قداسة الحبر الأعظم يختار موضوع اليوم العالمي الـ102 للمهاجر واللاجئ

البابا فرنسيس والكاردينال فيليو – AP

“المهاجرون واللاجئون يخاطبوننا. استجابة إنجيل الرحمة”. هذا هو الموضوع الذي اختاره البابا فرنسيس لليوم العالمي الثاني بعد المائة للمهاجر واللاجئ والذي سيُحتفل به في السابع عشر من كانون الثاني يناير من العام المقبل.

وسيُسلط الضوء للمناسبة على مأساة العديد من الرجال والنساء المجبرين على ترك أرضهم وسط مشاعر اللامبالاة من جهة وعلى استجابة العالم مع تلك الأزمة، لاسيما الكنيسة الكاثوليكية، تزامنا مع إحياء سنة الرحمة من جهة أخرى. هذا وكان البابا فرنسيس ـ في سياق إعلانه عن سنة الرحمة ـ قد حث الجميع على عدم الوقوع في فخ اللامبالاة التي تُذل وفي الروتين التي تخدّر داعيا إلى فتح الأعين كي نرى بؤس الإنسان.

كما أنه يناشد الجميع ـ خلال اليوبيل ـ على صب الاهتمام على أعمال الرحمة الروحية والملموسة في الآن معا، وتوفير الضيافة للغرباء. وتدعو الكنيسة الكاثوليكية جميع الرعايا والأبرشيات لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمهاجر واللاجئ مطلع العام المقبل إلى إطلاق مبادرات ترمي إلى توعية الجميع على أهمية هذا الموضوع فضلا عن القيام بمبادرات تضامنية لصالح هؤلاء الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة والدعم.

وللمناسبة أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع رئيس المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين، الكاردينال أنتونيو ماريا فيليو الذي أشار إلى أن الإنسان غالبا ما يعتاد على الأمور الأكثر مأساوية عندما تصبح جزءا من الروتين، شأن أزمة اللاجئين والمهاجرين التي نشهدها حاليا وللحيلولة دون الوقوع في هذا الفخ من الأهمية بمكان أن نجدد التزامنا لصالح هؤلاء الأشخاص. هذا ثم لفت إلى أن تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا يمثّل مشكلة لا لإيطاليا وحسب إنما لكل البلدان الأوروبية لكن لا يسعنا أن نبني الجدران لنوفر الحماية للبيئة التي نعيش فيها، وأوضح أن الكنيسة الكاثوليكية تذكر الجميع بأن يسوع موجود في أخوتنا الصغار المتألمين والمحتاجين وتناشد المؤسسات الدولية أيضا لتقوم بواجباتها في هذا المضمار.

هذا ثم أوضح الكاردينال فيليو أن مشكلة الهجرة غير الشرعية في المتوسط ليست حديثة بل تعود إلى عهد الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، الذي هدد أوروبا بإغراقها بمليوني لاجئ إن لم تقدم المساعدات المالية لليبيا. وهذه المشكلة موجودة اليوم، وتعاني منها أوروبا بالدرجة الأولى. وقال نيافته: لا يمكننا أن نقبل جميع المهاجرين، لكن في الوقت نفسه لا يسعنا أن ندعو إلى طردهم جميعا. لذا فإن أوروبا مدعوة إلى التعامل مع هذا الوضع الصعب ومعالجة الأسباب الكامنة وراء تلك الظواهر وفي طليعتها آفتا الفقر والحرب.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *