كتابنا ومثقفينا واحزابنا ..والمسؤولية الوطنية / بقلم عصمت رجب

ربما يكون نجاح اقليم كوردستان العراق بتطبيق الديمقراطية واستقلالية القضاء ، وسيادة القانون بشكل افضل من ما يجاوره من حكومات لجمهوريات وممالك وسلطنات وامارات ، كما ان انتشار المفاهيم الانسانية الحقيقية وقبول الاخر جعلت من كوردستان قبلة تتوجه اليها انظار العالم وترى فيها الصلاح للكثير من الحكام الذين مارسوا الاضطهاد ضد شعوبهم وتدعوهم ليحذوا حذو حكومة الاقليم في التعامل مع الجماهير، وان هذه المفاهيم التي يمارسها الاقليم جعلت منه قوة ذات نفوذ في المنطقة والعالم ، ويزداد ذلك من خلال حرص حكومة الاقليم على ديمومة الاستقرار الامني والسياسي وسيادة القانون والحرية الفردية وتطبيق بنود لوائح حقوق الانسان كل هذا اكد للعالم الحقيقة الحضارية الانسانية المتطورة للاقليم . لقد عاش الكورد تاريخيا دون وجود دولة ذات سيادة تدار من قبلهم لتنظيم حياتهم سياسيا او اقتصاديا او ثقافيا ، فهم تعرضوا للظلم والاضطهاد والقتل والتشريد، ولم ينالوا حصتهم سياسيا من تركة الدولة العثمانية بعد خسارتها في الحرب العالمية الاولى, مما سبب ذلك في تشتتهم بين دول المنطقة(والى جانبهم ايضا المكونات الاخرى المتعايشة كالمسيحيين والصابئة)،ومنذ البدء حاولت هذه الدول محو الهوية الثقافية والحضارية والقومية للكورد والمكونات الاخرى المتعايشة معها فأيران حاولت تفريسهم والترك حاولوا تتريكهم والعرب تعريبهم ، وقد جاء الوقت الذي يعطي لكوردستان تتنفس الصعداء من خلال نضال وقوة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي سارة بنهج البارزاني الخالد وما زال يناضل ويعمل من اجل كوردستان ، جنبا الى جنب الاحزاب الوطنية الكوردستانية الاخرى .

ان الجماهير الكوردستانية اصبحت واعية تماما لنهج سياسة الحكومة الاتحادية ، واساليبها في العمل تجاه الاقليم وكيف ادارت ظهرها للمادة الدستورية 140وجميع البنود الدستورية التي ضمنت حقوق كوردستان ارضا وشعبا ، وتنصلوا عن بنود اتفاقية اربيل كما يحاولون دائما افتعال المشاكل والازمات مع حكومة الاقليم كالاختلاف على مستحقات قوات حرس الاقليم وقانون النفط والغاز وغيرها من الامور التي تجعل مفهوم الشراكة الوطنية في خبر كان ليس له وجود حقيقي على ارض الواقع ، فنحن في اقليم كوردستان امام حكومة اتحادية بنظام ونهج معقد يلبس عباءة الديمقراطية ويعمل بغير ذلك ، مع معارضة ضعيفة او شبه كارتونية تتحول حسب مصالحها الحزبية والفئوية الضيقة على حساب المصلحة العامة للعراق الفدرالي .

لذلك علينا في اقليم كوردستان تقع المسؤولية الوطنية تجاه أرضنا وجماهيرنا الكوردستانية بمختلف قومياتنا ودياناتنا وإنتماءاتنا، احزابنا وكتابنا ومثقفينا وعموم الجماهير، تحتم علينا أن نكون واعين ومدركين لخطورة المرحلة وأهميتها، وأن نعمل بجدية وإلتزام على رص صفوفنا، وتوحيد كلمتنا، وترميم وصيانة بيتنا وتحصينه ضد مؤامرات التي تحاك ضدنا، والتي تحاول بكل الوسائل تفريقنا . وان ندعم بكل جدية خطوات حكومتنا ورئيسنا ونساندها بكل ما اوتينا من قوة للحفاظ على مكتسباتنا التي تحققت ونعمل على تطويرها لنصل الى بر الامان بعون الله تعالى .

 

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *