غبطة مولانا البطريرك هل ترك البلاد هو فعلاً بيع هوية وخيانة وَطَن /2

 

غبطة مولانا البطريرك هل ترك البلاد هو فعلاً بيع هوية وخيانة وَطَن ْ !!!!!!!!

    ( هل نستحق أن تسمينا خونة وغيرك يعتز بنا ويفتخر      ( 2 )

خاهه عَمّا كلذايا

نشر موقع عنكاوة دوت كوم مقالاً في حقل اخبار شعبنا بتاريخ 27/2/2014 بقلم بسام ككا، مقالاً بأسم غبطة البطريرك تحت عنوان ( البطريرك ساكو : ترك البلاد بمثابة بيع الهوية وخيانة الوطن ) ولما استغربت من أن رئيساً للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم يقول مثل هذا الكلام الجارح والكبير، تهمة ما بعدها تهمة، مسؤولية كبيرة، تخوين عدة ملايين من البشر، ليس له إطلاع بطريقة هجرتهم وغير ذلك، قلتُ في نفسي استفسر من غبطته قبل ان أتسرع فكتبتُ له رسالة إستفسار بتاريخ 18/5/2014 ونسخة منها إلى سيادة المطران شليمون وردوني وسيادة المطران يوسف توما، وأنتظرت لحد هذا اليوم ولم استلم جواباً من اياً منهم، أستنتجت من ذلك بأن مقولة السيد بسام ككا لربما صحيحة وليس تقويل ما لم يقله غبطته وإلا لمَ السكوت ؟ لذلك قررتُ التوضيح والرد واقول لغبطته لن أتجاوز الخطوط الحمراء مطلقاً ولكن نتناقش نقاشاً علمياً منطقياً بعيداً عن كل التأويلات. وسأتطرق إلى أنواع الهجرة واسبابها ولماذا يترك المواطن وطنه ويهجره، هل تَرَفاً ؟ أم بَطَراً أم أن هناك اسباب خفية ؟

اليوم انقل لغبطته نص رسالة تأثرتُ بها كثيراً ، وتبين معاناة المسيحيين بشكل خاص نقلها كاتب مسلم معتدل من الذين يحبوننا  ( وهم كُثُر والحمد لله ) ويتكلمون بكل صراحة عن المعاناة الحقيقية، إننا جزء من ذلك الشعب الذي يعنيه ويقصده برسالته،هؤلاء القوم هم الذين انصفونا، ولو في الكتابة والمشاعر فقط، ولو جاءت متأخرة، ولكنها شهادة حق، ابو أن يسكتوا، ارادوا قول الحق في زمنٍ لا تجد فيه للحق مكان،

غبطة البطريرك، أنت ابونا الكبير، ألم تجد في قواميس اللغة كلمات أكثر حناناً ودفئاً وعاطفةً، من كلمتي بائعي هوية وخيانةوطن ؟  ألم تجد كلمات تعبّر بها عن إعتزازك بنا، وتحثنا على العَودة  وتثير فينا العزيمة والنخوة للعودة للوطن،أكثر من هذه الكلمات الجارحة؟ الم تجد كلمتين لتطييب خاطرنا، بعد كل المرار الذي عشناه وعايناه ولمسناه في بلدنا ومن ثم في بلدان الغربة أكثر من أن تنعتنا بالخونة وبائعي الهوية ؟

أعزائي القراء أقرأوا الرسالة وأحكموا على المهاجرين والمغتربين

نص الرسالة

المدى

شناشيل طبق الأصل: عارهم!

عدنان حسين

لا أعرف د.علاء الطاهر، ولم يسبق لي القراءة له، وهذا بالتأكيد عيبي وليس عيب الرجل.. المهم إنني قرأت له أمس “نظرات” و”عبرات” كتبها على هامش مهمة خيرية ونشرها عبر “فيسبوك”، تحدث فيها عن “عارنا” حيال بعض من أهل البلاد القدامى، المسيحيين.. انه عارهم في الواقع.. عار دولتنا والقائمين عليها من أهل الإسلام السياسي الشيعي والسنّي سواء بسواء. هنا ما كتبه:

“وأنا استقل السيارة المخصصة لذهابنا في رحلة للبحث عن بعض العوائل المسيحية المتعففة، لم يكن يدور في خلدي أني سأشاهد ما شاهدته صباح هذا اليوم.. لقد تعودت أن ارسم للعوائل المسيحية في العراق صورة في ذهني كطبقة ميسورة في كل شيء.. في التعليم .. في الثقافة.. في المال وطبعاً في الجمال. ورغم حبي لهم واعجابي بطريقة حياتهم كنت أعتقد في أحد مراحل عمري انهم مفضلون علينا من قبل الدولة فكنت أنفر من ذلك. ومما ساعد في ترسيخ هذا الاعتقاد لدي هو الإشاعات التي كان يتحدث بها المجتمع أيام الحصار بأن المسيحيين تصلهم مساعدات خاصة عن طريق الكنيسة تبعد عنهم شبح الحصار وآثاره التي ساهمت في اختفاء الطبقة المتوسطة ونكوصها الى طبقة فقراء في تسعينيات القرن الماضي، وكانت هناك إشاعات بأن نظام صدام حسين يفضل المسيحيين ويجعلهم في بحبوحة من العيش باتفاق بين طارق عزيز والامم المتحدة، يجري تنفيذه بينما يموت باقي الشعب جوعاً بسبب الحصار، وهذا ربما كان احد الاسباب المهمة للعنف الذي تعرّض له المسيحيون بعد سقوط نظام صدام.

لقد زرتُ اليوم مع مؤسسة خيرية دولية عوائل مسيحية عديدة في مناطق مختلفة من بغداد ورأيت طريقة عيش لتلك العوائل لم أكن أظن أنها موجودة.

اليوم رأيت بأم عيني مصداق قول الجواهري الخالد:

ويستقي دمها جيلٌ وينكرها

ويغتذي روحها خلقٌ وتعتفدُ

(تعتفد: تغلق بابها على نفسها فلا تسأل أحداً حتى تموت جوعاً).

عوائل مسيحية فقيرة تعاني الخوف والفقر، ونحن نزورهم كنت اقرأ في عيونهم الخوف والطيبة وعزة النفس والامتنان.

لقد أحبوا وطناً فأذلّهم. رفضوا تركه فخنقهم. التصقوا بهذي الأرض يريدون فقط الموت عليها لأنهم أصحابها الحقيقيون.

امرأة مسنّة أردت مساعدتها فغمزتُ لزميلي لكي نعطيها حقيبة مساعدات ثانية بعدما رأيتُ بؤس حالها مع ولدها المختل عقليا فاقتربت مني وقالت بأدب جمّ: “لا، نحن عائلة واحدة مو اثنين سنأخذ حقيبة واحدة” .. هل تسمعون يا قادة الفساد في بلدي يا من تتسابقون على السرقات غنائم لكم …. تباً لكم.

امرأة أخرى ترفض أن تأخذ المساعدة دون أن نُعطي لجارها المسلم ضعفَ ما سوف نعطيها لأن عائلته كبيرة، فحققنا لها مرادها.. وأخرى تُعيل عائلتها رغم عوقها ومرضها دون أن يلتفت لها أحد.. وأخرى جاءت هاربة من بعقوبة خوفاً من التهديد والقتل… وفي بيت آخر رأيت فنانة معروفة مثّلت ذاكرة جيل وعطاء لأكثر من أربعين عاماً في الدراما العراقية تُغلق عليها بابها لتموت ببطء وهي تعاني من أمراض الشيخوخة وضعف الذاكرة، كانت تتكلم بمرارة عن عطائها ومعاناتها والتزامها بفنها طيلة عقود، ثم التجاهل المتعمد لها ولتأريخها، لم تعد تنتظر الآن الا الموت.

لم أتكلم مع أحد منهم الا اغرورقت عيناه بالدموع وهو يتكلم عن جفاء هذا الوطن، وعن حبّه الذي يجعلهم يرفضون بإصرار مغادرته رغم ان معظم أقاربهم في المنافي التي تسهل استقبالهم.

كانوا يتكلمون بطيبة وخوف وتحفظ.. استمعت لهم وانا اشعر بالذنب لما فكرت فيه يوماً.. أشعر بالعار يلفني ويذهب بي بعيداً في أغوار التأريخ.. كنت أريد تقبيل يد كل منهم اعتذاراً عما فعلناه بهم.

كنت أريد تقبيل يد كل منهم نيابة عن أجدادنا الغزاة.. ولكن!!… لم أفعل!!.. فصلف البداوة مازال يجري في عروقي .

(يا ليتني متُّ قبل هذا أو كنت نسيا منسياً).

اعتذر عن نشر أي صورة تُظهر عارنا” .

(انتهى ما كتبه د. الطاهر ، ولا تعليق سوى: انه عارهم – دولتنا والقائمين عليها من الإسلاميين – وليس عارنا).

أكتفي اليوم بهذه الرسالة ، ولنا لقاء في الحلقة الثالثة

نزار ملاخا

6/6/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *