عسى ان تنفع الذكرى / بقلم عصمت رجب

تدور الايام وتتقلب المواقف وتأخذ منحيات اخرى معاكسة لما رسم لها او تم الادعاء بها من قبل من كانوا يوما مع الحق وهم بحاجة الى مكان يأويهم وينظمهم ويجعلهم يطالبون بحقوقهم وحقوق شعبهم….. فقبل 2003 كان الاحزاب والتجمعات والاشخاص المعارضين لسياسة الحكومة حينها تجتمع وتعيش وتنظم نفسها لتقاتل الدكتاتورية من  جبال كوردستان وكان للجميع ايديولوجيات وافكار استندوا عليها من اجل مقارعة الدكتاتورية ، وكانت جميع تلك الافكار والايديولوجيات تصب في خدمة الشعب وتحقيق حقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية وتحقيق المصير … واستمر الحال سنوات طويلة الى حين جاء الفرج وتم التخلص من النظام الدكتاتوري الذي كان جاثما على صدور الشعب خمسة وثلاثين عاما ، واستلم من كانوا يطالبون بحقوق الشعوب الذين كانت تصب ادبياتهم بمجملها في تلك الحقوق الموثقة دوليا من حيث الحريات الشخصية والتعددية والحرية وتقرير المصير ورفض الانفالات والقتل الجماعي والابادات والتهجير وانتقال السلطة بالاساليب الديمقراطية السلمية ( والخ ) من المثاليات السياسية التي كانوا يدعون بها ايام المعارضة وانقلبوا عليها بعد تصديهم للعراق الاتحادي الحر…

الغريب بعد استلامهم للسلطة في بغداد تغيرت مواقفهم وخصوصا تجاه من اواهم ونظمهم وساعدهم وحما عوائلهم واعراضهم وخطط ومهد وناضل وقدم التضحيات من اجل التخلص من ذلك النظام الدكتاتوري ، وباتوا يتصرفون بتسلط ودكتاتورية فاقت اعتى دكتاتوريات العالم  ، حيث لم يعرف يوما حكومة تقطع قوت شعبها ولم يعرف يوما حكومة تتفق  مع الغريب لقتال شعبها.

 لكن اليوم نرى الكثير من ابناء معارضة الامس مجتمعين يقودهم قائد ضرورة جديد طالب بولاية ثالثة لحكم العراق لكن لم يحصل عليها، وهو يغدق عليهم اموال مسروقة من الشعب من اجل معادات كوردستان وجبالها وشعبها وقيادتها كونهم في كوردستان طالبوا باحدى اهم الادبيات التي كانت المعارضة توافقهم فيها ايام النضال السلبي وتدعمهم من اجلها وتطالب هي نفسها بها وهي حق الشعب الكوردي والكوردستاني في تقرير مصيره ، مع مخالفتهم للادبيات الاخرى التي تمثلت بالحرية والحفاظ على الاموال العامة ومحاربة الفساد وترسيخ السيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية وحقوق المكونات ، كما انهم خالفوا الدستور عندما عارضوا بالقوة تشكيل اقاليم في صلاح الدين والبضرة والرمادي وما كانت قيادة عمليات دجلة المشكلة في صلاح الدين الا احدى الطرق التعسفية التي ضربت الدستور عرض الحائط ليقاف مشروع اقليم صلاح الدين ، كما ان السياسات الخاطئة التي مورست في الحكم على العراق ، حولت بغداد إلى سجن رهيب يقتل ويهجر وهي من أوسخ عواصم العالم وتحول العراق إلى بلد الفرهود فى الفساد والغش والقتل والإبادة.

الآن افتضح أمرهم بإقصاء السنة والكورد واعتراف الجميع بدكتاتوريتهم من وحتى الشيعة من غير حزب الدعوة، فمن العار أن يمثل الشيعة من يسرقهم ويحرمهم أبسط حقوقهم والإمام على والإمام الحسين وأئمة أهل البيت براء من الظالمين الفاسدين، وهاهى مناطقهم حتى الشيعة منهم مسحوقة محرومة وأكثرهم تحت خط الفقر والأكثرية الصامتة من الشيعة والشعب مظلومون مقهورون.

فعودوا الى رشدكم واتبعوا ادبياتكم الحقيقية لتثبتوا مصداقيتكم .

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *