في مصداقية ما ينشر على المواقع الإلكترونية

الاطلاع على الماضي ضرورة علمية مفيدة في استجلاء الحقائق التاريخية وتناول الموضوع

بموضوعية وحيادية لأنه قد تكون هناك معلومات تاريخية متفرقة في بطون الكتب موزعة في

 مصادر مختلفة، فقد تحتاج إلى بحث واستقراء أنواعا مختلفة من الاستدلال ليصل الباحث

إلى استنتاجات، كما أنه يجب التحقق من الاستنتاجات المبينة على ذلك الدليل بشكل مستقل

لما تفرق في صورة قضية واحدة متكاملة الأطراف للآخرين والمحاور التي بنيت عليها

المجتمعات تاريخيا، وكيف أنها استطاعت فرض وجودها والاستمرار والعبور عبر بوابة

الأزمان المختلفة، وقد احتوت كل أشكال التنوع ألاثني والثقافي والديني، ونخص بالبحث في

المواضيع التي كتبت عن شعب العراق منذ عصوره الأولى حيث وردت فيه الكثير من تأريخ

العراق القديم ” بلاد الرافدين “، فإن الأحداث التاريخية لا يصنعها فرد أو جماعة بمعزل عن

أطراف أخرى، وهكذا فإن الأحداث التاريخية هي نتائج تفاعل   علاقات سواء اتسمت بالتجاور

 أو التصادم.

 

أن الشعبين الكلداني والأشوري هم العمق التاريخي في تناول المواضيع والأحداث التاريخية

منذ بدء النشاط البشري في وادي الرافدين، حيث أسسوا عددا من المدن وممالك عظيمة تعرف

عليهم العالم من خلالها، وقد تواصلت الشعوب عبر التاريخ إلى الآن، وظلت جذورها مرتبطة

بها جيل بعد جيل، وعلى الرغم من تناثر أو تشتت المجتمعات القديمة على وجه الأرض

تحديدا بلاد الرافدين، إلا أن ذلك لم يقطع حبل التواصل مع بعضها تماما، فأن الماضي لا يفيد

الإنسان بصفة مباشرة ماديا اقتصاديا ونحو ذلك، ولكنه أكثر فائدة للإنسان من ناحية التراث

الحضاري في الأمجاد الفكرية الإبداعية والعادات الاجتماعية والسياسية   والمعتقدات،

والمصادر الايجابية للتعامل الإنساني على مسايرة الحياة من حوله. 

أن تفنيد ما يكتبه البعض من أمور غير دقيقة هنا وهناك والتي تدل على ضعف ووهن في

 محاولة لتغيير الحقائق بات لزاما، فهو يفضحهم إزاء الأحداث التي وردت في كتب التاريخ،

وما نقش على الأحجار والألواح الطينية المكتشفة من خلال التنقيب والمدونة بالخط

المسماري الأكادي والتي أوردها المؤرخون، ولهم منا جميعهم الشكر والعرفان قبل كل شيء،

فجزاهم الله عنا كل خير في علمهم وعملهم لأنهم يحاولون قدر استطاعتهم إظهار الحقائق

التاريخية ووضع النقاط على الحروف بما لا يقبل التأويل خدمة للإنسان وإثراء للمعرفة بعيدا

 عن المغالطات التي ترتكب باسم التاريخ.

 

يشكو كثير من الناس بأن هناك مغالطات وهناك أشخاص يعملون بتغليط القراء بكتابة مقالات

تغليطية ( على المزاج)، مقالات تحتوى نتفا تاريخية مجتزأة( عبارة واحدة، مثلا) لتحقيق

 غرض خبيث، أي إنها تبدو تاريخية في ظاهرها بسبب الإشارة إلى قول لمؤرخ ما وجده

الكاتب بين السطور، فيستخدمه كذريعة لتحقيق مآربه ويغفل بقية المصدر أو السياق الذي

 كتب من اجله وبما يخدم مصالحهم ومحاولات عدة لطمس الحقائق التاريخية وبشكل متعمد،

ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد بل استمر ذلك في تطور لدرجة الوصول إلى إلاقصاء

والاستئصال وإلغاء الشعوب الأصيلة من على أرض العراق، ونحن كمثقفين وباحثين وكتاب

نقرأ جيدا لكننا نحتاج من يدون التاريخ بلا رتوش أو تأويل، ذلك ما يدعونا في هذا العصر

 الالكتروني المتقدم أن نسعى إلى تثبيت الحقائق وجمع المعلومات والمعارف ومواد البحث

من بطون كتب التاريخ والتراجم واستخلاصها من ينابيعها، ثم دحض الافتراءات المغرضة.

2010 10 24

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *