فضائية الجزيرة والسيدان يونادم كنا ونوزاد بولس

بتاريخ 23\12\2010 قدمت فضائية الجزيرة حلقة من برنامجها ” ما وراء الخبر ” أستضاف فيها مقدم الحلقة السيد محمد كريشان كل من السيدين يونادم كنا سكرتير عام الحركة الديمقراطية الآشورية و نوزاد بولس – كصحفي ومحلل سياسي وهو كذلك عضو بالأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان , كان عنوان الحلقة ”  ((ردود الفعل على فكرة إقليم مستقل لمسيحيي العراق))  ونظرا لورود بعض الآراء التي تستوجب التنويه والتعليق فأقول :
1 –  أستهلّ مقدم الحلقة , حلقته بعبارة ” رفض أساقفة عراقيون فكرة أنشاء أقليم مستقل للمسيحيين في العراق ” وهنا أود أن أضيف لما قاله السيد كريشان أنه ليس فقط بعض الأساقفة رفضوا الفكرة وأنما رفضها الكلدان جميعهم والذين يمثلون الثقل الأساسي لمسيحيي العراق وكذلك رفضها مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق والذي يمثل فيه جميع روساء الطوائف الدينية المسيحية في العراق دون أستثناء , وأن فكرة تشكيل محافظة مسيحية وقبلها ما سمّي بالحكم الذاتي , هي أساسا فكرة الأحزاب الآثورية وبدفع وتشجيع الحزبين الكرديين , وأن ظهرت بعض الأسماء الكلدانية فهي أما أعضاء في الحزبين الكرديين أو من الحريصين على مصالحهم المادية في أقليم كردستان العراق.
2 –  أن الأستاذ يونادم كنّا وهو العضو في برلمان حكومة العراق , كان عليه أحترام الدستور الذي يعمل تحت ظلّه ويتجنب خلق تسميات جديدة لقوميات لم يرد ذكرها في الدستور العراقي, فعندما يطلق تسمية لقوميات المسيحيين تناقض ما هو مثبّت بوضوح في الدستور العراقي وأقصد بها التسمية ( الكلدان والآشوريين ) ويذكر بدلا عنها التسمية الهجينة ( كلدان سريان آشوريين ) فأنه بذلك يناقض ما نص عليه الدستور , وكان يجب أن لا يقع في هذا الخطأ .
3 –  أن ذِكْر السيد يونادم كنا التيارات والأحزاب الستة عشر التي جُمِعت في عنكاوة لهي محاولة أخفاء الحقائق عن مشاهدي الفضائية لأنه يعلم جيدا أن جميع هذه التيارات والأحزاب هي آثورية ولا علاقة للكلدان بها , وأن وجدت بعض الأسماء الكلدانية فهي فقط لذرّ الرماد في العيون لأن هذه التيارات والأحزاب خارجة من تحت جناحي الحزبين الكرديين ولا تمثل الكلدان لأن من يمثل الكلدان في العراق والعالم هم المدافعين والحريصين على تسميتهم القومية العريقة والمثبّتة في الدستور العراقي وهم كافة الكلدان سواء من هم في الداخل أو في الخارج , أضافة الى رؤسائهم الدينيين المتمثلين بغبطة البطريرك الكلداني وأساقفته الأجلاء .
4 –  في سياق حديثه يذكر السيد يونادم كنّا أن هناك أربعة ملايين أنسان عراقي مهاجر حسب الأمم المتحدة, وأن 95% منهم ليسوا مسيحيين أي أن عدد المسيحيين الذين أضطروا لترك بلدهم هم في حدود ( 200 ) ألف فقط بينما يذكر أحصاء عام 1987 بأن عدد المسيحيين آنئذ كان حوالي مليون وأربعمائة ألف مسيحي , وأنه قبل الأحتلال الأمريكي عام 2003 كان عدد المسيحيين في حدود المليون مسيحي , والتقديرات الحالية والمتفائلة منها تقدر عددالمسيحيين بين 400 – 500 ألف , أي أن عدد المسيحيين المهجّرين من العراق هو في حدود المليون نسمة , أي أن هذا العدد يمثل على الأقل 25% من المهاجرين وليس 5% كما ذكره السيد يونادم كنّا .
أما بالنسبة للسيد نوزاد بولس , فهناك ملاحظتان على حديثه في الحلقة المذورة وهي :
1 –  في سياق ذكره التسمية القومية فقد ذكر ( تسمية الكلدانية السريانية الآشورية ) التسمية التي تروجها الأحزاب الآثورية في الوقت الذي يعتبر السيد نوزاد بولس من الناشطين الكلدان لقوميتهم ولديه كتابات عديدة ترفض التسمية المركبة ومدافع أمين عن أسم قوميته الكلدانية دون دمجها مع قوميات أخرى , أضافة الى أن السيد نوزاد بولس هو من مؤسسي الأتحاد العالمي للكتّاب والأدباء الكلدان الذي كان له دور مميّز في أيضاح بعض المفاهيم الخاطئة حول الكلدان وتاريخهم وحضارتهم , وأستطاع أن يلغي مفهوم أن الكلدانية أنما هي مذهب ديني وتثبّتت في أذهان الأمة الكلدانية تسميتهم القومية العريقة ( الكلدانية ) التي كانت موجودة حتى قبل بزوغ شمس الديانة المسيحية بآلاف السنين .
2 –   وفي ختام الحلقة حاول السيد نوزاد بولس أن يلقي اللوم على الحكومة المحلية في الموصل لما تعانيه مدن وبلدات سهل نينوى وأفتقارها للخدمات وقد يكون ذلك صحيحا , والصحيح أيضا كانت هذه حال المنطقة عندما كانت محافظة نينوى تحت حكم وسيطرة الحزبين الكرديين لأكثر من خمسة أعوام منذ عام 2003 , وأن أكبر هجرة لمسيحيي الموصل حصلت عندما كانت تحت سيطرة الأحزاب والقوات الكردية , والتي لا تزال المسيطرة على الشؤون الأمنية فيها 

بطرس آدم
تورنتو 30\12\2010

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *