غـبـطة ﭘـطريرك الكـنيسة الكـلـدانية ليس بحاجة إلى دفاع الضعـفاء الّلـوﮔـية

 

خـلق الله الإنـسان ــ كـل إنـسان ــ كاملاً عـلى صورته في وعـيه وبـِرّه ونـقائه وقـداسته وحـريته وإرادته …….. فلا تخـتـلف صوَرُ خـليقـته ، إلاّ حـين نبحـث في ماديات الإنـسان من صفاته ويـدخـل الجـسـد في مقـياسه ، فـنرى الطويل والـقـصير والخـفـيف والـثـقـيل والقـوي والضعـيف فـيه ، ثم صار يـبحـث مزايا لنـفـسه ، فـظهر المتعـلم والأمّيّ والـثري والفـقـير والشجاع والجـبان منه .

الإنـسان الـقـديم تـطـورَ بفـكـره معـتـمداً عـلى إرادته وحـريتها ، فـشـكـَّـلَ مجاميعَ بـشرية يتآلف فـيما بـينهم أفـرادُها ، فلا بـد مِن أنْ يـبرز بـينها الكـثيرون مَن هـم أهـلٌ لها ، ليكـونوا حاميها وسـيـدها وقائـدها ومنـسّـقها وقاضيها ومخـتارها ومعـلمها وحلاّل مشاكـلها مِن أجـل وضع دسـتـور لها لـتـنـظيم حـياتها ، إنها حـتمية تأريخـية لا مفـر منها .

إن المتميـزين في المجـتمعات هم أولـئك الـذين عـنـدهم قـدرة فـكـرية أو عـضلية أو فـنية أو صفات أخـرى شخـصية تجعـلهم سادة الـقـوم ذوي مكانة رفـيعة تمتـد إلى حـيث تـصل قـوة إشعاعاتهم التأثيرية ، أفـراد المجـتمع يـؤدّون واجـباتهم الطبـيعـية ، والقادة يقـودون المسيرة اليومية والمستـقـبلية ، وبهـذا يحـتـفـظ عـناصر الطرفـين بكـرامتهم الـدرّيّة ، وبجانبهم نـرى أناساً مبتـذلـين يـرتـضون لأنفـسهم صفة الـتـطـفـلية ، فـيُخـفـونها أمامنا ولا يـدرون بأنـنا سـبَرنا أغـوارها ولا يمكـنهم جعـلها مخـفـية !! .

لسنا بصـدد القادة الـدُنـيَـويّـين …… بل القادة الـدينيّـين ــ الكـلـدان حـصراً ــ وغـبطة الـﭘـطـريـرك ساكـو واحـداً منهم نموذجاً بمزاياه الـذاتية ومكانـته الكـنسية ، لا نعـتـقـد أنَّ عـنـده رغـبة في خـوض عِـراكٍ في ساحات قـضائية ولا سباقات الميـدان الرياضية ، وإذا إفـتـرضنا أنْ صار يوماً بحاجة إلى مناظرات فـلسفـية أو نقاشات رعـوية وراعـوية مع أبناء الرعـية ، فـعـنـده الكـفاءة والـقـدرة الشخـصية لمحاورة المؤمنين الـذين يهمهم الأمر في الكـنيسة الكـلـدانية ، وعـليه لن يخـطر بـباله أنْ يؤجـر محامياً بـديلاً عـنه لـيـدافع عـن هـويته الـﭘـطـريـركـية ، وبالتالي فـهـو أرفع بكـثير من أن يسمح للسابلة أنْ ينـتحـلوا بـدون خجـلٍ صفة وظيفـية ، بعـيـدة عـنهم سنيناً وأشهـراً قـمرية وتـفـصلهم عـنها أشواط دراسية …… فـيفـتـرشـون الأرصفة ويعـرضون معـلباتهم الحـقـوقـية التي بها يـنـوَون الـدفاع عـن مكانة غـبطته الإجـتماعـية . وللعـلم ، فإن غـبطته كـتب مقالاً في يوما ما وحـذف من الموقع ــ أحـتـفـظ به ــ كانت قـد وردتْ فـيه العـبارة التالية :

7-  لا عـلاقة لي بما يقـوله  ــ الحـقـوقي ــ أو غـيره مع  إحـترامي  له .

غـبطة الـﭘـطـريـرك ساكـو لـيس ، ولن ينـتـظـر من عابر سـبـيل أومتـطـفـل يـدّعي وينادي سـراباً بعـبارة حـقـوقـية ورئيس الإستحـقاقـيات الإستـسحاقـية ، كي ينـوب عـنه ليستـسحـق كمحـقـق في التحـقـيق عن حـقـية حـقائق ليست أحـقـية … حـقاً إنّ بعـض المتحـقـقـين لا يتـطـلب أن نحـقق في هـوية حـقـوقـيتهم التحَـوقـقـية .

لسنا نخـرق القانـون فـلن نهاب ولا نحابي أحـداً غـريـباً كان أو مِنا ، ولسنا بحاجة إلى التملق لهـذا أو ذاك بـينـنا مهما كانت درجـته الوظيفـية ومكانـته الإجـتماعـية عـنـدنا ، لأنـنا لن نـطمع بمالٍ خارج مساحـتـنا وعـلى حـساب كـرامتـنا ، ولا نـقـبل بمنـصبِ ــ عَـبـدٍ ــ يستـرخـصنا فـيستعـبـدنا ، ولا نـنـفـخ أجـسادنا كـفـقاعة زَبَـدٍ ما أنْ لمسناها تـنـفجـر عـنـد ساحـل بحـرنا ………. كما يفـعـل غـيرنا .

غـبطة الـﭘـطـريـرك ساكـو راسـلناه أكـثر من مرة مراسلات داخـلية وكان يردّ ويعـقـب عـليها بكـل عـفـوية وبسرعة قـياسية ، منها المعـلنة ومنها شخـصية ، وهي مخـزونة عـنـدنا في محـفـظـتـنا الوثائـقـية ، إذا إحـتاجها أحـد فـليطلبها عـلانية فـنـقـدمها له بكـل ممنونية لأن ليس فـيها من المحـظورات السرية ، إنها أمورٌ ثـقافـية وأخـرى عادية ، وأزيـد عـلماً لمَن يحـتاج عـلوماً إبتـدائية ، أنّ غـبطـته لا يمنع أحـداً من إنـتـقاده حـين يخالفه رأيه ولكـن بإحـتـرام ومنـطـقـية .

نعـم ، كـتـبتُ الكـثير عـن غـبطته معـلقاً ومعـقـباً بثـقة عالية ، لا بإخـتلاق قـصص ولا بإنـتحال شخـصية ولا بالإستماع إلى القال والأقاويل الشعـبـية ، بل مستـنـداً إلى كـتاباته التحـريرية ولقاءاته المنـشـورة والموثـقة الـﭬـيـديـوية ، أراه فـيها ينـتـقي كـلماته ــ بحَـذرية ــ التي في رأيه يراها ضرورية ، فأركــِّـز عـلى تجـعـدات وجهه الإنـفعالية ، وأرصد حـركات يـديه ذات المعاني الـنـفـسية ، فأجـسِّـدها بالكـتابة أو بالإتـيان بمثـلها بحـركات أدائية أمام الجـموع مثـلما أدّاها غـبطته أمام الملايـين في الفـضائية ، بشرفـكم أليس في ذلك روعة في التعـبـيرية ؟ .

لم أكـتـب بالتمويه ولا بالخـفاء ولا بالسنـسكـريتية ، بل باللغة العـربـية الفـصحى والعامية في الصحافة الحـرة الإلكـتـرونية ، لكـن البعـض ــ الساذج وأرثي عـلى حاله ــ ينـقـلها وكأنه يفـضح أسـراراً كـونية ، يا حـيف عـلى الحـقـوقـية  …. ولا يـدري بنا بأنـنا لن نمتـنع أن نكـتـب غـداً وبعـد غـد ، إنها الحـياة المتـفاعـلة بـين القائـد والرعـية ومَن لا يسـرّ قـراءتها فـليقـفـل عـلى نـفـسه باب غـرفـته بإسترخائية ، ويركع مصلياً عـلى سجادة ليربح مكاناً في الحـياة الأبـدية .

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *