غبطة البطريرك الكلداني يا لاجئين أرجعوا والرسالة المفتوحة لمار دنخا المحترم

” خاهه عما كلذايا “

لقد فرح الجميع بالنداء الأبوي الحنون الذي وجهه غبطة أبينا البطريرك الكلداني ، ذلك النداء الذي نبع من أعماق القلب، مع حنو ومحبة وشعور قوي بالمواطنة الحقة، وتذكير لأبناء البلد أنكم في القلب والوجدان، نعم نداء صادر من قلب أب حنون ودعوة صادقة يراد بها لم شمل ابناء العراق الحبيب، وشعبه المشتت، وهذه هي أمنية غبطته، لذلك وجّه ذلك النداء، ولكن يا سيدنا ما كل ما يتمنى المرء يدركه المهم في ذلك أن غبطته رجل واعٍ لمسؤولياته وكفى

نداء إلى أصحاب الأقلام الصفراء

أين هم أصحاب الأقلام الصفراء من هذا النداء ؟ لماذا لم تنشط اقلامهم في نقد البطاركة الذين كراسيهم خارج العراق ؟ ولماذ خرست ألسنتهم وتكسرت اقلامهم ؟ ماذا لو أحد البطاركة الآخرين وجّه نداءاً كهذا والبطريرك الكلداني لم يحرّك ساكناً ماذا كانوا سيفعلون ؟ اين أنت يا أنطوان الصنا الوكيل العام للمجلس الشعبي اللاشعبي!!!!! أبو التسمية القطارية ، لماذا خرس قلمك ولسانك ؟ ها لأنهم من كلدان الجبال ( النساطرة ) والأوامر تقتضي بعدم التطرق إليهم ؟أو المساس بشخصهم

بالمناسبة فإن معنى كلمة ( بطريرك ) فهي كلمة يونانية متكونة من مقطعين وترجمتها الحرفية ( الأب الرئيس ) ومن حيث المعنى تشير إلى من يمارس السلطة بوصفه الأب، وكنسياً فهو رئيس الأساقفة ومن واجبه رعاية شعبه، من الطبيعي أن نتقدم بالشكر الجزيل لهذا الأب ذو القلب الرحيم الذي يتألم عندما يرى أبناء شعبه مشتتين وموزعين على دول العالم، نعم دعوة كريمة من اب تألم لتشتت أبنائه بغض النظر عن التأثير السلبي لهذه الدعوة والذي تمت مناقشته في مقالات سابقة،

النقطة الثانية التي استغرب لها ومنها، هي / بما أننا شعب واحد بهذه الحالة يجب أن يكون لنا اسم واحد ورئيس واحد ؛ حيث نحن في محضر ثلاثة قادة دينيين، أو ثلاثة بطاركة، المهم أن البطريرك الكلداني مار ساكو أدى واجبه في توجيه الدعوة لأبناء هذا الشعب الواحد، طيب ماذا عن القادة الباقين ؟ هل يوافقون القائد الكلداني ويساندون دعوته ؟ إن كانوا كذلك فلماذا لم يحرّكوا ساكناً لحد الآن ؟ ولماذا لفهما السكون والسكوت والسبات ؟ هل يخجلون من مساندة الدعوة ؟ نعم ، أنا لوكنت مكان أحدهم لن افعل أكثر مما فعل وهو السكوت ، لأنه سيرد عليه ابسط طفل ليقول له سيدنا أدامك الله أولاً أعد كرسي البطريركية إلى العراق ومن ثم طالبنا بالعَودة إليه كما يفعل بطريرك الكلدان ، ( يا أيها الرجل المعلم غيره هلاّ لنفسك كان ذا التعليم ) فلا تطلب منا العَودة وأنت مقيم في الخارج، تحضرني مقاطع من رسالة مواطن من أبناء شعبنا من كلدان الجبال النساطرة أسمه شموئيل نوئيل سركيس أرسل رسالة مفتوحة إلى قداسة البطريرك مار دنخا ويبدو أن مار دنخا كان في زيارة للعراق قام فيها بزيارة القرى في المناطق الشمالية ولم يجرؤ على الذهاب إلى بغداد لتفقد أحوال رعيته هناك، الرسالة مليئة بالتهكم، أدعوكم لقراءتها ومقارنة موقف هذا البطريرك مع بطريرك الكلدان الذي يعيش في الحدث، لا بل هو في قلب الحدث ويعيدها ويقولها نحن هنا مع شعبنا إن عاشوا عشنا وإن ( ماتوا لا سامح الله) متنا،

نص الرسالة

رسالة إلى قداسة البطريرك مار دنخا

وداعاً يا قداسة البطريرك ولك الشكر من جاليتك في بغداد

نشكرك جزيل الشكر لتحملك مشقة الطريق الطويل ( طريق الآلام ) وزيارتك لشمال الوطن وتفقدك أحوال جاليتك من مختلف المذاهب والإطمئنان عليها ، ومشاهدتك التطور الحاصل من ناحية العمران وبناء الكنائس الكثيرة في مناطق لا يسكنها إلا عائلة أو عائلتان في قرانا العزيزة،

شكراً لك يا قداسة البطريرك وأنت تقيم الصلوات تلو الصلوات في كنائسنا وتطلب من الرب أن يحفظ قسماً من ابنائك المخلصين الذين ساهموا بإعادة تعمير قرانا ، ناسياً الأكثرية من أبناء جاليتك في مناطق خارج شمال الوطن الذين لم تسنح لك الفرصة بزيارتهم،علماً بأنك بقيت أكثر من شهر لزيارتهم وتفقد أحوالهم ، لأن المسافة اليوم بين دهوك وبغداد تغيرت كثيراً حسب التوقيت الصيفي والشتوي وأصبحت تقريباً أطول وأبعد من المسافة بين أمريكا ودهوك،

نودعك يا قداسة البطريرك ونتمنى من الرب أن تصل إلى وطنك الأصلي أمريكا بالسلامة بعد أن زرت جاليتك في العراق وأن تقيم الكثير من الندوات لأبنائك هناك في عموم أمريكا وتشرح لهم كيف يعيش أبناء جاليتك في شمال الوطن في أمان واستقرار وضحك ومحبة.

ولكن بربك يا قداسة البطريرك ماذا سيكون جوابك إذا سئلت عن أهل بغداد ؟ وماذا سيكون جوابك إذا سئلت لماذا لم تزور العاصمة التي يقطنها الأغلبية من أبناء جاليتك ؟ لماذا لم تقم حفلة تنصيبك بطريركاً في بغداد وبحضور كافة البطاركة والمطارنة بمختلف المذاهب والأهم حضور ابناء جاليتك ( سبحانك يا رب لقد اصبحنا بقدرة قادر في وطننا جالية ) الذين زرعت الحسرة والألم في قلوبهم وجعلتهم يرددون يا ليتك لم تزور الوطن !!

بربك ماذا سيكون جوابك ، هل ستقول لأبنائك بأن الأمن والأمان غير متوفر في بغداد ، وهل الذي يحمل درجة ( درغا ) البطريركية يخاف من الموت ؟ أم ستقول بأن المسلفة كانت بعيدة ؟ ماذا ستقول لأهل منطقة الدورة في أمريكا إذا طرحوا عليك سؤالاً عن منطقتهم العزيزة حي الآثوريين في الدورة وعن أقاربهم وجيرانهم وأصدقاءهم الذين لا يزالون محصورين هناك ، هل ستقول لهم بأنهم مازالوا أحياء والحمد لله …. أم تقول بأنهم أصبحوا كالغجر خيامهم فوق رؤوسهم وهم يهاجرون من منطقة إلى أخرى …. أم ستقول بأنك لم تستطع زيارتهم لأنهم ليسوا متفرغين لأستقبالك ، فهم يومياً يودعون أعز ما يملكون ، فهم إذن متفرغين لدفن أكبادهم والبكاء والنحيب على اليوم الأسود الذي ولدوا فيه كآشوريين !!!!! لأنهم الوحيدين الذين لا راعي لهم ، والبيت الذي ليس فيه رب البيت فلا يحسبح بيتاً بل نار جهنم !!!!

لا تقول لهم بأنك كنت على إتصال دائم معهم بالهاتف لأنه لربما سألك شخص ما ، لا تزعل من قول الحق يا قداسة البطريرك ، فلقد ملئت قلوب جاليتك ( وسأستمر بتسمية نحن الذين في بغداد والمحافظات بالجالية ) جروحاً وحسرات سوف لن ننساها أبداً، كنا نتمنى منك التبريكات ولكننا تلقينا الآلام، كنا نتمنى أن حضور قداس من قداسك وجهاً لوجه، ولكننا شاهدنا قداسك من خلال فضائية عشتار كما كنا نشاهده من قبل فضائية سركون داديشو،،، كنا نتمنى من زيارتك أن تخفف من الآلام التي نعانيها وأن تداوي جروحنا العميقة وأن تعزز من إيماننا وقوتنا ضد الإرهاب… ولكننا فوجئنا منك بزيادة الآلام وتعميق الجراح وعدم الخوف من الإرهاب لأنه أولاً الموت حق، وثانياً من أنا وما هي هويتي ؟ هل أنا عار أم أبن جارية ؟ فإذا كنتُ بلا هوية وعار وأبن جارية فالموت أشرف لي من البقاء بلا هوية . ة أنتهت الرسالة

مسكين غبطة البطريرك الكلداني ، فلا إرهاب يخيفه، ولا مفخخات تحد من مسيرته ولا خطف ولا أبتزاز يقف عائقاً أمام مسؤولياته تجاه شعبه، ركب البحار وطار في الفضاء وسار في البراري ليصل إلى أبعد بقعة من الأرض يتواجد فيها ابناء شعبه ليطمئن عليهم ويلتقي بهم ويشد من عزيمتهم، يقول حياته من حياة شعبه فلا حياة له بدون شعبه

اللهم أحفظ بطريركنا وقوّهِ وأطل بعمره

نزار ملاخا

23/10/2013

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *