عندما يصبح (المفكر العربي) شرطياً في خدمة الأمير؟ محمد مندلاوي

 

منذ أن بدأت بكتابة المقالات ونشرها في المواقع العربية والكوردية, آليت على نفسي, أن لا أسكت على  كل أفاك أثيم تسول له نفسه المساس بالشعب الكوردي المناضل, ويتهجم بشكل سافر وسخيف عليه على وطنه كوردستان, ويحاول من خلال اللعب بالكلمات, أن يشكك المتلقي العربي بوطن هذا الشعب الأبي, الذي هو كوردستان. بسبب هذا الدفاع المقدس عن مقدسات الكورد,واجهت خلال مسيرتي النضالية في هذا المضمار, عدة أصناف من أولئك الأراذل السفلة, الذين يقلبون الحقائق الناصعة من أجل تشويه فكر القارئ الكريم وتوجيهه حسب ما تشير إليه بوصلتهم الصدئة نحو عالم العنصرية المقيتة. لكن بفضل إيماني الكامل بعدالة قضية الشعب الكوردي المسالم, نجحت في هذا الميدان نجاحاً كبيراً, بحيث حجمت بمداد قلمي كل من داعب مخيلته المريضة فكر شيطاني حاول من خلاله, أن ينتقص من الشعب الكوردي العريق, ووجوده المتواصل ماضياً وحضراً على كامل تراب وطنه العزيز كوردستان, ووضعته في مكانه الطبيعي, الذي يستحقه أي قزم. ألا أن هناك من هؤلاء الأشرار لا يعلم إلى الآن, أن فتيات وفتيان الشعب الكوردي, يناضلوا بلا هوادة على جميع الجبهات, العسكرية والسياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية الخ  ضد المحتلين الأشرار, وأذنابهم من الحثالات, ممن ارتضى لنفسه, أن يكون بوقاً رخيصاً مدفوع الأجر لأمراء البترودولار في الجزيرة الجرداء, التي غير ذي زرع.

عزيزي القارئ اللبيب, أن موضعنا لهذا اليوم, عن شخص مسيحي يحمل الجنسية الإسرائيلية, وكان عضوا في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان الإسرائيلي) لعدة دورات, اسمه عزمي بشارة. في الصفحة التي كتبت عن تاريخ حياته في الانترنيت عُرف كقومي عربي, وأكاديمي, يحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة, وكاتب سياسي وروائي, ومدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.ألا أن هذه الالقاب والكنى لا يهمنا بشيء, لأننا أصحاب حق. إن المومأ إليه, ينتمي لأولئك الذين يصنفون من جانب بعض القوميين العرب, كمسيحيين عرب, ألا أن انتمائهم للعروبة كانتماء الصوماليين إلى العرب, حيث أن نفوس الشعب الصومالي تفوق عن تسعة ملايين نسمة, بينهم ثلاثون ألف عربي, ألا إنها قبلت في جامعة الدول العربية كعضو, وكبلد عربي!!. وكذلك دولة “جزر القُمر” التي تتكلم شعبها لغة شبيهة باللغة السواحلية, ألا أن العرب ارشوهم ببعض المال حتى تقبل بالانضمام إلى الجامعة العربية كعضو فيها, ألا أنها كما أسلفت غير عربية!!. وما يسمى بالمسيحيين العرب, حالهم كحال الصوماليين وغيرهم, من الذين صنفوهم عرباً وهم ليسوا بعرب, لا كانتماء قومي ولا كانتماء ديني, حتى أن 99% من أسمائهم ذكوراً وإناثاً أسماءاً غير عربية, مثل ميشيل, يوحنا, فيليب, شربل, بطرس, جورج, طوني, عازر, ساندرا, هيلانة, كارين, الخ الخ. نستطيع أن نقول, أن هؤلاء المتكلمون بالعربية,  صارت العربية لغتهم, بعد أن خرج العرب من جزيرتهم القاحلة لنشر العقيدة الإسلامية بالقوة في بلدان الشرق الأوسط, واستوطنوها (دقوا الأنكر) عنوة, وهؤلاء المسيحيون خوفاً على حياتهم من أولئك القادمون من الربع الخالي, اتخذوا العربية لغة, التي صارت فيما بعد بحد السيف لغة غالبية شعوب المنطقة, باستثناء أولئك الشعوب العريقة, التي ضربت جذورها في أعماق الأرض التي تقف عليها, كالشعب الكوردي, الذي تحدى الغزاة القادمون من وطن الداحس والغبراء, وحافظ على جلالة لغته الكوردية وطهارة وطنه كوردستان. ألا أن هناك من غير المسيحيين ممن هجر لغته الأم, واتخذ بدلاً عنها اللغة العربية أيضاً, وهم الشيعة في جنوب العراق. ومن وسط هؤلاء الذين لا لون ولا رائحة ولا طعم لهم خرج هذا الـ “عزمي” الذي تنكر حتى لأبناء دينه عندما سمى ابنه عمر, تصوروا شخص مسيحي يسمي ابنه عمر!!. على أية حال, دعونا ندخل في صلب الموضوع, ألا وهو مقاله المدسوس, الذي تناول فيه القضية الكوردية في غربي كوردستان. لا نستغرب مما قاله في مقاله الكيدي, لأنه معروف لدى المتتبع بكتاباته ذات الطابع التشويهي, أما من يجهله من الكورد, عليه أن يعرفه جيداً من خلال عنوان مقاله عن غربي كوردستان, الذي بين أيدينا الآن. لا شك أنه شاطر في هذا المضمار التلفيقي, حين يريد أن يشكك القارئ بأولئك الذين يكتب عنهم. مثلاً في إحدى مؤلفاته عن الأقباط في مصر, عنونه بهذه الصيغة الكيدية: ” هل من مسألة قبطية في مصر؟” نقول له, أي نعم هناك مسألة قبطية في مصر؟, ألم تقل اللغة العربية, أن المسألة تعني: قضية, أو ما كان موضوع بحثٍ أو نظر؟. بناءاً عليها, أليس في مصر يقتل القبطي لأنه مسيحي وقبطي وصاحب البلد الذي استوطنه العرب بالقوة؟. أليست كنائسهم تحرق على أيدي العرب المسلمون؟. ألم يشككوا بوطنيتهم لبلدهم مصر دون وجه حق؟. أما عنوان مقاله عن غربي كوردستان كان بهذه الصيغة وبهذا الدافع العدواني ” حُلم الفدرالية الكردي تنقضه وقائع جغرافيا سوريا وديموغرافيتها”. يا هذا, أولاً, نحن الكورد كشعب لا نحلم بالفدرالية. نحن شعب تعداده خمسون مليون نسمة نسعى أن تكون لنا دولتنا القومية أسوة بدول العالم, رغم أنف الكاتب المشار إليه وأنف أسياده الحفاة, شاربي بول البعير, وآكلي الضباب. عزيزي القارئ, نحن الكورد, بما أننا لسنا عرباً, قد نخطأ عند الكتابة باللغة العربية, بل حتماً نخطأ في القواعد أو الإملاء, لكن ماذا يقول ذلك الذي يزعم أنه عربي, وله عنوان طويل عريض من الألقاب الأكاديمية, ويختمها بأنه قومي عربي, والقومي العربي يجب أن تكون لغته العربية سليمة ودون شائبة. هنا نتساءل, يا ترى, هل أن كلمة “الوقائع” التي جاءت في عنوان مقاله المذكور صحيحة لغوياً؟ أم الكلمة الصحيحة هي الواقع؟. لأن الوقائع حسب معرفتي البسيطة باللغة العربية جمع وقيعة, ووقائع العرب هي تلك الحروب العبثية التي وقعت بين قبائلها كحرب, الداحس والغبراء, والبسوس, والفجار, ويوم حليمة الخ, هي تلك الأيام, التي وقعت فيها معارك دامية بينهم على أشياءاً تافهة. كما أسلفنا, تسمى هذه الأيام السوداء بالـ”وقائع”. أما الكلمة التي أعتقد هي الصحيحة, هي كلمة الواقع. وهو الذي يجب أن يدون قبل الجغرافيا التي وردت في عنوان مقاله, وليست الوقائع. بما أن العربية ليست لغتي, لا أجزم, إذا أنا مخطئ فيما قلت عن كلمة “الوقائع” أرجو من الدكتور, أن يصحح لي خطئي, وأكون له من الشاكرين.

دعونا الآن نلقي نظرة فاحصة على أهم النقاط, التي أثارها في مقاله الكيدي عن الكورد في غربي كوردستان. يقول في أول جزئية في مقاله كما يلي:” بين ما سُمِّيَ أقاليم “روج آفا” (غرب كردستان) ويغطي الإقليم المنشود نحو 10% من أراضي سوريا وثلاثة أرباع حدودها مع تركيا، وتسيطر عليه فعليّاً مجموعات تابعة للاتحاد الديمقراطي”.

 توضيحي على هذه النقطة, إنها إقليم “ڕۆژئاوا” ليست أقاليم. كتبت لك اسمه بحروف اللغة الكوردية, لكي تعرف, أن هناك لغة كوردية قائمة بذاتها, ولها حروفها المستقلة عن حروف أية لغة أخرى. إن نسبة الأراضي التي حددها الكاتب بـ 10% من الأراضي السورية فيها آراء مختلفة, هناك من قال أن الإقليم يغطي أكثر من هذه النسبة. وبعدها يقول الكاتب: “أن ثلاث أرباع حدودها مع تركيا”. أي: أن 75% من إقليم غرب كوردستان تتاخم (تركيا). الأصح أنه -الإقليم- يتاخم شمال كوردستان وليست تركيا الكيان المحتل له. وهذه النقطة أيضاً في صالحنا, تعني أننا شعب واحد قسمه حراب الاستعمار البغيض. لو سلمنا جدلاً, أن البلدان التالية, كالعراق وسوريا والأردن ولبنان ومصر إنها بلدان عربية ماذا ستكون انتماء القومي للناس القاطنين على جوانب حدودها؟ بلا شك ستكون من العرب. نفس الحالة تنطبق على وجود الشعب الكوردي, على جوانب الحدود المصطنعة لوطنه كوردستان, الذي جزء بالقوة العسكرية بين الكيانات الأربعة المغتصبة لها, وهي سوريا و العراق وإيران وتركيا الطورانية. بما أن الكاتب عربي, فلذا متجذر في عقله فكرة المؤامرة, فكل شيء يحدث حوله, يفسره تفسيراً تآمرياً, ويحاول تقزيمه بشتى الوسائل. يا عزيزي, لم تسيطر عليه مجموعات تابعة للاتحاد الديمقراطي كما تزعم. أدعو من القارئ الكريم, أن يلاحظ جيداً للقص واللصق, الذي اتبعه الكاتب في مقاله المخادع. يا هذا, ليست هناك مجموعات تابعة لحزب الاتحاد في غربي كوردستان, ثم لماذا لم تذكر اسم الحزب عندما قلت تابعة للاتحاد الديمقراطي!!. على أية حال, أن كنت تجهل, يجب عليك أن تعرف, أن المحتل العربي المتمثل بحزب البعث المجرم الحاكم في سوريا هو الذي انسحب من غربي كوردستان, وفك ارتباطه غير الشرعي معه,  وهذا الفراغ الإداري وجب على الحزب الاتحاد الديمقراطي أن يملأه, بكوادره, لأنه لا يمكن ترك ثلاثة ملايين كوردي دون إدارة؟. فالنظام السوري كشقيقه غير الشرعي في العراق, الذي انسحب مهزوماً من جنوب كوردستان, هو أيضاً قلده وانسحب نهائياً ودون رجعة من غربي كوردستان فما على الكورد ألا أن يؤسسوا مؤسسات رصينة للدولة الكوردية القادمة.

وفي جزئية أخرى, زعم الكاتب العروبي: “مع انطلاق الثورة السورية واتساع نطاقها، انضمّ جزء من الأكراد السوريين إلى الثورة وهيئات المعارضة، في حين انصرف جزء آخر إلى استغلال الوضع خدمةً لأجندات مختلفة. فقد أعلن الاتحاد الديمقراطي، وهو حزب يساري – قومي متطرف أُسِّس عام 2003 ليكون بمنزلة فرع سوري لحزب العمال الكردستاني (PKK)، وقد سمح تشكيل هذه الأذرع الأمنية والعسكرية للحزب ببسط سيطرته على المناطق التي أخلاها النظام في أقصى شمال شرق سوريا، ابتداءً من عام 2012”.

أية ثورة سورية يا عزمي!,أ تعني ذلك التمرد المسلح, التي يديره خائن الحرمين سلمان و الكلب المسعور أردوغان. أية ثورة هذه, قياداتها نزلاء فنادق خمسة نجوم في اسطنبول!!. أي نعم, انضم جزء من الكورد إلى هذه الفوضى, التي تسميها ثورة, لكن ماذا جنوا هؤلاء الكورد, لا شيء يذكر؟ خرجوا في النهاية من المولد بلا حمص وبسخام الوجه, لأن فاقد الشيء لا يعطيه, ماذا عند جماعة سلمان و أردوغان حتى يعطوه لهؤلاء الذين خانوا شعبهم الكوردي وأصبحوا ذيولاً لمن هم ذيول للآخرين؟. أية أجندات مختلفة تحاول تلصقه بالكورد يا نجم قناة الجزيرة الإخوانية؟. أنتم الفلسطينيون على طول تاريخكم الحديث تخدمون الأجندات المختلفة وليس الكورد, كل فصيل من فصائلكم مرتمي في حضن دولة عربية أو إسلامية ويقبض بالعملة الصعبة. كيف يكون حزب الاتحاد الديمقراطي, حزباً متطرفاً, وهو الذي شارك جميع المكونات في غربي كوردستان في إدارته, بما فيهم أولئك العرب المستوطنون, الذين جلبهم النظام المستبد العفن لتغيير ديموغرافية الإقليم!!. يا أستاذ, نحن الكورد جسداً واحداً لا ينفصل عن بعضه, رغم تقطيع وطننا إلى أوصال. يجب أن تعلم, نحن لسنا كالعرب, قبطي صار عربياً بحد السيف وبعد مرور عدة أجيال استعرب نسله. وكذلك الحال للسريان وغيرهم من الطوائف المسيحية. وكذلك الأمازيغي في شمال إفريقيا والفارسي في العراق والآرامي في سوريا والرومي في لبنان الخ جميع هؤلاء ليست لهم صلة بالعرب, صاروا عرباً رغماً عنهم, لابد أنك تعلم هذا جيداً. بينما نحن الكورد, أمة واحدة موحدة يبدأ وطنها من البحر إلى البحر, لها وطن واحد اسمه كوردستان, ولها نشيد وطني واحد, وعلم واحد, وعيد قومي واحد, هل أن العرب لديها مثل هذا المربع الذهبي؟. أنتم في الجزيرة العربية, التي هي موطنكم الأصلي فيها سبع كيانات, لو أنتم شعب واحد موحد, لماذا هذه الكيانات المتعددة, التي تحمل أسماءاً مختلفة!!. من فمك أدينك, ها أنك تقول أن النظام أخلى المنطقة؟, في أية دولة في العالم إذا تعرضت للعمليات العسكرية من قبل جهات من داخل البلد أو خارجه وحكومتها تترك شعبها و تخلي مؤسساتها منها بقرار رسمي لا يجوز لها العودة إليها!!. أليس هذا الإخلاء يا عزمي اعتراف ضمني من النظام الحاكم, بأن تلك المناطق كوردية وكوردستانية و ليست سورية أصلاً, فلذا تركها النظام دون قتال وهرب إلى الجحيم خوفاً من انتقام شعبها منه لما اقترف من جرائم ضده في السنوات العجاف؟.

 ويضيف الكاتب: “وبعد صعود تنظيم الدولة وتمدّده بين الموصل والرقة، لفت الأكراد انتباه الولايات المتحدة الأميركية التي قرّرت استخدامهم في مواجهة تنظيم الدولة، وأوجدت لهم دعماً كبيراً مكّنهم من الصمود في معركة عين العرب طوال أكثر من ثلاثة أشهر، ومن دحْر التنظيم بعيداً عن المدينة في مطلع عام 2015”.

لاشك أنه يقصد بتنظيم الدولة “داعش” لكنه لا يريد يقوله, لأن اسم تنظيم الدولة يجعل من داعش دولة كما يستهوي قلبه… . يا أستاذ, إن أمريكا ساعدت الكورد, بعد أن تعرض الجانبان للأعمال الإرهابية من قبل داعش. كما يقول المثل: عدو عدوي صديقي. إن أمريكا لم تستخدمهم كما تزعم, هناك حالة أمنية عسكرية فرضها واقع الأحداث على الجانبين, فعليه تم التعاون في نطاق محدود بين الجانبين. إنها كوباني يا عزمي بشارة وليست عين العرب. إن قصة بناء هذه المدينة معروفة, إنها بنيت قبل أن تصبح سوريا دولة بعشرات السنين, عندما جاء الألمان  وبنوا في موقع المدينة شركة, والشركة باللغة الإنجليزية واللغات الأوروبية الأخرى تسمى “كومپاني” وانحرف الاسم في اللغة الكوردية إلى كوباني,  أنها كبقية المدن والقرى والجبال الكوردية في غربي كوردستان تم تعريبها من قبل السلطة السورية العنصرية إلى عين العرب. يظهر إن الكاتب يجهل الكثير عن غربي كوردستان, وعن التعريب الذي ألحق بمدنه وقراه الكوردية, ألم تدري بعد هزائم العرب المتكررة على أيدي حفنة من اليهود, صب الأعراب جام غضب هزائمهم النكراء علينا نحن الكورد, كما أن بنادقهم تطلق من الخلف, هم أيضاً انسحبوا إلى الخلف نحوا مدننا التي تقع في خلفهم وسموا بعضها ظلماً بحيفا ويافا ودير ياسين وخان يونس وغزة وبيت حنون وطول كرم الخ الخ, كان هذا قسماً يسيراً من الأسماء الكوردية التي استعربت بقرارات رئاسية مجحفة.

يقول عزمي بشارة:”ومنذ ذلك الوقت، تحوّل الأكراد إلى طرف محلّي رئيس في الإستراتيجية الأميركية الخاصة بمواجهة تنظيم الدولة”.

كالعادة من خلال اللعب بالكلمات يريد أن يظهر الكورد كأنهم بنادق تحت الطلب, لا يا عزيزي, هذا عمل منظماتكم الإرهابية, لم يذهب الكورد لمقاتلة داعش, هو الذي غزى مناطق الكورد واحتلها وقتل الأبرياء من بنات وأبناء هذا الشعب المسالم, وهو الذي أجبرهم على مواجهته, أنه – داعش- كالحكومات العربية, التي قطعت جيوشها مئات الكيلو مترات حتى جاءت إلى كوردستان واحتلت المدن والقرى الكوردية, لم نشاهد نصاً في مدونات التاريخ أن الكورد احتلوا المدن العربية, بل استصرخوكم وأنقذوكم من الهلاك ومن ثم تركوكم وشأنكم. إن داعش كما قلنا, كالحكومات العربية, هو الذي جاء إلى غربي وجنوبي كوردستان واحتل مدنها وقتل شعبه, وهو الذي أرغم الكورد على مواجهته بالسلاح.

في جزئية أخرى يجتر قائلاً: “كما أنهم استفادوا من التدخل العسكري الروسي ضدّ المعارضة السورية في أواخر عام 2015، وسيطروا على مناطق لا يقطنها الأكراد ولا مزاعم تاريخية لهم فيها؛ وذلك في إطار سعيهم لتحقيق تواصل جغرافي يُمكّنهم من إعلان إقليم فدرالي على أساسٍ جغرافي، أو على أساسٍ ديموغرافي، مثلما أعلن صالح مسلم”.

هل أن روسيا تدخلت ضد ما تسمى المعارضة؟, أم ضد داعش تحديداً وعملاء تركيا؟. عجبي, هل أنت حقاً أكاديمي!. كان عليك أن تقلب صفحات التاريخ قبل أن تقول مثل هذا الكلام الماسخ. أ بمثل هذه الأكاذيب الرخيصة تريد أن تناصر أولياء نعمتك!. أرجو من القارئ الكريم, أن يعذرني عن الإطالة لأن هذه الجزئية تحتاج إلى شيء من التفصيل, حتى أضع أمام هذا الملفق وغيره من الأفاقين القرارات التي أصدرتها السلطات السورية العنصرية المتعاقبة ضد الشعب الكوردي في غربي كوردستان. ألم تصدر الحكومة السورية عام (1974) قراراً يحمل رقم (521) صادر عن حزب البعث أقر فيه ما سمي بالحزام العربي العنصري, الذي أفرغ المناطق الكوردية من سكانها الكورد بطول (350) كيلو متر وبعرض (15) كيلومتر أي: ثلاث أرباع مساحة فلسطين التي هي عبارة عن الضفة والقطاع كما يزعمون.  ومن ثم جاء بالعرب واستوطنهم في تلك المناطق التي أفرغت من سكانها الكورد؟. الآن يأتي قزم مثل الكاتب المشار إليه ويزعم أن تلك المناطق لا يقطنها الكورد. وقبل هذا بعقد أجرى النظام العفن الإحصاء الاستثنائي في محافظة الجزيرة (حسكة) وسحب بموجبه الجنسية السورية من (150,000) ألف كوردي, وادعى أن هؤلاء اجتازوا الحدود بطريقة غير شرعية, وسكنوا في هذه المناطق, لكن النظام نسي أن من يجتاز حدود بلد آخر يقدم للمحاكمة, ولم يسمع العالم أنه قدم أحد هؤلاء الكورد إلى المحاكمة بسبب اجتيازه الحدود المصطنعة, وهذا يكشف كذب وزيف ادعاءات النظام العنصري. ثم إذا هم غير سوريين لماذا أعادت لهم جناسيهم بعد أربعة عقود بمرسوم تشريعي حمل رقم (49)!!. لو جاءوا من تركيا كما زعم النظام, لماذا لم يعدهم إلى البلد الذي جاءوا منه بعد أن سحب جناسيهم السورية!!. أليس هذا الأسلوب هو السائد في العالم, حيث يعاد المهاجر غير الشرعي إلى بلده!!. دعك من النظام السوري, لو جاءوا من تركيا كما زعم النظام السوري الكذاب, وبعد أن سحب منهم جناسيهم السورية, لماذا بقوا أربعين سنة دون وثائق في بلد ليس بلدهم!!. أليس من الأصوب أن يعودوا إلى البلد الذي هم مواطنين فيه وهو تركيا!!. هل هناك شخص يتحمل أن يعيش أربعين سنة دون وثائق وهو غريب في البلد, بينما بلده يبعد عنه شمرة عصا!!. هل الغريب خلال سنوات قليلة يصبح رئيس أركان الجيش في البلد!! ألم تسحب السلطات السورية جنسية توفيق نظام الدين الكردي الذي كان رئيساً لأركان الجيش السوري. هل عرفت الآن أنك والنظام السوري ومن على شاكلتكما كذاب وملفق ومدلس؟؟. لكي لا أطيل دعني أقدم لك قراراً قرقوشياً واحداً من بين عشرات القرارات العنصرية المجحفة بحق الكورد أصدرها السلطة العنصرية المقيتة في سوريا ضد الشعب الكوردي, حتى تعرف مدى الظلم والقهر الذي وقع على الشعب الكوردي على أيدي العنصريون العرب. القرار رقم /2123/ن وزير الإدارة المحلية بناءاً على قانون التنظيمات الإدارية رقم /496/  تاريخ 21 12 1957, وقانون الإدارة المحلية رقم 15 11 1971 والمتضمن إحداث وزارة الإدارة المحلية, وقرار المكتب التنفيذي لمجلس محافظة الحسكة رقم /36/ بتاريخ 10/2/ 1998, وموافقة المديرية العامة للآثار والمتاحف بكتابها رقم /502/ 5/ص تاريخ 28 /1/1998. قرر مايلي: مادة -1- تستبدل أسماء /97/ سبعة وتسعون قرية في محافظة الحسكة بالأسماء الجديدة المناسبة وفق الآتي: گری رش إلى تل أسود. ترجموا الاسم من الكوردية إلى العربية, ثم قس جميع الأسماء التي شملها التغيير على هذه الطريقة الكريهة. لدية أكثر من (1000) اسم كوردي تم تغييره إلى العربية, ألا أني لا أنشرها هنا تجنباً للإطالة,أما إذا يريد الكاتب أو غيره ممكن ننشره له بالتفصيل مع القرارات العنصرية, التي صدرت من جانب الحكام العنصريون الأراذل.

ثم يقول:”على خلاف وضعهم في العراق، لا يقطن أكراد سوريا منطقةً جغرافيةً محددةً، بل يتوزعون في مناطق واسعة من الجزيرة السورية التي استقطبت في مطلع القرن الماضي آلاف اللاجئين الأكراد الفارّين من تركيا بعد تمرّد الشيخ سعيد بيران عام 1925 “.

 يقال أنه أكاديمي! والأكاديمي لا يتكلم بدون وثيقة يدعم بها ادعاءاته, خاصة إذا تحدث عن تاريخ يسبق ولادته؟. كما مدون في الانترنيت أن الكاتب من مواليد عام (1956) ويتحدث عن ثورة الشيخ سعيد بيران التي قامت في شمالي كوردستان عام (1925) أي: يسبق ولادته بـ31 سنة إذاً! من أين جئت بهذه المسرحية! ألم تعرف لا تاريخ من دون وثيقة؟. لو عندك وثيقة عن هذا الموضوع قدمه للقراء لكي يطلعوا عليه. كان النظام السوري أشطر منك, لو كان لديه مثل هذه الوثيقة لنشرها في جميع وسائل الإعلام حتى يعطي الشرعية لجريمته النكراء ضد الكورد. أنت فقط تدعي, ولم تحترم الشهادة التي تحملها والجهة التي تنشر فيها. نحن أعلاه وضحنا لك كيف تم تشتيت الكورد في غربي كوردستان من قبل الحكومات المتعاقبة على دست الحكم في الكيان السوري, وهو الذي جعل أنفاراً مثلك يجتروا, بأن الكورد لا يقطنون منطقة جغرافية محددة. آه, حقاً لم نرى مثلكم وأعني أنتم… لولا الكورد لكنتم في خبر كان, ألا أنكم نسيتم كل شيء وتماديتم في عنصريتكم وغيكم, وعضيتم اليد التي أحسنت إليكم و أنقذتكم من الهلاك. أنا عندما أعدك ضمن العرب بناءاً على مزاعمك بأنك عربي, وألا كما قلت أعلاه أنكم ممكن تكونوا أي شيء ألا عرباً.

وفي فقرة أخرى يتحفنا الأكاديمي المحترم:” وبلغ عدد المُهجّرين الأكراد إلى الجزيرة السورية خلال الفترة 1925 – 1943 نحو 130 ألف نسمة، أنشؤوا فيها مجتمعاً محليّاً يختلف جذريّاً عن “بنية المجتمع الكردي السوري التاريخية الشامية، والمندمجة في دورة حياة البلد، مثل الأكراد الأيوبيين في دمشق”.

لاحظ عزيزي القارئ, بعد أن زعم ما زعم في الفقرة أعلاه, شعر أنه في ورطة, إذا ينفي وجود الكورد في (سوريا) فلذا يحاول في هذه الفقرة, أن يختصرهم بالكورد الأيوبيون, كأن جيش (صلاح الدين) اقتصر على الكورد الأيوبيون فقط!! الذين استعربت غالبيتهم, ألا أن الكاتب كالعادة يزعم أنهم اندمجوا في دورة حياة البلد. يا ترى لماذا عرب إسرائيل لا يندمجوا في دورة حياة إسرائيل!!. أ هذا هو رد الإحسان الكوردي!! بهده الخباثة والنذالة والخسة!!. لا أدري ماذا يكون رد فعلك إذا نحن الكورد نطلق على الضفة الغربية الاسم العبري يهودا وسامرا, وهو الاسم الصحيح, ونقتصر الوجود الفلسطيني في قطاع غزة وحوله كما جاء في التوراة. كي لا ننسى, حتى أن القرآن, قال في بعض آياته أن إسرائيل ملك صرف لليهود كما جاءت في سورة المائدة آية (21):” يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين”. يقول المفسر (قتادة) (680- 736م)  في تفسيره لهذه الآية: إن هذه الأرض التي منحها الله لليهود هي الشام. ويقول (السدي) هي أريحا، وقيل إن الأرض المقدسة هي: دمشق وفلسطين وبعض الأردن”. لو كنتم حقاً مسلمون أو أهل كتاب كما أنت طبقوا ما جاء في القرآن أو في كتبكم الدينية؟. بهذه المناسبة أقول, كنت أول من كتب مقالاً عن هذا الموضوع,و بعدي نشر مقالي بأكثر من سنة عمل قناة مسيحية تبشيرية حلقة أو حلقتان عن الموضوع, ولم يشر فيها إلى اسمي!!. ومرة أخرى كتبت مقالاً آخراً بحلقتين, رديت فيه عن بعض الأخطاء التي قاله مقدم برنامج آخر وضيفه في ذات القناة عن الكورد وبعد أن مضى أسبوعين على مقالي اقتبس كلاماً مما قلته في المقال لكنه لم يشر إلى المصدر الذي استقى منه تلك المعلومة وهذا يعتبر تجني على المهنة الإعلامية.

يقول الأستاذ الأكاديمي:”لذلك اعتمدت الحكومات السورية، في العهد الوطني، سياسة مراقبةٍ حذرةٍ في تسجيل المهاجرين، وقامت حكومة خالد العظم بإحصاء استثنائي في محافظة الحسكة في تشرين الأول/ أكتوبر 1962، استند إلى سجلات قيود الأحوال المدنية قبل عام 1945، واشترطت تلك الحكومات أن يكون المواطن مقيماً في سوريا منذ ذلك الوقت، فسجّلت 85 ألف مقيم في محافظة الحسكة، وجرّدت 25 ألف نسمةٍ جنسيتَهم”.

حقاً “إذا لم تستح فاصنع ما شئت” وحقاً أن العنصرية تعمي البصر والبصيرة, وتضع على عيني حاملها نظارة سوداء قاتمة لا يرى الأشياء بألوانها الطبيعية الزاهية. نسي الأستاذ, أنه قبل قليل قال أن الكورد جاءوا إلى سوريا بعد إخماد ثورة شيخ سعيد عام (1925) والآن يقول أن الحكومة في إحصاء الاستثنائي لمحافظة الحسكة عام (1962) اشترطت على الكوردي أن يكون مقيماً في سوريا منذ عام (1945) السؤال هنا, إذا هم جاءوا عام (1925) هرباً من البطش التركي, يعني أنهم وجدوا في سوريا قبل التاريخ الذي حدده النظام بـ20 سنة فكيف يسحب منهم جناسيهم السورية!!.

ويضيف:”وقد استقر أغلب أكراد سوريا على طول الحدود مع تركيا في ثلاث مناطق متباعدة عن بعضها هي المرتفعات الشمالية الغربية حول عفرين، وعين العرب في الشمال، والجزيرة في الشمال الشرقي”.

لاحظ السموم التي تخرج من جوفه. لما لا تقول لنا أين استقرت القبائل العربية حين خرجت من جزيرتها القاحلة رافعة سيفها البتار؟, هل كانت سوريا والعراق ولبنان ومصر وشمال افرقيا عربية آنذاك؟؟, أم استوطنها الأعراب بحد السيف؟!. بخلاف العرب والأتراك,أن الكورد في عموم كوردستان ليس هناك تاريخاً يتحدث عن نزوحهم لأية بقعة من كوردستان, وهذا يدل على أنهم ليسوا من الشعوب النازحة كالعرب والأتراك. إذا جاء الكورد البارحة إلى المنطقة, من سمى مدينة آفرين التي عربتموها إلا عفرين, ورغم هذا لا تعني شيئاً في لغتكم الجامدة. ومن سمى كوباني التي عربتموها إلى عين العرب؟ من انفقست عينكم التي في وجوهكم؟ .

يقول هذا الإسرائيلي:”ويفصل كانتون الجزيرة، الممتد بين المالكية ورأس العين، برزخ سكاني عربي واسع على امتداد 130 كيلومتراً عن الكانتون الكردي الثاني الواقع في عين العرب، تتوسطه مدينة تل أبيض ذات الأغلبية السكانية العربية”.

طبعاً المالكية اسمه الكوردي قبل تعريبه هو “ديريك” ورأس العين اسمه كان “سَري كاني”. لقد أسلفنا أعلاه, كيف استحدث هذا البرزخ العربي اللعين بحراب المحتلون؟. جاءت في الموسوعة الحرة, أن العرب والتركمان يشكلون 30% فقط من سكان تل الأبيض؟؟.

وقد بدأ القوميون الأكراد يتداولون مصطلح “روج آفا” (أي كردستان الغربية) مؤخراً للدلالة على مناطق سيطرة الأكراد السوريين؛ وذلك في محاولة للالتفاف على وجود الأغلبية العربية بين مناطقهم، بوصفها جزءاً من “كردستان الكبرى”، علماً أنّ مصطلح “كردستان الغربية” لم يَرد له ذكرٌ في أرشيف الحركة القومية الكردية قبل أن يبدأ “الاتحاد الديمقراطي” استخدامه في الفترة 2003 – 2004″.

بشرفك أنت أكاديمي تقول مثل هذا الكلام الأجوف؟, لا يا عزيزي أن اسم “روج آفا” لا يعني كوردستان الغربية, بل يعني غرب كوردستان, لأن هناك فرق شاسعاً في المعنى بين الصيغتين. لا أيضاً, ليست للدلالة على مناطق سيطرة الكورد, بل أن اسمه هكذا غرب كوردستان. من يلتف على من!!. هل الكورد استوطنوا المدن والمناطق العربية أم العكس هو الصحيح؟!. لما لا تخجل, البارحة, عندما بنوا سد الفرات جاءوا بآلاف مؤلفة من عوائل البدوا وأسكنوهم في مناطق الكورد بعد أن طردوا منها أصحابها الشرعيين وهم الكورد. البارحة أيضاً أصدروا قرار الحزام العربي العنصري. البارحة أيضاً أجروا الإحصاء الاستثنائي في الحسكة بالضد من الكورد. يا هذا قليلاً من الحياء إن وبقي شيئاً منه عندكم. يا أستاذ, لا توجد عندنا كوردستان كبرى وصغرى, نحن لسنا مثلكم, لا توجد عندنا أكذوبة كالوطن العربي الكبير, أو العالم العربي, أن وطننا يا سيد, اسمه كوردستان بدون كبرى ووسط ى وصغرى, أما الأجزاء التي قطعت عن بعضها فنشير إليها بموقعها الجغرافي, فلذا منذ زمن بعيد نقول عن الجزء المحتل من قبل سوريا غربي كوردستان, لأنه ضمن الجزء الغربي من كوردستان, وكذلك حال بقية الأجزاء الأخرى المحتلة. صدقوني أن الكاتب الذي نحن بصدد الرد عليه إنسان كذاب, لأني لا أستطيع أقول أنه جاهل. يزعم أن مصطلح غرب كوردستان بدأ استخدامه في عام 2003 – 2004. أنا الآن أمامي  نشرة حقوق الإنسان الكوردي بقلم الدكتور (پيري شاليار) عنوانه “كردستان الغربية بين مطرقة الإرهاب السياسي وسندان الشوفينية” مدون في صفحتها الأولى طبع عام (1992) على الأقل (11) سنة قبل التاريخ الذي أنت حددته. أ تلاحظ يا أستاذ أن الكاتب مثلك وقع في مطب حيث كتب “كردستان الغربية” وهي غير صحيحة عليك أن تقلبها حتى تصبح غربي كوردستان.

إقرأوا معي كذبة أخرى للأستاذ:”على الرغم من أنّ تل أبيض لم تظهر في الخرائط الكردية إلا مؤخراً، إذ ظهرت أوّل مرة في خريطة نوري بريمو أحد قادة حزب الاتحاد الديمقراطي. وقد شملت هذه الخريطة كامل الشريط الشمالي لسوريا الممتد بمحاذاة الحدود التركية من المالكية شرقاً، حتى لواء إسكندرون غرباً (محافظة هاتاي التركية)”.

صدقني في هذه الجزئية أيضاً لم تكن موفقاً, لقد وقعت في حبائل أكاذيبك. إن (نوري بريمو) ليس أحد قادة حزب الاتحاد الديمقراطي كما تزعم, هو أحد قادة حزب الديمقراطي الكردي (البارتي) الذي تأسس عام (1957) بينما حزب الاتحاد الديمقراطي تأسس عام (2003). أما من حيث الخرائط التي تضم المناطق الكوردية في كوردستان, أنصحك ابحث جيداً في الخرائط, ومن ثم أطلق العنان للسانك حتى يسطر الكلام على عواهنه و كيفا يشاء. في فقرة أخرى, التي ليس فيها شيء حتى نرد عليه سوى في جزء منها حيث يقول أن روسيا وأمريكا شجعتا حزب الاتحاد الديمقراطي على إعلان الفدرالية, مع أن العالم جميعاً سمعوا ورأوا من خلال وسائل الإعلام أن روسيا وأمريكا وبلدان الغرب الخ لم تقبل بالفدرالية المعلنة في غربي كوردستان, مع أن أمريكا نفسها أقامت فدراليتها بحراب البنادق التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين. وروسيا ورثت الفدرالية من تركات الاتحاد السوفيتي السابق.

يستمر الأستاذ في سرد الحنجل والمنجل قائلاً:” وإذ يحاول الحزب استغلال الأوضاع الصعبة التي تمرّ بها سوريا وسط التدافعات الإقليمية والدولية؛ لتحويل مطالب الأكراد السوريين من مطالب خاصة بحقوقهم الديمقراطية الثقافية والإدارية التي لا يختلف أكثر السوريون عليها اليوم – وخصوصاً أنّ الظلم وقع على الجميع في عهد النظام الزائل – إلى مطالب فدرالية قد تكون مقدّمة للتقسيم، فإنّ عليه أن يتجاوز مسألتين أساسيتين؛ أولاهما التعامل مع الوجود الديموغرافي العربي الكثيف في الخريطة الكردية المنشودة، وهذه المهمّة تبدو لنا صعبة التحقيق، زيادةً على تكلفتها التي قد تكون متمثّلة بمواصلة التطهير الإثني ضدّ العرب”.

يا هذا, لماذا أنتم في الضفة والقطاع لا تطالبون بحقوق ثقافية من إسرائيل؟!. لماذا مواطنوا الصحراء الغربية وهم عرب كالمغاربة؟, لماذا لا يرتضوا أن يعيشوا ضمن مملكة المغرب؟!. لماذا مواطنوا اليمن الجنوبي يرفضون العيش مع اليمن الشمالي؟!. لماذا مواطنوا ظفار يرفضوا العيش مع سلطنة عُمان؟!. لماذا كل شيء عليكم حلال وعلى غيركم حرام!!. حقاً أنك غشيم, ما هي السياسة إذاً؟, إذا لا تستغل الظروف المؤاتية؟. من أين جئت به أن مطالب الكورد في غربي كوردستان مطالب ثقافية وإدارية, وهل العربي يفهم مثل هذه الأمور حتى تعيش معه في حقوق ثقافية؟. مثل هذه الحقوق, ممكن يطالب بها أحد في السويد في ألمانيا أو في أي بلد أوروبي آخر, أما أنتم… لا تفهموا مثل هذه الأمور ولا تستسيغونها, كويت بلد مستقل وعضو في الأمم المتحدة ألغاها المقبور صدام حسين من الوجود وضمها إلى كيانه المتهرئ. ثم من قال لك أن ظلم النظام وقع على الجميع؟, عندما كان الكورد يعانون من الفاشية العربية كانت الشرائح السورية تقف على الأرصفة وتنظر كيف يصيد قوات الأمن أبناء الشعب الكوردي بدم بارد. إن هذه النغمة الشاذة نسمعها في العراق أيضاً, بأن صدام حسين وزع ظلمه على الجميع سواسية, أنهم بهذا يريدوا يقللوا من الظلم والتعسف الذي وقع على الشعب الكوردي, الذي ضرب بالكيماوي وأنفل وهجر إلى إيران ودمرت خمسة آلاف قرية من قراه في جنوب كوردستان, الخ الخ الخ.

في الفقرة التالية يزعم الأستاذ:” وثانيتهما مرتبطة بمعارضة أكثر السوريين لأيّ محاولات لتقسيم بلادهم، ما يعني أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي، والقوى القومية الكردية التي تلفّ لفّه، بصدد تقديم وصفة لصراع عربي كردي طويل لن تكون الأزمة الحالية، من دون شكّ، سقفَه الزمني. وإذا أضفنا إلى ذلك وجود معارضة إقليمية قوية لأيّ مشروع انفصالي كردي، فضلاً عن معارضة مختلف الأطراف السورية له، فإنّ أمل نجاح هذا المشروع يغدو ضئيلاً، حتى لو توافرت له إمكانات الدعم الدولي (روسي- أميركي) وأيدته معادلات القوة القائمة حاليّاً؛ لأنّ الجغرافيا هي الأمر الثابت الوحيد في السياسة، في حين أنّ القوة متغيرة”.

عن أي تقسيم تتحدث يا سيد عزمي. إن المواطن السوري العربي هو حر كيفما يفكر ويريد. الأجدر بالمواطن السوري أن يفكر قليلاً بجولانه التي لفه النسيان, لا أن يؤمن بحدود مصطنعة أوجدها الاستعمار البغيض, عندما وضع جزءاً من الوطن الكوردي داخل الكيان السوري قسراً. نحن يا عزمي لا ننفصل عن الكيان السوري, نحن نستقل عنه, لأننا لسنا جزءاً منه حتى ننفصل عنه, إذا ننظر إلى الأمور وفق أهوائك… يجب علينا أن نقول, أن سوريا تريد أن تفصل جولان عن إسرائيل؟؟. نعم يا أستاذ, أن القوة متغيرة, وكان العرب أقوياء في القرون الماضية, عندما كان الفكر في إجازة والسيف المهند البتار مسلطاً على الرقاب. أما الآن, في عصر العلم والتكنولوجيا, خرجوا نهائياً من التاريخ, بسبب عدم قدرتهم على مواكبة الحضارة والتكييف مع متغيرات العلم الحديث, التي تعتمد على قوة الفكر الإيجابي, وليست على السلوك الإجرامية المنحطة؟.

في الجزئية الأخيرة يقول الدكتور عزمي بشارة:” لقد كانت نقطة الضعف الكردية منذ بداية القرن متمثّلةً باستغلالها من جهة قوًى دولية في صراعاتها في الشرق الأوسط قبل التخلي عنها عند أول منعطف؛ ولذلك ينبغي عدم الاعتماد على ذلك اللقاء الأميركي – الروسي في دعم حزب قومي كردي متطرف لمحاربة داعش. وفي المقابل، تكون المواطنة الديمقراطية هي الضامنة لحقوق العرب والأكراد في سوريا، ولكن لا يجوز انتقاد الأكثرية العربية بسبب أيديولوجيةٍ قوميةٍ لأحزاب حاكمة عاناها العرب وغيرهم، ولا يجوز كذلك الإصرار على صيغة أيديولوجية متطرفة من جهة القومية الكردية والتخلّي عن الوطنية السورية. فهذا ممّا لا يصلح أساساً لتعايش عربي – كردي في إطار مواطنة سورية ديمقراطية شاملة. وإنّ هذه المواطنة هي الخيار الوحيد البديل من حربٍ مستدامةٍ يخسر فيها الجميع”.

 يا هذا, لو كان الكورد أداة بأيدي القوى الدولية المتصارعة لأسسوا لهم دول قومية؟, كما فعلوا مع العرب. ألم يعلنوا العرب “الثورة العربية الكبرى” ضد الخلافة الإسلامية بإيعاز ودعم من بريطانيا؟, وقصة ذلك البريطاني المدعو “توماس إدوارد لورنس” المعروف بـ”لورنس العرب” معروفة للعالم أجمع. أدناه صورته مع العميل البريطاني فيصل بن الحسين وثلة من العملاء الآخرين الذين كانوا خدام مطيعين للتاج البريطاني, وهم كل من نوري السعيد, ورستم حيدر, والدكتور احمد قدري, وفائز الغصين.

حقاً أن الكاتب متمكن في حبك القصص, تماماً كتلك العمالة, التي قام ويقوم بها العرب إلى اليوم, لكن الأستاذ جاء وألصقها بالشعب الكورد, حيث غير الاسم من العرب إلى الكورد. نسي أو تناسى مقاومة الكورد وقيامهم بعدة ثورات في أجزاء كوردستان ضد الاحتلال البريطاني الفرنسي. هل نسيت ثورة الشيخ (سعيد بيران) في شمالي كوردستان, الذي دعا إلى عودة الخلافة الإسلامية؟. وثورة شيخ محمود الحفيد في جنوب كوردستان ضد البريطانيين في ما يسمى العراق, وكان العرب في العراق مرتزقة مع الجيش الاحتلال البريطاني عندما هجم الجيش البريطاني على الأرض وطائراتها في الجو تقصف عاصمة مملكة جنوب كوردستان سليمانية. وفي مصر من قتل عام (1800) الجنرال الفرنسي “كليبر” بالخنجر الكوردي,أليس سليمان الكوردي المعروف بسليمان الحلبي أيضاً؟. وماذا قال جنرال “هنري غورو” عندما احتل دمشق وزار قبر (صلاح الدين الأيوبي), ألم يقل: ” ها قد عدنا يا صلاح الدين”. عن ماذا يدل هذا الكلام الكبير الذي خرج في لحظة اللا وعي من فم ذلك القائد؟. أليس الاستعمار الغربي هو الذي أنشأ دولاً لكم في مصر وسوريا والعراق ولبنان والأردن الخ لأنكم كنتم خدماً مطيعين عند دول الاستعمارية (الكافرة) الآن تريد أن تلصق هذا الوصف الكريه المخزي بالشعب الكوردي البطل الذي تجاوز خيانتكم وقارع الاستعمار, وبسبب هذه المقارعة الشجاعة حقدت عليه الدول الاستعمارية الغربية ومزقت وطنه إلى أشلاء. ماذا نقول غير,” أسفي على الدنيا التي تموج بظلمها … ذلت عزيزاً واصطفت أوغادا … فكفرت بالعدل الذي يرجونه … والجرم قد غطى الدنا أبعادا”. لا أريد أن أسرد جميع الأعمال البطولية التي قام بها الشعب الكوردي ضد الاستعمار الغربي في الشرق الأوسط, لأننا حينها نحتاج إلى تدوين كتاب, وليست عدة صفحات للرد على هذا المدلس الذي لا يحترم قلمه. أدناه صورة الأمير “فيصل بن حسين مع حاييم وايزمان”  رئيس الحركة الصهيونية التقطت سنة (1919) الذي نصبه الغرب واليهود ملكاً على العراق، بعد أن خان والده الشريف حسين وطعنه من الخلف  وارتمى في أحضان الصهيونية، وعقد معهم اتفاقية عرفت باتفاقية “فيصل وايزمان حول فلسطين”

أدناه صورة لرسالة كتبها مؤسس المملكة العربية السعودية بخط يده وعليها ختمه الشخصي، وهذا نصها:” أنا عبد العزيز ابن عبد الرحمن الأفصل السعود اقر واعترف ألف مرة للسير (برسي كوكس) مندوب بريطانيا العظماء لا مانع عندي من أعطا فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم وكما تراه بريطانيه التي لا أخرج عن رأيها حتى تصبح الساعة”. أدناه صورة  لصفحة الوعد العربي الشهم, الذي أعطاه الملك عبد العزيز للبريطانيين عن فلسطين و ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين فيها!!. ” هذا طينك يا الله يموت بي العمر , ويشتعل الكبريت , جنوناً , هذا طينك قد كثرت فيه البصمات, وافسق فيه الوعي سنين”.

أدناه أمير القطر, الإمارة التي تستضيف الكاتب وتغدق عليه بنعمها وهو يصافح الرئيس الإسرائيلي, التي لا علاقة رسمية بين دولتيهما!!.

هناك مئات بل آلاف الصورة والأفلام التي تدينكم كعملاء للنازية و للغرب والأمريكان واليهود, تأتي الآن أنت الصعوك وتطول لسانك المتدلي على نعال ذلك الأمير الغلام على أسيادك الكورد, الذين لولاهم لكنتم الآن في خبر كان, اخجلوا, المطلوب منكم قليلاً من الحياء فقط يا فاقدي الحياء.

أدناه رئيس وزراء العراق القومي العربي رشيد عالي الكيلاني يصافح رعيم النازية أدولف هتلر

أدناه خارطة لغرب كوردستان الذي يشكل جزءاً مكملاً لبقية أجزاء كوردستان وطن الكورد, الذي جزأه الاستعمار الغربي وألحقه بكيانات هزيلة أنشئها لعملائه خدمة لمصالحه الأنانية .

محمد مندلاوي

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *