فيثاغورس ونظام الأعداد الكلداني/ج3: من أنت؟ بقلم: الأستاذ الدكتور دنحا طوبيا كوركيس

جامعة جدارا/ الأردن

اختتمت الجزء الثاني من هذا الموضوع بعبارة تضمنت كلمتي “سحرا” و “تنجيما” دون أي تعليق لغاية

في نفس يعقوب. بطبيعة الحال، أتوقع أن ينشرح صدر أولئك القراء الذين ضللهم الإعلام الإقصائي، أو

 ممن غـُرر بهم، وشرعوا يتنكرون للتسمية “الكلدانية” من حيث أصولها العرقية ويلصقوها بالمذهبية،

وربما خرجوا بالتعليق التالي بعد مرورهم على هاتين الكلمتين تحديدا: أما قلنا ونقول اليوم بأن مفردة

“الكلدان” ليست سوى نعتا يطلق على السحرة والمنجمين والمشعوذين (والمجوس) وأن لفظة “الكلديين”

 لم تكن لتعني سوى “العلماء” في التاريخ الرافديني القديم؟ بعد قراءات مستفيضة، وجدت أن مثل هذا

 الإدعاء الباطل مبني على جهل بالتاريخ الفكري الكلداني الذي ينتظر معاول الغيارى لنبشه لأن الحقيقة

التي يتفق عليها المؤرخون هي أن “الكلدان”أسم علم أولا وقبل كل شىء، ونعت مرادف له يصف

ممارسات علماء شعب متمرس في شتى الفنون (وهذا ما سأكتب عنه لاحقا معززا بوثائق). وخلاصة

القول، علينا الإقرار بشرعية البقعة الجغرافية التي إسمها بلاد “كلدو” تمييزا لها عن بلاد “آشور”. نعم،

إشتهر كهنة كلدو بممارسة طقوس “الكلدنة” كحرفة في مدرسة “الكتمان” الكلدانية، كما يطلق عليها

علماء الأعداد اليوم، بسبب الخوف من التعذيب والهلاك المحتم من القائمين على الحكم آنذاك، وسموهم

 الآشوريون والفرس والإغريق وغيرهم بـ “الكلدانيين” كناية لبراعتهم في الرياضيات والهندسة والفنون

 والفلك والفلسفة. لست هنا في باب الدفاع عن الكلدان، وإنما لأقرن حقيقة أزلية، أسمها الرياضيات،

 بشعب ما زال حيا وشاخصا بجلده وعظمه ويستذكر إنجازات الأقدمين ليس إلا.

ما يهمني في هذا الجزء من المقال، على أية حال، وكما وعدت القارىء، هو معرفة أعماق الذات والتنبؤ

بالمستقبل من خلال تطبيق نظام الأعداد الكلداني القائم على مفهوم “المدارات” أو “الفضاءات”، أي أن

مدارات الكون والفلك الذي ندور به على وجه البسيطة تناظر تلك التي نختبرها روحيا وجسديا. قد يتراءى

 للبعض بأنها لعبة ساذجة (ومحرمة دينيا) ولا تمت للعلم بأية صلة، خاصة إذا عرفنا بأن الكلدان تمكنوا

من تحديد موقع جنة عدن وموضع ميلاد المسيح حسابيا، ولكنني أنصحهم بالدخول إلى مواقع أكاديمية

لمعرفة الحقيقة بأنفسهم. لقد أوضحنا سابقا بأن النظام العددي الكلداني يخلو من الرقم 9 ،الذي أضافه

فيثاغورس على نظامه البسيط، في مقابلته مع الحروف بسبب قدسيتة، ولكن عليك ألا تهمله لأنه سيخضع

لعمليات حسابية أخرى ويختفي من بعدها. كما أن الحروف الأبجدية في النظام الكلداني غير مرتبة ألفبائيا

على التوالي مع ما يناظرها من قيم عددية كما هو الحال في النظام الغربي (والعبري). وبعكس فيثاغورس،

 فإن الإسم الذي نروم تحليله هو الإسم الذي درج الناس عليه، وليس الإسم المثبت في شهادة الميلاد، أي

الإسم الأكثر تواترا (الشائع) في الاستخدام. فمثلا “كوركيس”، صديق عائلتي، يطلقون عليه “ججي” بشكل

 واسع. إذن “ججي” هو الإسم المطلوب في التحليل، والسبب هو أن الذبذبات الصوتية ترافق نطق الإسم

مرارا وتكرارا، أكثر بكثير من الإسم المدون في وثيقة. لابأس إذا خرجنا بنتيجة أن كلا من “كوركيس” و

 “ججي” يحملان نفس الرقم، ولكن سيظهر هنالك اختلاف في الأعداد المركبة التي سيحصل عليها كل إسم،

 وهذا ما يميز أيضا النظام الكلداني عن نظيره الغربي أو العبري. دعونا نتفحص الجدول الكلداني في أدناه

ونحلل إسمي الثلاثي كما اشتهرت به:

Dinha Tobiya Gorgis

4+1+5+5+1= 16 = 7

4+7+2+1+1+1=16 = 7

3+7+2+3+1+3= 19 = 10

7+7+10= 24 = 6

إن ما فعلته هو النظر إلى الحروف التي يتألف منها إسمي الثلاثي في الجدول. وبما أن لكل حرف قيمة

عددية، قمت بجمع الأرقام فكان مجموع إسمي الأول 16 ثم جمعت العددين فكان حاصل الجمع 7 وهكذا.

 يمثل الرقم 6 الذي حصلت عليه حاصل جمع قيم إسمي الثلاثي. وشاءت الصدف أن يتطابق يوم ميلادي

 (عيد الدنح) مع رقمي الشخصي. ماذا يقول الرقم 6 عني؟ وكيف تسنى للكلدان تفسيره واعتمد الغربيون

هذا التفسير؟ قبل أن أوضح للقارىء ماذا يعني العدد 6، أود التنبيه إلى حقيقة أن الكلدان لم يزودونا

بتفسير كتابي للأرقام 1 – 52، وإنما تمكن الآثاريون من العثور على صور رمزية تحمل هذه الأرقام.

 ورغم أننا نجهل أصولها وتاريخ رسمها، إلا أنها تشبه إلى حد كبير الصور التشكيلية التي نجدها على

 بطاقات التارو (أو التاروت) الذائعة الصيت عالميا والتي نشاهدها على التلفاز العربي والأجنبي. ومن

المحزن أن يبقى الرقم 52 مجهول التفسير بسبب ما يكتنفه من غموض.

من أنا وأولئك الذين يحملون الرقم 6؟

إنهم أناس نالوا من التربية البيئية السليمة قسطا لا يحسدون عليه ويتميزون بحس عائلي متميز، أي أن

حياتهم تدور في فلك عوائلهم وتربطهم وأفرادها أواصر  متينة جدا ويمتلكون موهبة فطرية لتنشئة الأطفال

تنشئة صحية بعيدة عن المنغصات. يجزلون العطاء دون مقابل، خاصة مع عوائلهم واصدقائهم.  وعطائهم

اللامحدود ينصب في خانة “النفع العام” أو “العلم للجميع”. باختصار شديد، حامل الرقم 6 هو رب أسرة

بامتياز، وحاملتها “ست بيت” من الطراز الأول. حاملوا الرقم 6 أناس يتفهمون الآخر ويتعاطفون معه.

وبما أنهم يشعرون بالمسؤولية، ما عليك سوى الاعتماد عليهم وأنت معصوب العينين لأن الإخلاص

شيمتهم. ومع ذلك، فهم عرضة للنقد والانتقاد لأن هنالك من يريد اخضاعهم لأهوائه وتحقيق رغباته على

حسابهم وأن يصبحوا عبيدا له. لذلك، فعلى حاملي الرقم 6 توخي الحذر من هذا الصنف من البشر

وتجنبهم. تكمن مشكلة أصحاب الرقم 6 في إهمال ذواتهم وعدم الموازنة بين العرض والطلب رغم إيجابية

توسطهم في التقريب بين الناس وحل مشاكلهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة في الحياة. خيارات العمل

المتاحة لحاملي الرقم 6 محدودة لأن عواطفهم الجياشة تجاه الآخرين وحساسيتهم وتفهمهم للمحيط الذي

 يعيشون فيه تؤهلهم لمهنة التربية والتعليم والخدمات الاجتماعية ورعاية الأسرة. لذلك يـُنصح حاملي

الرقم 6 بالتفكير مليا في تخصصات التربية والتعليم والتمريض والطب والاستشارات والرعاية الاجتماعية.

 

والآن جاء دورك. من أنت وأولئك الذين يحملون رقمك؟

قبل أن تبدأ بحساب إسمك الحقيقي (أو إسم الشهرة)، عليك أن تتذكر بأن ما يميز النظام الكلداني عن نظيره

 الفيثاغورسي هو أن الأخير يختزل الأعداد المركبة   (ذات الرقمين) إلى أعداد بسيطة (ذات الرقم الواحد)،

بينما يولي الأول أهمية متوازية لكلا النوعين من الأعداد. فإن كان تاريخ يوم ميلادك يتألف من رقمين، لا

تختزله إلى عدد بسيط، كما لا ينبغي أن تجمعه مع شهر وسنة ميلادك مثلما هو معمول به في نظام

فيثاغورس والأنظمة الأخرى. لماذا لم يختزل الكلدان الأعداد المركبة التي تشير إلى يوم الميلاد؟ السبب هو

 تفادي حاصل جمع متطابق بين شخصين. فإذا كان شخص ما مولودا يوم 14 والآخر يوم 23 سيكون

الحاصل 5 في كلتا الحالتين. لذلك يلجأ من يتعامل مع النظام الغربي إلى تفسير الرقم 5 مضافا إليه الرقمين

 4 و 1 في الحالة الأولى و3 و 2 في الحالة الثانية للخروج بتبرير مقنع. لم أعط تفسيرا لأرقامي المركبة

لأنها ستظهر لك الجوانب المستترة (الروحية) من شخصيتي. وفي الحقيقة، لا أود أن أطيل على القارىء

وأربكه. وبالمثل، سأوجز تفسير الرقم البسيط الذي ستحصل عليه أنت، ولكن بإمكانك زيارة المواقع التي

تجدها في أسفل هذا المقال للبحث عن ضالتك المنشودة مع الأعداد المركبة باللغة الانكليزية. إذهب إلى

 الجدول أولا. وبعدما تنتهي من استخراج قيمة إسمك (أو إسم غيرك)، إقرأ التفسير المقابل للرقم الذي

حصلت عليه، كما مبين في أدناه. وهذه التفسيرات هي أحدث ما حصلت عليه، إذ نشرت يوم 20/4/2010

وترجمت عصارتها عن الإنكليزية بتصرف أخلاقي مسؤول.

 

الرقم(1): صاحبه قائد بالفطرة وبوسعه فعل أي شىء لتحقيق غاياته وأهدافه. يتحدى الصعاب وله رغبة

جامحة في تسنم أعلى المناصب. مثابر وطموح جدا ومتصلب برأيه. وعندما تسير سفنه بغير ما تشتهيها

الرياح يغضب ويثور بسرعة. مادي بطبعه ويحاول أن يجني الكثير على حساب صداقاته وعلاقاته الأسرية.

 فراسته ودبلوماسيته تمكنه من انتقاء أصحابه وكسبهم إلى جانبه وقيادتهم سياسيا أو عسكريا ويتطلع

 بشغف إلى اعتراف الآخرين بإنجازاته والإعلاء من شأنه. وبسبب الصفة القيادية يتملكه الغرور والأنفة،

ولكن تنهكه دقائق الأمور.

الرقم (2): أصحابه مسالمون بطبيعتهم ومنفتحين على الآخرين. حامل الرقم (2) أمين ومخلص ومحبوب

وحبيب ولا يرى سوى الجانب المشرق والإيجابي فيمن حواليه. هو وسيط ممتاز (حلا ّل المشاكل)، ولكنه

 خجول إلى درجة لا تؤهله شجاعته لأن يفصح عما يجول في صدره وعقله. ولذلك يتملكه الخوف من

 المواجهة فيتراجع ويحتفظ برأيه لنفسه. وإن كان يمتلك القدرة الكافية على إقناع الآخر، إلا أن هذه القدرة

تخونه عندما يشعر بازدراء الآخرين منه بسبب تكتمه على رأيه.

الرقم (3): يمتلك صاحب هذا الرقم روح الابداع والتفاؤل مما يؤهله لأن يصبح كاتبا أو موسيقارا أو شاعرا

 أو فنانا بسبب حسـّه المرهف، وهو من النوع الذي يعيش ليومه و لا يبالي بما سيحدث غدا. كريم

واجتماعي بطبعه، لكنه يماطل بشكل ملحوظ. لا يعشق المال أو الجاه، ويتهرب من المسؤولية. وعندما

 يشعر بالإحراج أو أن أحدا آذاه عاطفيا ينكمش على ذاته ويغدو مزاجيا ومتهكما فاضحا.

الرقم (4): يخبرنا هذا الرقم بأن حامليه عبارة عن خلية نحل دؤوبة في عملها. صاحب الرقم (4) واقعي

 للغاية وعامل منتج لا يسعى للبحث عن طرق سهلة لتحقيق أهدافه. منسجم اجتماعيا، ولكنه يتوقع أن

 يكون الآخرين بدرجة جديته وقدرته على التنظيم والإدارة في العمل. وبسبب واقعيته، يشعر بأنه على

كفاءة عالية في تذليل الصعاب، خاصة عندما يخطط قبل أن يقدم على التنفيذ. وهذا يؤهله لأن يضع الأمور

 في نصابها الصحيح عند الاقتضاء. هو أمين وصريح ويميز بسهولة الصواب عن الخطأ، ولكن دائرة

أصدقائه محدودة، ربما بسبب غياب مرونته في العمل وإصراره على خططه التي لا يحيد أو يتنازل عنها.

وقد يخسر فرصا ثمينة نتيجة لتباطئه في اتخاذ القرارات.

الرقم (5): ينشد صاحب هذا الرقم الحرية بكل معانيها، بل يعشقها. فهو الباحث عن المغامرة والتنوع في

 الحياة ويعيش ليومه. يكره الرتابة ويحاول جاهدا إيجاد أجوبة لأسئلة وجودية وحياتية. يتمتع حامل هذا

الرقم بقدرة فائقة على إقناع الآخرين وحثهم على القيام بما يلزم. لذلك، فهو أصلح من غيره لأن يصبح

 موظفا مثاليا للمبيعات، هذا العمل الذي يتطلب منه السفر والتنقل من مكان لآخر وبذل مجهود إضافي

يمكـّنه من تقدير شعور الآخرين من حوله. كما تؤهله قدرته على التنوعن وكلما اتسعت دائرة حريته في

 الاختيار من بين البدائل المتاحة، إزدادت فرص العمل أمامه بيسر. وإن كان عاطفيا ويتعاطف مع الآخرين

 ويحترم حريتهم، إلا أنه حياته لا تسيرها بوصلة محددة المعالم والاتجاهات.

الرقم (6): كما أوردته في أعلاه.

الرقم (7): صاحب هذا الرقم مفكر وحكيم وباحث مثابر عن الحقيقة التي ينشدها في كل عمل يقوم به

 ويسعى إلى الكمال ويتوقع من الآخرين أن يحذوا حذوه، إلا أن ذلك التصور من شأنه أن يقود الآخرين إلى

 اتهامه بالشذوذ أو اعتباره “غريب الأطوار”، خاصة إذا علمنا أن مثل هذا الشخص يفضل الانعزال عن

 الآخرين والابتعاد عن صخب الحياة بسبب تفرغه للتأمل والكتابة. لا تـُعد انعزاليته أمر مرغوب به،

 فالوحدانية تبعده عن أصدقائه وأقربائه، والمثالية التي يتغنى بها تقصيه عن قدر مهم من مجمل الأحداث

اليومية لمجتمعه، لذا عليه أن يبحث عن الموازنة بين التمسك بوحدته ونشاط المجتمع الذي هو عضو فيه.

 

الرقم (8): يمتلك صاحب هذا الرقم مهارات قيادية بالفطرة. يقوده طموحه إلى حالة من الإدمان في عمله،

 فهو إنسان ناجح ومنظم ومتبصر بالأمور وآفاق نظرته إلى الحياة لا حدود لها، ولكنه قد يفقد توازنه

واحترامه وحب من حوله بسبب سعيه وراء المادة وجمع الثروة. بإمكان حامل الرقم (8) أن يصبح مديرا

 تنفيذيا ناجحا في إدارة الأعمال أو سياسيا بارعا، ولكن عليه أن يعي قدراته المحدودة مقارنة بمن ينافسه

 على المركز الذي يسعى إليه،

وحظا سعيدا للجميع.

الأردن في 4/8/2010

http://www.aboutnumerology.com/howdoesnumerologywork.php

http://www.illuminatetoday.com/discus/viewthread.php?tid=733

   http://www.thereadingroom101.com/  

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *