في الذكرى الرابعة والخمسين ليوم الثامن من شباط الأسود عام 1963م



اليوم هو 8 شباط من كل عام يمر على العراقيين بتحويلة نوعية قاتلة للأنسانية وفريدة من نوعها ، دماء وقتل ودموع سالية وغياب وتغييب للأنسان العراقي وسجون ونفي سياسي ، ودمار وبغض وحقد وكراهية وهدم عائلي ووطني ، فلا زال الشعب العراقي يحصد من تلك البذور القاهرة المدمرة المؤلمة والدامية ، ويجني ثمارها منذ عام 1963 ولحد الآن مروراً بالتسلط الفاشي المرير والحروب الداخلية والخارجية مع دول الجوار ، ليدفع العراقيين دماء غزيرة سارية لا تنقطع ، مع هجر وتهجير قسري الى بلدان الشتات منذ عام 1963 ولحد الآن. كل هذا وذاك حصل ويحصل تنفيذا لأوافر ومؤامرات خارجية بالضد من الأنسان العراقي ، وفق خطط مرسومة سلفاً بأتفاق مع شرذمة من الحرامية وقطاعي الطرق ، وأصحاب السوابق السافلة والساقطة لكل قيم الأنسان.
ذلك هو اليوم الأسود الذي تراجعت فيه وطنية العراقيين ، من أجل حب الغريب والذات وبيع الوطن الغالي للأجنبي ، مقابل السلطة الفاشية الدموية ومصالحها الأقتصادية وطمعها الجائر للكرسي والمال الحرام في العراق.
لازال قسم من الشعب العراقي يؤمن بالأستسلام ، على حساب المباديء الوطنية.
لازال قسم من الشعب العراقي فاقداً للضمير ، من أجل البقاء على قيد الحياة بعيداً عن التضحية من أجل الوطن والشعب ، حباً بالأنانية والمصلحة الفردية الذاتية بموجب أنانية وقحة.
لازال قسم من الشعب يؤمن بالأزدواجية على حساب الحق والحقيقة ، من اجل المصالح الخاصة دون العامة مع فقدان الضمير والدين.
لازال قسم من الشعب العراقي ، يقول لمن يتزوج أمه عنوة أبي.. وهذه طامة كبرى في تفسخ المجتمع
لازال قسم من الشعب العراقي يخاف من الحيطان أن تسمعه ، في قول الحق والحقيقة بعيداً عدالة المجتمع
لازال قسم من الشعب العراقي يتمنى الرجوع للخلف عشرات السنين ، بعيداً عن التقدم والتطور ليعيش كالحشرات الضارة ، بمجرد العيش فقط بعيداً عن روح الأنسان لحياة كريمة نزيهة.
لازال قسم من الشعب العراقي راكضاً راكعاً للعشائرية والتخلف ، بالرغم من معرفته لأضرارهما القاتلة والمميتة.
لازال قسم من الشعب العراقي يتمنى الخنوع والخضوع للمتنفذين والسراق والحرامية ، ولا يعلم ولا يريد أن يعلم ما هو له وما هو مطلوب منه.
لازال قسم من الشعب العراقي متحولاً من التعلم الى الأمية والجهل ، دون مبالاة للقادم الأردأ للوطن وللأنسان العراقي.
لازال قسم من الشعب العراقي ينهي وجود لأكثر من نصف سكانه ويعمل من أجل غياب دورهم.. وهي الأم والزوجة والبنت والأخت(المرأة بشكل عام).
لازال قسم من الشعب العراقي مهموم ومخدر بأفيون حقيقي يتناول جرعاته المميتة القاتلة ، وأفيون آخر يلاطفه ويسير معه واليه ، هو الدين وتسلط  قادته وعنجهيتهم وصلافتهم ودكتاتوريتهم القاتلة لشعوبهم.
لازال قسم من الشعب العراقي لا دور له في معالجة وضع بلده وحتى نفسه ، من خلال أيمانه بالقدر المحتوم عليه وخزعبلات الحظ والحظوظ التي ترادف مصيره في وطنه.
لازال قسم من الشعب العراقي لا يعي حقوقه في وطنه المسلوبة ، ولا يعمل من أجل تواجدها وأحيائها لصالح نفسه واقرب المقربين له.
لازال قسم من الشعب العراقي لا يستوعب ولا يريد ان يستوعب ، واجباته تجاه وطنه وأنسانيته ومصير ومستقبل أجياله الحالية واللاحقة.
لازال قسم من الشعب العراقي لا يؤمن ولا يعمل ، من أجل أستتباب القانون والنظام تحقيقاً للحرية والعدالة الأجتماعية.
لازال قسم من الشعب العراقي يؤمن بالثأر مهما طال الزمن أم قصر ، بعيداً عن أحترام القانون والنظام وحتى المثل الدينية السمحاء.
لازال قسم من الشعب العراقي لا يؤمن بالرأي والرأي الآخر ، دون أن يعير أي أهتمام للآراء المخالفة أو المختلفة لآرائه ، بما فيهم من يدعون أنفسهم مثقفين ومتعلمين وحتى كوادر علمية.
لازال قسم من العراقيين يمارسون التمييز العنصري الواضح ، في الجانب الديني والعرقي القومي ، بعيداً عن أحترام وتقدير وتقييم المشتركات الأنسانية.
لازال قسم من الشعب العراقي لا يؤمن بالمشتركات الكثيرة والواسعة ولا يعملون من أجلها ، بل يلتزمون بالمختلفات والأختلافات التي هي صحة للأنسان وليس العكس ، بالرغم من قلتها وفقاً للمشتركات.
لازال قسم من الشعب العراقي يمارسون الدجل والشعوذة على حساب الأنسان نفسه ، بما فيه أخيه وأمه وأبيه ، حتى وصل به الأمر ليقول (فمي أقرب من أمي).
لازال قسم من الشعب العراقي يلتزم الأزدواجية دون نطقه الحق واحترامه المعرفة لعدالة مطلوبة ، خصوصاً الخدر الواقع عليه من رجال دينه ، بالرغم من جهلهم وتسلطهم وعنجهيتهم وأساليبهم المدانة دينياً وأجتماعياً وأقتصادياً وسياسياً وحتى صحياً.
لازال قسم من الشعب العراقي يرى المظلومية قادمة وممارسة عليه وعلى عامة الناس ،  لكنه يتذبذب من قول الحق خوفاً على نفسه ومصالحه الخاصة.
لازال قسم من الشعب العراقي يرفض المصلحة العامة حباً بالخاصة ، التي لابد وأن يفقدها عاجلاً أم آجلاً ، بدون وعي ومعرفة مصلحته الخاصة هي ضمن العامة.
لازال قسم من الشعب العراقي يمارس التوفيقية علناً ، بدون وازع ديني ولا ضميري يذكر على حساب المباديء الأنسانية وحتى الدينية.
لازال قسم من الشعب العراقي يمارس الوصولية بوقاحة ، بعيداً عن النزاهة والأخلاص ومباديء الضمير والأحساس الخلقي.
لازال قسم من الشعب العراقي يحفظ الخط الديني الأيديولوجي كالببغاء ، دون أن يفعل شيئاً عملياً وفق النطق الكلامي المطلوب تنفيذه فعلياً..(لابد من مقارنة الأقوال بالأفعال)
لازال ، ولا زال ، والحبل على الجرار..مع أجمل التحيات الأنسانية لعراق جديد اصيل بناسه الشرفاء.

حكمتنا: (النزاهة والأخلاص في العمل ، كنز تاريخي أنساني لا ينضب)
منصور عجمايا
8 شباط  2017

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *