و الهوامش في اسفل الصفحات عند الإشارة الى مصدر ما ، حيث اتبع اسلوباً عملياً ناجحاً في مؤلفه وهو ذكر المصدر مباشرة بعد العبارة ، لكي لا يشتت أفكار القاري و لتبقى عيونه مشدودة على السطور. و هذا الإسلوب يعطي فرصة للقاريء لكي يسترسل في القراءة لمدة أطول و بطريقة أسرع.
4- لكون المؤلف كلداني القومية، وهي القومية التي تمتد جذورها الى أكثر من 7000 عام في عمق تاريخ بلاد الرافدين ، و لإهتماماته في اللغات القديمة و اللغة الكلدانية الآرامية تحديداُ والتي يجيدها بطلاقة و يعرف كل اسرارها، و اصراره على توثيق الحقائق كما هي بدون تحريف، و حبه الكبير لبلده و تاريخه ، و دوره المتميز كشماس في كنيسته، ربما هذه الميزات ساعدته في الوصول الى بعض الوثائق القديمة و المهمة من رسائل و مخاطبات تخص الشعب الكلداني منذ مئات السنين، و التي قد تكون غائبة عن الكثير من الأكادميين و الباحثين ، وقد جاء ذكرها و شرحها في هذا الكتاب.
5- استناداً الى الوقائع و الى المصادر العلمية و الأكاديمية المتوفرة ، و من خلال الأحداث التاريخية المتعاقبة على بلاد الرافدين، يؤكد الكتاب استمرارية الوجود القومي الكلداني (القومية الأصيلة لسكان بلادالنهرين) الى اليوم بالرغم مما شهده بلادهم من حروب و غزوات متتالية ، و بالرغم مما عانى أبناء هذه القومية من قتل وتشريد و تهجيرعلى مر العهود.
هذا الكتاب ” تاريخ بلاد الرافدين” المجلد الأول هو إنجاز رائع بمحتوياته العلمية و التاريخية القيمة يضعها المؤلف في متناول أيدي الباحثين و الأكادميين و المهتمين بتاريخ بلاد الرافدين ليكون رافداً مهماً يستمدون منه الأجوبة الشافية لأسئلتهم و استفساراتهم في هذا المجال.
وفي الختام لا يسعني الاّ ان أحيي و أبارك زميلي و استاذي الدكتور كوركيس مردو على الوقت و المجهود الكبيرين الذين بذلهما من أجل اصدار هذا الكتاب القيم. كما أحيي من خلاله الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان بهذه المناسبة ، والى المزيد من الإبداعات.