ضياع الحقوق بين دكتاتور و دكتور

حيّا عمّا كلدايا

عامر حنا فتوحي

الضعيف لا يمكن أن يسامح أبداً، لأن التسامح من شيم الأقوياء… ماهاتما ﮔاندي

الحق أقول: أنني كنت بصدد كتابة موضوع يخص أهمية إستيعاب الأخوة الكورد شعباً وقادة سيساسيين أهمية التضامن الفعلي والعملي مع المهجرين من أهلنا سواء كانوا من المسيحيين أو الأطياف العراقية الأخرى، لكن القرار المتعجل وغير الموفق الذي أصدره غبطة البطريرك ساكو بحق الأب الفاضل بيتر لورنس جعلني أرجيء كتابة الموضوع لأهمية التصدي إلى هكذا توجهات تهدم ولا تخدم إلا الأجندات التي لا تريد الخير لأمتنا الكلدانية والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المقدسة.

إبتداء أدعو غبطته لأن يتحلى بالشجاعة من ناحية وبروحانية موسم الميلاد المجيد من ناحية أخرى فيجيبني على الأسئلة التي أوردها في موضوعي هذا، دون إعتماد أسلوب صديقه كنّا المعروف عنه بأنه يجيد الرقص على مائة حبل مرة واحدة. غبطته يقول بأنه صريح ووديع وشجاع وأنا أريد أن أصدقه، لكن ربنا يقول (أفعال لا أقوال)، لأنكم من ثمارهم تعرفونهم. وثمار غبطته تدعو للعجب العجاب!

فهل يعقل أن يصغي غبطته وهو بهذا العمر والمكانة الروحية الرفيعة للنميمة والنمامين، وهل يعقل أن يكون غبطته الحاصل على شهادة الدكتوراه ضيق الصدر قاس الألفاظ بطريقة لا تليق حتى بمن هم بعمره من عامة الناس، وهل من المعقول أن يطلق على الكهنة عبارة (مرتزقة) مع أنه رئيسهم، فإن كانوا هم (مرتزقة) وكان ساكتاً عن (إرتزاقهم المزعوم) لما يزيد على العام فما هيّ الصفة التي يمكن أن تنطبق عليه؟

وإذا كانوا هؤلاء مرتزقة فماذا يسمي أحبابه ومريديه من المحيطين به، من يونادم كنّا وسركون صليوا إلى رعد كججي ومن لف لفهم من المساهمين في ذبح المسيحيين ونهب العراق؟

مشكلة غبطته أن لا رحمة في قلبه إلا لمن يصفق له، وليس من طبعه إلا أن يسمع صوته وصداه، ولا ينام إلا على الجانب الذي يريحه هو حتى وإن آذى ذلك الآخرون، أما مشكلة مشاكله فهي أنه جيء به (لكي يكحلها فعماها) كما يقول المثل الشعبي العراقي. أن الذي لا يجيد فن الصبر لا يصلح للقيادة، ومن يتجاوز على رؤسائه ويتآمر ضدهم خلال مشواره الخدمي ويستهين بالسدة البابوية، كيف يمكن له أن يتوقع الإحترام من مرؤوسيه عندما يصير رئيساً، ألم يقل ربنا بالكيل الذي تكيل به يكال لك.

ألم يكن غبطته قائد مجموعة مطارنة الشمال التي حاربت غبطة البطريرك الراحل دلي وأمتنعت عن حضور السنهودسات التي سعى البطريرك دلي لإقامتها دونما جدوى، ألم يكن هو من يتحدث ويكتب عن غبطة البطريرك دلي بإستهانة ويصفه بأبشع الأأوصاف مع أنه كان وقتذاك مطراناً في كركوك، بينما كان غبطة البطريرك دلي علاوة رئاسته للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المقدسة كاردينالاً عضواً في مجمع الكرادلة الفاتيكاني. وبالتالي أليس غبطته هو من يلمح اليوم في تصريحاته الغريبة التي يستهين بها بالسدة البابوية بأنه (لا يكترث) بقرارات الفاتيكان التي لا (تهمه) ولن تؤثر على قراراته الشخصية؟!

ترى ماذا سنصدق ومن يمكننا أن نعول عليه في ساعة الشدة هذه التي نحن أحوج ما نكون فيها إلى معلم حكيم وراع صالح؟

الحق أنا شخصياً لن أضع بيضي في سلة غبطته المعروف عنه سرعة الغضب وعدم السيطرة على ما يتفوه به أو يكتبه، لأنني لا أعرف متى سينفجر غضباً ويلقي بالسلة (المؤسسة الكنسية) في عرض الشارع فيضيع الأخضر واليابس، لا لسبب إلا لأن غبطته (للأسف الشديد) لا يعرف كيف يتمالك أعصابه أو يتعامل مع التحديات بحكمة؟!!

جواسيس غبطته وقواليه ونماميه معروفون ومكشوفون في المهجر الأمريكي، مع أنهم في الحق أشبه بتيوس تضرب قرونها في صخر. ولكي يستوعب القراء ما أذهب إليه في موضوعي هذا أحيلهم إلى الرابط أدناه الذي يذكرني بهؤلاء الذي صدقوا كذبة أنهم (قومية) فراحوا ينتقصون من الكلدان متجاهلين حقيقة أنهم من دون إنتمائهم الكلداني محض أعشاب لا جذور لها. أن مَثلَ بيان البطريركية (الأخير!) أو بالأحرى الذي صدر مؤخراً مُثل هؤلاء الذين يخترعون كذبة من أجل أن يصدقونها.

http://saint-adday.com/permalink/6867.html

مرة قال حشاش لمكبسل، عندي سيارة (موسكوفج) عتيكة أريد أبيعها بس محد ديشتريها. أجابه المكبسل: يمعود شيل علامة الموسكوفج وخلي مكانها علامة (مرسيدس). بعد أسبوع ألتقى المكبسل بالحشاش وقال له: ها بعتها؟ فأجابه الحشاش بعصبية: أنت مخبل عاقل، أكو واحد عنده سيارة مرسيدس ويبيعها؟!

أن جعبة غبطته كما يلوح جلياً، معبئة بقرارات الطرد والتوقيف التي لن تنتهي إلا عندما يخرب هذه الكنيسة المباركة ويجلس على تلها (لا سمح ألله)، وهذا لمن لا يعرف هو ما يجول في مخيلة غبطته (من ثمارهم تعرفونهم)، وهو تماماً ما يريده غبطة البطريرك وما يخطط له المقربون من غبطته، منذ أيام كركوك، لا بل منذ أيام خدمته في كنيسة الرسولين بطرس وبولص في الدورة.

للقراء الأعزاء أدرج خلاصة مجموعة القوانين (497 – 498 – 551 – 553) التي تعكز عليها غبطته لفبركة قرار (طرد) الأب بيتر لورنس دون أن يجرؤ على ذكر السبب الحقيقي لموقفه الشخصي (الإنتقامي) الجديد والذي ينتقص من مقام غبطته ومكانة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المقدسة قبل أن ينتقص من مكانة الأب الفاضل بيتر لورنس، الذي هو ليس بأكثر من (ضحية جديدة) لنوبات غضب غبطته التي على ما يبدو لا تنتهي!!!

مجموعة قوانين الكنائس الشرقية

الباب الثاني عشر: المتوحّدون وسائر الرهبان وأعضاء مؤسّسات الحياة المكرّسة الأخرى

(قوانين 410- 571)

قانون 497. البند 1 ¬ يُعتبر بـحكم القانون مفصولا عن دير المتوحّدين الراهب الذي: (1) جحد الإيمان الكاثوليكي علنا؛ (2) احتفل بالزواج أو حاول (الزواج) ولو مدنيّا فقط.

البند2 ¬ في هذه الأحوال على رئيس دير المتوحّدين المسـتقلّ، بعد اسـتشـارة مجلسه بلا تأخير وبعد جمع الادلّة، أن يُعلن الأمر الواقع ليَثبت الفصل على وجه شرعي، ويُعلِم بأقرب وقت السلطة الخاضع لها دير المتوحّدين بطريقة مباشرة.

قانون 498. البند 1 ¬ بـوسع رئيس دير المتوحّدين المستقلّ بـرضى مجلسه، أن يطرد فورا من الدير الراهب الذي يتسبّب على وجه وشيك وبالغ الخطورة في عثرة علنية أو ضرر لدير المتوحّدين، بعد أن ينزع عنه الثوب الرهباني.

البند 2 ¬ على رئيس دير المتوحّدين المستـقلّ، إذا اقتضى الأمر، أن يُـعنى برفع دعوى فصل وفقا للقانون، أو أن يُحيل الأمر إلى السلطة التي يخضع لها دير المتوحّدين.

البند 3 ¬ الراهب المطرود من دير المتوحّدين والمُقام في درجة مقدّسـة، تُـحظر عليه ممارسة الدرجة المقدّسة، ما لم تُقرّر غير ذلك السلطة التي يخضع لها دير المتوحّدين.

قانون 551. ما قـُـرّر في القـانونَين 497 و498 عن الفصـل أو الطـرد يسري على أعضاء المنظّمات أو الجمعيّات الرهبانيّة أيضا؛ أمّا السلطة المختصّة فهي الرئيس الكبير باستشارة مجلسه، أو برضى هذا المجلس إذا تعلّق الأمر بالطرد؛ وإذا كان في التأخير خطر ولم يتوفّر الوقت للاتصال بالرئيس الكبير، فبوسع الرئيس المحلّي أيضًا برضى مجلسه، أن يطرد راهبا ما، على أن يبلّغ الرئيس الكبير فورا.

الأسئلة التي لن يجرؤ غبطته (كالعادة) للإجابة عليها هيّ:

1- ما هيّ علاقة القوانين المدرجة أعلاه الخاصة بقرار طرد!!! الأب الفاضل بيتر لورنس مع أنها (لا تنطبق عليه جملة وتفصيلاً)؟ … هذا ما سأبينه في الفقرات اللاحقة بشكل واضح لا يمكن أن (لا يستوعبه) إلا الجهلاء والمتجاهلين.أن كل جريرة الأب لورنس التي أوغرت صَدْرَ غبطته وأشْعَلَهُ منَ الغيْظِ والغضب وملأه حقدًا وكراهية على هذا الأب الفاضل، وأدى بالنتيجة لأن يُشمل بواحد من قرارات (طرد!) غبطته (الإنتقامية الشخصية)، هو أنه وقف على المذبح وقال (بجرأة) ما جبن عن قوله الآخرون: (الكهنوت هو وسم أزلي)، ما لم يرتكب ذلك الكاهن جريمة ضد الكهنوت.

نعم، هذه هيّ كل جريمة الأب الفاضل لورنس في زمن (القمع البوليسي) الجديد الذي يذكرنا بزمن محاكم التفتيش أبان العهود الأوربية المظلمة التي تم فيها (تسيس المؤسسة الكنيسة)، كما في عهد الملك فيليب لوبيل عندما تعكز على محاكم التفتيش لضرب جماعة (فرسان الهيكل)، كما تشبه قرارات عهد القائد الضرورة صدام حسين الذي كان إذا قال (قال العراق) كما كان يتوهم ذلك المعتوه الذي خرب العراق بقراراته المريضة وسياسته الهوجاء ، فأهان كرامة العراقيين وأذلهم بعد عز، فما أشبه اليوم بالبارحة!

الجدير بذكره هنا بعيداً عن القرارات الخيالية التي يتعكز عليها غبطته في تمرير موقف (إنتقامي شخصي) جديد يشبه موقفه الإنتقامي السابق المتعكز على ذات الأسلوب والآلية (غير القانونية) في فصل الأب الفاضل نوئيل ﮔورﮔيس الذي أصدرته بالنيابة عن غبطته (الرهبانية الانطونية الهرمزدية الكلدانية) في السادس عشر من شهر تشرين ثاني 2014م، والذي قام سيادة المطران مار سرهد جمو الجزيل الأحترام بتجميده بكل حق وشجاعة، لذلك لا يسعني هنا إلا أن أؤكد لغبطته بأن بيانه الجديد هو (إهانة) للمؤسسة الكنسية التي يمثلها وللشعب الذي ينظر إليه كراع. كما أن (تلاعبه) بمفردات تلك المواد القانونية الواضحة والصريحة و(تحريفه) للمعنى الشرعي و(تجاوزه) على أزلية الكهنوت، لا يمكن أن تقبل به السدة البابوية أو أي عارف بالقوانين الكنسية، بل لا يمكن أن يقبل به أي أنسان سوي حي الضمير.

لعلم غبطته، فأن الأب بيتر لورنس لم يكن (راهباً متوحداً) في يوم من الأيام كما يدعي (بيان البطريركية)، لكي يتم إدراج تلك القوانين في البيان البطريركي من أجل تطبيقها عليه دونما وازع، وبعيد عن الروح المسيحية ومخافة ألله وقدسية الكهنوت.

الأب بيتر لورنس كاهن متزوج وله أطفال قبل سيامته كاهناً، حيث تمت رسامته كاهناً عام 1999م وهو متزوج، ونسب للخدمة في البصرة، وهو من الناحية القانونية تابع لأبرشية البصرة، وأن الوكيل البطريركي على كنائس الجنوب وخور أسقفها ما يزال حياً يرزق، وهو المسؤول عن الأب بيتر لورنس من الناحية الإدارية.

وللعلم أيضاً، فأن طلب (الإستئناف) الذي تقدم به الكهنة الموقوفون عن الخدمة وفقاً لقرار البطريرك الإرتجالي والإنتقامي الذي صدر في 22 تشرين الأول 2014م ، ما يزال قيد الدراسة في حاضرة الفاتيكان من قبل قداسة البابا فرانسيس، وقرار الإستئناف المقدم لهذا المرجع الأعلى ينسف ويبطل كل قرار صادر من جهة أدنى، وبضمنها قرار (د. لويس روفائيل الأول ساكو)، وذلك وفقاً للقانون الفاتيكاني 1319.

ثمة حقيقة مؤلمة مفادها هو: (أن الطغاة لا فرق بينهم)، سواء كانوا يترأسون مؤسسة دولة أو كنيسة، دكتاتورين كانوا أم دكاترة (حملة شهادة الدكتوراه) ، ذلك أنهم بغض النظر عن إختلاف ملامحهم وألوان بشرتهم، فأنهم ذات الطغاة الذين حذرنا منهم الكتاب المقدس. هتلر وصدام والقذافي وكاسترو، كلهم كانوا يؤمنون مثلما يؤمن اليوم به غبطة البطريرك ساكو بأنهم (أصيلون وموحدون ومجددون)، حتى واجهوا حكم شعوبهم كما في حالتي صدام والقذافي أو واجهوا الأمر الواقع كما في حالتي هتلر وكاسترو، فمتى سيواجه غبطة البطريرك ساكو الأمر الواقع ويفهم بأن الكهنوت (مقدس وأزلي) وبأن الكاهن هو (كاهن للأبد) ما لم ينقض عهد الكهنوت المقدس، ولا يستطيع دكتور (د.) أو دكتاتور أن يشطب ذلك الكهنوت المقدس بتصريح أو بيان أو جرة قلم.

أخيراً أعيد على غبطته نصيحتي المخلصة في عدم التسرع التي أوردتها ضمن موضوع سابق، راجياً منه كراع أن يركز على حماية رعيته المشردة في شمال العراق بدلاً من إختلاق حروب خاسرة تضعفنا وتزيد من إذلال أهلنا في العراق، كما أرجو من غبطته التأكيد على إستخدام اللائق من الكلمات في بياناته القادمة، لأن بياناته الأخيرة هذه صارت (تضحك الناس علينا) وتقلل من هيبة المؤسسة الكنسية ومن مقام غبطته. عسى أن يتعظ ويأخذ بالنصيحة هذه المرة، مع أنني أشك بذلك!

همسة أخيرة: نيتكم للدعوة إلى سينهودس قادم هدفها معروف ومكشوف (اما كهنة صالحون ورعاة مطيعون اما لا)، ونتائجه المتوقعة وخيمة على الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المقدسة والأمة الكلدانية العصية على الفناء إذا ما سعيتم لضرب حجر زاوية بيت الكلدان.

أتمنى أن يتذكر غبطته الحكمة الشعبية المأثورة عن حافر البير…، راجياً أن يكون سلام السيد المسيح ونعمته في كل عيد ميلاد مع غبطته فيقلل من غضبه وقرارته المتعجلة ويزيد من إستقلالية أحكامه وإهتمامه بالمشردين من أهلنا في العراق، وأن يبتعد قدر الإمكان عن التورط في (حروب خاسرة) جديدة، ذلك أن المقدمات الخاسرة تؤدي إلى نتائج خاسرة بالضرورة، والعاقل من يعقل!

ثوابتنا القومية الكلدانية

أسم أمتنا الرسمي هو: الأمة الكلدانية
لغتنا الأم هيّ: اللغة الكلدانية
رمزنا القومي في المحافل والمناسبات هو: العلم الكلداني
تاريخنا الكلداني الشرعي يبدأ: عام 5300 ق.م
أكيتو هو: عيد رأس السنة الكلدانية البابلية

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *